التعليق الأكثر وجودًا كان “تسويق إمشو الفيروسي”، يليه تعليق “لماذا التقييم بهذه الدرجة من السخاء؟”

ومع ذلك، بدا أن الناس بدأوا يهتمّون قليلاً.

قالوا إنّ المباراة ستكون جديرة بالمشاهدة إن كانت حقاً بين فريقين مطابقين لوصف الكاتب.

“لكن، ما هو يانغِّي؟”

“يقصد بها ‘يانغاتشي كِي’.”

“تقصد كو تاي هوان؟”

أصدر هان سي أون صوتًا خافتًا يشبه همم، ثم نظر إلى كو تاي هوان وهو يمل رأسه قليلاً.

أثار هذا الميل الطفيف فضول كو تاي هوان حول معناه، لكنه لم يسأل.

كان يشعر بالخوف من احتمال أن يتلقى إجابة غير متوقعة.

في الواقع، لم يكن أعضاء ثلاثة أشهر ومئة يوم يدركون الأمر، لكن هان سي أون كان قد التقى يانغاتشي طيلة مئة عام، وكانوا جميعًا من النمط الأميركي.

أولئك الذين يتعاطون المخدرات ويطلقون النار ويتورطون بسهولة في الجرائم.

لذلك، لم يكن يفهم الأمر جيدًا.

وبينما يجهل كو تاي هوان هذه الحقيقة، قال:

“إنه لأمر غريب بعض الشيء، أن يقوم شخص ما بتقييمنا بهذه الطريقة ورفع ذلك علنًا.”

“هذا الشخص كتب كل شيء بكلام جميل، لكن لا بد أن تأتي التعليقات السلبية يومًا ما.”

“صحيح، لكن بصراحة لا أشعر بالأمر كما يجب يقال إن التعليقات السلبية تؤذي الإنسان كثيرًا.”

قال لي إي أون بدوره:

“حتى جاي سونغ قال ذلك قبل قليل، لكن سي أون فعلاً بارع في التعامل مع الناس، أليس كذلك؟ أنا أشعر بالحرج والتوتر قليلاً."

ردّ هان سي أون بلا مبالاة:

“المعجبون هم أناس نشكرهم لأنهم يشترون الألبومات.”

“الألبومات؟”

“نعم، قال الوغد ذات مرة إنّ شراء الألبوم يعني امتلاك لحظة من حياة شخص ما، وهي لحظة لا يمكن مبادلتها بأي شيء في هذا العالم.”

“يبدو كلامًا جميلًا، فلماذا وصفته بـ’ذاك الوغد’؟”

“لا سبب محدد.”

قال ذلك هان سي أون وهو يرفع كتفيه، ثم وقف من مقعده.

“هل نقف الآن؟ لدي موعد في المساء.”

“حسنًا، لننهض جميعًا.”

وأثناء ترتيب المكان، شعر كو تاي هوان في داخله بشيء من الاستغراب.

فقد بدا أن مزاج هان سي أون الذي كان جيدًا قبل دقائق فقط، قد عاد للانخفاض مرة أخرى.

***

قضاء الوقت مع أعضاء فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم كان مريحًا أكثر مما توقعت.

رغم أن أون سيمي رو أظهر في منتصف الوقت مشاعر سلبية غريبة، إلا أنني شعرت بأنها لم تكن موجهة نحوي.

لا يبدو أنه كان قلقًا حقًا من انسحابي، لكنه في الوقت نفسه لا يبدو كمن يتمنى انسحابي.

لست متأكدًا من طبيعة تلك المشاعر.

فحتى أنا، رغم أنني عشت طويلًا، من المستحيل أن أفهم ما يدور في داخل قلوب البشر بالكامل.

على أية حال، انزلقتُ في تلك الأجواء المريحة، وفلت لساني أكثر مما يجب.

الكلام الذي قلته لـلي إي أون، كان في الأصل كلامًا قاله لي الشيطان.

لقد التقيت بالشيطان ثلاث مرات حتى الآن.

أول لقاء كان عند توقيع العقد.

في موقع حادث السير، حيث أوقف الزمن، وأجّل موت والديّ، ثم ألقى بي في خطٍّ زمني مغلق.

كل ما قاله لي ذلك اليوم هو أن عليَّ بيع مئتي مليون نسخة، وإذا حققت ذلك، فسيرسلني إلى الخط الزمني الذي أريده.

أما باقي المعلومات، فقد اضطررت لاكتشافها بنفسي وأنا أصطدم بكل شيء برأسي.

مثلاً: يتم احتساب الألبومات المادية فقط، وإذا اشتريته بمالي (حتى لو طلبت من غيري ذلك) فلن يُحتسب، أما ألبومات الإنتاج فيتم احتسابها بناءً على نسبة الإسهام.

