كان هناك الكثير من الأمور التي تجعلني أشعر بالقلق.

رغم أنني بذلت كل هذا الجهد، إلا أنني لم أستطع تجاوز حتى خمسين مليون نسخة، ناهيك عن المئتي مليون، وهذا كان شعوراً محبطاً للغاية.

كان يؤلمني أنني لا أستطيع البوح بقصتي الصادقة لأي أحد.

رغم أنني بذلت جهداً جنونياً وحققت نجاحاً كبيراً، إلا أنني كنت أشعر بفراغ داخلي لأن كل شيء سيعود في النهاية إلى لا شيء.

لكن أكثر ما كان يؤلمني هو التنافر المعرفي.

كنت مرتبكاً، لا أعلم إن كنت أنا حقاً هان سي أون، أم أنني مجرد مريض نفسي غارق في الأوهام.

كانت نوبات الهلع والاكتئاب تنهشني من كل سبب ممكن، وبدأت أعيش وأنا تحت تأثير الأدوية.

حتى في خضم تلك الظروف، لم يبقَ في داخلي سوى عناد وغضب تجاه مبيعات الألبومات، فكنت أتشاجر مع الطاقم يومياً تقريباً، وأصطدم بالإدارة.

وبالمناسبة، في ذلك الوقت، لم يكن الكوريون يحبونني كثيراً.

بل، كانوا يكرهونني.

لأنني صرخت “ أحب اليابان ” محاولاً بيع ألبومٍ واحدٍ إضافي، فوصموني بالخائن.

كنت أرغب في بيع أي عدد إضافي من الألبومات إلى ذلك الحد.

لأنني لم أكن أستطيع تحمّل يومٍ واحدٍ دون ذلك الإنجاز، فطلبت من الإدارة أن تقدم لي تقارير يومية عن مبيعات الألبوم.

وبحسب تلك التقارير، كنت أشعر بسعادة مفرطة كالمصاب بالهوس، أو بالحزن العميق كالمكتئب.

عندما انتهت الحياة الخامسة الفوضوية بالفشل، شعرت فجأة برغبة في الهروب.

لم أعد أرغب في أن أكون أنا من يحدد النجاح أو الفشل، بل أردت أن أوكل ذلك لشخصٍ آخر.

لذلك، قررت أن أصبح آيدول في الحياة السادسة.

عندما أعود بالذاكرة، أظن أنني لم أكن أحب الآيدولز كثيراً في الحياة الأولى.

ليس لسبب معين، فقط لأنني كنت أحمقاً لا يعرف شيئاً عن العالم، مصاباً بمرض “هونغ دي” و”الهيبستر”.

[ يقصد انه كان شاب مغرور يرفض ما هو شائع فقط ليبدو مميزاً ، دون فهم حقيقي لما يفعل ]

لكن مع حلول الحياة السادسة، لم تكن لديّ تلك المشاعر.

ثم، أليس من الممكن السيطرة على كوريا واليابان، والصين وجنوب شرق آسيا إذا نجحت كآيدول؟

وهكذا، بعد سنتين من حياة المتدرب، ترسمت كقائد ومغني رئيسي في فريق يُدعى " الشباب "

ونجح الفريق فوراً.

الأغنية الرئيسية التي دفعت بها في الترسيم احتلت المركز الأول في مخططات الموسيقى فوراً، والأغنية التالية التي لحّنتها بنفسي احتلت المركز الأول في القنوات الثلاث الرئيسية.

بعدها، ومع كل أغنية ألمسها تحقق النجاح، بدأت الشركة تنظر إليّ بطريقة مختلفة.

لم أعد فقط قائد فرقة آيدول، بل عوملت كفنان ذو موهبة عبقرية.

حتى أنني كنت أستطيع القيام بأنشطة فردية كما أشاء.

لكن، لم يدم النجاح طويلاً.

سرعان ما ظهرت الخلافات.

لا أتذكر تماماً ما كان الشرارة الأولى للخلاف.

ربما كانت أنشطتي الفردية، أو ربما حفل نهاية السنة.

لقد مر وقت طويل على ذلك، كما أنني حاولت جاهداً نسيانه.

