***

كان كو تاي هوان يعلم جيدًا أنه سريع البديهة للغاية.

كان يلتقط بسرعة الأسرار أو نقاط الضعف التي يحاول الآخرون إخفاءها، كما كان يدرك بسرعة ما يريده الطرف الآخر.

وفي طفولته، تسببت له سرعة بديهته تلك في إثارة بعض المشكلات.

حين كان في المرحلة الابتدائية، لاحظ أن معلم الصف لم يكن يوبخ أحد زملائه لأنه أخطأ، بل لأنه كان في مزاج سيئ.

لذا، سأل المعلم قائلًا: “لماذا تُفرغ غضبك على صديقي؟”

فكان رد المعلم:

“أيها الـ… الـ… قليل الأدب اللعين!”

وسمعه يشتم حتى احمر وجهه تمامًا.

وهل كان هذا كل شيء؟

بل إنه، حين سأل بعض أصدقائه الذين كانوا يتجمعون معًا: “أنت وهذا الآخر تكرهان بعضكما، فلماذا تتظاهران بأنكما تحبان بعضكما؟”،

تعرض للتنمر والتجاهل.

ومع تكرار هذه الحوادث، قام والده بتأديبه ونصحه بتقليل كلامه، والتفكير ثلاث مرات قبل أن يتحدث.

وبفضل ذلك، عاش بعد ذلك حياة هادئة نسبيًا.

كما أدرك أن ملاحظة الأمور والتعليق عليها شيئان مختلفان تمامًا.

لهذا، كان كو تاي هوان واثقًا من قدرته على فهم الناس.

لكن…

“حقًا، لا أستطيع فهمه.”

إنه لا يستطيع فهم هان سي أون

لم يسبق له أن رأى شخصًا بهذه الدرجة من الغموض.

حتى الآن، على سبيل المثال.

بعد شجاره مع فايد، كان هان سي أون جالسًا في المقهى من دون أن يظهر عليه أي تغير في تعابير وجهه.

”…هل من الممكن أن يكون سعيدًا؟ أم أنني أتوهم فقط؟”

رغم أن الوضع لا يدعو للسعادة إطلاقًا.

ززز–

في تلك اللحظة، اهتز جرس الطلبات معلنًا عن جاهزية المشروب، فنهض هان سي أون من مكانه، وتبعه تشوي جي سونغ على عجل.

“أخي، سأذهب أنا.”

“لنذهب معًا.”

كان أعضاء فريق ثلاثة أشهر ومئة يوم يجلسون في مقهى غير بعيد عن موقع التصوير.

لا توجد كاميرات، ولا طاقم تصوير، مجرّد لقاء بينهم.

كان من المفترض أن تستمر التصويرات بعد مهمة الكاريوكي، لكنها توقفت بسبب شجار هان سي أون وفايد

“لكن، هل كان ذلك شجارًا فعليًا؟”

لقد بدا هان سي أون وكأنه كان ينتظر من فايد أن يفتعل مشكلة ليهاجمه.

ثم سخر منه بازدراء شديد.

“بدا وكأن الأمر مألوف جدًا بالنسبة له.”

لقد تفاجأ كو تاي هوان عندما رأى هان سب أون يتصرف وكأنه معتاد على تحقير الآخرين.

فهو لم يكن يظنه من ذلك النوع من الأشخاص…

أما فايد ، الذي بدأ بالصراع أولًا، فقد أغرقه بالشتائم على ما يبدو لإخفاء اندهاشه.

لكن في النهاية، كان الشجار أشبه بمباراة سخرية من طرف واحد انتهت بانتصار هان سي أون

والمشكلة هي أن هذا الوضع لا يبدو منطقيًا من أي ناحية.

فـهان سي أون لا شك في أنه مشارك موهوب للغاية.

لكن، إن كان على برنامج “سيأتي لاحقًا ” أن يختار بين عضو من “Take Scene وهان سي أون فمن الطبيعي أن يتم استبعاد هان سي أون

إذًا، ما الذي يجعله يتصرف بهذا الشكل الواثق؟

“هل يملك نفوذًا في محطة البث؟”

لكن إن كان يملك ذلك، ألم يكن من المفترض أن يبعث برسالة أو يتصل بأحد بعد نهاية الموقف؟

بدلًا من ذلك، جلس بهدوء يراقب فايد وهو يغلي من الغضب.

