عبست لوانا وهي تواجه نظرات ألكسندر, ولكنها لم تحاول شرح نفسها.

هناك وقت لفعل ذلك لاحقًا.

تجاهلها بعد ذلك, وأستمر في طرح الأسئلة علي.

***

مر الوقت سريعًا, أخفت ميلينا ذلك الحاجز العازل بعد مدة قصيرة, مما جعل بقية أعضاء العائلة قادرين على سماع قصتي.

"أذًا, نجوت في جبل الضباب لشهرين, ثم أُجبرت على الأنخراط مع مجتمع الدمى. ساهمت في مهمة التحرير مع وجود شاهد. ثم سافرت إلى الغرب مع هذا الشخص خلفك؟" تحدث ألكسندر بصوت عالي, مؤكدًا على قصتي.

"نعم!" أومأت برأسي على الفور.

"يبدو لي أن تأخره لم يكن أستهتارًا." تحدث ليونيل بأبتسامه, وتعابير وجهه لم تخلو من الصدمة.

"أوافق." قال أليوس ووجهه مشابه تمامًا, من الواضح أن قصتي قد فاجئتهم نوعًا ما.

نظرت ميلينا إلى لوانا للحظة, ثم ألي. "أرى أنك تستحق فرصة أخرى." أشتدت قبضة لوانا على ذراع كرسيها الخشبي عندما سمعت ما قالته ميلينا.

'نزاع داخل الحزب المنافس.. يا له من مظهر.' أبتسمت داخليًا.

الأسباب وراء أنضمام ميلينا إلى حزب داريان كانت عديدة:

أولًا, عدم أكتمال شكل الوحش الخاص بي, جعلتهم يعتقدون العكس للتو. مما جعل ميلينا تظن أن لوانا كاذبة.

أثنان, عدم أمتلاكي للمانا, أي ضعفي. ولكن نجاتي لشهرين في جبل الضباب وأربعة أشهر في مجتمع الدمى أثبت العكس.

ثالثًا, أنعزالي وقلة خبرتي. تم حل هذه المشكلة بمجرد خروجي من القصر.

لم يعد لها أي سبب لأن تكون ضدي, حتى أن رأيها حول لوانا ربما أصبح أسوء.

"مهما كان السبب, التأخر لا يزال يعتبر ضعفًا وقلة مسؤولية!" لا يزال البعض في صف داريان لأسباب شخصية… لن يغيروا صفوفهم فقط لأني أثبت نفسي.

"لا تزال تفتقر إلى المانا, كيف ستصل إلى الرتبة SS- مستقبلًا وانت لا تستطيع القيام بعقود ملزمة؟" أستمرت الحجج.

النتيجة: 3 في صالحي, 3 ضدي.

شخص واحد كان في حياد, ألكسندر!

"بما أن النتيجة تعادل.." وقف ألكسندر فجأة, وتوقف عن قمع المانا الخاصة به.

"داريان ستارهولد سيبقى الملك, أهناك أي أعتراض؟" أنتشر صوته في جميع القاعة, مما ادى إلى انزال رؤوس الجميع.

حتى ميلينا وليونيل قُربه لم يتجرؤا على النظر اليه.

أليوس الذي كان مندفعًا في أنتقاد ميلينا قبل قليل أنزل رأسه كما لو أنه أصبح مروضًا.

أما بالنسبة إلى لوانا, فقد بدا كما لو أنها رأت الجنة أمامها, ابتسامة شديدة لم تستطع مقاومتها, زاد غضبي بعد كل ثانية من مراقبتها.

في تلك اللحظة, مر شريط ذكرياتي للأشهر السبعة السابقة وكل ما عانيته, سمعت صوت تكسرر زجاج وهمي.

لا أعرف ما أن كان وهمًا أم بسبب الصدمة التي شعرت بها الآن, ولكني لم أهتم.

"أعترض!" صررت على أسناني وأنا أرفع رأسي, قابلت نظراتي عيون ألكسندر تمامًا.

أشتدت هالته حولي في تلك اللحظة وزادت شدتها وكثافتها بمئات الأضعاف, مما جعلني أشعر بألم شديد.

صررت عندما نزفت من أنفي وعيوني, ولكنه لم يكن شيئًا مقارنة بذلك… تذكرت الألم عندما تمت أعادة تشكيل عضلاتي.

عندما أمتنعت عن النوم لشهرين, عندما كُسر عقلي, الأذلال من التحول إلى عبد, ألم الصواعق على جسدي…

آلام السقوط والتعرض للضرب, كسور العظام, حروق الجلد, الظروف الغير منطقية..

