***

=+=

اهتزت ساعتي التي وضعتها على الطاولة الجانبية, مطلقه صفيرًا مرعبًا.

كرهت الاستيقاظ باكرًا بشدة, في كل من العالمين فعلت, لكن لا حل آخر.

تنهدت, ثم ذهبت لأخذ حمام في الغرفة الجانبية.

قد يكون هذا الأخير, من يعلم؟

تمددت قليلًا, جمعت بعض الملابس أولًا.

تحت سيل الماء الدافئ بدأت بالتفكير, راجعت جميع قراراتي منذ أن جئت إلى هذا العالم, ربما استغللت وقتي بشكل سيء؟

هل كان يجب أن اتحول إلى بطل رواية واتدرب بجد منذ اليوم الأول؟

وهل سوف يحدث ذلك فارقًا على أي حال؟

خرجت من الحمام بعد ثلث ساعه, أردت أن اقضي المزيد من الوقت منذ أنه قد يكون الأخير لي, ولكن الطرق الثابت على الباب منذ خمس دقائق بدأ يزعجني.

أتفقت مع لوانا اني سوف انطلق من هنا في حلول الساعه السابعة, عرضت علي من 'حسن' نيتها أن انتقل باستخدام بوابة ولم ارفض بالطبع.

الشخص من الأمس, ذو الرداء الأسود ينتظرني عند الباب على الأرجح.

وكما توقعت, رأيته عندما فتحت الباب, جائني مبكرًا بثلث ساعه, هل يتوقون إلى وفاتي لهذه الدرجة؟

لاحظت عيونه عديمة المشاعر وهي تحدق في روحي, وكان في يده العناصر التي طلبتها.

الخاتم الفضائي وحجر مانا.

تطلب استخدام الخاتم القليل من المانا, كمية صغيره جدًا ولكني لم اكن محظوظًا كفاية لأمتلاكي هذه الكمية الصغيرة.

لذا فسوف اعتمد على حجر المانا هذا, الذي تم نقشه على شكل خاتم أيضًا.

وضعت الخاتمين على نفس الأصبع وتأكدت انهم متلاصقين, هكذا سوف استطيع أخراج أي شيء بسرعه.

"العناصر التي طلبتها موجودة, يمكنك التتحقق-"

"لا داعي"

قاطعت الرجل ذو الرداء الأسود, لا داعي للقلق من التعرض للخداع حاليًا منذ أني توقيع عقد روح.

لا احد يستطيع أن يهرب من فسخ عقد روح, لا احد.

كانت هذه القاعدة لصالحي حاليًا.

أصطحبني الرجل ذو الرداء الأسود إلى غرفة البوابات, التي كانت في الطرف البعيد من القصر.

"جبال الضباب, أي قسم؟"

نظر الي الظل, ولم أتردد.

"الجهة المقابلة لمجال العفاريت. شمال الجبل, أفضل أن تجعلني قريبًا بقدر المستطاع"

فكرت بالأمر كثيرًا قبل أن انام, لا شك أن الشمال أفضل وأسهل منطقة للأجتياز.

مضت الدقائق القليله التالية ببطء شديد, كنت متوترًا وأنفاسي الغير منتظمة كانت دليلًا واضحًا على ذلك.

"يمكنك أن تدخل"

تحدث الظل بنفس النبرة الخالية من المشاعر, ولكن عينه أمتلئت بنية القتل.

أن لم ادخل الآن, سيملك الحق في قتلي.

تنهدت, وسرت نحو البوابة بخطى ثابته.

"هناك خريطة في الخاتم, سوف تقودك إلى اقرب مدينة بشرية أن خرجت من الجبل بنجاح"

كان ذلك آخر ما سمعته قبل أن تبتلعني الموجات السحريه للبوابة.

***

=+=

يقال أن البوابات تؤثر سلبًا على من يستخدمها في المرات القليلة الأولى, وتأكدت من تلك النظرية الان.

نظرت إلى الارض التي تقيأت عليها للدقائق القليلة الماضية, ولم استطع إلا اشعر ببعض الأشمئزاز.

لم اتناول الأفطار, ولا اتذكر اكل العشاء بالأمس, من اين جاء هذا بحق…

أخذت نفسًا عميقًا, ورميت كل الأفكار الغير ضرورية إلى مؤخرة رأسي.

ركزت على الخاتم في يدي, أخرجت جزءً من الطعام المخزن هناك.

طلبت منه وضع كمية ضخمه من اللحوم والخضروات, حطب وطريقه لأشعال النار.

