-- غير متوقع! خرج ستة متسابقين من المنافسة من الجولة الأولى، يا لها من أحداث مجنونة!

المسابقة بنفسها مجنونة، بدأنا منذ دقائق يا رجل، لكن يبدو أن هذا يعجب الجمهور لسبب ما، صراخهم وهتافهم لم ينقص بل ازداد، هل هذا تأثير العيش بلا هواتف؟

رفع المقنع الأحمر يده وضربها بيد شريكه الفضي العملاق

"فعلناها، أخي!"

لا لم تفعل شيئاً، حرفياً لا شيء...

على الجانب الآخر، وقف الثنائي الاصفر العجوز والبنفسجي الطفل، ركض الطفل نحو المتنافسين الخاسرين الذين كانوا على وشك مغادرة الملعب.

"لا! لا يمكنكَ تركِ يا أبي!"

والد المقنع البنفسجي هو المقنع البني؟ يا جماعة إنها منافسة وليست نزهة.

"توقف.. ألا تتذكر وعدك يا عامر؟"

"وعد؟"

"أجل، ذلك اليوم.. حينما وعدت أمك أنك ستصبح شخصاً يقف على قدميه ولا يعتمد على الناس، لهذا شكلنا فرقاً مختلفة، هل ستخلف وعدك الآن؟"

"..."

"أبي.. لقد قررت، سأعتمد على نفسي و أفوز بهذه المنافسة حتى لو كنت وحيداً!"

"هذا هو ابني، أحبك عامر"

"أحبك أيضاً بابا!"

هذا مؤثر لكن طويل بعض الشيء، متى سنكمل المسابقة؟

-- أيها الحضور الكرام! انتهت الجولة الأولى والآن سنأخذ استراحة ربع ساعة للمتنافسين، نلقاكم بعد قليل!

أنتم تمططون مسابقتكم بزيادة.

***

مد الموظف يده مناولاً إياي كوب ماء.

"احسنت صنعاً هناك!"

نزعت قناعي وشربت الماء.

لم ابتعد عن الملعب كثيراً، ما زلت قادراً على رؤية الملعب والجماهير، لم يختلف الأمر كثيراً عن السابق، الجماهير حملوا لافتاتهم وارتدوا ملابس بألوان من يشجعونهم بينما كانوا يأكلون وجباتهم الخفيفة.

بينما أراهم لاحظت أفراداً يرتدون ملابس موحدة كحلية بينهم، كانوا يقفون بثبات بمواقع محددة.

"أيها الموظف، من هم الرجال ذوي الزي الكحلي؟"

"ألم ترى الشرطة من قبل؟ أين اعتدت العيش؟ إنهم يأتون كل عام للتأكد من النظام رغم أن عددهم أكثر هذه السنة. لا يوجد شيء خطير لذا لا تقلق، سيقومون فقط بمراقبة الأجواء والتأكد من هويات الناس"

تورطت.. وجب علي الاستماع لنصيحة شهاب. في هذه الحالة سيكون الهرب خياراً سيئاً، من الأفضل أن اكمل كمواطن بريء حتى أجد فرصة للخروج بين الحشد الكبير.

كان هناك شيء ما يزعجني منذ فترة، النظرات التي كانت تخترق ظهري.

ظل الأبيض يحدق بي بشدة لفترة، التفت إليه، بقى مرتدياً لقناعه، مع ذلك، نظراه كانت واضحة.

"أيها الأسود، لنبذل جهدنا في الجولة القادمة"

تكلم للمرة الأولى، لم اتوقع منه التعاون لكن هذا أفضل.

"بالتأكيد"

***

-- عدنا إليكم أيها الحضور بعد استراحة قصيرة، والآن الجولة الثانية (لغز الحروف الأبجدية) ستبدأ! سيقوم الحكم كرويتة بشرح الجولة لكم.

لقد انتبهت لحقيقة أن المقدم يضع يده أمام فمه عندما يتكلم أو في فم الحكام عند حديثهم.. هل مكبر الصوت بيده؟ لا أعرف..

عموماً، لا أشعر أن الألغاز مجال قوتي. أردت أن أستمر بهذه الجولة فقط من أجل شريكي، إنه وقت الخسارة على الأرجح.

-- مرحباً بالجميع، أنا ثاني الحكام كرويتة! سأتأكد أن الجولة الثانية ستشبع حماسكم وتشعلكم! في الجولة الثانية سيقف كل فريق أمام أحد الطاولات التي تحتوي على جرس ، سأسأل سؤالاً، وأول فريق يرفع يده سيجيب!

يا رجل لما الجرس؟

--أسئلتي ستتعلق بالحروف! هذا هو التلميح الوحيد! والآن وقت الاشتعال!

وقفت أمام الطاولة وكذلك الأبيض، بقى صامتاً طبعاً.

-- حسناً السؤال الأول! أعطوني اسم فتى بحرف الفاء!

اه.. إنها حرف جماد حيوان.. لما لم تقل من البداية.

خطف المقنع الأحمر فرصة الإجابة برفع يده بسرعة، لكني لم اتعجب، فالمقنع الأحمر يرتدي نظارات فوق قناعه، إنه بلا شك دافور.

"فارس، فهد، فادي، فواز، فيصل"

لم يبقي شيئاً!

-- خطأ.

خطأ؟ جميعها صحيحة!

صدمت لكن كان غضب شريك الأحمر، المقنع الفضي، أقوى فصرخ:

"كيف! كلها أسماء فتيان بحرف الفاء، ما الخطأ؟!"

