كنت لا أزال قرب المدخل مع كونان وهايبرا حين انطفأت الأنوار فجأة.

“طَقة.”

القاعة غَرقت في الظلام، تلاها ارتباك وصوت ارتطام قوي:

“كراش!”

تحركت فورًا.

دخلت القاعة مع عودة الإضاءة الخافتة.

تجمهر الضيوف حول الأباجورة المقلوبة.

اقتربت أكثر، ورأيت الجثة.

السياسي نوميجوتشي.

عنقه ملتوي، الدم يسيل على السجادة.

في يده بقايا كأس، ونظراته جامدة.

نظرت للحالة… ضربة نظيفة.

تمتمت لنفسي:

“المهمة انتهت… الهدف قُتل.”

نظرة سريعة حول القاعة.

بيسكو اختفى.

رجعت بنظري إلى كونان وهايبرا، وقلت لهما بهدوء:

“غادروا المكان… الآن.”

ثم سحبت هاتفي، وأرسلت رسالة قصيرة:

“تم التنفيذ. الهدف سقط.”

وخرجت من القاعة بهدوء.

بعد ربع ساعة من الفوضى، كنت أقف عند الممر الخلفي للفندق، الهواء أصبح أثقل، والضوضاء بدأت تهدأ.

خطوات ناعمة تقترب.

التفت.

بلموت.

كانت ترتدي فستانها الأسود ذاته، شعرها الأشقر لا يزال مرتبًا، وكأن شيئًا لم يحدث.

وقفت أمامي، وابتسمت ابتسامة خفيفة:

“لم أتوقع أن أراك واقفًا هنا بكل هدوء.”

ثم نظرت حولي، قبل أن تهمس:

“وماذا عن الطفلين؟”

ابتسمت بابتسامة خفيفة، لا فيها مبالغة ولا صدق تام، وقلت:

“مجرد معارف…

طلبتي في المدرسة.”

ضيّقت عينيها للحظة، نظرة شك مرّت في صمت، لكنها لم تقل شيئًا.

استدارت قليلاً، وبتلقائية، قالت:

“بيسكو قبض على شيري.”

توقفت، كأن الوقت تجمّد للحظة.

نظرت إليها بنظرة فارغة، وابتسامة خفيفة، ثم قلت بصوت هادئ:

“هاه… شيري؟”

فعلت وجه البوكر الذي اعتدت عليه، لا مشاعر، لا رد فعل.

“جيد.”

تمتمت بها كأنها أمر روتيني.

ثم بعد ثوانٍ، وأنا أستدير:

“اللعنة عليكم يا أطفال…”

قلتها بصوت منخفض، لا يسمعه أحد سواي،

بينما كنت أعرف تماماً… أن القصة لم تنتهِ.

كنت ما زلت أقف في الممر الجانبي بعد حديثي مع بلموت، حين رن هاتفي.

[المتصل: كونان]

رفعت الهاتف، أجبت دون أن أقول شيئًا.

صوته جاء مرتبكًا، خافتًا:

“هايبارا… اختفت. لا ترد علي. لا أجدها في أي مكان.”

صمت لثوانٍ، ثم رفعت يدي وضربته على رأسه – ضربة رمزية، لكنها تحمل كل الغضب المكتوم بداخلي.

“هل تعتقد أننا نلعب لعبتكم؟ أطفال؟”

خفضت الهاتف، نظرت للأرض لحظة، ثم تمتمت:

“اللعنة… لقد وعدتُ أكيمي.”

رفعت رأسي بسرعة حين لمحت بيسكو يعود بهدوء إلى القاعة، وكأنه لم يتركها أصلاً.

اقتربت منه، دون تردد.

وقف حين رآني، نظر إلي باستغراب لحظة، ثم قال بنبرة متفحصة:

“أنت… عضو من المنظمة، أليس كذلك؟”

أومأت برأسي بهدوء، فعلت نبرة الحياد.

“ما هي تعليمات جين؟”

نظر إلي بابتسامة خفيفة، وقال:

“لقد قبضتُ على شيري.”

فعلت وجه الصدمة كأن الخبر نزل علي فجأة… لكن في أعماقي، كنت أراقب رد فعله.

ابتسم ببطء وقال:

“لكنني أعتقد أنك تعرفها. رأيتك تتحدث معها سابقًا.”

“أها…”

كان ردي الوحيد، بصوت خافت.

ثم عدت لوجه بلا ملامح… لا انفعال، لا تبرير.

سكتّ تمامًا، ثم استدرت… وتركت المكان.

في الخلف، بدأت الشرطة تحيط ببيسكو وتبدأ التحقيقات.

