في عائلتنا يوجد ثلاثة أشخاص فقط: أبي، أخي الأكبر، وأنا.

كان من المفترض أن تكون لدينا أم، لكنها توفيت بعد ولادتي بفترة قصيرة، بينما كانت لا تزال طالبة في الثانوية.

بطبيعة الحال، عارض كلٌّ من جدي من جهة الأب وجدتي من جهة الأم ولادتي. كان ذلك أمرًا لا مفر منه، فمن من الوالدين سيُرحب وهو يعلم أن ابنته التي لا تزال تدرس في الثانوية قد حملت؟ هل سيقولون: «آه! سأرى حفيدي!»؟

كنت أشعر بالحزن قليلًا لأنهم عارضوا قدومي إلى هذا العالم، لكني أستطيع تفهّم سبب ذلك.

كانت أمي مريضة بمرض عضال قبل أن تحمل بي.

لا أذكر اسم المرض بالضبط، لكنه كان أشبه بقنبلة موقوتة.

لذا، أقنعت والديها بأنها تريد ترك دليل على وجودها قبل موتها.

وبطبيعة الحال، كان عليها أيضًا إقناع جدي وجدتي من جهة أبي.

قد يبدو ذلك قاسيًا قليلًا، لكنها في الحقيقة تصرّفت بأنانية حين طلبت أن تُنجب طفلًا قبل أن تموت.

حتى وإن أنجبت طفلًا وهي صغيرة، فالأمر لا يكون كارثيًا إن استطاعت تربيته، أما أن تلد ثم تموت، فماذا سيحدث لأبي الذي كان حينها لا يزال طالبًا في الثانوية؟

إن الرجل الذي يُطلق عليه لقب «طالب ثانوي لديه طفل» يكون مستقبله مظلمًا.

لكن المدهش أن أجدادي وافقوا على ذلك دون تردد.

قد يظن البعض أنهم كانوا متساهلين، لكني أعتقد أنهم كانوا يعلمون حقيقة «ذلك الأمر».

أعني أبي.

كان من المُستحيل إيقاف مستقبل أبي الطامح بمجرد لقب «رجل متزوج لديه طفل».

لقد ربّى أجدادي أبي وعرفوا ذلك جيدًا. فأصحاب المستقبل الباهر غالبًا ما يكونون مميزين منذ صغرهم.

لستُ أمزح، فكثيرًا ما كان أجدادي يقولون لي: «مع وجودك، لن يستطيع والدك غزو العالم!».

على أية حال، بعد حصول أبي على موافقة العائلتين، أقام زفافًا مفاجئًا.

وببركة العائلتين، تزوج أبي وأمي رسميًا.

في ذلك الوقت، كان الجميع يعلم بمرض أمي العضال، لذا كان حفل الزفاف ذو جوّ كئيب، لكن أبي لم يهتم لذلك وأكمل الزفاف، بل وذهبا في شهر عسل أيضًا.

وما كان أكثر دهشة هو أنه دفع جميع التكاليف بنفسه!

سمعت أن أبي لم يكن من عائلة غنية، لكنه ادخر كل تلك الأموال من عمله الجزئي في أوقات فراغه. هل يمكن فعلًا لطالب في الثانوية أن يجمع آلاف الون من عمل جزئي؟

على أية حال، توفيت أمي بعد ذلك.

وبعد فترة قصيرة، ترك أبي المدرسة، وأخذ اختبار معادلة الثانوية، ثم خضع لاختبار السونونغ [اختبار القبول الجامعي في كوريا].

وأحرز العلامة الكاملة في جميع المواد.

نعم، العلامة الكاملة، دون أي خطأ.

وبعدها مباشرة، غادر أبي إلى أمريكا حاملًا إياي بين ذراعيه، متجاهلًا العروض التي انهالت عليه من الجامعات التي دعته للالتحاق بها.

ولو حسبت المدة، فستكون حوالي أربع سنوات.

