بعد أن أنتهى كلامه, عادت الانظار في الغرفة إلي, وكانت الطاقة العرضية للناس قد تركت جميع الأماكن في الغرفة وتجمعت حولي.
ضغط 130 محارب ومحاربة يكفي لسحق العظام حتى وأن كان عرضيًا, ولكني لا أزال اتحمل.
على الرغم من أن أليوس في صفي أفتراضيًا, إلا أنه لا يزال بحاجة إلى التصرف بصرامه أمام الباقيين, وعدم اظهار أي تحيز.
وحتى أن كان متحيزًا معي, فذلك فقط في قراراته, لن يساعدني بشكل مباشر أبدًا.
على سبيل المثال, كان يقدر على تبليغي هذا السؤال سابقًا لكي أجهز ردًا, ولكنه لم يفعل.
أنه لا يريد مني أن أصبح وريث العائلة لسبب شخصي منه, بل لأنه يعتقد أني أفضل من داريان,
أنه لا يريد أن يستفيد من عرش العائلة بشكل مباشر, بل يريد أن يُمسك عرش العائلة من يعتقد هو أنه مناسب.
أو أنه يريد أن يلتزم بالتقاليد ببساطة, انا حقًا لا أعلم.
بالمقارنة به, ليونيل أكثر بساطة بكثير بالنسبة لي, حيث أنه يملك سببًا ماديًا شخصيًا وراء مساعدته, مما يجعلني قادرًا على التلاعب به على الأقل.
سمعت كيليان يبتلع لعابة خلفي, كان الجو المحيط بنا مخيفًا بالتأكيد, ولكن لسبب ما.. لم أشعر بالضغط بتاتًا.
أبتسمت مُظهرًا كل الثقة التي أملكها, وتحدثت.
"لمدة شهرين في جبل الضباب, نجوت هناك بالكاد محاربًا الكثير من الوحوش, حتى أن البعض منها كان أسطوريًا. على الرغم من خطورة المكان, إلا أني قد أكتسبت أشياءً تساوي الخطورة وأكثر."
"هل تقول أنك نجوت هناك لمدة شهرين؟" سألني ألكسندر, حاولت أن انظر إلى عينيه ولكن الضغط أوقفني.
"شهرين ونصف." صححته قبل أن أكمل. "بعدها وبسبب بعض الظروف التي لم تكن في صالحي, تورطت في حادثة مجتمع الدمى لمدة تزيد عن الأربعة أشهر." أبتسمت وأنا انظر إلى تعابير الجميع وأسمع شهقاتهم.
في الأسبوع ونصف الذين أنقضوا منذ وصولي إلى المدينة, أصبحت حادثة مجتمع الدمى هي كل ما يتحدث عنه الناس, كما أنه تم تأكيدها من قبل الحكومة والعوائل الثلاثة للجنس البشري.
وعلى الرغم من أن الغرب بعيد للغاية عن الشرق, إلا أن بعض الناجين من ذلك المكان لا يزالون منتمين للغرب, وتحديدًا هذه المدينة.
عندما رأى الناس بعض الأشخاص يتمشون وسط المدن بأذرع ميكانيكية, صدقوا ما حدث تمامًا.
أسطورة ذلك الشخص ذو الشعر الأبيض, أطلق البعض عليه أسماء: المُحرر, المُنقذ, الثوري…
ولكن من المؤسف أنه لم يظهر إلا مرة واحدة داخل الغرب, ثم أختفى بلا رجعة.
جين يختبئ جيدًا في الوقت الحالي…
"بالنظر إلى أنك تفتقر إلى تلك الذراع الميكانيكية, كيف تعزم على أثبات ذهابك إلى هناك؟" بدأ بعض أعضاء المجلس الأخرين يطرحون أسئلتهم.
التي سألت السؤال الأخير كانت ميلينا ستارهولد, ساحرة في الرتبة S+, الثانية في مركز القوة داخل العائلة بعد ألكسندر.
كانت ميلينا منحازة إلى داريان مثلما كان أليوس منحازًا الي. سببها كان لأنها آمنت بأستحقاق داريان العرش أكثر مني, بينما فعل أليوس العكس.
داريان ستارهولد: الأكثر موهبة في جيله, ذكي, قوي عقليًا, ذو أرادة لا يمكن اختراقها, محظوظ, وذو قوة أقناع.
كل تلك الأسباب جعلتها تختار داريان علي, مما يعني ان جذبها إلى الحياد او حتى إلى جانبي يعتبر أمرًا ممكنًا على عكس البقية.
نظرت إلى كيليان, وأشرت له بعيني.
لم أحضره معي فقط لانه مُساعد جيد, بل لشيء أضافي أيضًا.
خلع قفازه البني الجلدي ووضعه على الطاولة, ثم سحب كُمَّ قميصه إلى الخلف, ورفع يده.
أمام الجميع, عرض ذراعه الميكانيكية لأول مرة, مُغيرًا تعابيرهم.
أبتسمت وأنا أنظر إلى لوانا, أستطاعت أن تحافظ على تعابيرها, ولكن أعينها كانت في حالة فوضى وهي تتفحص ذراع كيليان.
"بالطبع…" أكملت دون أن اعطيها فرصة الأعتراض. "جلبت دليلًا آخر.". أخرجت من مخزوني فاكهة ذهبية بحجم العنب.