وكأنه كان يقيم مدى انفعاله.

أمر غريب فعلًا.

وقد شعر كو تاي هوان بهذا الغموض منذ البداية.

عندما كان تصوير تصفيات الفريق B جاريًا.

يبدو أن المشاركين الآخرين لم يلاحظوا، لكن هان سي أون بدا غير مبالٍ طوال الوقت.

وكأنه يشعر بالملل من كل شيء ويحتقره.

لكن، ما إن صعد إلى خشبة المسرح لأداء المهمة التمهيدية، حتى تغيّر انطباعه تمامًا.

عندما غنّى “تحت ضوء الشارع ”، اعتقد الجميع أن شخصًا آخر هو من يغني.

لكن، ما إن انتهى العرض، حتى تغيّر مجددًا.

فقد بدت عليه علامات الغرور وكأنه هو من يُقيّم لجنة التحكيم، ثم فجأة أظهر الاحترام وشكرهم بلطف.

لم يسبق له أن رأى شخصًا يتغير بهذه السرعة.

لذلك، استمر كو تاي هوان في مراقبته.

لأنه بدا له أن هان سي أون سيكون مؤهلاً للنجاح، وربما سيصبحان في فريق واحد.

ولكن، رغم مراقبته المستمرة، لا يزال لا يفهمه.

حتى عندما كان يساعده في المهمة الأولى، فقد كان واضحًا أن هان سي أون قدم له المساعدة بصدق، لكنه لم يُبدِ اهتمامًا كبيرًا بالنتيجة التي حققها العرض.

فجأة أصبح مكتئبًا، ثم غضب من زملائه، ثم استعاد حماسه استعدادًا للمهمة الثانية.

ثم، عندما كان كو تاي هوان ينافس على المقعد الأخير في فريق B، ساعده هان سي أون خفية ليربح.

لا يستطيع فهمه إطلاقًا.

هل لأنه عبقري؟ لكن ذلك لا يبدو مرتبطًا بالموهبة الموسيقية…

“آه!”

كان هناك شيء واحد فقط ظل ثابتًا في سلوكه.

رغم أنه لا يعرف السبب، إلا أن هان شي أون كان يحب كثيرًا أن يسمع منه عبارة سأبذل جهدي.

فقالها له عمدًا عدة مرات.

لا يزال من المبكر أن يسميه صديقًا، لكنه شخص غريب حقًا.

“أخي تاي هوان؟ هل أحمل هذا؟”

“أه، لا بأس سأحمل هذا، هل يمكنك أن تحمل ذاك؟”

“حسنًا.”

وعندما عاد إلى الطاولة وهو يحمل القهوة، أخرج لي إي أون هاتفه ومده إليه.

“أعطني رقمك أنت و جي سونغ أيضًا سأُنشئ مجموعة دردشة وسأنشر الإعلانات هناك.”

“حسنًا.”

“تمام!”

بعد أن حفظ لي إي أون أرقام جميع الأعضاء، أنشأ غرفة دردشة جماعية، وبدأ الحديث ببعض المواضيع الخفيفة.

“ماذا فعلتم بعد نهاية تصفيات الفريق؟ كانت لدينا بضعة أيام من وقت الفراغ، صحيح؟”

“كنت متوترًا، فواصلت التمرين.”

“وأنا كذلك.”

بحسب كو تاي هوان ، لم يكن لي إي أون من النوع الذي يبادر إلى ترتيب الأمور، لكن يبدو أنه جلب الأعضاء إلى المقهى بدافع المسؤولية بصفته الأخ الأكبر.

وبينما كان الحديث يدور بخفة لبعض الوقت، دخل لي إي أون في صلب الموضوع.

“في الحقيقة، الجميع يعلم لماذا اجتمعنا هنا اليوم، صحيح؟ لست معتادًا على هذا النوع من النقاشات، لذا ربما لففت كثيرًا.”

“تقصد ما حدث مع فايد قبل قليل، صحيح؟ لكنني بخير فعلًا.”

توجهت أنظار الجميع نحو هان سي أون

“ما الذي تقصده بقولك إنك بخير؟”

“غدًا سيأتي فايد ليعتذر لن أُقصى من البرنامج.”

“هل أنت واثق؟ لقد قلتَ قبل قليل للمنتج إنك ستنسحب.”

