حينما دخل الطبيب إرتفع حذر الشاب قليلا ونظر إلى الطبيب الذي يقترب منه بنظرات مدروسة .. ورغم ذلك لم يقل شيئا وإستمر في النظر إليه حتى وصل الطبيب عند طرف سريره وتحدث معه …

" لقد إستيقظت باكرا جدا … لم يمضي وقت طويل منذ قمت بمعالجتك .. اعتقدت أنك ستنام ليومين آخرين .. لديك جسد صلب حقا .. "

قائلا ذلك ضحك الطبيب قليلا حتى قاطعه الشاب …

" يبدو أنك الطبيب الذي عالجني … أشكرك على الإعتناء بي وأقدر ذلك كثيرا .. أنا كينغ سأتذكر هذا في قلبي للأبد "

بسماع كلمات الشاب إبتسم الطبيب ولوح بيده قليلا …

" لا بأس لا بأس انه جزء من عملي أن أعالج الناس .. عليك أن تشكر الكونت فهو الذي أحضرك وأمر بمعالجتك تحت أي ثمن "

صمت الطبيب قليلا ثم أكمل ضاحكا قليلا ….

" لكن حقا .. لقد كنت ستموت إن بقيت على حالتك تلك ليومين آخرين كأقصى حد … إصابتك خطيرة جدا وخاصة الموجودة على صدرك … كل أضلاعك كانت محطمة .. من حسن حظك أنهم وجدوك قبل فوات الأوان … "

بسماع كلمات الطبيب كان الشاب كينغ صامتا قليلا ثم أجاب بأدب

" أرجوك أشكر الكونت نيابة عني .. أنا مدين له بحياتي " ..

ثم أكمل حديثه في قلبه ' طبعا بشرط أن لا يكون هدفه شرا علي ' …

عند سماع كلمات الشاب أجاب الطبيب .. " عليك شكره بنفسك لاحقا … أما الآن فإرتح جيدا حتى تشفى بسرعة …" ..

بعد قول ذلك أراد الطبيب المغادرة لكنه الشاب قاطعه " أيمكنني مقابلته الآن يمكنني التحرك بالفعل "

بقول ذلك و أثناء وقوفه من السرير .. أحمر وجه الخادمة خجلا وأبعدت ناظريها بعيدا عن الشاب الذي نزع الملاءة عنه …

… إنتبه الشاب كينغ إلى أفعال الخادمة وكان محرجا قليلا من وقوفه بسرعة متناسيا وجودها في الغرفة أيضا .. لكنه لم يظهر أيا من ذلك على وجهه …

ثم مد يده وأخذ الملابس الموضوعة على جانبه فوق طويلة صغيرة …

" تمزقت ملابسك بالفعل لذلك أحضرت لك هذه الملابس "

قالت الخادمة بنبرة هادئة …

" طيب ..شكرا لك على الإعتناء بي"

" لا بأس .. أنه عملي "

بعد إرتداء ملابسه الجديدة نظر الشاب إلى نفسه في المرآة المعلقة على خزانة في الجانب وعلق في نفسه

" إنها تماما مثل ملابس النبلاء الأوروبيين من القرن ال17 … قميص أبيض طويل الأكمام مع سروال وحذاء كلاسيكي أسودا اللون …

بالنظر للشاب الذي ارتدى ملابسه كانت الخادمة مفتونة قليلا من النظر إليه لكنها ضبطت نفسها بسرعة …

برؤية ذلك كان الشاب كينغ سعيدا قليلا .. لكنه لم يظهر ذلك ونظر للطبيب الذي أومأ برأسه وتحدث ..