لم يبقى معي فاكهة مقدسة سوى هذه, أبقيتها معي عمدًا لهذا اليوم .
"هذا يُفسر الكثير." تحدثت ميلينا, ثم أستمرت في السؤال: .
"أرى أنك تغيرت كثيرًا, وصعودك في الرتب لا يمكن أن يكون قد حدث بطريقة عادية, أشرح لي الأمر." أراحت رأسها على راحة يدها, ونظرت لي ببعض الأهتمام.
عبست قليلًا داخليًا, لكي تسألني عن مثل هذا الشيء أمام أكثر من مئة شخص.. أنها لا تزال مُنحازة إلى داريان…
نظر أليوس اليها بطرف عينه, وكذلك فعل ليونيل.
تنهدت ميلينا عندما لاحظت نظراتهم العدوانية وعبست قليلًا, ثم حركت أحد أصابعها بشكل دائري في الهواء.
دائرة رمادية ضخمة أحاطت بي وبأعضاء المجلس بينما بقي الجميع خارجها, ولكن لوانا لا تزال داخل حدودها لسبب ما.
أطمئن قلبي قليلًا عندما لاحظت الحاجز, على الرغم من أن لوانا لا تزال موجودة, إلا أن ذلك لا يزال أفضل من سماع الجميع لقصتي.
حتى وأن كانت سوف تنشر المعلومات لاحقًا, لا يزال هذا يريحني أكثر.
"هذا الحاجز يوقف جميع الأصوات من الدخول او الخروج. وكذلك يحجب رؤية من هم في الخارج. يمكنك أن تتحدث كما تريد." تحدثت ميلينا.
"أعرف." ثم أكملت: "سبب أرتفاعي في الرتب كثيرًا هو…" قبل أن انتهي من الكلام, رميت الفاكهة المقدسة في فمي أمام جميع أعضاء المجلس.
تغيرت تعابيرهم جميعاً بلا أستثناء, ومن ضمنهم لوانا. أتفهم السبب بصراحة.
انهم يعتقدون أني أوقعت نفسي تحت تأثير أدمان الفاكهة عمدًا, شيء لن يفعله أنسان عاقل أبدًا.
قبل أن تترسخ تلك الصورة في عقولهم, شرحت الأمر على الفور. "لدي مناعة ضد كافة أنواع الأدمان والسموم." كان كلامي صحيح جزئيًا, ولكن ليس بشكل كامل.
بسبب ختم وصية الكسل على جبيني, فان أي نوع من التأثيرات العقلية لا فائدة له ما لم لكن عدوي أعلى مني رتبة كثيرًا.
وبالنسبة للإدمان والسموم, فيمكن للختم أن يحيدها ويعزلها عن جسمي ببساطة.
"هذا كله يرجع إلى مهارة الوراثة الخاصة بي."
نعم… قررت أن أرمي كل شيء أملكه بما في ذلك فن وصية الكسل على شكل الوحش الخاص بي.
ذلك لكي أوقف المعلومات بأن مهارة الوراثة الخاصة بي مُعيبه, مما يجعلني أكثر من مؤهل لأن أكون وريثًا.
وأيضًا, لا توجد أي طريقة يمكن لأعضاء المجلس أستخدامها لإثبات أن وصية الكسل فن قتالي وليست مهارة الوحش الخاصة بي.
وبما أني لا أستطيع الافصاح بشكل مباشر عن أمتلاكي لفن قتال أسطوري بسبب وصايا جور, فإن هذه هي أفضل طريقة تمكنني من استخدام فن وصية الكسل في حرب الوراثة هذه دون تعريض نفسي لمشاكل غير ضرورية.
عند النظر إلى كيفية تغير الهالة حول أعضاء المجلس, سواء كانوا في صفي أم لا. أبتسمت بثقة.
يبدو أن الأمور سوف تسير في صالحي.
ولكن يبدو أنه لا تزال هناك المزيد من الأسئلة السرية, أعادني هذا إلى الواقع.
"أشرح لنا بالتفصيل." كان الكسندر هو من تحدث هذه المرة.
أغمضت عيني, وبدأت أُنشط فن وصية الكسل دون أستخدام السيف.
تسبب ذلك في أنخفاض التأثير الأجمالي إلى 10% فقط, ولكن لدي عُذر مناسب لذلك.
"هذا فقط؟" سأل الكسندر عندما شعر بالنعاس في عقله, وكذلك كان الأمر مع بقية أعضاء المجلس.
كانوا جميعًا قادرين على مقاومة التأثير بسهولة, ولكنهم عرضوا انفسهم له عمدا.
"هذه هي 10% فقط, المزيد سوف يحتاج تحول كامل, بالإضافة إلى وجود مهارات أضافية مُرفقة." رميت جميع أعذاري مرة واحدة عليهم.
"مقاومة للتأثيرات العقلية, القدرة على التأثير عقليًا, بالإضافة إلى مهارات نشطة أخرى افترض أنها من نفس الجودة. يبدو لي شكل وحش صحي تمامًا." نظر ألكسندر إلى لوانا بعبوس وأشمئزاز أثناء الكلام. وكذلك فعلت ميلينا ولكن بشكل غير مُلاحظ.
هذا هو تمامًا ما أردته, نزاع داخلي في حزب داريان!
=====
لا تنسوا التعليق.
الديسكورد في خانة الدعم.