لا ازال على حدود الجبل ولا توجد الكثير من المخاطر, لذا فقد قررت أن اتناول شيئًا الآن, بعد أن أغسل فمي بالطبع.

حرصت على عدم تناول الكثير, منذ أن الركض بمعده ممتلئة يعادل الموت في مثل هذا المكان.

كما اني لم اخطط إلى القتال على أي حال, كل ما سوف افعله هو الركض والركض, وربما المزيد من الركض.

نظرت إلى سواري, تعود مخلوقات الجبل إلى حالتها الطبيعية على الساعة السابعه صباحًا, وتصبح مجنونه عند حلول منتصف الليل.

عند التأكد من الساعة عدة مرات, قررت الدخول أخيرًا.

أمسكت بسوار اليقين أولًا.

—--

الأسم: سوار اليقين

التصنيف: F+

النوع: ملحق

الوصف: تتوهج الجوهره في هذا السوار أن احست بخطر قرب المستخدم, كلما كان الضوء اعلى كلما زاد الخطر.

—-----

وضعته على عنقي وتأكدت من ثباته, ثم اخرجت مصباح الشمال.

—-----

الأسم: مصباح الشمال

التصنيف: G-

النوع: ملحق

الوصف: يتوهج المصباح بلون ازرق عند مواجهة المستخدم للشمال.

—-----

نظرت إلى الجبل امامي, لأكون واضحًا اكثر, نظرت إلى الضباب أمامي…

من شدة الضباب, لم يكن الجبل واضحًا حتى.. علمًا أن مساحة الجبل الأجمالية بحجم شرق المجال البشري , حقيقه أن هذا الضباب غطاه بالكامل ارسل قشعريرة إلى جميع انحاء جسدي.

أخذت نفسًا عميقًا, وخطوت نحو الضباب.

=+=

للحصول على الفن القتالي, يجب أن اجتاز ست محاكمات, وكان الضباب هو المحاكمة الأولى.

لأجتياز هذه المهمة يجب أن يحقق الشخص الوضوح العقلي, ويتغلب على وهم هذا الضباب.

من يفشل سوف يتجول في الضباب إلى الأبد, يتجول في دوائر حتى يموت بزاوية ما, إما انتحارًا او من الوحوش.

بالطبع, انا اقول للوضوح العقلي أن يذهب إلى الجحيم, مصباح الشمال يكفيني حاليًا.

لا يمكن لأي بوصله في العالم أن تشير إلى الأتجاه الصحيح في هذا الضباب, مصباح الشمال هو حاله خاصة بما أنه مرتبط مع قوانين عميقه للعالم.

صنعت هذا المصباح خصيصًا لكي يراه داريان ويفكر 'هل يمكن أن اكتشف سر جبل الضباب بهذا؟'.

حسنًا, لقد سرقت فرصة داريان للتو بلا ندم, ليس كما لو أنه سوف يستخدمه في شيء جيد على أي حال.

في وسط أفكاري, أنتشر ضوء القلادة الاحمر حولي كالمنارة.

هذا سيء…

****

قصر ستارهولد…

قمة القصر, حيث تهبط مروحيات عادة. ظهر رجل بدا في العشرينات من عمره.

سقط من السماء كالنيزك على قدماه, كان الغضب واضحًا على وجهه ونظر إلى المصعد القريب بغضب عارم.

"كيف تجرأتي!"

تحرك الرجل كاسرًا حاجز الصوت بسهوله, وظهر امام المرأة متوسطة العمر, فرقت بينهم سانتيمترات قليلة.

"عن ماذا تتكلم؟"

هزت لوانا رأسها كما لو انها كانت جاهله, مدركة تمامًا ما كان الرجل يتكلم عنه.

"لماذا لجأتي إلى مثل هذه الحيل الرخيصة؟ الم تستطيعي فعل ذلك بطريقة شرعيه!"

بصق الرجل في كل مكان اثناء صراخه, كان غاضبًا وهذا أكيد.

رفعت لوانا يدها, وتكلمت بنفس النبره.

"لقد فعل ذلك بنفسه.."

عند رؤية يدها مرفوعه, ظهرت عشرات الظلال حولهم كل من الظلال اطلقت ضغط قوي للغاية, أُجبر الرجل على الهدوء.

قبل أن يتكلم, سبقته لوانا.

"كما قلت, لقد فعل ذلك بنفسه"

ظهرت نسخه من العقد في يدها, ولم تتردد في عرضها على الرجل.

