انفتح باب الغرفة ودخل الفارس كارلوس والفتاة من المرة السابقة لويس مرتدية نفس الزي الأكاديمي الرسمي …

عند رؤية الفتاة الجميلة أمامه كان الشاب كينغ مفتونا قليلا في قلبه بجمالها ولكن لم يظهر ذلك ..

وفي نفس الوقت كانت الفتاة تنظر له بنظرات مدروسة .. لكنها فقط لثوان حتى ادار الشاب رأسه للنظر للفارس بجوارها .. وبعد نظرة قصيرة مدروسة أعاد نظره للكونت …

برؤية الكونت للوضع لم يتحدث حتى نظر إليه الشاب كينغ … فأشار إلى ابنته أولا " هذه ابنتي لويس انها في ال16 من عمرها وهي طالبة من الدرجة الخاصة في أكاديمية السحر الملكية … وهي التي قامت بالإسعافات الأولية لك حينما وجدناك وسمحت لك بالتحمل حتى اعادتك للقصر "

بسماع كلمات الكونت أدار الشاب كينغ رأسه ونظر نحو الفتاة بهدوء ثم تحدث

" الآنسة لويس .. أنا شاكر جدا لإهتمامك ومعالجتك لي .. أرجو أن تقبلي امتناني "

عند سماع كلمات الشاب احمرت وجنتا الفتاة قليلا لكنها هدأت بسرعة وأجابت بابتسامة لطيفة وصوت هادئ

" لا داعي لذلك .. لقد فعلت ما أمرني والدي بفعله فقط … لقد كان الطبيب هو من عالجك حقا .. "

ردا على ذلك ابتسم الشاب كينغ وأجاب بلطف

" ومع ذلك مازلت شاكرا لإتعاب الآنسة نفسها في علاجي "

إحمر وجه الفتاة قليلا مرة أخرى لكنه فقط خفضت رأسها ولم تجب ..

برؤية ذلك ابتسم الكونت ثم أشار الى الفارس …

" هذا هو كارلوس قائد الفرسان في القصر … لقد تخرج من أكاديمية الفرسان الملكية وهو فارس ملكي قوي … و "

بعد صمت قصير أكمل الكونت متحدثا

" إنه أحد الفرسان ال7 العظماء في المملكة .. ولديه القدرة على مواجهة جيش من 1000 جندي متمرس "

سماع تعريف الكونت نظر الشاب مرة أخرى أخرى إلى الفارس بنظرة من الإعجاب والتحدي .. الذي جعل الفارس بنظر إليه أيضا بنبرة متحدية … ما جعلت الأجواء متوترة قليلا في المكان ..

بعد بضع ثوان سعل الكونت ما جعل الشاب والفارس يغيران نظراتهما …

ثم تحدث ..

" حسنا حسنا لنذهب للموضوع الرئيسي … كما قلت سابقا لم أنقذك إلا لأنني بحاجة لك للقيام بمهمة ما … وهذه المهمة متعلقة بإبنتي لويس .." بسماع ذلك .. كان الشاب صامتا لبعض الوقت ثم نظر للكونت هادئة تتخللها بعض البرودة وسأل ..

" طبعا .. أنا مدين لك بإنقاذي ولكن أريد أن أعرف شيئا أولا "

في هذه اللحظة ازدادت نبرة الشاب برودة وأكمل

" ماذا ستفعل إن رفضت القيام بذلك !؟ "

عند انتهائه من الكلام انطلقت هالة شرسة من الفارس الذي كان ينظر للشاب ببرود … جعلت الجو يعود للتوتر والبرودة أكثر .. وهذه المرة كانت الفتاة مذعورة قليلا وصعب عليها التنفس بشكل جيد …

استمر الشاب في النظر الى عيون الكونت الهادفة والمدروسة متجاهلا نظرة الفارس له وغير مهتم بتوتر الأجواء …

بعد بضع ثوان والتي بدت وكأنها ساعة بالنسبة للفتاة التي كانت جبهتها تتعرق بالفعل ..

ابتسم الكونت بابتسامة ودية وأجاب

" لن أفعل أي شيء لك و سيمكنك المغادرة بمجرد أن تشفى تماما "

بقوله لذلك اعتدلت ملامح الشاب مرة أخرى ونظر الى الفارس الذي اختفت هالته الشرسة بالفعل .. لكنه استدار للكونت مرة اخرى بعد سماع كلماته التالية

…" لكنني أتساءل بشأنك … هل يمكنك رفض المهمة فقط والمغادرة فقط هكذا !؟؟ "

بسماع كلمات الكونت كان الشاب مذهولا قليلا لكنه ابتسم بلطف وأجاب بشكل محترم …

" لم أقل قط أنني أرفض المهمة .. فأنا كينغ لا أحب أن أدين للآخرين "

بسماع ذلك أصبح الكونت مرتاح البال … اتكأ على كرسيه ونظر لإبنته لوبس ثم الى الشاب وتحدث

." كما قلت هذه ابنتي لويس … بسبب تميزها في أكاديمية وجمالها ومكانتي في المملكة فقد جذبت أنظار العديد ن الأشخاص وهناك الكثير ممن أراد خطبتها …ومع ذلك هذه المرة جذبت أنظار شخص لا أحبه ولا أرغب في تزويج ابنتي له "