“بشكل دقيق، قلتُ إنني سأغادر إن لم يعتذر لكن الاعتذار ليس بالأمر الصعب، أليس كذلك؟”

عندها نطق لي إي أون بما كان يدور في ذهن الجميع.

“سؤالي حساس، ولا داعي للإجابة إن لم ترغب… لكن، هل تملك علاقة أو نفوذ داخل محطة البث؟”

“لا؟ مستحيل.”

“إذًا، كيف لك أن تكون واثقًا؟ بسبب أغنية تحت ضوء الشارع ’؟”

“لها تأثير جزئي، صحيح لكن، الأمر أبعد من ذلك فقط… لدي شعور بذلك.”

كان من الواضح أن هان سي أون يحمل في ذهنه أمرًا ما، لكنه لم يكن ينوي مشاركته مع الآخرين.

وربما السبب معقد أو يصعب شرحه.

ساد صمت قصير، وقطعه بشكل غير متوقع أون سيمي رو:

“هل من الممكن أنك لا تمانع الانسحاب أصلًا؟”

“ليس الأمر كذلك لماذا تسأل؟”

“لأن لا أحد يعلم ما سيحدث، ونسبة حصول الأمر ليست 100%، ومع ذلك تبدو غير مكترث.”

“أنا أؤمن بأنها 100%.”

“في هذه الحالة… هذا جيد إذًا.”

وقد خفّ الجو قليلًا بسبب كلمات أون سيمي روى لأنه بدأ وكأنه قلق على هان سي أون.

لكن من وجهة نظر كو تاي هوان، لم تكن تلك مشاعر قلق، بل حوارًا يحمل توترًا دقيقًا وغريبًا.

لو تغيّرت بعض الكلمات، لكان وقع الحوار مختلفًا تمامًا.

“هل يرغب أون سيمي رو في التنافس مع هان سي أون’؟”

قد يكون كذلك.

فهو لا يعرف لأنه لم يصل إلى مستوى غنائهما من قبل، لكنهما بالتأكيد موهوبان.

“حسنًا بالتأكيد لدى سي أون أسبابه الخاصة، وربما يصعب شرحها لنا فلنكتفِ بهذا القدر من الحديث، أليس كذلك؟”

وعند محاولة لي إي أون لتغيير الأجواء، تدخل تشوي جي سونغ بلباقة.

“بالمناسبة، أخي إي أون، لدي سؤال كان يحيرني منذ فترة…”

“هم؟ ما الأمر؟”

“هل سبق أن قابلت شخصاً في حياتك أجمل منك؟ ولو مرة واحدة فقط؟”

“بالطبع.”

“متى؟ وأين؟”

“في العرض الأول لفيلم.”

“… لا تقل لي أن ذلك كان أثناء تحية الممثلين على المسرح؟”

“نعم.”

“…”

“ما الأمر؟”

“لا شيء، حقاً، لا شيء إطلاقاً.”

وتدخل كو تاي هوان الذي كان يستمع إلى الحديث أيضاً مضيفاً:

“أنت وسيم حقاً.”

“أوه، شكراً لك وأنت كذلك يا تاي هوان .”

وكانت الخاتمة همساً بالكاد يُسمع من هان سي أون:

“لكن، أيها الجميع…”

“هم؟”

“أنتم تدركون أن الطاولة المجاورة تستمع لحديثنا، أليس كذلك؟”

وكان ذلك أمراً طبيعياً فحتى لو دخل إي أون وحده، سيلتفت الجميع إليه، فما بالك بوجود أربعة رجال وسيمين معه.

أظهر الأعضاء تعابير خفيفة من الإحراج وحاولوا تغيير الموضوع.

وبعد ذلك، استمر أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم في تبادل الأحاديث أكثر مما توقعوا.

وكان صاحب الفضل الأول في ذلك، بلا منازع، هو تشوي جي سونغ.

تشوي جي سونغ لم يكن من النوع الذي يتصرف بدلال أو يتقرب من إخوته الكبار كأي أخ أصغر تقليدي.

لكن بالمقابل، كان لديه موهبة في طرح مواضيع يصعب على الكبار البدء بها، وكأن الأمر لا يحمل أهمية تُذكر.

ورغم أنه يبدو متعمداً، إلا أن ذلك لا يبدو نابعاً من حسابات عقلية.

بل كان فطرياً.