"هل هذا صحيح؟"

كان النكران واضحًا على وجه الرجل, من لن ينكر الوضع في هذه الحاله؟

"كما قلت لك أليوس, كل شيء بأرادته. أهدأ رجاءً ولا تقم بحركة غير ضرورية."

صر المدعو أليوس على اسنانه, متسائلًا عن الحيله التي استخدمتها لوانا هذه المره.

"أشرحي من الصفر"

"هذه هي نيتي"

***

=+=

الوضع سيء ! سيء جدًا!

حاولت النظر إلى الخلف, فقط لكي اتعرض للكمة قاسيه على وجهي, مما دفعني إلى الركض بسرعه اعلى.

ورائي ركض عشرات الأطفال المصنوعين من الحجر, كان هؤلاء حماه الطبقة الأولى للجبل.

لديهم جلد مقاوم للرصاص وضرباتهم قادرة على تحطيم العظام, الضربه قبل قليل لا تزال تؤلمني بشدة.

حرصت على عدم ترك فانوس الشمال, ركضت وركضت حتى بعدما وصل تعبي إلى اقصى حد.

هل تتذكرون تلك المعلومه؟ أن الجبل بحجم شرق المجال البشري ؟, حسنًا كل طبقة من الجبل تحتاج عدة ساعات من الجري بأقصى سرعة لتجاوزها.

ربما عدة أيام حتى, وهذا فقط أن ذهبت في خط عمودي واحد نحو القمة.

حسنًا, من الواضح اني لا استطيع الجري اكثر, وكنت واقفًا في طريق مسدود.

"أخيرًا!"

صرخت بصوت عالي عندما رأيت شجرة عالية, قفزت عليها وتسلقتها كما لو كانت حياتي تعتمد على ذلك, حسنًا لقد كانت كذلك بالفعل.

لا يستطيع اطفال الحجر أن يتسلقوا بسبب وزنهم العالي وقبضتهم الضعيفه نسبيًا.

شعرت بالأمان, ولكن يبدو اني قللت من مدى خطر هذا الجبل…

قفز أطفال الحجر على اكتاف زملائهم, تسلقوا فوق بعضهم البعض تدريجيًا حتى اقتربوا من ارتفاعي كثيرًا.

حسنًا هذا سيء… هل وصلت أعدادهم إلى هذا الحد بالفعل؟

تنهدت اثناء اخرج أسطوانه سوداء من الخاتم, رُسمت عليها علامه الجمجمه.

حرقت طرف الخيط المتدلي بولاعه, ورميتها دون ادنى تردد.

بدأ جسدي بالتحول بالفعل منذ مدة.

لا توجد الكثير من المميزات القتالية لشكل الوحش, لكنه يساعدني على استخدام 100% من قوتي الجسدية على الأقل.

قبل أن تنفجر القنبله, قفزت بكل قوة أستطاعت قدمي أن تحشدها, كان امل الهروب من هؤلاء يملئ عقلي بالفعل.

'غبي…'

فكرت فجأة عندما شعرت بقبضة تمسك شعري, نسيت كل شيء عن شعري الطويل…

اعدت الفانوس إلى الخاتم على الفور, ووضعت يداي أمام رأسي.

لم اكن خائفًا من أطفال الحجر , اللعنة هم أقل همومي الان…

أنفجار ناري غطى المنطقة بأكملها, ولم اهرب منه…

مع آخر قطرة من الوعي, حشرت جرعة علاجية كامله في فمي.

اتمنى أن لا اموت..

—--

'هذا سيء…'

تمتمت أثناء النظر إلى الضباب فوقي.

لم تكن السماء واضحة بسبب الضباب, بدا يميني مثل يساري, ويساري مثل يميني.

الأسفل كالأعلى, كل شيء متشابه..

بدأت في الندم على شرب الجرعه, كانت النيران تنافس تأثير الجرعة في بطولة عالية الحماس.

والأسوء هو أن الجرعه أبقتني مستيقظًا.

'سوف احلق رأسي بالكامل أن نجوت من هذا, سوف أصبح اصلع!'

كرهت كل شيء, قله خبرتي وغبائي.

انا لست في لعبة لعينة! انا في الجحيم حاليا!

أدركت احد اخطائي بعد نصف ساعه فقط من دخول هذا الضباب.. انا لا ازال أعامل كل شيء كما لو أنه لعبة…

'هل هذا ثلج؟'

رفعت يدي عاليًا, بالكاد تحركت.

