بيجاما خضراء مخططة بالبرتقالي.

رداء بني يغطيها تماماً لم ينزح إلا عند اصطدامنا.

إن هذا...

"لما لا تسرع؟ سنتأخر"

نعم سنتأخر، لكن ذلك الرجل!

ذلك الرجل!

... رجل؟ أي رجل؟ ما الذي أوقفني؟

اذا لم أذكره فإنه لا يهم أليس كذلك؟ اسرعت خطاي لألحق بالاثنين .

***

بدلاً من الأسواق الحديثة ذات اللافتات الالكترونية، امتلئ المكان بأسواق بسيطة بلافتة مكتوبة يدوياً، كذلك المنازل، بسيطة الصنع.

منطقي فلا تتوفر الات البناء الحديثة الآن.

تنوع الناس في لبسهم ما بين الملابس التي اعتدت عليها وبين الأزياء من الماضي. اختفت كل مظاهر التقدم.. هل الملابس استثناء؟

بدأت برؤية المبنى من على مسافة بعيدة.

مبنى هائل بارتفاع شاهق لا يتناسب مع باقي الأبنية.

كان على شكل ملعب كرة قدم ضخم، وتصميه أحدث من أن يبنيه بشر بلا معدات.

"ألم يختفي هذا الملعب مع بقية الأشياء؟"

"لا، تم بناءه من انسحابي"

"كيف؟ انسحابي؟"

"ألم يخبرك زين؟ الانسحابي هو .."

"أرجوك أيها الشاب، ساعدني!"

في اللحظة الأهم تمت مقاطعتنا.

رجل في منتصف العمر يرتدي بذلة رمادية ونظارات جعلته يبدو كرجل أعمال، سقطت قطرات الماء من وجهه بينما لهث كما لو كان يركض لفترة. مناداته لي جعلتني ألاحظ اختفاء أحدنا.

"ما المشكلة؟"

"أنا أحد المنظمين لمسابقة (كيلوغرام من الرجل)، كنت مسؤولاً عن توصيل اللاعبين إلى الملعب! وحصل وسقط أحدهم من الباص!"

"فهمت، أتريد أن نتصل بالشرطة؟"

"لا! لم أسقطه أنا! أرجوك، إن لم يكتمل عدد اللاعبين سيتم فصلي من وظيفتي، كل الجمهورية تنتظر هذه المسابقة بفارغ الصبر لا يمكنني الفشل، أنت بنفس طوله وبنيته لذا أرجوك"

نظرته الحزينة كانت مثيرة للشفقة لكني لا أملك سبباً لمساعدته.

أجبته بلا، بلا تردد.

"أرجوك! لا بأس إن خسرت في الجولة الأولى حتى فقط شارك، إن كنت تريد المال فعائلتي تدير تجارة حلوى! و سوف.."

"أي حلوى؟"

***

زي هذه المسابقة.. رائع!

تلك الملابس السوداء مع الرداء على ظهري تمنحني مظهر شخصية في أحد الروايات الخيالية، بالإضافة لهذا القناع الأسود بالكامل.

اسف أيتها البيجاما لكني سأبدلك.

...

إنها.. لا تنزع؟

سحبت البيجاما بشدة لكنها لم تتزعزع أبداً، هذه البيجاما.. لا تنوي تركِ بسلام.

استسلمت بعد عدة محاولات ثم ارتديت الزي فوق البيجاما،

خرجت لأرى شهاب ينتظرني خارج غرفة التبديل.

"هل كنت تعلم أنها لا تنزع؟"

"بالطبع، حاولنا أخذها"

...

"أليس من الأفضل أن تذهب للبحث عنه؟"

"ليس طفلاً، سيعود وحده"

نظرنا لبعضنا لثواني ثم أكملت سيري لغرفة التجمع.

"جمبري"

"ماذا؟"

"هل تصدق كل ما قاله زين لكَ حقاً؟"

"لا زلت لا أصدق أني مجرم على الأقل"

رمقني بنظرة فارغة وجدية.

".. أنصحك بترك المسابقة وألا تبقى في هذا المكان أكثر.... اذهب ل م.س.ت، ستكون أكثر أماناً هناك"

ماذا؟ هل يقصد أنني في خطر لأنني مجرم مطلوب؟ هل من الممكن أن الجنود هنا؟ ومن هم ال م.س.ت؟

"لا أفهم"

"سأذهب للبحث عنه، أنت حر في ما ستفعله"

أعطاني ظهره وغادر، بقيت وحدي.

لما عليه أن يلعب دور الغامض؟ حتى بعد قوله هذا، لا أعرف لأين أذهب، في عالم أجهله تماماً لم أملك خياراً سوى اتباعهما فحسب.

"جمبري، ها أنت ذا!"

اتى ذلك الموظف مسرعاً.

"ستبدأ المسابقة الآن، فلنسرع"

على ما يبدو أنني تأخرت، شد الموظف ذراعي.