في البداية، كنت على علاقة طيبة بأعضاء " الشباب " ، لذا حاولت إزالة الخلافات.

حتى أنني قمت بتقسيم أرباح أنشطتي الفردية بالتساوي بيننا، وخضت معركة مع الشركة لأجل ضمان الأنشطة الفردية للأعضاء.

ومع ذلك، تعمّقت الخلافات أكثر فأكثر.

مهما بذلت من جهد، كان الناس يكرهونني.

وكانوا يقولون إن كل هذا بسببي.

لأنني كنت أُعطي الأولوية لأنشطتي الفردية على حساب الفريق، ولأنني كنت أضغط دون مراعاة الآخرين، ولأنني عبقري أحتقر من لا موهبة له.

حتى المعجبون قالوا ذلك.

وفي النهاية، سارت "الشباب " في طريق الانفصال.

لكن المدهش أنني لم أعد بالزمن في تلك اللحظة.

صحيح أن الفريق تفكك، لكن أنا، زاِيُون، قائد ومغني الفريق الرئيسي، كنت لا أزال أملك عدداً كبيراً من المعجبين.

صحيح أن صورتي اهتزت قليلاً، لكن بمجرد أن تفكك الفريق وبقيت وحدي في الوسط الفني، استعادت صورتي الإيجابية بسرعة.

بعدها عدت كفنان منفرد وواصلت نجاحاتي، وبدأت أبيع الألبومات مستهدفاً السوقين الياباني والصيني.

ما جعلني أعود بالزمن كان بعد مرور ثلاث سنوات من تفكك الفريق.

في أحد الأيام، بدأ أعضاء الفريق الذين أنهوا عقودهم مع الشركة وعادوا لحياتهم العادية، يطلبون لقائي.

وقدّموا لي اعتذاراً.

قالوا إنهم كانوا يعانون لأنهم كانوا عميان بسبب الغيرة في ذلك الوقت.

وأنهم شعروا بالسعادة والحنين وهم يرونني أنجح.

وسألوني إن كان بإمكاننا إعادة لم شمل الفريق.

وطلبوا مني التفكير في الأمر، ولو من أجل المعجبين الذين ينتظرون عودة " الشباب " بشكل كامل.

لو كان هذا اليوم، لضحكت بسخرية على هذا الاقتراح.

بل، ما كان ليحدث كل ذلك من الأساس.

لكن، في ذلك الوقت، كنت أملك مشاعر أكثر ليونة بكثير من الآن.

كنت أحمقاً، إلى درجة أنني أتأذى من الناس.

وكنت أمر بمرحلة بدأت أشعر فيها بحدودي كفنان منفرد بسبب انخفاض مبيعات الألبومات.

لذا، قبلت اعتذارات الأعضاء، وقررت الاستعداد لعودة كاملة.

لكن، في النهاية، لم تكتمل العودة بسبب شرط واحد في العقد.

[يتم تقاسم أرباح الأنشطة الفردية بالتساوي.]

كانت تلك وسيلة يائسة قدّمتها في السابق لمنع تفكك الفريق.

لكنهم طالبوا بها مجدداً، ولم أكن مغفلاً لدرجة أن أقبل طلباً واضح النوايا مثل ذلك.

وهكذا، بصق أعضاء " الشباب " عليّ مجدداً، وغادروا.

وعندما فتحت عيني…

بيبو، بيبو–

كنت في تقاطع الطرق.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت أكثر بروداً.

لست متأكداً إن كان ذلك بسبب فشل أول تجربة للعمل الجماعي، أم بسبب رؤيتي لوجوههم القبيحة.

ولذا، في الحياة السابعة، قررت أن أختار " الشباب " مجدداً.

أردت أن أجري تجربة.

أن أرى كيف سيتغير هؤلاء الأشخاص إن عاملتهم بمنطق الرأسمالية والعمل، لا بالعاطفة.

كانت مسيرة النجاح الثانية" لـشباب "أسرع من المرة الأولى، ووصلت الطائرة إلى ارتفاع أعلى.

لكن، كانت النتيجة هي نفسها.

“لقد وصمتنا منذ البداية بأننا أوغاد، تظن أننا لم نشعر بذلك؟”

“أنت حقاً أناني لعين.”