الضوضاء تعلو مجددًا…

لكنني كنت قد خرجت من المشهد.

داخلي سؤال واحد يتكرر:

“أين شيري؟”

خرجت من القاعة، خطواتي سريعة وثابتة، الابتسامة اختفت، ونبرة العبث تحوّلت إلى جديّة مطلقة.

سحبت هاتفي، ضغطت على الاسم المحفوظ في الأعلى:

[جين – اتصال جارٍ…]

رد بعد أول رنّة، بصوته البارد المعتاد:

“تحدث.”

قلت مباشرة:

“بيسكو انكشف. الشرطة بدأت التحقيق معه…

وسيتم القبض عليه قريبًا.

هناك شخص صوّر لحظة إطلاق النار… الفيديو بدأ ينتشر بين الضيوف.”

صمت على الطرف الآخر.

ثوانٍ ثقيلة مرت…

ثم جاء صوته بهدوء قاتل:

“اجعله يختفي من الوجود.”

نظرت للأمام، تنفست بهدوء، ثم رددت:

“حسناً.”

أغلقت الخط.

وضعت الهاتف في جيبي.

الرسالة كانت واضحة.

بيسكو… انتهى.

رن الهاتف مرة أخرى، المتصل: كونان .

أجبت بصوت منخفض دون أن أعلّق.

قال مباشرة:

“وجدنا موقع هايبارا… إنها في غرفة النبيذ، آخر الفندق.”

أغلقت الخط دون رد، واتجهت فورًا نحو الجهة الخلفية للفندق.

وصلت إلى باب غرفة النبيذ، فتحته ببطء…

رائحتها الثقيلة ضربت أنفي، والجو كان بارداً، هادئاً.

رأيتها هناك، مستلقية على الأرض، فاقدة الوعي .

مظهرها كان هادئاً بشكل مزعج… كأنها نائمة، لكن باردة كالصمت.

انحنيت، حملتها على كتفي بهدوء، وخرجت دون أن يراني أحد.

عند المخرج الخلفي، كانت سيارة الدكتور أغاسا متوقفة.

و كونان يقف بجانبها، ينتظر بقلق واضح.

رميت هايبارا في المقعد الخلفي دون كلمة، ثم نظرت إليه ببرود.

“اختفِ… لا أريد رؤيتك.”

أغلق الباب، وذهبت.

رجعت بهدوء إلى غرفة النبيذ .

نظرت حولي لثوانٍ…

ثم أشعلت النار في صندوق من القماش والخشب.

تركتها تشتعل… ولم ألتفت.

عدت إلى القاعة،

وقفت جانبًا، أراقب الفوضى تبدأ بالتصاعد، روائح الدخان بدأت تصل.

الفوضى قادمة… وكنت بانتظارها.

بلموت لمحَتني من بين الحشود، اقتربت.

قالت بهمس:

“ماذا تفعل؟”

أجبت بهدوء:

“سأقتل بيسكو.”

نظرت إليّ بتركيز.

أكملت:

“لقد انكشف. بقاؤه حيّاً خطرٌ على الجميع.”

تركتها… وبدأت أراقب اللحظة المناسبة.

صراخ، حريق، ضجيج…

الناس يركضون.

ها هي الفرصة… بدأت الفوضى.

وسط الفوضى والصراخ، والضيوف الذين يركضون في كل اتجاه، وجدت اللحظة التي كنت أبحث عنها.

تسللت إلى المطبخ.

المكان كان خاليًا تمامًا، الطهاة والعاملون هربوا فور تصاعد الدخان من غرفة النبيذ.

ثم رأيته…

بيسكو.

واقفًا قرب الباب الخلفي، يحاول الاتصال بأحدهم، يلهث، يده ترتجف.

رفعت مسدسي بثبات، وصوبته نحوه.

استدار ببطء، وبمجرد أن رآني، شهق وقال بغضب:

“أيها اللعين…!”

ابتسمت برود، ثم رفعت إصبعي الأوسط بوضوح، وقلت بهدوء:

“من أجل ألا تهددني مرة أخرى.”

“طاخ!”

أطلقت عليه رصاصة واحدة، أنهت كل شيء.

سقط دون صوت…

نهاية هادئة لرجل مزعج أكثر مما يستحق.

اقتربت منه، تأكدت من موته… ثم خطوت نحو زاوية المطبخ، وأشعلت النار في أكياس الزيت والقماش.

اللهب بدأ بالتصاعد.

استدرت… وغادرت دون أن ألتفت.

الليلة انتهت.

وبيسكو… خرج من المعادلة.

2025/05/26 · 96 مشاهدة · 846 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025