مرت ساعات منذ الحادثة. خضع بعض القرويين واشتروا الحطب من ذاك المجرم حتى يتمكنوا من تدفئة منازلهم في هذا البرد القارس.

لم أستسلم أنا والرجال بعد، فما زالت لدينا الخطة التي اتفقنا على تنفيذها بعد صلاة العشاء. حيث سيكون المجرم متعباً من حراسة المحل خلال ذلك الوقت.

وقف شخص ما وفلان ورجل ما أمام بلطجي الحطب.

"أستشترون الحطب؟"

"اهاهاها! أتمزح معي؟ لما قد نسمح لك بسرقتنا؟ نحن سوف نلقنك درساً لن تنساه ما حييت!" قال رجل ما.

أدى رجل ما دور القوي بإتقان، سيستفز هذا البلطجي وسيتخلى عن حذره. الخطة تسري بنجاح حتى الآن!

وضع البلطجي الايس امريكانو هوت دبل تشوكليت ثري كراميل شوت اند فانيلا بابلز على الطاولة ووقف.

لقد تغير ذوقه في المشروبات في فترة قصيرة.

"سأعطيكم خمس ثواني، غادروا وإلا..."

بالطبع لم يغادر الرجال! بل وسعوا المسافة بينهم وأحاطوه.

وقف شخص ما على يمين البلطجي وقام بأخذ وضيعة الرفسة! حيث رفع إحدى أقدامه ليستعد للهجوم.

وعلى اليسار استعد فلان بقبضة البعبع خاصته. في حالة الخطر هذه القبضة بالتأكيد لن تنفع!

وأما في الوسط وقف أكبرهم بنية جسدية رجل ما، رفع يده وأشر للمجرم بالاقتراب مع ابتسامة جانبية لنضمن أن نستفزه مئة بالمئة.

لقد احسنوا اتباع الخطة. وفعلاً تحرك المجرم باتجاه رجل ما بسرعة.

صلصلة~ صلصلة~

أوقف المجرم صوت اهتزاز يعرفه جيداً وشعور حركة في جيبه. التفَ ناحية الصوت ليجد شخص ما يحمل المفتاح الذي كان في جيبه منذ ثوان.

ما لم يكن يعرفه هو أن شخص ما إنسحابي أيضاً، انسحابي المغناطيس!

احمر وجه البلطجي من الغضب:

"أنت.. كيف تجرأ؟!"

وقبل أن يقترب منه المجرم، ركض شخص ما بأقصى سرعة ومعه المفتاح. وكذلك هرب الاثنين الآخرين في الجهة المعاكسة.

ركض البلطجي خلف شخص ما ليستعيد ما أخذه.

ابتسمت! لقد نجحت خطتنا!

والآن يبدأ دوري! بينما ينفذ الثلاثة خطة الإلهاء سأتولى أنا مهمة أخذ الحطب، حتى هذه اللحظة كنت أراقب الأحداث من سطح المحل.

ابتعد البلطجي بما فيه الكفاية، لذا بدأت.

في يسار السطح تواجد رأس مدخنة المحل، والذي كان الطريق الوحيد للدخول عدا الباب الأمامي.

لما هناك مدخنة في محل حطب؟ لا تسألني.

دخلت إلى المدخنة الخاصة بالمحل. وانزلقت بسلاسة لنحافتي.

كح!

لم أسلم من البخار الأسود الذي أهلك جهازي التنفسي وأعمى نظري. لوحت بيدي مبعداً الدخان.

عدد هائل من الحطب تواجد في داحل المحل. قام هذا السارق فعلاً بأخذ الحطب من كل المحلات! أخذت كيس قماشي كنت قد أحضرته معي وجلست أجمع الحطب.

دق~

دق~

؟

تخيلت أني سمعت دقاً للتو؟ أمعنت السمع لأجد أنه لا يوجد أي صوت. لا بد أن بعض الدخان دخل أذني وجعلني أتخيل.

ملأت الكيس القماشي بكل ما يتحمله من حطب. لقد فعلناها! حصلنا على الحطب أخيراً!

والآن! ... ماذا بعد؟ ما كانت الخطوة التالية؟

صحيح! بعد أن يبتعد عن المكان، أنا سأقتحم المدخنة وأحضر الحطب ثم انتظر قيام عجوز ما وغلام بكسر الباب لي!

لكن لما لا أسمع أي صوت؟ هل ذهبا ليحضرا مزيداً من الناس للمساعدة؟

لا لا يمكنها لأن البلطجي قد يعود في أي لحظة. يجب أن يكسراه بأنفسهما بسرعة!

"عجوز ما! غلام! أأنتما هنا؟!"

"نعم نحن هنا!" أجابني صغير السن غلام.

"فلتبدأ بكسر الباب قبل أن يعود البلطجي!"

"لقد بدأنا بالفعل"

؟؟

كيف لم أسمع شيئاً؟ ضربت أذاني محاولاً إخراج ما تجمع فيهما من غبار. ثم جلست أنتظر.

دق~

دق~

دق~

لا..

أكانت أصوات الدق تلك هي محاولتكما لكسر الباب؟!

بالتفكير بالأمر، ما الذي فكرنا به عندما أعطينا مهمة كسر الباب للعجوز والطفل الوحيدان بيننا! لن ينكسر الباب ولو بعد ١٠ سنين!

"ابحثا عن شخص يساعدكما في كسر الباب، علينا أن نسرع!"

استجاب الاثنين لما قلته. لكن الليل قد حل، هل سيجدان أحداً قريباً في هذه الساعة؟

"وجدنا أحدهم!"

