في مكان آخر بعيد عن كوكب الشاب بملايين السنين الضوئية …
نجم عملاق أزرق اللون يسير في الفضاء الحالك .. لو قورن بالشمس لكان حجمه أكبر من الشمس بمئات ملايين المرات …
يحوي النجم على جاذبية عملاقة تسحب الى مدارها مئات الكواكب العملاقة التي يعتبر أصغرها أكبر من الشمس آلاف المرات …
ضمن آخر الكواكب في المدار وعلى أحد أكبر الكواكب في هذه المجموعة الشمسية .. كوكب يتميز بلونه الأزرق …
في منطقة على الجانب المشرق على الكوكب … توجد سلسلة جبال شاهقة يصل ارتفاع جبالها لمئات الآلاف من الكيلومترات … على قمة أطول وأكبر جبل في السلسلة …
يمكن رؤية مبنى عملاق يشبه القصور الصينية يأخذ ثلث مساحة قمة الجبل البالغة عشرات الآلاف من الكيلومترات … مع مساحة شاسعة أمام القصر تحوي على عدة مباني أخرى أصغر من القصر … يحيط بتلك القمة الجبلية قمم جبلية أخرى ويمكن ملاحظة عدة مباني مشابهة على الطراز الصيني على كل القمم البالغ عددها 16 قمة دون حساب القمة الكبرى …
على الأسفل تحت الجبال يمكن ملاحظة أسوار حجرية ضخمة تحيط بالقمم ال16 ويصل ارتفاعها الى ربع طول تلك القمم مع عرض يبلغ آلاف الكيلومترات …
هذا المظهر المهيب يمثل طائفة وقفت حاكمة على منطقة شاسعة قدرها ملايين الكيلومترات لمئات الآلاف من السنين …
….
على مسافة بضع عشرات الآلاف من الكيلومترات من سور الطائفة .. في جزء معين من الغابة هناك جبل صغير يحتوي على كهف مخفي في أحد جوانبه …
يلمع الكهف ضوءا لبضع ثوان ثم يختفي …
داخل الكهف …
بوصوله أغمي على الشاب بسبب الدوار من النقل الفضائي … ولم يستيقظ الا بعد عدة دقائق …
..
" آآه هاه هاه .. يا إلهي ما كان ذلك رأسي يؤلمني بشدة … "
بعد أن إستيقظ أمسك الشاب برأسه أثناء وقوفه … وبعد ثوان حتى هدأ الألم بدأ ينظر حوله ويلاحظ مكانه …
" هل هذا كهف !؟ " فكر الشاب في نفسه ثم بدأ يتجه نحو اتجاه الضوء الخافت …
بعد المشي لبعض الوقت وجد مخرج الكهف و سار نحوه …
وعند وصوله تفاجأ الشاب بالمنظر المهيب أمامه …
سلسلة جبال هائلة تلوح في الأفق حيث لا يستطيع رؤية نهاية قاعدتها أو قممها … مساحات شاسعة من الأشجار الكبيرة والعملاقة بعضها بطول عشرات الأمتار وبعضها يصل لمئات الأمتار و حتى بعض الأشجار التي تصل لآلاف الأمتار …
ببساطة كان الشاب مذهولا بالمشهد الذي أمامه ولم يسعه إلا الوقوف مكانه لعدة دقائق ناسيا نفسه …
ففي الكوكب الذي أتى منه الشاب تعتبر أطول شجرة بطول اكثر من 100 متر فقط …
لذلك استغرق الشاب بعض الوقت ليستوعب عقله المشهد الذي أمامه …
" ها ها يا إلهي يا خالقي لقد تم نقلي حقا إلى عالم آخر … ذلك الرجل لم يكن مجنونا .. أنا حقا في عالم آخر "
تومض عيون الشاب بالحماس مع ابتسامة سعيدة تعلو وجهه
" أوه تذكرت … لقد ترك لي بعض الأشياء أين تلك الحقيبة "
فحص الشاب ملابسه حتى وجد الحقيبة معلقة على خصره … أخذها ورفعها أمامه .. بالنظر إليها بدأ يفكر بصوت مسموع
" هل هذه حقا حقيبة فضائية !! أيعقل أنها تحمل حقا أكثر مما تبدو عليه!! "
بالتفكير في ذلك فتح الشاب الحقيبة وبدأ ينظر للداخل …
ولكنه لم يرى أي شيء لذلك قام بمد يده لداخل الحقيبة وفي اللحظة التي فعل ذلك انتقلت صورة افتراضية الى عقله لما يوجد في الحقيبة
" اوووه هذا رائع … الأحلام تتحقق أخيرا "
بقوله لذلك مع عيونه اللامعة والمتحمسة بدأ الشاب في سحب الأشياء من الحقيبة ووضعها أمامه على الأرض لفرزها …
سيف … وبضع عشرات من الأحجار الصغيرة المضيئة التي ستعتقد للوهلة الأولى إنها أحجار كريمة .. وكتيب صغير …
أولا قام الشاب برفع السيف وملامسته لاستشعار حدته وصلابته في يده والتلويح به عشوائيا
" سيف جيد ومتكامل المواصفات "
بعد ذلك وضعه جانبا وجلس على الأرض وأخذ حجرا في يده لملامسته…
" قال أنه وضع بعض المال … هل هذه الأحجار الكريمة هي المال !!