أهذا كل شيء؟

حتى قاعدة العودة اللعينة، التي تبدأ بمجرد أن أستسلم، اكتشفتها بنفسي.

لم يكن هناك ذرة من اللطف في الأمر.

أما اللقاء الثاني، فكان حين انهار عقلي بالكامل.

ذاكرتي في تلك الفترة مشوشة تمامًا، لكنني أظن أنني كنت أحاول خوض تجربة في مجال موسيقى الـEDM.

في ذلك الوقت، كنت أعاني من انهيارٍ نفسي تام، وأكرر العودة الزمنية بلا وعي.

كنت ألتقي المحامي تشوي جي وون، لكن حين أفتح عيني أجد نفسي عند تقاطع الطرق.

أدخل بوابة الوصول في المطار، لكن حين أفتح عيني مجددًا أكون عند التقاطع.

في أقسى الحالات، كنت قد نُقلت بالإسعاف من سيارة والديّ بعد الحادث، لكنني ما إن أغمض عيني وأفتحها حتى أجد نفسي من جديد داخل السيارة.

كنت غارقًا في اعتقاد سلبي مفاده أن الأمر محكوم عليه بالفشل من البداية.

وحينها، ظهر الشيطان.

تمامًا كما فعل في المرة الأولى، أيقظ قواي العقلية والمنطقية قسرًا، ثم تحدث.

أو بالأحرى، أوصل إليّ معنى.

قال إنّه لم تمر ألف سنة، ولا عشرة آلاف، فكيف يمكن أن تحدث مشكلة كهذه؟

وقال إن احتمالات نجاحي في ازدياد مستمر مع كل مرة أعود فيها.

في تلك اللحظة، أظن أنني شعرت ببعض الارتباك.

كنت أظن أن الشيطان يكرر عقودًا مشابهة لتجربتي مع أشخاص آخرين.

بل وخطر لي أنه يحاول إفساد روحي واستهلاكها حتى يبتلعها بالكامل.

ولذا لم يخطر ببالي أبدًا أنه سيسألني بهدوء عن السبب.

لكنني سرعان ما انفجرت غضبًا.

وبدلًا من الإجابة عن سؤاله، بدأت أسأله أنا عمّا كنت أتساءل عنه دومًا.

لماذا بالتحديد يجب بيع الألبومات؟

إن لم يكن يسخر مني أو يحتقرني أو يهزأ بي، فليخبرني عن السبب الحقيقي.

وكان جوابه مفاجئًا حقًا:

[في عصر الجهل، كانت القرابين، وفي عصر الهمجية، كانت المجازر، وفي عصر الغزو، كانت الحروب.]

[تلك كانت أدوات إثراء قيمة الموت.]

[لكن بعد بزوغ عصر الحضارة، انخفضت قيمة الموت وارتفعت قيمة الثروة.]

[ لم يعد العالم كالسابق، حيث كان الموت هو المحور الذي تدور حوله حياة البشر ]

[ بل أصبح كطاحونة تسير على وقع صراخ البشر المذعورين من التفاوت في الثروات ]

[نعم، المال.]

[حين يحاول أحدهم امتلاك لحظة من حياة شخص ما من خلال ثروة لا يمكن استبدالها بشيء في العالم، فذلك هو القربان، وهو العبادة، وهو الغزو.]

[أما أنا، فأقف عند مفترق القيم، وأتلذذ بالرغبات المقيّدة بها.]

[وأنت… لم تكن سوى المندوب الذي وقع عليه الاختيار.]

ما عدت قادراً على قول شيء.

لم أعد بحاجة للسؤال عن سبب اختيار الألبومات بالتحديد.

فوفقًا لتلك التفسيرات، فإن الفنون الشكلية كالرسم أو الفنون الأدائية كالرقص لم تكن مناسبة.

والأغرب من ذلك، أنني حين أدركت نوايا الشيطان بعقلي، شعرت بأن حالتي العاطفية غير المستقرة بدأت تهدأ.

ربما كنت في أعماقي خائفًا من أن تكون كل جهودي مجرد أضحوكة بالنسبة له.

بعد ذلك واصلت طرح الأسئلة على الشيطان.

كنت خائفًا، لكنني شعرت أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة، وراودني إحساس غريب بأنه، بطريقة ما، يتمنى لي النجاح.

سألته: لماذا يتم احتساب الألبومات المادية فقط؟

فقال إن ما لا يُحتسب هو ما لم يُرِد صاحبه امتلاكه بصدق، أو لم يكن نابعًا من رغبة مقيّدة بالقيمة.