…بعد أن انتهى أخرج الكونت صورة من مكتبه وأشار للفارس الذي إمسكها وسلمها للشاب … في الصورة شاب ذو شعر أصفر طويل يصل لكتفيه يرتدي ملابس ملكية فخمة حاملا سيفا في يده وكثر ما يميزه رغم وسامته هو ملامحه الباردة وعيونه التي تنبض غطرسة …

" هذا الشاب في الصورة يدعى كراتوس .. إنه الأمير الثالث للملكة وهو الشخص الذي يريد خطبة إبنتي … " بعد صمت قصير تحدث

" لكنه مجرد وغد حقير بارد الدم ..ولا نية له في تزوج ابنتي سوى رفع مكانته …"

بالنظر لصورة الشاب وسماع كلمات الكونت أجاب الشاب كينغ

" على حد قولك فلم يخطبها بعد ..ألا يمكنك رفضه فقط .. فحتى لو كان له دعم سياسي كبير فكما أرى أنك لست بسيطا أيضا "

بسماع كلمات الشاب ابتسم الكونت بعجز وقال … مباشرة

" هنا تكمن المشكلة .. بعيدا عن كونه طفل الملك المفضل ووجود دعم سياسي ضخم خلفه إلا أن أكثر ما يجعلني غير قادر على رفضه هو خلفيته الثانية … "

بعد صمت قصير أكمل الكونت …

" مثلك تماما فهو مزارع تشي .. ورغم أني لا أعرف ما هي خلفيتك إلا أنه حصل على دعم من طائفة التنانين الرابضة بعد اكتشاف موهبته من قبل أحد شيوخها المتجولين .. "

بسماع كلمات الكونت كان الشاب منتبها أكثر لأنه سمع أخيرا اسم الطائفة التي أراده الرجل الغريب أن ينضم لها …

كما أنه لم يكن متفاجئا من خوف الكونت من مزارعي التشي .. فنظرا للمعلومات التي تركها الرجل الغريب في الكتاب .. فإنه ورغم وجود عدة أنواع من الأجناس وطرق كثيرة للقوة إلا أن الطريق الأكثر تعاليا هو زراعة التشي …

معرفة هذا جعلت الشاب كينغ أخيرا يفهم نوعا ما سبب بحث الكونت عن المرتزقة أولا وطلبه هو ثانيا .. فالأمر متعلق بكون كلا زعيم المرتزقة ونفسه مزارعا تشي. ..

لكنه لم يأكد استنتاجه كاملا وانتظر انتهاء الكونت من كلامه …

" وهذا هو السبب الذي جعلني أبحث عن المرتزقة فقد علمت أن زعيمهم مزارع تشي وأيضا هو السبب الذي جعلني أنقذك و أحضرك لهنا …"

بسماع كلمات الكونت الجدية تظاهر الشاب بالتفكير وسأل

" مع ذلك عليك أن تعرف أنه رغم كوني مزارع تشي بالفعل إلا أنني مازلت لا أفهم سبب بحثك عن مزارع تشي … فكما أرى لديك فارس قوي بجوارك ولا أعتقد أنك أدنى منه قوة .. "

ابتسم الكونت بمرارة عند سماع كلمات الشاب …

" ربما نحن أقوى .. لكن المشكلة أن معظم مزارعي التشي لديهم عقلية انتقامية متغطرسة … ورغم أنهم يتقاتلون ويقتلون بعضهم البعض دون رحمة الا أنهم ينظرون لباقي مستعملي السلطات الأخرى نظرة ازدراء ولا يتسامحون مع قوة ما ليس مزارعا أن تقتل المزارعين … "

… " بالنسبة للمهمة بربما استنتجت الأمر بالفعل .. أريدك أن تتعامل مع الأمير الثالث … "

لم يستجب الشاب كينغ لكلمات الكونت مباشرة واستمر في صمته لبضع دقائق أثناء احتساء القهوة التي أحضرتها الخادمة …

لم يقاطعه الكونت وانتظر للتفكير بهدوء ..

وتحت نظرات الفتاة القلقة نظر الشاب الى الكونت مرة أخرى وسأل

" إذن كيف تريدني أن أتعامل معه !؟. "

عند سماع كلمات الشاب كان الكونت سعيدا بذلك وأجاب …

" في البداية كنت أريد استئجار المرتزقة للانضمام الى ساحة معركة الحدود مع التظاهر بالقتال لصالح جانب المملكة المعادية واستغلال الأمر ليقتل زعيمهم الأمير الثالث الذي يقاتل ويتدرب ضمن تلك المعركة …"

" ومع ذلك علينا التفكير في خطة أخرى "

تنهد الكونت بشكل عاجز والتقط فنجانه لشرب القهوة ..

بعد صمت قصير تحدث الشاب فجأة ..

" قلت أنه يريد خطبة إبنتك أليس كذلك ! "

عندما سماع ذلك نظر الكونت الى الشاب واومأ برأسه …

هكذا نظر الشاب الى الفتاة لويس ثم الى الكونت وابتسم ابتسامة ماكرة وقال شيئا جعل الجميع مذهولين ..

" لماذا لا تخطب ابنتك لي إذن !! "

2023/06/09 · 35 مشاهدة · 1211 كلمة
jotiefares
نادي الروايات - 2024