لم يُعلن عن نوع العمل الذي قام به أبي خلال تلك الفترة، حتى أنا لا أعلم تفاصيله. لكني واثق أنه كان أمرًا مذهلًا.

قد تتساءل: «ولماذا أنت واثق جدًا؟»

قد لا يصدقني البعض، لكنني تحدثت مرة عبر الهاتف مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

كان يتحدث بالكورية بشكل غير سلس.

«آه، عذرًا، هل والِدُكَ موجود؟»

آه... والدي...

«هيونغ، هل كوني طفل “تشيل-ساك” [طفل يولد في الشهر السابع] هو سبب كوني ضعيفًا مقارنة بأبي؟»

«هاه؟ ومن قال لك هذا؟»

«الجميع من حولي، باستثنائك أنت وأبي.»

نعم، أنا طفل “تشيل-ساك”. حسنًا، ليس تمامًا، فقد وُلدت بعد حوالي نصف عام.

وربما لهذا السبب كنت ضعيف البنية منذ صغري، وكان أبي دائم العناية بي.

«هممم، لا نهاية للمقارنات إن أردت مقارنة نفسك بأبي. أنت ذكي ووسيم أيضًا.»

«آه، سأشعر بالإحراج إن قلتها بهذه الطريقة.»

أخي وسيم للغاية.

بصراحة، هناك عدد قليل جدًا من النساء اللواتي يفوقنَ أخي في الجمال.

فهو يتمتع بجاذبية لا تُصدّق، بفضل وجهه الحاد، وبشرته البيضاء الحليبية، وطوله القصير قليلًا بالنسبة لرجل.

وأحيانًا، كان يُشعرني بهالة خطيرة تصدر عنه.

بصدق، أعتقد أن هذا الرجل مكانه على شاشة التلفاز، لا هنا بجانبي.

«والآن بعد أن فكرت في الأمر، كان جمال هيونغ ملفتًا منذ البداية.»

وبالمناسبة، أخي ليس الابن البيولوجي لأبي.

وهذا أمر واضح في الواقع، فأمي أنجبتني وهي في الثانوية وتوفيت بعدها بوقت قصير.

فكيف لي أن يكون لدي أخ أكبر بيولوجيًا؟

كنت في الخامسة من عمري عندما تبنّى أبي أخي.

أتذكر ذلك اليوم حين عاد أبي إلى المنزل وهو يحمل أخي بين ذراعيه.

نعم، أتذكره جيدًا.

كان هيونغ يبدو كدمية جميلة، لكن نظراته كانت خاوية، مملوءة بالحزن واليأس.

سمعت أنه شهد مقتل والديه الحقيقيين على يد قاتل متسلسل.

لقد كان ذلك القاتل المتسلسل حديث المجتمع آنذاك، لكن أبي أنقذ هيونغ منه في اللحظة التي كان سيقتله فيها بعد قتل والديه.

ورغم أن القاتل المتسلسل قُتل على يد أبي، إلا أن القضية سُجّلت كدفاع عن النفس. في النهاية، كان مجرمًا خطيرًا.

حتى وإن نجا أخي، فقد شاهد مقتل والديه أمام عينيه.

ولا شك أن ذلك تركَ جرحًا عميقًا في طفولته.

ربما لهذا السبب كان أخي طفلًا هادئًا وقليل الكلام.

وأظن أنه كبر وأصبح مرحًا ومفعمًا بالحيوية بسبب المحبة الكبيرة (؟) والرعاية (؟) التي منحناها له، أبي وأنا.

«ما الذي يشغلك الآن؟»

«آه، لا شيء حقًا.»

ركبنا أنا وأخي الحافلة وتوجهنا نحو المدرسة.

كنت أشعر بنظرات الناس من حولنا، لكني تجاهلتها ودخلت مبنى المدرسة.

«آه، طلاب سنة أولى.»

«واو، ما أروعهم، ما أروعهم.»

«أنت أكبر منهم بسنة واحدة فقط، فما هذا الهراء الذي تتفوه به؟»

كان ذلك في الربيع، بداية فصل دراسي جديد.