سألته إن كان قد أبرم عقودًا مع موسيقيين غيري، كـبيتهوفن أو موزارت.

فجاء رده: “ذاك كان عصر الهمجية والغزو.”

أما آخر سؤال طرحته عليه، فكان عن نسبة احتمالية نجاحي حينها.

فأجابني:

[100٪]

“إن استطعت الصمود في وجه محنة الزمن، فستنجح بنسبة مئة بالمئة.”

ذلك كان اللقاء الثاني مع الشيطان.

أما اللقاء الثالث والأخير…

فلا أرغب في التفكير فيه.

ولا أريده أن يتكرر أبدًا.

“تبًا.”

كيف انتهى بي الحال إلى استرجاع كل هذا؟

ما كان عليّ أن أجيب على سؤال لي إي أون بذلك الشكل.

تصرف لا يشبهني على الإطلاق.

هل استرخيّت كثيرًا منذ عودتي إلى كوريا بعد غياب طويل؟

بينما كنت أفكر في ذلك، رنّ هاتفي.

– “السيد هان سي أون؟ هل يمكنك القدوم إلى محطة البث الآن؟”

كان المتصل هو المخرج كانغ سوك وو.

يبدو أنه سمع بأمر اللقاء بيني وبين فايد.

***

كان كانغ سوكو يبتسم بارتياح بعد أن استمع إلى حديث المخرج كيم دال إن الجاد.

“قال هان سي أون إنه واثق من قدرته على إحضار كريس إدواردز للمشاركة؟”

“نعم؟ ن-نعم.”

“همم كيف عرف أن المفاوضات متعثرة بسبب أجر الظهور؟ هل مجرد تخمين؟”

“هـ-هذا… لا أعلم ؟”

“غريب فعلًا هل تحققت من أن النسخة المعدّلة التي تحدثت عنها HR جاهزة؟”

“……لم أسأل بعد.”

“ولماذا لم تسأل؟”

“سيدي، أليست هذه النقطة غير مهمة الآن؟ المتسابق هان سي أون قال إنه سينسحب إذا لم يعتذر فايد…”

“آه، هذا؟”

ضحك كانغ سوكو بخفة.

“تظن أنه جاد في الانسحاب؟ لا يمكن أن يكون بذلك الغباء.”

“ما الذي يريده المتسابق هان سي أون بالضبط؟”

"أنا لا أعرف نيته، لكن يبدو أنه يعرف أي طرف له اليد العليا."

“نعم؟”

“كفى، اخرج الآن سأتحدث إليه بنفسي.”

خرج المخرج كيم دال إن متذمرًا، بينما التقط كانغ سوكو الهاتف.

وبعد حوالي أربعين دقيقة، زار هان سي أون مبنى محطة البث.

“مرحبًا.”

“آه، تفضل بالجلوس هل ترغب بكوب من القهوة؟”

“ماء فقط سيكون كافيًا.”

وبعد أن استلم زجاجة المياه، انحنى هان سي أون معتذرًا إلى المخرج كانغ سوكو.

“أولًا، أعتذر لإثارة المشاكل .”

“لا بأس، سمعت ما حصل، وأعلم أنك لم تكن من بدأ النزاع.”

كان كانغ سوكو يظن في قرارة نفسه أن هان سي أون ربما تعمّد استفزاز فايد وربما هان شي أون يعلم أنه يفكر بهذه الطريقة أيضًا ومع ذلك، لم يظهر أحدهما شيئًا، وتبادلا المجاملات وكلمات المواساة.

ثم وصلا إلى لبّ الحديث.

“سأطلب من فايد أن يعتذر غدًا هل تريد أن أطلب منه ان يذهب إلى البيت ؟”

“لا حاجة يكفي أن يصور مقطع فيديو ويرسله.”

“حسنًا، لكن بدافع الفضول فقط، لماذا كنت ردة فعلك بذلك الشكل؟ لا يبدو أنك انفعلت بدافع الغضب فقط.”

“سيدي، هل يمكنني أن أكون صريحًا قليلًا الآن؟”

“بالطبع تفضل.”

ما قاله هان سي أون بعد ذلك كان تمامًا كما توقعه كانغ سوكو.

كان هان سي أون يعلم جيدًا أنه في برنامج “سيأتي لاحقًا ”، يُعد شخصية أكثر أهمية من فايد وبناءً على هذا الاعتقاد، واجه فايد بكل جرأة.

لكن المثير للدهشة كان تقييم هان سي أون لفايد.