يتمتع بدرجة عالية من الذكاء الاجتماعي وقدرة على قراءة الأجواء.

“أوه، صحيح، أيها الإخوة كنت في الحمام قبل قليل أستخدم هاتفي، ورأيت هذا.”

“ما هو؟”

“سأرسل الرابط في المجموعة المشتركة.”

كان الرابط الذي أرسله تشوي جي سونغ يبدو أنه منشور لأحد الحضور الذين حضروا التصوير اليوم، وقد نُشر في إحدى منتديات المعجبين الخاصة بفرق الآيدولز.

وكان هناك عدد كبير من التعليقات أيضاً، لكن الشخص الذي بدا أكثر اهتماماً بردود فعل المعجبين كان هان سي أون.

“ساحة الأسود…؟ آه، هل هذه إشارة إلى شركة ليون الترفيهية ’؟”

“نعم يبدو أن الناس يسمونها بذلك.”

“ولماذا يُطلق على برنامج M-Show اسم ‘سينغ شو’؟”

“آه، ذلك لأنه في بداياته كان مشهوراً بحصوله على أصوات فوز مزيفة الآن لم يعد كذلك.”

“أصوات مزيفة…؟”

“…أخي، ألا تتابع المنتديات أو المجتمعات على الإطلاق؟”

“لا لم أفعل من قبل.”

ورغم أن الحديث بدأ يأخذ طابعاً وكأنهم يتحدثون مع أحد كبار السن، إلا أن المهم لم يكن العنوان بل المحتوى.

خاصة الجزء الذي قيّم فيه الكاتب فريق ثلاثة أشهر ومئة يوم و Take Scene

وكانت معايير التقييم بسيطة.

أما بالنسبة لفريق ثلاثة أشهر ومئة يوم فقط، فقد كانت التقييمات كالتالي:

[كو تاي هوان ]

المظهر: أسلوبه قد لا يعجب الجميع بسبب نعومته، لذا يتراوح بين 6 إلى 9 نقاط.

المهارة: بدا صوته غير مستقر قليلاً عند الطبقات العالية؟ لكن الإحساس جيد، 7.5 نقاط.

الكاريزما: يبدو هادئاً على غير المتوقع بالنظر إلى مظهره قد يعجب من يفضل التناقض، لكن بالنسبة لي 6 نقاط.

[أون سيمي رو]

المظهر: بدا وكأنه اكتسب لوناً برونزياً بشكل غير متقن بسبب إهماله، لكنه قد يصبح وسيمًا كثيرًا مع قليل من العناية والكاميرا حالياً 7.5 نقاط.

المهارة: ربما لم يبرز بجانب المشارك الذي حصل على 10 نقاط، لكنه يستحق 9 على الأقل.

الكاريزما: لم يكن له تأثير قوي 7 نقاط.

[لي إي أون]

المظهر: من 10 نقاط أعطيه 100 أجمل وجه رأيته منذ بدأت أتابع الآيدولز.

المهارة: بين 7 و8 أداؤه كان جيداً.

الكاريزما: لم يكن قادراً على قراءة الأجواء فقط ساطع جداً لا يمكنني تقييمه.

[هان سي أون]

المظهر: شكله قد لا يعجب الجميع أيضاً 8.5 نقاط؟

المهارة: غنى أغنية قديمة وسهلة نسبياً، فلم تبرز مهاراته، لكن صوته كان جميلاً من 8 إلى 8.5 نقاط؟

الكاريزما: الإحساس الذي يبعثه مذهل حتى طريقته في التعامل مع الجمهور كانت تصيب المعجبين بالقشعريرة 10 نقاط.

[تشوي جي سونغ]

المظهر: بدا صغيراً بعض الشيء حوالي 7.5 نقاط؟

المهارة: غناؤه جعلني أشعر بالاختناق من جماله، لكنه غنى بسهولة 8 نقاط؟

الكاريزما: لم أشعر بشيء مميز 7 نقاط.

كان الكاتب ينوي كتابة تفاصيل أكثر، لكنه اختصر لأنه كان يستخدم الهاتف في المترو.

على أي حال، بدا أن الفريق مثير للاهتمام، وإذا عُرضت الحلقة…

أما التعليقات أسفل المنشور فغلب عليها الطابع السلبي أكثر من الإيجابي.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/24 · 14 مشاهدة · 1815 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025