“هل كان يزعجك إلى هذه الدرجة أن نعيش نحن الحثالة على فتات عبقريتك؟”

ربما كان كلام أحدهم صحيحاً.

ربما كان سبب انهيارنا في الحياة السابعة هو أنا.

لكن، في النهاية، لا يهمني.

لأني بعد ذلك توجهت إلى أمريكا، وحققت نجاحاً أكبر.

بعد أن قضيت وقتاً طويلاً لا أثق بأعضاء الفريق، وأشك فيهم.

ومن هذه الناحية، كانت فرقة GOTM فريقاً مميزاً بالنسبة لي.

لأنه فقط عندما كنت مع GOTM، شعرت براحة كبيرة في قلبي.

كنت أظن أنني نسيت " الشباب " تماماً.

فهي حادثة قديمة جداً، بل وحتى لم تحدث في هذا العالم فعلياً.

لكن،

“نحن مجموعة Take Scene، أرجو أن نعمل معاً بشكل جيد.”

عندما رأيت وجه أحد أعضاء " الشباب ' لم أستطع منع المشاعر القديمة من التسلل مجدداً.

***

لماذا يوجد جو يونغ سونغ هنا؟

من المفترض أنه سيترسم مع “الشباب ” بعد عامين، أليس كذلك؟

ولم أره قط أثناء مراقبتي لقناة Take Scene على اليوتيوب.

ارتبكت قليلاً للحظة، لكنني سرعان ما توصلت إلى الإجابة.

أتذكّر أنني سمعت ذات مرة أن جو يونغ سونغ كان ضمن فريق ترسيم آخر قبل ترسيمه مع “الشباب”.

ذلك الفريق هو “Take Scene بالطبع، في ذاكرتي لم يترسم جو يونغ سونغ مع Take Scene قط.

لكن هذه مجرد ذاكرة من الحياة السابعة.

فبعد أن غادرت إلى أمريكا، لم أعد ألقي بالًا لكوريا.

لذا ربما في إحدى الجولات، ترسم جو يونغ سونغ بالفعل مع Take Scene

عندما تمر بعدد لا يُحصى من جولات العودة بالزمن، تحدث أحيانًا مواقف تراها لأول مرة.

حتى لو تكرر نفس الحدث عشر مرات، فقد تكون النتيجة في المرة الحادية عشرة مختلفة دون سبب واضح.

قد يكون ذلك بسبب تغير مفاجئ في المشاعر، أو نتيجة تأثير الفراشة الناتج عني.

أياً كان السبب، لا يهم.

لم أعد بحاجة للانتقام من جو يونغ سونغ، ولا لإشعال مشاعري نحوه.

ففي هذه الجولة، من المؤكد أنه يراني لأول مرة، لذا سيكون من السخيف أن أكنّ له أي مشاعر.

لكن، مع ذلك، أشعر بدافع لفعل كل ما بوسعي.

فمهما يكن، بعد انتهاء البرنامج، ترسيم Take Scene أمر محتوم.

ومهما قدمتُ من أداء جيد، فوفقًا لمنطق الرأسمالية، لن يترسم ثلاثة أشهر ومئة يوم

لكني أتمنى أن يقول من يشاهد هذا البرنامج:

“كان من الأفضل لو ترسم هان سي أون مع Take Scene بدلًا من جو يونغ سونغ.”

أعلم أن ذلك طفولي، لكن ما المشكلة؟

فعندما تكون شخصًا خَبِرَ العودة المتكررة بالزمن إلى حدّ التهالك، لا بد أن تصطنع دافعًا للمضي قدمًا.

وهذا دافع كافٍ بالنسبة لي.

في تلك اللحظة، اقترب أحد أفراد الطاقم وبدأ يشرح لي ولـجو يونغ سونغ الوضع.

قال إنهم اختاروا من قائمة الأغاني المفضلة لدينا الأغنية المتطابقة، وجعلونا نغنيها، ثم صوت خمسون من الجمهور بناءً على ذلك.