أصبحت الآن في سنتي الثانية من الثانوية، بينما أخي في السنة الثالثة المرعبة.

أخي ليس سيئًا في الدراسة، لكنه ليس مثاليًا مثل أبي، لذا سيجد بعض الصعوبة.

حسنًا، لست في موقع يخولني انتقاد الآخرين.

«إلى اللقاء. انتبه في الحصص.»

«حسنًا.»

اتجه أخي، وهو طالب في السنة الأخيرة، إلى الطابق الثاني، بينما صعدتُ أنا، طالب السنة الثانية، إلى الطابق الثالث.

أما طلاب السنة الأولى، فكان عليهم الصعود إلى الطابق الرابع.

أجد هذا النظام الذي يضع طلاب السنوات الأصغر في الطوابق الأعلى غريبًا قليلًا.

ربما يعتبرونه امتيازًا للصفوف العليا كي لا يضطروا لصعود السلالم كثيرًا.

«لنرَ... هل كانَ الصف السابع؟»

كان الممر مُكتظًا بالطلاب مع اقتراب موعد بدء الحصة الأولى، وكانت تعلو وجوههم تعبيرات مختلفة.

حسنًا، من الطبيعي ألّا يكونوا بمزاج جيد مع انتهاء العطلة.

حتى أنا...

«آه، كم أكره هذا. العُطلات قصيرة جدًا...»

سرت بخطوات متثاقلة، وضعت حذائي على الرف، بدّلت إلى نعالي، وتوجهت إلى الفصل.

رغم أننا خضعنا لاختبار تحديد الفصول، كان على الجميع التحقق من نتائجهم في موقع المدرسة، لذا لم نكن نعرف زملاءنا في الفصل بعد.

ولهذا، كنت أدعو في سرّي:

«آه، أرجوكم، لا تضعوا ذلك “زعيم بريستيج” في صفي...»

بالطبع، لم يكن ذلك الفتى قد ارتكب أي خطأ.

كان شخصًا هادئًا ولم يسبب لي أي إزعاج.

لكن رغم ذلك، كنت أشعر بوضوح بخطورته الغريبة.

ولم يكن هناك أي خير سيأتي من التواجد بالقرب منه، وكان الحل الآمن هو الابتعاد قدر الإمكان.

«هاه... آه.»

وقفت أمام الصف السابع.

كان الباب مغلقًا. كان بإمكاني الدخول، لكن جسدي تجمد في مكانه.

ثانوية وول-إل قاتلة البشر، لي كيونغ-أون

توقفت حين رأيت ذلك اللقب عبر الباب.

ورغم أنني لا أمتلك رؤية أشعة إكس، إلا أنني أستطيع رؤية الألقاب والأسماء حتى من خلف الجدران.

«هاه؟ هاااه؟»

انتظر، ليس هذا المهم الآن.

لِـ... لماذا أرى ذلك اللقب خلف الباب؟

ماذا؟ كيف؟ هاه؟ لماذا؟

«لا يمكن.»

صحيح. لا يمكن. هذا مستحيل.

لا يمكن أن تكون كيونغ-أون معي في نفس الفصل. هذا لا ينبغي أن يحدث.

تلك الفتاة معروفة بجمالها في المدرسة، لا، في هذه المنطقة بأكملها. إنها واحدة من «زهرتي التوأم» في ثانوية وون-إل، وأيقونة مثالية كونها من عائلة غنية، ودرجاتها دائمًا ضمن أعلى 10% في المدرسة.

لكنني لا أهتم بلقبها أبدًا. كل ما أريده هو السلام.

إن كانت هي في صفي بدلًا من دونغ-مين، زعيم بريستيج، فسيجلب ذلك المتاعب أكثر.

على الأقل، ذلك الفتى كان يعيش حياة دراسية هادئة، أليس كذلك؟

سحب.

«آه.»

«لقد أفزعتني. لماذا تقف هنا ولا تدخل؟»

2025/07/07 · 15 مشاهدة · 1206 كلمة
Rhea
نادي الروايات - 2025