تبدو لي مجرد أحجار.. هل تستعمل كعملة هنا !؟
كما أنني أشعر بشعور غريب بمجرد لمسها … "
بعد قوله لذلك استمر الشاب في رؤيتها قليلا ثم وضعها جانبا وحمل الكتيب وفتح على الصفحة الأولى وبدأ قراءة محتوياته ….
" يا فتى اقرأ هذا الكتاب جيدا وستكون ممتنا لي ..
أولا دعني أخبرك أين أنت الآن ..
لقد قمت بإرسالك إلى كوكب بعيد جدا عن وطنك لذلك إنسى أمر عالمك ولا تفكر في العودة على الأقل ليس الآن … ماذا أنت متفاجئ ومعجب بقوتي أليس كذلك !؟؟ هاهاهاهاها ..
حسنا هذا الكوكب أكبر من كوكبك الأمر بملايين المرات وقد أرسلتك لذلك الكهف لأنه مكان مخفي وجيد .. كيف عرفت وحددت بدقة طبعا لأنني قوي هاهاهاهاها .."
…" يا له من ثرثار " …
بعد قول ذلك إستمر الشاب في القراءة بصمت …
" الآن إن نظرت خارج الكهف ستلاحظ جبلا أكبر من الجبال الأخرى عليك التوجه نحوه فأنت موجود على مسافة من طائفة طاوية تسمى طائفة التنانين الرابضة … وهي طائفة قوية تحكم و تسيطر على مساحة ملايين الكيلومترات …
الآن كما قلت مهمتك هي الوصول إلى الطائفة خلال نصف سنة لإجتياز اختبار دخول الطائفة السنوي …
بالمناسبة الطائفة تبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات .. كيف تصل بسرعة !؟ هذا شأنك ..
طبعا يمكنك اللحاق باختبارات السنة القادمة أو ما بعدها …
لكنني فقط أتحداك للوصول خلال نصف سنة …
هل تستطيع !؟ هاهاهاهاها ..
حسنا هذا كل ما لدي لإخبارك به ايها الفتى .. باقي الكتاب هو أسلوب زراعة وأسلوب قتالي وبعض المعرفة المشتركة لعوالم الزراعة والوحوش والأجناس المختلفة ..
هذه هديتي الخاصة لك للسماح لك بالوقوف بنفس نقطة انطلاق ساكني هذا العالم …
وحظا موفقا هاهاهاهاها "
بعد إنهاء قراءة كلمات الرجل زفر الشاب متحدثا لنفسه …
" تتحداني يا رجل ؟؟ سأقبل تحديك بكل سرور "
بعد ذلك أغلق الشاب الكتاب وجلس عند مدخل الكهف ناظرا للمهد الخيالي أمامه …
' إذن أنها بداية جديدة وحياة جديدة '
بعد أن تمتم بهذه الكلمات بقي الشاب متأملا مع نفسه في محاولة منه لتعديل حالته العقلية وتغيير أفكاره وأهدافه بما يتوافق مع هذا العالم الذي سيعيش فيه من الآن فصاعدا …
…
بعد ساعتين …
وقف الشاب من مكانه ومدد نفسه …
" حسن جدا .. الآن أنا مستعد …"
بعد ذلك أخذ الشاب الكتاب وفتحه على الصفحة الثانية حيث وجد معلومات ومعرفة عامة بشأن مختلف الأمور …
بعد ساعة من القراءة رفع الشاب رأسه وزفر …
" يا له من عالم "