المناخ في جبل الضباب يتغير عدة مرات في اليوم, يمضي الشتاء والربيع في منتصف اليوم الأول, ثم الصيف والخريف.

عند بدأ الخريف يصبح الأمر جحيمًا حيًا, حتى الأشخاص الواقفين على قمة العالم يمكنهم نسيان الخروج دون اصابات.

أنتظر… الضوء الأحمر!

من حسن حظي أن قلادة اليقين صنعت من مواد متينه للغاية, ولا تزال تعمل بشكل جيد.

أضاء اللون الأحمر المنطقة المحيطة بالكامل, شدة الضوء تشير إلى الخطر حولي اخطر حتى من مئات أطفال الحجر.

ادركت فورًا ما يحدث.

ثلج.. خطر يتجاوز اطفال الحجر؟

امسكت قلادة اليقين ورميتها بعيدًا على الفور.

لا وقت للتردد الآن, أخذت نفسًا عميقًا ثم حبسته.

رفعت رأسي قليلًا ورأيته, كان واقفًا خلفي بنصف متر فقط

بطول اربعة أمتار وعيون زرقاء مثل الثلج, استطعت تخمين أن فراءه الأبيض ناعم من مجرد النظر فقط.

مخلوق أسطوري, اليتي الثلجي…

مخلوق شبه أعمى يستطيع أن يرى فقط اللون الأحمر والأزرق, سمعه الخارق عوض ضعف بصره.

تتبع عاصفة ثلجيه هذا المخلوق اينما ذهب, يبدو أن شتاء الجبل لم يبدأ بعد, أنه اليتي فقط.

لم اتنفس, لم اتحرك, لم ارمش. اكتفيت بالنظر اليه فقط.

اللعين لم يتحرك لعشر دقائق كاملة, لولا عيون شكل الوحش الخاصة لرمشت بالفعل.

يبدو أن اليتي رأى النيران وسمع الأنفجار, وجاء مسرعًا بحثًا عن فريسة.

لسوء الحظ, توقفت قلادة اليقين عن التوهج منذ أن رميتها بعيدًا عني , ولم تستطع جلب انتباهه بعيدًا عني.

أستسلمت أخيرًا, وأخرجت نفسي..

لم استطع أن اتوقف بعدها, ارتجف صدري وهو يترفع للأعلى ثم إلى الأسفل.

صحيح أن جسدي تجاوز البشر العاديين بكثير, لكني لا ازال في الحدود, حبس نفسي لعشر دقائق هو الحد الأقصى خاصة اني لم اطور هذا الجانب من نفسي قبلًا…

رفع اليتي قدمه ببطء, مستعدًا لسحق راسي, محولًا أياه إلى عجينه دمويه.

ومع ذلك, يبدو أنه من المقدر لي أن لا اموت.. ليس بعد على الأقل…

خرج طفل حجر من بين جثث رفاقه, يبدو أن هذا كان محظوظًا بما فيه الكفاية للنجاه من الأنفجار.

على الرغم من أن ذلك لم يبدو عليهم, لم يكن اطفال الحجر مجرد تماثيل, كانوا اذكياء كالأطفال العاديين ولهم مشاعر حقيقيه.

كل ما في الأمر أن رغبتهم في القتل تجبرهم على التحرك كما تملي.

أطلق طفل الحجار صخره من الغضب والقهر, وأنقذني بفعل ذلك..

أنزل اليتي قدمه ومشى ببطء نحو طفل الحجر.

أستغللت تلك اللحظة للركض بأتجاه قلادة اليقين, أمسكتها وركضت بأقصى سرعتي.

لا أزال مصابًا, مصابًا بشدة ولكن ما من خيار آخر.

أخرجت جرعة أخرى وحشرتها في فمي, هذا اقصى ما بأمكاني فعله.

بدأت اثار الجرعه في الظهور على جسدي تدريجيًا, معلنه نصرها على النار التي لا تزال تؤلمني حتى هذه اللحظة.

لا يمكنني شرب واحده أخرى للأسف على الرغم من مخزوني الهائل, والا فسوف اخاطر بزيادة مناعتي للجرعات.

بدأت آثار الثلج في الأختفاء بعد ربع ساعه من الركض, أخرجت نفسًا وخرجت مخاوفي من اليتي معه.

يمكنني أن ارتاح قليلًا هنا…

كانت هذه أفكاري قبل ثانيه واحده من أختفاء قدمي اليسرى بالكامل.

بحق الخالق…

أجتاحني الم لا يمكن أن اتصوره..

2023/12/28 · 1,046 مشاهدة · 1875 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024