" حسنا لنذهب لمقابلة الكونت … "

هكذا خرج الشاب كينغ والطبيب متوجهان نحو مكتب الكونت في حين بقيت الخادمة لإنهاء عملها هناك …

بعد المشي لبعض الوقت حول أروقة القصر وصل الرجلان إلى إلى جانب باب مزدوج …

طرق الطبيب على الباب

" أدخل .. "

فتح الطبيب الباب ودخل أولا ودخل بعده الشاب كينغ …

في الغرفة الواسعة يمكن ملاحظة بعض أرفف الكتب على طول أحد الجدران وفي الوسط أريكة كبيرة وأخرى صغيرة يتوسطهما طاولة … وعند نافذة الغرفة يوجد مكتب تملؤه أوراق منظمة …

خلف المكتب يجلس الكونت متأملا في ورقة …

عند دخول الطبيب رفع الكونت رأسه للنظر إليه …لكنه بدل ذلك عجر عن الكلام ..

فعند رؤية الشاب الذي كان على وشك الموت منذ وقت ليس ببعيد تفاجأ الكونت من كونه واقفا أمامه وبصحة وبوجه مفعم بالحيوية ..

..

لكنه تمالك نفسه بسرعة وكان سعيدا قليلا في قلبه …

نظر الكونت إلى الطبيب أولا وسأله

" أخبرتني أنه لن يستيقظ إلى بعد يومين على الأقل … مالذي حدث ؟؟ "

استجابة لـ تساءل الكونت ابتسم الطبيب بشكل متفهم قليلا وأجاب

" حسنا هذا ما كان يجب أن يكون .. لكن يبدو أن ضيفنا هذا يمتلك جسدا إستثنائيا ,"

عند سماع إجابة الطبيب نظر الكونت للشاب الواقف أمامه وبعد ملاحظته قليلا تحدث

" يسعدني أنك بخير .. ولابد أنك تشعر بالحيرة عن سبب إنقاذنا لك بل وحتى معاملتك بشكل جيد … "

بسماع ذلك أجاب الشاب مباشرة بنبرة هادءة ...

" بغض النظر عن سبب انقاذك لي فأنا كينغ ممتن لك بشدة ومدين لك على كرمك و سأكون مستعدا لتعويض ذلك في أي وقت "

كان الكونت سعيدا لسماع كلمات الشاب وأجاب مباشرة …

" حسنا لقول الحقيقة هناك حقا سبب لإنقاذي لك ولا أرغب باللف والدوران حول ذلك … قبل ذلك إجلس أولا "

ثم إلتفت إلى الطبيب وأمره بهدوء

" قم بإخطار لويس أن تحضر في الحال .. "

" حسنا ..

"

هكذا خرج الطبيب وبقي الكونت والشاب فقط في الغرفة …

بعد صمت قصير تحدث الكونت أولا

" في الحقيقة أنا أشعر بالحيرة قليلا حيال الشيء الذي أدى بك إلى تلك الحالة … كان ذلك مقر مرتزقة الجبل الذي وجدناك فيه .. أيمكنك أن تخبرني ما حدث "

عند سماع كلمات الكونت نظر الشاب كينغ إليه بنظرات هادئة ولم يجب .. عند ملاحظة صمت الشاب فهم الكونت وتحدث بسرعة

" ليس لدي أي علاقة شخصية مع المرتزقة .. كنت هناك فقط لاستئجارهم .. و نعم… ما أريده منك يتعلق بسبب رغبتي في استئجارهم … "

عند سماع كلمات الكونت .. أرخى الشاب كينغ ملامحه وتحدث بهدوء

" حسنا إذا قلت ذلك فهذا ما حدث .."

هكذا شرح للكونت قصته مع المرتزقة منذ بداية الأمر في الحانة حتى نهاية قتاله مع الزعيم ..

عند الإنتهاء كانت ملامح المفاجأة والإعجاب تعلو وجه الكونت وبعد صمت قليلا ..تحدث

" هكذا الأمر إذن … فقد كان إستنتاجنا صحيحا "

ثم إبتسم قليلا وأكمل " هذا يجعلني اكثر ثقة في توكيلك بالمهمة التي أردت توكيلها للمرتزقة .. "

في اللحظة التي انتهى فيها الكونت من الكلام .. انفتح

باب الغرفة

2023/06/09 · 32 مشاهدة · 918 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024