أما أنا، فلم أسمع غناء جو يونغ سونغ…

لا، بل ينبغي أن أُسميه من الآن فصاعدًا بـفايد حتى لا أقع في الخطأ.

على أي حال، لم أسمع غناء فايد ، ولا هو سمع غنائي.

ربما لهذا السبب، كان فايد يبتسم بهدوء وهو يحدّق في الشاشة التي ستُعرض عليها نتيجة التصويت.

وجاءت النتيجة كالتالي:

ثلاثة أشهر ومئة يوم - هان سي أون: 41 صوتًا

Take Scene - فايد: 9 أصوات

انهار وجه فايد في لحظة.

هممم من هم هؤلاء التسعة أصحاب الآذان السيئة؟

كيف يصوّت أحد لـفايد عندما يكون في مواجهة معي؟

لابد أنهم أقارب له.

على أي حال، رؤية وجه فايد وقد فسد بتلك الطريقة جعلتني أشعر بالرضا.

ففي “الشباب ”، كان هذا الحقير أكثر من آذاني، وكان يهاجمني دائمًا.

بالطبع، لم أكن ساذجًا لأُظهر مشاعري تلك على البث.

“آه…”

كتظاهرت بأنني مرتبك من النصر الكبير، ثم نظرت إلى فايد بتردد، وأديت انحناءة خفيفة للجمهور قبل أن أعود إلى جوار أعضاء الفريق.

وحين جلست، همس لي لي إي أون :

“النتيجة حتى الآن 2 مقابل 2.”

“تقصد النتيجة الإجمالية؟”

“نعم.”

كنت أظن أن أون سيمي رو قد فاز، لكن من وجهه الكئيب يبدو أنه لم يفعل.

بما أن ترتيب الجلوس هو نفسه ترتيب الأداء، فهذا يعني أنه واجه جو يون…

لا أعرف ما هو مستواه الحالي، لكن من الصعب على أون سيمي رو أن يفوز عليه.

أتذكر أن جو يون كان يغني بشكل رائع.

مع ذلك، لا أظن أن الفارق بينهما كان كبيرًا مثل الفرق بيني وبين فايد

بينما كنت أشاهد أعضاء Take Scene يواسون فايد ، حان دور المتسابق الأخير، تشوي جي سونغ.

ثلاثة أشهر ومئة يوم - تشوي جي سونغ

Take Scene - آي ليفيل

بصراحة، لا أهتم إن فاز فريق ثلاثة أشهر ومئة يوم ، لكنني فضولي بشأن الطريقة التي سيغني بها تشوي جي سونغ

كيف سيكون تأثير نصيحتي له بأن يتعمد الإخلال بالتوازن؟

- Woo، الليلة!

بدأت أستمع للأداء بكل حماس…

لكنني رأيت نتيجة لم أتوقعها أبدًا.

هل غنى تشوي جاي سونغ بشكل أسوأ من المعتاد؟

لا.

إذًا، هل غنى بشكل أفضل من المعتاد؟

ولا هذا أيضًا.

بل كان أداؤه كما هو بالضبط.

كان من المفترض أن تكون هناك وقفات للتنفس بعد كل نصف جملة، لكنه غنى كل الجمل دون توقف، ومع ذلك لم يكن هناك فرق كبير.

أنفاسه طويلة حقًا.

بهذا المستوى، يمكن القول إنه موهبة فطرية.

هل يعقل أن “سيأتي لاحقًا ” سرقوا شخصًا يجب أن يكون سبّاحًا أو مرشحًا لكسر الرقم القياسي في الغطس؟

- إحساس معتدل، نسيم عليل

على كل حال، بالمقارنة، فإن استخدام النفس الطويل جعله يبدو أفضل.

كان لدى تشوي جي سونغ عادة أن تتغير انفعالاته بين الجمل، لكن الآن لم يكن هناك ذلك التفاوت.

رغم أنه فرق بسيط، لكن بما أن نصيحتي كانت فعالة، فأنا راضٍ.

وفي النهاية، فاز تشوي جي سونغ بـ28 صوتًا.

وبذلك، فاز فريق ثلاثة أشهر ومئة يوم على Take Scene بنتيجة 3 مقابل 2.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/24 · 16 مشاهدة · 1746 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025