في مركز المجال البشري, ليس بعيدًا عن أكاديمية الأمل…

"هذا…" تجعدت يد رجل عجوز فجأة, كان يمسك صحيفة ورقية, شيء توقف عن الوجود منذ وقت طويل, ولكن الحكومة أستمرت في كتابتها وطباعتها خصيصًا له.

لم يُحب الرجل أبدًا كل هذه التطورات التكنولوجية, لم تكن الأمور هكذا قبل 81 سنة.

بعد أن بدأت الهدنة بين الأجناس الثلاثة والشياطين, قفزت التكنولوجيا البشرية بشكل أكبر مما حدث بين القرن العشرين والحادي والعشرين.

ومستخدمًا القليل من النفوذ الذي يملكه, طالب هذا الرجل الحكومة بأبقاء بعض الأشياء المتأخرة تكنولوجيًا. مثل هذه الصحيفة الموجودة بين يديه.

ولكن على الرغم من كبر عمره وشدة قوته, إلا أن يده لم تستطع إلا أن ترتج, وبدأ طرف فمه يرتعش.

"ج-جلبيرت." نطق العجوز بصوت عميق ومهيب, ولكن فيه القليل من الحزن.

على الصحيفة البيضاء التي أمسكها, تم رسم شكل توضيحي لنجم عملاق مُضيء أعلى مدينة مُدمرة.

[قصة أخرى من مجتمع الدمى!]

[أشراق الشمس لأول مرة فوق الجحيم المُظلم! نجم الصباح!]

ربما لم يعرف الكثير عن ذلك النجم, ولكن هذا العجوز فعل.

أشتعلت نيران بيضاء عند أطراف أصابعه, وسرعان ما تحولت الصحيفة إلى رماد أختفى في الهواء.

"كان حيًا طوال هذا الوقت…" نهض العجوز سريعًا, وكشف عن جسده الضخم أخيرًا.

كان يرتدي معطف قماشي أسود طويل وصل على كعب قدمه, وتم أغلاقه بأزرار فضية لامعة.

كان شعره أبيضًا من طول العمر, صففه إلى الخلف بيده مما جعله يبدو أنيقًا, وتأكد من ترتيب أطراف شانبه الذي كان أبيضًا أيضًا.

وعلى ذقنه, نمى القليل من الشعر الأبيض, ولم يتصل ذلك بشانبه.

أما بالنسبة لأعينه, فقد كانت عسليه فيها بعض الصفار.

بدا جسده مترهلًا نوعًا ما, ولكن ذلك لأنه لم يقاتل بشكل حقيقي منذ 11 سنة. بمجرد أن يقفز هذا العجوز إلى المعركة, سوف يستعيد مجده السابق على الفور.

نجم الصباح الذي علم جلبيرت وأعطاه الفن القتالي, بيرين مورنينجستار, أقوى سياف بشري في آخر 200 سنة.

بعد أن وصلته المعلومات بشأن ظهور نجم الصباح في مدينة الجحيم يوم تحرير الدمى, ادرك السبب على الفور.

الأمر الذي كان لغزًا وسببه مجهول, ربطه بعض الناس بذلك ذو الشعر الأبيض. ولكن بيرين مورنينجستار عرف الحقيقة.

عرف طبيعة مهارة الوراثة الخاصة, وكل شيء عنها أيضًا. وتأكد من أن جلبيرت هو من تسبب بتلك الحادثة لسبب بسيط.

في هذا العالم, فقط ثلاثة أشخاص لديهم تلك المهارة, هو بنفسه, حفيدته, وجلبيرت.

لقد رأى حفيدته للتو, وهو بالتأكيد لا يزال حيًا, لذا فالشخص المتبقي هو جلبيرت.

لم يعد له خليفة من دمه, وبعد أن مضت سنوات دون أن يعود أبنه - جلبيرت مورنينجستار - وعدم أمتلاك حفيدته لمهارة في المبارزة, قام بيرين بتوريث الفن القتالي لشخص أجنبي.

بعد 300 عام من الأرث الطويل, خرج هذا الفن القتالي عن خط الدم الخاص بعائلة مورنينجستار.

