استمرت ألسنة اللهب من قتال الشاب والزعيم طيلة الليل ولم تنطفئ حتى الصباح جاعلة من مقر المرتزقة وجثثهم مجرد رماد وحطام …

ومع ذلك لم تستمر النيران في حرق الشجرة نظرا لأن ألسنة اللهب لم تجد طريقها من خلال صلابة وكثافة خشبها …

… أما بالنسبة للشاب فقد كان مغمى عليه بجوار جدران الشجرة …

لاحقا وفي نفس اليوم …

منتصف النهار … خارج مقر المرتزقة …

كان هناك مجموعة من الجنود المدرعين في المكان مصطفين في صف واحد مع عربة فخمة خلفهم رافعة علما عليه شعار نمر في وضعية هجومية … تجر العربة أحصنة شديدة البياض يتوسط جبهتها قرن طويل ورقيق …

أمام صف الجنود يقف 3 أشخاص ناظرين إلى مشهد المقر المحترق أمامهم …

فارس يبدو في منتصف عمره بدرع فضي وصابر معلقا بخصره …

رجل في منتصف العمر يرتدي ملابس فخمة ورسمية سوداء اللون…

وفتاة تبدو في ال15 عشرة من عمرها مع ملامح وجه جميلة وبشرة بيضاء نقية صافية وشعر أحمر حريري مرتدية ملابس بدت وكأنها ملابس أكاديمية بيضاء اللون …

تحدثت الفتاة …

" أأنت متأكد من أن هذا هو المكان يا كارلوس ؟؟ لماذا كل شيء محترق !؟ "

" حسنا .. هذا هو المكان بالفعل .. لكن يبدو أنه لم يعد موجودا "

أجاب الفارس ..

" أجل يمكنني رؤية ذلك بوضوح …"

ثم نظرت الفتاة إلى الرجل بجوارها

" أبي ماذا سنفعل الآن !؟ هل ستذهب للعثور على شخص آخر أم ماذا ؟؟

أبي لا أريد الزواج من بارد القلب ذاك … إفعل شيئا يا أبي … لا أريد .. لا أريد "

مستمعا إلى شكوى إبنته المتواصل كان الرجل عاجزا حقا … وحينما أراد الكلام بالفعل خرج جندي من مقر المرتزقة المدمر وجاء مسرعا ثم تحدث بنبرة رسمية

" تقديم التقارير إلى الكونت … "

" تحدث "

صرح الرجل بملابس فخمة ..

" أجل .. تم العثور على جثث عدة أشخاص وسط الركام ورغم أن جثثهم متفحمة لكن يبدو أنهم قتلوا قبل ذلك بسبب هجمات مختلفة كالقطع بالسيف … "

بسماع ذلك كانت تعابير الكونت رسمية وتمتم ' من فعل ذلك '

وأكمل الجندي ..

" أيضا .. عثرنا على شخص غارقا بدمائه و مغمى عليه عند جدار الشجرة الداخلي … يبدو أنه شاب في العشرينات من العمر " …

بسماع ذلك انفتحت عيون الكونت وقال بنبرة موبخة للجندي

" أحمق .. لماذا لم تقل ذلك أولا .. بسرعة قد الطريق … "

..

هكذا تبع الأشخاص الثلاثة الجندي نحو مكان الشاب المغمى عليه …

عند الوصول للمكان ورؤية شاب غارق في الدماء كانت ملامح الفتاة مشمأزة ومذعورة قليلا …

أمر الكونت الفارس جواره

" بسرعة أنظر لحالته .. "

عند سماع أمر الكونت تحرك الفارس وبدأ بفحص الشاب المغمى عليه .. بعد دقائق … نظر للكونت وقال ..

" الكونت .. يبدو أنه تعرض لإصابة خطيرة أدت لإغماءه إن إستمر دون علاجه فلن ينجو حتى الغد … "

توقف قليلا ثم تحدث بصوت منخفض .." أيضا وبالإضافة لإصابته .. يبدو أن جسده منهك بشدة … و .."

تردد الفارس قليلا في إنهاء كلامه حتى أمره الكونت بذلك

" قل ما تريد قوله "

" أجل عذرا … شعرت بوجود عروق روحية في جسده "

بسماع ذلك تحدث الكونت بملامح متفاجأة مباشرة " مزارع تشي !! "

ثم نظر نحو الفارس وسأل بصوت متقطع ..