كان هذا سريعاً!

"حليف العدالة قد وصل! ما الذي يحدث؟!"

حليف العدالة؟ ذاك الذي هزم من البلطجي! ممتاز، بنيته الجسدية ستساعدنا في كسر الباب!

"نحاول أخذ الحطب من وراء ذلك المجرم، ساعدني على الخروج من هنا!"

"علم!"

تنفست الصعداء، إن الأمور تسير على نحو جيد حتى الآن!

كح! كح!

غبار أسود مألوف أعماني.

"كح! لقد وصلت!"

قال حليف العدالة الذي اتى من المدخنة.

"لما اتيت من هنا؟!!"

"لكي أساعدك بالطبع"

"كان عليك كسر الباب!"

"هذه فكرة فعالة! يالك من ذكي!"

قبضت على ذراعي بينما أحاول أن أكبت غضبي من هذا الرجل.

دق~

دق~

ما زال هذان الاثنان يحاولان؟!!

"إذاً.. ماذا سنفعل؟" سألني حليف العدالة.

"..."

نظرت إلى الباب وفكرت. ألا يمكننا أن نحطم الباب من الداخل؟ لما لا! إذا كنت أنا وهو معاً فسنستطيع كسره.

"لنكسر الباب من الداخل"

أومأ برأسه. اقتربنا من الباب لنكسره، وقبل أن نبدأ سمعت صوتاً من الجهة المقابلة. أخبرت حليف العدالة أن يتوقف لثانية، استمعت بحرص للصوت.

"ما الذي تفعلانه عندكما؟!"

عاد البلطجي! كان هذا صوته بالتأكيد!

سمعت صوت ركض.

"هرب الجبانان، إياكما الاقتراب مجدداً!"

لقد تخلا عنا بسرعة... ما الحل الآن؟

وضعت يدي على فمي وركزت على إيجاد حل. هل ننتظر فتحه للباب عند بيعه للحطب لكي نهرب؟

كسر!

ها؟

كسر!

تحطيم!

"لقد نجحت!" نظر لي حليف العدالة بابتسامة مشرقة وعيون متلألئة.

ونظر لنا أحدهم بعيون غاضبة وقاتلة.

استوعبت الورطة قبل أن يستوعبها الذي معي، مد ذلك المجرم بده محاولاً لمس حليف العدالة، ركضت نحوه ودفعته وتعرضت أنا للصعقة.

وأغمى علي.

***

رائحة حلوة مخلوطة بدفء مريح، وصوت ضحك. فتحت عيوني تحت سقف لا أعرفه.

لم يكن السرير ولا الغرفة مألوفين. أمسكت رأسي وحاولت أن أفكر فيما حدث بعدما هاجمني.

لا أذكر شيئاً.. لقد أغمى علي حتى هذه اللحظة.

كان الغرفة تحتوي على نافذة، القيت نظرة على الخارج وبالطبع لم أكن أعرف المكان. لكنها قد بدأت تثلج، وقد غطى الثلج الأرض بالفعل.

أخيراً قررت الخروج والبحث عن مصدر الصوت لأعرف أين أنا.

مررت بممر قبل أن أنزل سلماً لأذهب للطابق الأرضي، وهناك رأيتهم.

شخص ما ورجل ما وفلان وحليف العدالة يجلسون معاً ويتحدثون بينما يحترق الحطب في الموقد ليصنع جواً لطيفاً.

هل استسلموا واشتروا الحطب؟

انتبه لي رجل ما وقال:

"استيقظت؟ لقد قلقنا عليك!"

"ماذا حدث للخطة؟"

أجابني رجل ما:

"لقد نجحت! تمكنا من أخذ الحطب من ذلك السارق"

"نعم، تمكن هذا الشاب من هزيمة الانسحابي!" قال شخص ما بينما يضع يده على كتف حليف العدالة.

"كيف؟ هل أنت انسحابي أيضاً؟"

"لا! لست كذلك! لقد وجدت ثغرة بعدما دفعتني وهاجمته بقطعة خشب وإنهار"

بهذه السهولة؟

"لم يكن علينا الخوف منه لتلك الدرجة، في النهاية الشرير الجانبي يهزم دوماً بطريقة سهلة!"

لم أفهم ما قاله فلان، لكن المهم هو أن اليوم انتهى بسلام.

"شكراً لكم، حليف العدالة، شخص ما، رجل ما، وفلان. لولا جهدكم لما تمكنت من الحصول على أي حطب"

اقترب رجل ما مني وضربني على كتفي.

"شكراً لك أنت!"

"نعم فأنت من أصبت، ولحمايتي أيضاً، أنا ممتن"

ابتسمت لهم. إنهم فعلاً أشخاص طيبين.

كان البيت الذي نحن فيه هو بيت شخص ما، ولأن الوقت تأخر اقترح علي أن أقضي الليلة هنا.

وافقت على اقتراحه، فلا أذكر أن لدي شيء مهم لأفعله. في الواقع، لا أذكر لما كنت أريد الحطب حتى.

قال شخص ما:

"فلتجلس وتأكل معنا! أعددنا توست المربى، هذا المربى هو فخر عائلتي، متأكد من أنك ستأكل أصابعك من لذته!"

جلست معهم وأخذت شريحة توست دهن عليها مربى ذو رائحة حلوة لا يتحملها قلبي. أخذت قضمة كبيرة تناسب الجهد الذي فعلته طوال اليوم.

"إذاً ما رأيك بالمربى؟"

"إنه مربى لذيذ وجيد"

2024/06/11 · 15 مشاهدة · 1130 كلمة
Paprika
نادي الروايات - 2025