(قال إنه كان يعلم أن الأمر لن يُعرض على الشاشة، وإن فايد أراد فقط إحباط عزيمة فريق “ثلاثة أشهر ومئة يوم”؟ هل يملك فعلاً تلك القدرة على التخطيط؟)

لو كان كانغ سوكو حاضرًا في الموقع ليرى العناصر غير اللفظية، لربما أدرك الحقيقة، لكن من خلال الكلام وحده، بدت الأمور مبهمة قليلًا.

لكن الأمر لم يكن بتلك الأهمية.

حتى لو كانت كل هذه مبررات من هان سي أون أو وسيلة لفرض الهيبة، لم يكن ذلك يهم.

“إذًا، سأضمن لك اعتذار فايد، مقابل أن تضمن لي ظهور كريس إدواردز، أليس كذلك؟”

“وإذا لم يشارك إدواردز، هل سيميل الميزان لصالح فايد؟”

“كما توقعت، لا تستسلم بسهولة؟ حسنًا، سمعت أنك تحدثت حتى عن أجر الظهور مع المخرج كو، صحيح؟ ما الذي تريده بالضبط؟”

“أمـمم…”

نظر هان سي أون حوله بحذر ثم فتح فمه.

“علاقة وثيقة.”

“نحن؟ أليست علاقتنا وثيقة بالفعل؟ صراحة، لم أتخيل أنني سأتمكن من إجراء محادثة كهذه مع متسابق في العشرين من عمره.”

“لا أقصد بين مخرج البرنامج والمتسابق أعني علاقة أقرب من ذلك.”

“آه… تريد أن تضع دَينًا في رقبتي إذًا.”

“ليس بالضبط، لكن…”

“بل هو كذلك.”

ضحك المخرج كانغ سوكو ضحكة ودودة ثم قال:

“لكن، سي أون، أنت تعلم هذا، صحيح؟ دَين القلب لا يؤثر إلا على أولئك الذين لا يُستهان بهم.”

كانت هذه رسالة تحذير: إن أراد هان سي أون أن يستفيد من هذا الدَين، فعليه أن يواصل الحفاظ على مكانته في عالم الترفيه.

أما إذا عاد ليكون شخصًا عاديًا بعد انتهاء البرنامج، فلن يكون لدى كانغ سوكو أي سبب لمساعدته، مهما كانت المساعدة بسيطة.

فكانغ سوكو ليس شخصًا طيبًا، بل شريكًا جيدًا في الصفقات.

وكان هان سي أون يعلم ذلك.

“بالطبع.”

“جيد متى يمكنك إرسال النسخة المعدّلة التي طلبتها HR من أغنية تزهر الزهور ؟”

“سأرسلها لكم قبل نهاية دوام الغد على أبعد تقدير.”

“ممتاز أرسلها لي مباشرة.”

“بالمناسبة، لدي سؤال: حين شاهدت قناة ليون الترفيهية على يوتيوب، لم أذكر أنني رأيت فايد.”

“آه، هذا؟ الأمر معقد قليلًا، فقد كان من المفترض أن تكون فرقةTake Scene مكوّنة من سبعة أعضاء.ج لكن، بعد عدة ظروف، تم تثبيت التشكيلة على خمسة فقط.”

“هل تم إقصاء العضوين الآخرين؟”

“بالضبط وفي البداية، كان من المفترض أن يكون العضو الخامس هو صبي يُدعى أكشن.”

“أفهم.”

“لكن أكشن انسحب لأسباب عائلية، فعاد فايد ليحل محله.”

“هكذا إذًا.”

أومأ هان سي أون برأسه.

“نعم حسبما قال المدير تشوي تاي هو، فإن فايد كان أحد المرشحين النهائيين، لذا لا توجد أي ملاحظات على مستواه من حيث المهارة.”

“صحيح رغم الخلاف، يجب الاعتراف بأن فايد موهوب.”

“بالضبط حتى لو لم تكونوا على وفاق، فلنتعامل بموضوعية أمام الكاميرات.”

وبعد تبادل حديث بسيط، ودّع كانغ سوكو هان سي أون.

وعندما بقي وحيدًا في الغرفة، حكّ كانغ سوكو ذقنه وقال:

“هاه، حقًا…”

لا يبدو كمن يبلغ العشرين من عمره إطلاقًا.

كل ما يقوله واضح ومحدد، وأحكامه دقيقة وباردة.

لكنه، لسبب ما، نال إعجاب كانغ سوكو أكثر بسبب ذلك.

فحتى لو كان يمتلك نفس القدر من الموهبة، لو كان هان سي أون شخصًا عاطفيًا ومضطربًا، لما راهن عليه كانغ سوكو أبدًا.

وهكذا، ومع أن برنامج “سيأتي لاحقًا ” بدأ يبتعد قليلًا عن فكرته الأصلية، إلا أنه كان يسير بثبات.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/27 · 18 مشاهدة · 1960 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025