-- القوانين الثلاثة الذهبية ل(كيلوغرام من الرجولة)،

ثالثاً، غير القانون الأول والثاني لا قوانين، وكل ما يوافق عليه الحكام مسموح.

التالي!

صك الفضي العملاق على أسنانه، القانون كان صحيحاً فلم يستطع قول شيء، والآن.. ما الذي علينا فعله؟ هل نحزر أسامي بحرف الفاء حتى يرضى؟

رفع الفريق الأصفر والبنفسجي أيدهم، تحديداً، رفع البنفسجي الطفل يده، ربما يملك صغير مثله الإجابة الصحيحة التي لم نتوقعها نحن الكبار.

أشار المقنع البنفسجي وهو يبتسم بيده للجمهور وقال:

"ماما قالت أنه فايز!"

ماذا حصل لكل ثرثرة الاعتماد على النفس؟؟ وكيف سمعتها من هذه المسافة!

-- إجابة جيدة، لكن تعلم أن الغش ممنوع، لذا أنت خسرت.

تحولت الابتسامة لدموع وركض الطفل للخارج، لم أتأثر..

بقى العجوز وحده، هل سيصمد؟

-- نعم! ما هي إجابتك؟

من رفع يده؟ التفت حولي ورأيت أن المنافسين لا يرفعون أيديهم. لم يكن في مجال رؤيتي فلم انتبه له. رفع المقنع الأبيض يده بثقة.

"فاير"

نار بالانجليزي

-- إجابتك... صحيحة! تماماً! أخبرتكم أنه وقت الاشتعال!

؟؟ كيف يفترض بي أن أعرف؟ وكيف أجاب هذا الأبيض؟!

كح المقنع الأصفر ولمس لحيته بينما قال:

"يالك من منافس قوي، لم اتوقع أن شاب مثلك سيستطيع مجاراتي"

أنت لم تفعل شيئاً منذ بداية المنافسة. ارحمنا.

-- لننتقل إلى السؤال الثاني! جماد بحرف الدال!

"دراجة!"

أجاب المقنع الأحمر بسرعة.

-- خطأ، الدراجة تتحرك!

"لا! إنها لا تتحرك وحدها! هذا واضح!"

-- أنا من أقرر، لا تجعلني أكرر القوانين أيها المقنع الفضي.

ضرب الفضي يده بالطاولة بغضب.

كل ما تفعله هو الغضب! فلتجب! فلتجب مع فريقك!

السؤال سهل، فرفعت يدي لأحاول الإجابة:

"دلو"

-- صحيح! لكن كلنا نكتب دلو عندما نلعب هذه اللعبة، لذا لن احتسب هذه الإجابة التقليدية!

أشعر بأني كرهت هذا الحكم..

"لا بأس، محاولة جيدة" قال المقنع الأبيض.

إنه قليل الكلام حقاً لكنه طيب أليس كذلك؟

"شكراً"

بعد عدة محاولات فاشلة، لم يعرف أحد الإجابة وتم تخطي السؤال.

-- فلتفكروا بذكاء يا جماعة، إنها دبي!

هذا بلد! بلد!!

-- لا يهم لننسى الماضي، الآن، أريد اسم بلد بحرف الثاء!

لا يوجد بلد بحرف الثاء. هل نخترع لك واحداً؟

بعد دقائق من التفكير، تكلم المقنع الأصفر العجوز:

"ألا تعتقد أيها الحكم كرويتة أن هذا السؤال صعب جداً؟ لما لا نسمح بالإجابة بالمحافظات والمناطق كذلك لتسهيل السؤال؟"

اقتراح رائع! إيجاد بلد مستحيل لكن ربما هناك منطقة بحرف الثاء!

وافق الحكم على الاقتراح حتى لا يتم تخطي السؤال كالذي سبقه.

ثم رفع اثنين يدهما بثقة، المقنع الأحمر والمقنع الأبيض! هل سيتمكنان من إيجاد الإجابة؟

-- اوه؟ لدينا يدان مرفوعتان، سأسمح لكما أن تجيبا بنفس الوقت.

"ثيساليا"

"ثقيف"

-- خطأ! لا أعرفهما لذا خطأ!

ما شأننا إن كنت فاشلاً بالجغرافية؟ مستفز..

رفع صاحب الاقتراح يده، بما أنه الأكبر عمراً ربما يملك حصيلة معلومات أكبر!

"ثيوبيا"

-- صحيح!! كما هو متوقع من اللاعب الأكبر! نقطة لفريق الأصفر! النتيجة حتى الآن نقطة لفريق الأسود والأبيض، ونقطة للأصفر، وصفر للأحمر والفضي!

ثيوبيا... لن أتكلم عن الخطأ الإملائي، لكن لما اقترحت الإجابة بالمحافظات وإثيوبيا بلد! فقط متى ستنتهي هذه المسابقة؟

-- والآن السؤال الأخير! كسر التعادل!

"لنبذل جهدنا للفوز! احمر!"

"نعم! لنفعلها معاً!"

كلاكما خسرتما أصلاً، لا تحاولا.

صمت الجميع للاستماع بحرص للسؤال الأخير في الجولة الثانية.

-- السؤال الأخير هو... اسم مجرم بحرف الجيم؟

2024/06/02 · 28 مشاهدة · 1056 كلمة
Paprika
نادي الروايات - 2025