ومن المؤسف أنه لم يستطع تبني الوريث التالي لأسباب ضخمة.

"مُعلم." تحدث الشخص الجالس أمام بيرين, كان ينظر اليه ببعض الغرابة.

كان مُنزلًا رأسه طوال هذا الوقت أمام معلمه, ولكن بعد أن نهض من مكانه فجأة, راوده الشك.

لكي يُنزل ملك رأسه لبيرين… هذا فقط يمكنه أن يظهر مدى قوته وعظمته.

"داريان.." نطق بيرين ببطء وهو ينظر إلى داريان تحته, الشخص الذي ورث حكم عائلة ستارهولد قبل عدة أسابيع.

أُعجيب بيرين به عندما رآه يوم التسجيل في الأكاديمية, وقرر أنه أكثر شخص ملائمة لأن يرث فن سيف الصباح.

وبعقد وُضع بينهم, تم تأكيد أن فن سيف الصباح سوف يعود إلى عائلة مورنينجستار في الجيل التالي.

بموجب العقد, يجب على داريان ستارهولد أن يُنجب أبنًا قبل سن العشرين, وتقرير زواجه بحفيدة بيرين التي بلغت السادسة من عمرها هذا العام.

حفيدة بيرين, وأبنة جلبيرت. سوف تنجب ابنًا لعائلة ستارهولد, ولكنه سوف يحمل أسم مورنينجستار بدلًا من ذلك, ويكون وريث فن سيف الصباح.

بمجرد أن وافق داريان على تلك الشروط, سرعان ما تم تقرير أن يصبح وريث هذا الفن.

مرت سبعة أشهر منذ أن أصبح تلميذًا عند بيرين مورنينجستار, وقد أتقن بالفعل المستوى الأول من فن سيف الصباح.

"لا شيء…" تنهد بيرين وجلس مجددًا, أنفعل بعض الشيء عندما أكتشف حقيقة موت أبنه حقًا.

'أذًا فقد كان حيًا في الشرق طوال هذا الوقت…' كان عابسًا للغاية داخل عقله.

لم يكن يعرف عن ذلك…

لقد سمع منذ مدة عن الأسطول الذي أرسله كايسار صنهولد إلى جزيرة مجتمع الدمى, وفكر في أن يذهب معهم للحظة.

ولكن لا فائدة من فعل ذلك… لقد كان مدركًا لهذا على الأقل.

لا يزال بحاجة إلى أرشاد داريان في هذه الفترة الحرجة, وتجهيزه جيدًا للحرب القادمة.

وحتى أن أراد الذهاب لجمع بقايا أبنه جلبيرت, فقد عرف جيدًا أنه بعد أستخدام مهارة {فجر العالم}, لن تكون هناك أي بقايا للجثة.

أن ذهب إلى هناك, فربما لن يجد شيئًا, فقط بعض الرائحة المشتعلة كدليل على فناء نجم هناك…

لقد مات بطريقة سيئة.. ولكنه كان بطلًا في النهاية, وبالتأكيد أنه ساهم كثيرًا في تحرير البشر.

هكذا واسى بيرين نفسه, وقرر أن يركز على الأمور التي وجدها أكثر أهمية.

"كم وصلت نسبة أتقانك للخطوة الثانية؟" سأل بيرين.

سرعان ما رد داريان بلهجة لا تحتوي إلا على الصرامة والجدية: "13%".

"في غضون شهر ونصف فقط, يبدو أنك بالكاد تنام ليلًا." ضحك بيرين بخفة عند سماع ذلك.

بالنسبة له كمعلم, لا يوجد أي شيء أفضل من الحصول على تلميذ مجتهد وذكي.

حتى أنه جعل الأمور سهله للغاية له عن طريق فهم كل شيء من النظرات الأولى.

"أعرض مهاراتك." أمر.

أمسك داريان السيف القصير الذي كان يرتاح على ظهره طوال الوقت, ونهض بسرعة.

كان غمد السيف أبيضًا, وكذلك نصله القصير ولكن الحاد, المقبض الأسود شكل أنكسارًا حادًا ولكن جميلًا.

