.. بعد هروب الشاب من هجومه الأول كان الزعيم منزعجا واستمر في مطاردة الشاب والتلويح بسيفه العظيم يمينا ويسارا في حين استمر الشاب بالمراوغة …

..

للصراحة كان الشاب يعاني قليلا من سرعة الزعيم ولم يرغب في صد هجمات الزعيم واتعاب نفسه بدل ذلك كان يفكر مثل .' لنتجول ونجعله يطارد حتى يتعب ' …

لكن رغم ذلك وبعد التلويح بسيفه لبضع مرات أخرى توقف الزعيم عن مطاردة الشاب وتحدث مع ابتسامة ساخرة ..

" هل ستهاجم أم ستستمر في الهرب كالجبناء !؟ إن كنت تفكر في اتعابي فقط من خلال التلويح صدقني أنني سأقف هنا ولن أهاجم حتى تهاجم ايها الجبان …"

عند رؤية الزعيم يتوقف عن الهجوم وسماع كلماته الساخرة الموبخة كان الشاب مذهولا قليلا في حين تكررت كلمات زعيم المرتزقة في رأسه

" جبان !! أنا !! يدعوني بالجبان "

" لا ..حقا هل ينظر إلي كشخص جبان ؟؟ أنا !! "

" في الحقيقة .. لماذا أهرب وأتجنب هجماته دون الرد !؟ أتركه ليتعب !! لماذا أفكر بهذه الطريقة " …

… بالنسبة للزعيم لم يتوقف الشاب منذهلا الا للحظة لكن بالنسبة للشاب كانت دقائق من حديثه مع نفسه …

وقف الشاب من الوضعية المتجنبة التي كان فيه ثم نظر إلى الزعيم بنظرات هادئة للحظة مفكرا مع نفسه …

" صحيح .. لوقت طويل لم يتم قمعي على الأرض وكنت مجرد متنمر على الضعفاء ما جعلني أفقد جرأتي مع الوقت …

لكن هل هذا أنا حقا !! من البداية لم أصعد لذروة القوة إلا بسبب تجرأي على القتال مندفعا وغير مكترث بالموت .. في النهاية خشيني الجميع وحصلت على لقب الأقوى .. لكن ؟؟

الآن في هذا العالم الجديد الذي يتطلب الجرأة أنا في الحقيقة أقاتل بحذر والخوف من التعرض للإصابة ؟؟

أنا الملك المتوج كأقوى بشري على الأرض.. كينغ .. أقاتل بجبن !!؟ " …

في تلك الثانية التي وقف فيها الشاب بهدوء .. إندلعت شعلة صغيرة في قلبه لتحترق بقوة وتنتشر في جميع أنحاء جسده …

فجأة تحولت ملامح الشاب إلى الغضب والسخط في حين سحب سيفه من غمده بسرعة ثم صرخ صرخة غاضبة لم تعد تبدو كصرخة إنسان بل كزأير وحش مفترس .. ثم خفض جسده قليلا وإنطلق قائلا آخر جملة لنفسه قبل غلق تفكيره " للجحيم مع الحذر .. سأدوس على كل شيء ' ..

بالنسبة لزعيم المرتزقة عندما سمع زأير الشاب أمامه أصابته القشعريرة في جسده .. وبرؤية الشاب يندفع بسرعة نحوه علم أنه أيقظ وحشا نائما … مفكرا في نفسه دافع الزعيم عن أول هجوم من قبل الشاب نحو رقبته

" تبا لي ولفمي الرخيس … تبا لمثل هذه النزواة الغريبة "

بعد هجوم واحد لحق هجوم ثان وثالث ورابع .. ورغم أن الزعيم صدهم جميعا إلا أنه لايزال يتراجع مع كل هجوم يتعرض له …

حتى تعرض لهجوم من الأعلى الذي رفع سيفه بشكل مائلا للدفاع ضده … واثناء لحظة الإصطدام تلك وتوقفهم للحظة ..

' تحولت تعابير الزعيم للغضب وصرخ دافع هجوم الشاب بقوة ما جعله يتراجع للخلف ..

ثم لعن صارخا

" كيف تجرؤ على الاستخفاف بي .. سأقتلك ايها الغر" …

ثم انطلق ممسكا سيفه العظيم بقوة وهاجم الشاب الذي اندفع بدوره كذلك للهجوم …

..

هكذا انطلق قتال شرس بين الشاب والزعيم رمو فيه الحذر لمهب الرياح .. حيث تصادمت سيوفهم منتجة أصوات تصادم معادن قوي و مع الشرر الذي سقط على نشار الخشب وأشعل جمرات صغيرة هنا وهناك ..

ومع كل اصطدام بالأسلحة الذي تتصدع قاعدة الشجرة تحت اقدامهم قليلا بسببه …

استمر الحال هكذا لعشرات الضربات … ومع كل اصطدام كان الشاب يصبح أكثر وأكثر في وضع غير مؤات في القتال …

إدراكا لذلك تمت الشاب ببضع كلمات

' القبضات المتصلبة ' ' الدفاع الصلب ' …بقول لهذا إشتدت قبضات الشاب بقوة على السيف وتقلصت عضلاته وتصلب جلده مما جعله يشعر بدفعة كبيرة من القوة …

فجأة تحول القمع إلى الجانب الآخر حيث أصبح الزعيم يجد صعوبة في التصدي لهجمات الشاب رغم استخدامه لكل قوته بالفعل …

رغم أن تقنيتا القبضات المتصلبة والدفاع الصلب مختصان لزيادة قوة اللكمات ودفاع الجسد إلا أن الشاب يستخدمهم لزيادة قوة قبضته على السيف وتصلبب جسده ..

ففي النهاية كونه مقاتلا في ذروة القوة في عالمه فهو يدرك جيدا أن قوة هجمات بالأسلحة تزداد كلما كانت قوة القبضة أكبر وتزداد القوة المنشأة من العضلات أكثر حينما يكون الجلد قادرا على تحمل الضغط …

هكذا توصل الشاب لفكرة استخدام التقنيتين بهذه الطريقة … أو بالأحرى فإن غريزته القتالية جعلته يفعل ذلك …

' الوغد .. أليس مجرد مزارع امتصاص تشي !! .. تبا لهذا أكره القتال مع أمثاله من النزواة '

نتيجة لتعرضه للقمع أصبح وجه الزعيم محمرا وانفجرت عروق جبهته من الغضب … فجأة تضخمت عضلات ذراعيه وقدميه وانفجرت هالة قوية من جسده داعمة له ما جعل الشاب يطير للخل

ف لعشرات الأمتار عند اصطدام سيفيهما معا ..

2023/06/06 · 34 مشاهدة · 766 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024