كنت مجرد شخص عادي لم يمر بالألم الحقيقي مرة في حياته, وقد أجبرت نفسي على تحمل الكثير في فترة قصيرة فقط من أجل الحصول على فرصة لوراثة هذه العائلة.

وبسبب كلمة من رجل واحد, ضاع كل شيء.

"ماذا قلت؟" سأل ألكسندر, كما لو أنه لا يصدق أعتراضي.

"أنا أعترض!, في هذه الحالات الحيادية, يجب علينا أن نعقد محاكمة عادلة خالية من التحيزات الشخصية!" صررت على أسناني, وخطوت خطوة إلى الأمام.

لم تفصل بيننا إلا خمسة أمتار منذ البداية, بعد كل خطوة أتخذتها تضاعف الضغط والألم.

تكثفت نظرات الناس حولي, وأستطعت سماع بعض كلماتهم الغير مصدقة, ولكني لم أهتم بها على الاطلاق, هراء كامل!

"لسنوات طويلة, منعتم عني جميع الفرص للتطور, ولكني لا أزال أتطور, لا أزال أحدث فروقات في العالم…" صعدت على المنصة.

الأحباط الذي شعرت به كان خارجًا من هذا العالم, كل ما فعلته, ذلك الألم, التعجل الذي أدى إلى أفساد الكثير…

كل الآلام والمعاناة التي تعرضت لها لأني أردت الوصول إلى هنا في الوقت المناسب, كل شيء ذهب في الريح.

ودون دعم هذه العائلة, كيف سوف أهزم ذلك الشيطان… وأعود إلى عائلتي.

فصل بيني وبين الكرسي الذي جلس عليه ألكسندر ثلاث أمتار فقط, بدأ جلد وجهي يتقشر من شدة الضغط.

على الرغم من أنه لم يستهدفني مباشرة بضغطه, إلا أنه كان مؤلمًا للغاية, والمقاومة تجعلني أريد ألأستسلام في كل لحظة.

"عزلتموني عن المجتمع, رفضتم أرسالي للتعلم والتحسين من نفسي… أمتنعتم عن معاملتي كالوريث المناسب لأسباب غبية وشخصية بحته, وعندما لم أصبح كما أردتم رميتوني جانبًا. وعندما أحدثت التغيير بنفسي…"

شعرت بعيوني تصبح حمراء من الغضب, أو أن ذلك بسبب الضغط الشديد عليها.

كل شيء في جسدي كان يؤلم, ولكنه لم يكن قابلًا للمقارنة بما شعرت به.

"رميتموني مرة أخرى!"

'العودة لتدمير مجتمع الدمى, التطور إلى شخصية مُعجزة, معالجة أيلارا, الفوز في الحرب, العودة إلى منزلي..' بدأت أفكر في الأشياء التي كنت سوف أفعلها بعد أن احصل على عرش العائلة.

بدأ طولي يزداد فجأة, وشعري القصير أصبح طويلًا.

خرج لي زوج من القرون, وعيناي أصبحت صفراء. أظافري نمت أطول وأكثر صلابة, أشبه بالمخالب.

أستخدمت مهارة الوراثة الخاصة بي بلا وعي من شدة الضغط, ساعدني ذلك قليلًا.

منذ أنها تساعدني على استخدام 100% من قوتي, فأنها قد سهلت علي التقدم.

وضعت يدي على الطاولة, وأنزلت رأسي لأقابل وجه ألكسندر الجالس, تعابير وجهه الهادئة قد تغيرت كثيرًا. "أطالب بمحاكمة الوراثة, وذلك بناءً على القوانين التي تعود إلى مئات السنين. هذا حقي." مظهري الآن وقد تقشر جلد وجهي, وأتسخت ملابسي… من المؤكد أني لا ابدوا نبيلًا كما اردت على الأطلاق.

أستطعت رؤية طرف يدي المليئة بالشقوق الدموية تحت مستوى الجلد, كانت تحرق بأستمرار.

ولكن شيء غريب حدث… عندما نظر ألكسندر إلى قروني, أو بالأصح ما بينها, تغيرت تعابير وجهه بمقدار مئة وثمانين درجة.

وقف على الفور, وبضحكة قال: "حسنًا أذن!!"

'اللعنة عليك!'

****

"ما قمت به كان غبيًا للغاية." تحدث كيليان.

بعد انتهاء الأجتماع وأصدار قرار أستئناف المحاكمة, خرج الجميع من الغرفة وأنا من بينهم.

كنا حاليًا في غرفة الطبيب, الذي أضطر إلى أستخدام مهارة علاجية لكي يُصلح ما حدث مع وجهي.

"كنت في حالة من الأنفعال.." قلت عذري, والذي كان صادقًا.

في تلك اللحظة, بدا كما لو أن كل شيء قد أنهار, وفقدت القدرة على الشعور بالخطر.