" ثم هل تعتقد أنه ؟؟ "

بسماع سؤال الكونت صمت الفارس قليلا ثم أجاب بنبرة مترددة قليلا …

" ربما .. لكننا لن نتأكد حتى نسأله "

بسماع إجابة الفارس أومأ الكونت برأسه ثم نظر إلى إبنته متحدثا ..

… " لويس .. ألقي عليه تعويذة شفاء حتى يستعيد حيويته قليلا .. ثم سنعيده إلى القصر لمعالجته .. "

..

بسماع كلمات والدها تفاجأت الفتاة لويس قليلا ولكن برؤية تعابيره الجدية أومأت برأسها وتقدم نحو الشاب ثم جلست القرفصاء ووضعت يدها على صدره وتمتمت ..

' شفاء '...

فجأة ظهر ضوء أخضر خافت على راحة يدها ثم دخل جسد الشاب …

بعد دقيقة رفعت لويس يدها ووقفت قائلة …

" يفترض أن هذا سيمنحه أياما إضافية للعيش .. لكن مازال بحاجة للحصول على علاج كامل حتى ينجو .. " بسماع كلماتها أومأ الكونت لإبنته بإبتسامة قائلا " أحسنتِ عملا "

… ثم نظر إلى الفارس .. الذي بدوره فهم الأمر وأومأ برأسه ثم أمر الجندي الذي أحضرهم …

بسرعة أحضروا العربة هنا واحملوه برفق شديد سنأخذه للقصر كي يتم علاجه … تأكدوا من القيام بذلك بشكل صحيح ""

… " حاضر " ..

أجاب الجندي ثم ذهب مسرعا لتنفيذه أوامر الفارس …

….

بعد عدة دقائق انطلقت العربة التي في الخارج إلى وجهة ما وخلفها مجموعة الجنود … .

صباح اليوم التالي …

في غرفة واسعة فخمة مصممة على طراز أوروبي وعلى سرير كبير يتسع لشخصين …

يرقد شاب قوي البنية مغطى بالضمادات في معظم جسده تاركا فقط وجهه …

بجانب السرير تقف شابة في بداية العشرينات من عمرها ترتدي زي خادمة و تقوم بتغيير الملائات التي تغطي الشاب …

وأثناء قيامها بذلك … فتح الشاب عينيه فجأة وجلس مراقبا محيطه بحذر …

بعد النظر لمكانه و مستشعرا لحالة جسده نظر الشاب إلى النادلة بعيون هادئة مستجوبة و سألها بنبرة هادئة …

" منذ متى وأنا نائم وأين هذا المكان ومن أنقذني!؟ … "

..

بطبيعة الحال وبالنظر لموقفه فهم الشاب بسهولة أنه قد تم إنقاذه ونظرا لأنه في مكان فخم ما نادلة خادمة تقوم بخدمته فهم أنه تم الإحسان إليه … لهذا تحدث معها بنبرة هادئة ..

طبعا إحتاج لمعرفة من أنقذه وهل هو حقا إحسان له أم لسبب ما ..

..

عند رؤية الشاب يستيقظ بشكل مفاجئ كانت الخادمة مذعورة واستمر ذعرها حتى تحدث معها الشاب …

جعلها الموقف تتأخر قليلا في الإجابة وتحت نظرات الشاب الهادئة شعرت بالحرج قليلا وبدأت تتلعثم في حديثها ..

" إنه .. أنت .. كنت على وشك الموت … الكونت … "

كانت الخادمة تكافح للٱجابة بشكل صحيح وأثناء محاولتها ذلك إنفتح باب الغرفة ودخل رجل في الثلاثينات من العمر ذو شعر أسود طويل ومبعثرا قليلا يرتدي مئزرا أبيض يرتديه الأطباء عادة ..

قبل دخوله سمع كلمات الخادمة لذلك حينما دخل نظر مباشرة للشاب مراقبا حالته أثناء مشيه بخطوات معتدلة واضعا يديه في جيبه …

2023/06/09 · 30 مشاهدة · 987 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024