اعتقد أني سأبقى هنا قليلاً، خصوصاً أنني أرتدي الزي والقناع اللذان لن يمكنا أحداً من معرفتي.

***

-- أيها الحضور الكرام، اليوم هو اليوم الذي تنتظرونه من كل شهر! اليوم الذي يجلس فيه مئات المتفرجين رغم خلافاتهم وانشغالاتهم من أجل هدف واحد، ألا وهو المتعة!

أهذا مكبر صوت؟ هل اختفى أي شيء فعلاً؟! بذكر هذا نسيت أن أكمل حديثي مع شهاب.. الانسحابي.. هل يمكن أن يكون شخص بقدرة كقدرة البيجاما؟

من المستحيل أن يمتلك البشر قدرة خارقة... رغم أن البيجاما تمتلكها...

--المنافسة المنتظرة (كيلوغرام من الرجولة) ستبدأ! اثنا عشرَ محارباً مقنعاً يواجهون بعضهم البعض، للحصول على لقب الأفضل!

--وقبل البدأ دعونا نستذكر القوانين الثلاثة الذهبية ل(كيلوغرام من الرجولة).

-- أولا، لا عنف!

ثانياً، لا غش!

ثالثاً، غير ما سبق لا قوانين، وكل ما يوافق عليه الحكام مسموح!

والآن لنبدأ!

لا عنف؟ ألم تكن قتالاً من نوع ما؟ هذا أفضل بالنسبة لي بصراحة.

تم فتح اثنا عشرة بوابة كانت تحيط بالملعب، خرجتُ منها مع إحدى عشر منافس آخر وسط تشجيع الجماهير. كان المكان صاخباً وموتراً. هل استحقت الحلوى التعرض لكل هذا الضغط؟

بدأت تراودني أفكار الخسارة عمداً في أول جولة، كان هذا أفضل خيار لدي.

التفت على باقي المتسابقين، كلٌ منهم كان يرتدي زياً مقنعاً بلون مختلف، كان أكثرهم لفتاً للنظر هو الفضي، حجمه العملاق وضخامته جعلته يبرز بين الجميع، وبعض قليل من الوقت لاحظت شخصاً مميزاً آخر، طفل لا يتجاوز العاشرة كان بين المتسابقين مع اللون البنفسجي. الذي اختار المتسابقين يرى الجميع سواسية على الأرجح.

على يميني وقف المقنع البرتقالي، ظهره كان موجهاً لي بينما كان يتحدث بعبارات التشجيع لأحد أمامه، تقدمت قليلاً لأرى،

عبارات التشجيع كانت موجهة لمخلوق صغير بلباس أخضر.

كلب كأحد المتنافسين، هل وضعوني الآن مع كلب..

على عكس الغرباء السابقين، كان البقية، الابيض والاحمر والازرق والبني والبيج والسماوي والاصفر طبيعيين، على الرغم من أن آخرهم كان كبيراً على المشاركة بهذه المسابقات إلا أن هذا طبيعي أكثر من كلب.

-- أقدم إليك حكامنا الثلاثة ، دبيازة وكرويتة وسمبل، الذين سيقررون المستحق لللقب!

والآن سأشرح لكم الجولة الأولى من (كيلوغرام من الرجولة).

-- خلال العشر دقائق التالية، فليختر كل من المتسابقين شريكاً!

علينا اختيار شريكنا. نظرت حولي إلى الباقيين، كل ما علي أن أذهب وأسأل أحدهم، لكن قدماي لا تتحركان.. لما؟ ليس الأمر صعباً فقط علي أن أسألهم.

بعضهم اختاروا شريكهم بالفعل. لا أزال في مكاني أنظر إليهم..

أنا أشد خجلاً من أسأل أحدهم.. لكن ما هو أسوء من الخجل أن أترك للأخير..

عزمت أمري وقررت أن أتحرك.

-- حسناً، لقد شكل الجميع فرقاً، آخر من تبقى بدون فريق، الأسود والأبيض، سيشكلان فريقاً معاً!

لم يكن عليك أن تفضحني!

تحركت لأقف مع شريكي، الذي لم يرد علي عندما ناديته. كنت أنوي الخسارة من البداية لذا لا يهم إن تركت مع شريك سيء.

--والآن أرجوكم انتظروا لثواني حتى يقرر الحكام الثلاثة.

ننتظر لماذا؟ هل سيقررون نوع المسابقة الآن؟ هذا متأخر.

جلسنا ننتظر لبضع دقائق حتى تكلم أحد الحكام.

-- سررت بلقائكم، أنا أحد حكام هذه المسابقة سمبل، سأعلن النتائج الآن!

النتائج مرة وحدة يا سمبل؟

-- فريق (البرتقالي والأخضر) وفريق (الازرق والبني) وفريق (البيج والسماوي) تم إقصائكم جميعاً! لأن تشكيلة ألوانكم لم تعجبنا!

ماذا؟!

2024/05/27 · 22 مشاهدة · 979 كلمة
Paprika
نادي الروايات - 2025