تم ربط المقبض بحبال قماشية سوداء لمنعه من الأنزلاق في المعارك الطويلة.

أبقى داريان الغمد مُثبتًا على ظهره, وأمسك النصل بيد واحدة.

"سيف الصباح هو فن قتالي خفيف, ولا يحتاج في غالبية الأحيان إلا يد واحدة " لم ينسى بيرين أعطاء تعليماته أثناء المشاهدة.

"أرني الحركات ال 60 الاولى للمستوى الأول." أمر بشكل سريع, كما لو أنه قال شيئًا عاديًا.

لو أن شخصًا آخر سمعه يقول هذه الكلمات, كان ليفتح فمه على الأقل.

فن الصباح, المستوى الأول: 60 حركة متتالية.

هنا تم عرض الفرق بين الفنون القتالية الثقيلة مثل وصية الكسل, والخفيفة مثل سيف الصباح.

بينما أعطى فن وصية الكسل قدرة عقلية ومقاومة رائعة للهجمات من جميع الأنواع, إلا أنه لم يمنح سوى خطوة واحدة مُباشرة للمستوى الأول.

على الجهة الأخرى, فن سيف الصباح الذي لم يُركز إلا على القوة الهجومية أعطى 60 حركة في المستوى الأول.

أرخى داريان جسده وأخذ نفسًا عميقًا, ثم تحرك مُنسجمًا مع الرياح حوله.

على الرغم من أنه في الرتبة C+ فقط, إلا أن حركاته تكفي لجعل من هم في الرتبة A- يشعرون بالخجل.

لم يكتفي باستخدام أعقد أشكال المانا لمساعدته, بل استعان أيضًا بشكل الوحش الخاص به جُزئيًا لكي يُعزز من حركته.

طالما أنه لم يتحول بشكل كامل, لم يُعارض مُعلمه أي شيء.

قطع جانبي سريع متبوع بأندفاعه سريعه للجانب المنخفض, ثم تلويحه أخرى على شكل نصف دائرة يمكنها أن تقطع العدو إلى نصفين.

حركة دائرية على الفور لأفقاد توازن الخصم أن صد أو تنجب السيف, ثم دفع النصل خلف ظهر المُستخدم عبر الأبط, مما يطعن الهدف في ظهره.

قبل أن يستوعب الخصم, ضربة علوية شديدة سوف تقطعه إلى نصفين مجددًا.

عند الحركة الخامسة عشر, بدأت أعين داريان تتحول إلى اللون الأصفر, والجو المحيط أصبح حارًا بعض الشيء.

تدفقت قطرات العرق من على جبينه, ولكنه لم يتوقف على الرغم من ذلك.

كانت هذه الحرارة تتراكم ببطء لحركة مُعينه.

تلويحه من اليمين, ولكنها تُفوت رأس الخصم بشعره, فقط لكي تعود من اليسار على الفور.

ينزل المستخدم على ركبتين فورًا, قاطعًا أقدام الخصم تمامًا.

..

الحركة العشرين…

تجمعت الحرارة كاملة عند حافة النصل الأبيض, بينما أصبحت الغرفة والأماكن المحيطة باردة تماما.

كل عشرين حركة, هجوم رئيسي لا يمكن صده يحدث.

مثل ذلك الذي أستخدمه أيلارا لقطع قدم آلة الحرب (محاكيًا جلبيرت.)

ومثل تلك المرة عندما أخترق جلبيرت كتف سيباستيان.

وهذه المرة, ظهر بيرين أمام داريان, وأوقف النصل بطريقة مميزة.

وضع راحة يده برفق تحت معصم داريان الذي امسك السيف, وسحب كل الحرارة التي كانت فيها إلى جسده.

ثم براحة يده الأخرى, أخرج البخار الحار وبعض النيران الحمراء.

"عشرين حركة تكفي, لقد أتقنتها تمامًا." أبتسم بيرين وهو ينظر إلى وجه داريان المُتعب.

لم يكن أختيار ملك ستارهولد كوريث لفنه القتالي خطأً!

====

لا تنسوا التعليق

الديسكورد في خانة الدعم.

2024/02/26 · 339 مشاهدة · 1289 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024