أن طُلب مني القيام بذلك ومواجهة ألكسندر مرة أخرى, فلن أفعل على الأطلاق, ولكني فعلتها, وذلك أدى إلى تغيير القرار.

"ربما كان يختبرك. أرادتك بالعرش أو شيء من هذا القبيل.." تحدث كيليان بكسل وهو يراقب عملية الشفاء, كان الطبيب صامتًا, وركز في جروح وجهي أكثر.

"لا.. لقد رأى شيئًا ما…" تذكرت نظراته عندما رأى قرناي, من المؤكد أنه لم يكن ليتفاجئ بلا سبب.

أنا متأكد للغاية أنه كان ينوي التخلي عني بالفعل, ولكن شيء ما قد غير رأيه.

'هل هو الأثير؟ هل يعرف شيئًا عنه؟' تسائلت, وتذكرت ذلك الكتاب الذي حصلت عليه من ديانا.

"مُذهل حقًا… على الرغم من دخول المانا إلى جسدك, إلا أنك لم تتسمم على الأطلاق!" تحدث الطبيب كما لو أني كُنت معجزة حيه.

تمامًا كما حدث في اليوم الأول منذ قدومي إلى هذا العالم.

بشأن اليوم الأول…

سمعنا صوت طرق شديد فجأة, وقبل أن يتوجه أحد لفتح الباب دخل رجل عجوز فجأة.

"ألفريد؟" سألت ببعض الصدمة, ظننت أنه غادر القصر بعد أن لم اراه طوال الأسبوع والنصف السابقين.

"كنت رائعًا للغاية!" صرخاته كانت عالية للغاية.

بدأ الطبيب يصرخ عليه لكي يخرس.

****

"ما رأيك؟" سألت ميلينا وهي لا تزال جالسة على ذلك الكرسي الخشبي.

غادر الجميع ما عداها, بالإضافة إلى الكسندر.

"ماذا كانت حجة أورانج مرة أخرى؟" سأل ألكسندر. أورانج كانت عضوة المجلس الأخرى التي أعترضت على بدأ محاكمة كاسيان.

تلك التي كانت حجتها:" كيف سوف يخترق الرتبة SS- دون مانا او عقد ملزم."

"نعم, ذلك الكلام بشان العقود الملزمة. أنها محقة بما أن الامر يحتاج إلى المانا. ما الخطأ بشأن كلامها؟" سألت ميلينا ببعض الفضول.

على الرغم من أنها اتخذت جانب كاسيان للتو, إلا أنها لم ترى نفس الشيء الذي رآه الكسندر.

"من المفترض أن يحصل فقط من هم في الرتبة SS- وأعلى على ذلك. لا عجب انكِ والبقية لم تلاحظوا وجوده. " تذكر ألكسندر الكمية الهائلة من الأثير التي جمعها كاسيان بين قرنيه.

حتى هو بالكاد يستطيع تجميع مثل تلك الكمية من الآثير في وقت قصير, وقد أظهرها كاسيان من العدم.

'ولكني أشك أنه يستطيع أستخدامها… كانت الأمور ستختلف كثيرًا لو أنه يفعل.' أغمض ألكسندر عينيه قليلًا أثناء التفكير.

"ماذا تقصد؟" سألت ميلينا.

"يجب أن تعرفي الامر بنفسكِ, وإلا فسوف تخترقين الرتبة SS- بطريقة مُزيفة." نهض ألكسندر من مقعده الخشبي, وبدأ يمشي ببطء نحو مخرج القاعة.

"لم ارى مؤهلات الأمير داريان بشكل مباشر, ولكني لا اظن أنه يستطيع فعل نفس الشيء." تحدث ألكسندر. ضحكت ميلينا قليلًا عندما سمعت كلامه.

"كنت تدعوه بالملك, هل عاد أميرًا بالفعل؟" ضحك ألكسندر عندما سمعها.

"من الصعب عدم فعل ذلك." كانت تلك آخر كلماته قبل أن يختفي فجأة, من المؤكد أن لديه أشغال أكثر أهمية كالشخص الأقوى في العائلة الآن.

"بالمناسبة, تأكدي من أمان الأمير كاسيان ورفيقه, ونفس الشيء مع السيدة لوانا. أُفضل أن لا تأخذ معركة الوراثة هذه منحدرًا أخلاقيًا حادًا للأسفل." رن صوته في الغرفة من كل الزوايا.

أومأت ميلينا برأسها ردًا.

=======

حاولت أحط أكبر عدد من الأحداث في فصل واحد.

لا تنسوا التعليق.

الديسكورد في خانة الدعم.

2024/02/25 · 261 مشاهدة · 1445 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024