فى كل الاحوال..كانت عائلتنا سعيده لفتره من الزمن حتى فقد ابى وظيفته و انهار حاله.. اصبح مجرد رجل قذر كل ما يفعله هو الشرب و اهانتى و ضربى انا و امى..كنا نخاف منه كثيراً ؛ ان نظر الينا احد لم يكن ليستطع رؤيه ملامحنا من كثر الكدمات..انتهى بنا الحال بجلوسنا فى غرفه بعيداً عنه ونغلق على انفسنا من الخوف وكأننا فى سجن

.

فى يوم من الايام اخبرتنى امى ان علينا الهرب حتى لا ينتهى بنا الحال جثتان فى المنزل و بالفعل هربنا دون علم ابى و اخذنا بعض المال الذى يكفى لايصالنا لمدينه اخرى

.

بمجرد ذهابنا اول اسبوع قضيناه فى الشارع حتى حصلت امى على عمل و استطاعت الحصول على مبلغ لشراء منزل صغير تحسنت الأمور بعدها قليلا لكن عادت لان تسوء مره اخرى عندما وضع رئيس الشركه التى تعمل بها امى عينه عليها.

.

.....

-تنفست بخفه: هذا جيد..لدى مال كاف اليوم لصنع وجبه رائعه للويس..

.

-قاطع شرودها صوت ما: انسه فريا .

.

-التفتت فريا مسرعه: اه سيد سيدريك اهناك شئ!

.

-هل انتى عائده لمنزلك الان؟

.

-اجل على الإسراع ان طفلى وحيد هناك .

.

-اتسمحين لى بايصالك؟

.

-شكرا سأكون ممتنه!

.

.....

-هذا هو المنزل شكرا لك

.

-انه صغير للغايه اهو منزلك حقا..؟

.

-مع الأسف..ماذا نفعل هذا قدرنا.

.

-نزلت فريا من السياره و ودعته ثم اتجهت نحو منزلها-

.

...

-لويس لقد عدت اسفه على التأخير

.

-امى من ذلك الرجل بالخارج؟

.

-هل مازال واقفاً بالخارج..؟ انه مدير الشركه التى اعمل بها لقد اوصلنى اليوم

.

-حقا ؟..

.

-ما بك ؟

.

-انا..استشعر هاله سيئه منه لا يبدو انه شخص جيد..

.

-حدقت بغرابه: هااى ايها الصغير توقف عن التصرف مثل الكبار هياا تعال لمساعدتى سأعد اليوم افضل وجبه ستأكلها فى حياتك!

.

-لا انكر ان ما قاله لويس جعلنى أخاف قليلاً لكن من المحال ان اترك العمل لقد تعبت حتى احصل عليه..-

.

-اليوم التالى-

.

-سيدى اتحتاج شيئاً قبل ان اذهب؟

.

-اجل فى الحقيقة كان هناك امر يجب ان احادثك به..

.

-بالطبع تفضل.

.

-نهض من مقعده و اقترب منها ببطء: انك امراه مسكين فريا..

.

-رفع يده ولامس شعرى بخفه: بالتأكيد الحياه صعبه عليك ولا يوجد رجل يساعدك انتى الام و الاب لأبنك اليس كذلك ؟

.

-...انا لا افهم ما تلمح اليه سيدى..

.

-اتسأل كيف لأمراه جميله مثلك ان تكون بلا رجل ؟..لدى عرض لك انستى..دعينا نقضى ليله سوياً و سأعطيك بمقابلها اى مبلغ تطلبينه

.

-..ما الذى تتفوه به ؟!

.

-لا داعى لتحاولى ان تظهرى انك شريفه..انك امراه تحتاج المال وقد تفعلين اى شئ لأجله اليس صحيحاً ؟ لا تقلقى لن يعلم احد

.

-انت مخطئ ليس لأنى اربى طفلاً وحدى انى قد ابيع نفسى من أجل بضعه اوراق!

.

-كم تريدين اذن الم يكن العرض مغرياً؟ مليون اثنين او ثلاثه ؛ سأدخل ابنك مدرسه نظيفه و اشترى لكى منزل كبير ما رأيك؟

.

-سأتصرف وكأننى لم اسمع هذا الهراء.

.

-ادرت ظهرى مغادرة حتى اوقفنى بصوت حاد: لقد هربتى من منزل زوجك صحيح ؟

.

-اتسعت عيناي:..كيف لك..

.

-ان زوجك يبحث عنك..ان عثر عليك سيقتلك ويأخذ طفلك ؛ انا اعرف زوجك يمكننى اخباره اين انتى الان

.

-صرخت: ما هى مشكلتك بحق الجحيم ؟!!

.

-اذا قبلتى عرضى لن أخبره انها ليله واحده!

.

-اللعنه عليك انت قذر!

.

-اذا جاء ذلك السكير الى منزلك لقتلك لا تأتى باكيه!

.

****

-قال لويس بقلق: امى ما الأمر..؟

.

-لا شئ اجمع أغراضك علينا الرحيل!

.

-لماذا؟

.

-ان والدك اللعين فى طريقه الينا اسرع !.--لويس انت تبكى؟!

.

-هل سيجدنا ابى ؟

.

-جثيت على ركبتى و مسحت دموعه: عزيزي لا اقصد اخافتك لا تقلق سنهرب كما فعلنا سابقاً لن يجدنا!

.

-لكن ماذا ان وجدنا..انا خائف..

-لا كل شئ سيكون بخير سأجعلك تعيش سعيداً وستكون حياتك جميله بلا خوف ستدخل افضل مدارس و ستأكل اشهى طعام طالما انا معك سأحقق كل هذا اعدك!

.

-افزع قلبى صوت طرق الباب لا ليس طرقاً احد يحاول كسره-

.

-فريا! اعرف انك بالداخل افتحى دعينا نتحدث!

.

-انتفضت مرتعبه: لويس انهض سنقفذ من النافذه اسرع!--

.

-حطم الباب بقوه و دخل-

.

-نظر الى بعيناه التى تكاد تكون اشبه باللون احمر من كثره الشرب: اتعيشين بمكان قذر كهذا؟ ان الباب قديم الطراز كسر بسرعه!

.

-حملت سكينا بيدى و وجهته نحوه وانا ارتجف: لا تقترب! اقسم انى سأطعنك

.

-ضحك بسخرية: انظر الى نفسك يداكى ترتجفان من الخوف!

.

-ارجوك..اتركنا وشأننا..ان لويس بحاجه الي

.

-لما هربتى فريا! قولى انك طماعه تريدين المال عندما خسرت كل شئ تركتنى!

.

-هراء! انت كنت تقطع فى انا وطفلى ونحن احياء!!

.

-فجأه اخرج مسدساً من جيبه وهو يشتعل غضباً: القى ذلك السكين ايتها العاهره..

.

-اتمزح معى..

.

-اشار بالمسدس ناحيه لويس: القى السكين والا سأطلق عليه!

.

-اهدء ! ها هو القيت السكين!

.

-اقترب منى ثم صفعنى بشده: عاهر غبيه المسدس فارغ كانت مزحه!

.

-انت حقير..

.

-سحبنى من شعرى وظل يضحك: لا احد يهرب منى عزيزتى لا تنسى انك مازلت زوجتى فى القانون لقد هربتى من زوجك لتكونى فى احضان رجال اخرين !

.

-وقعت عيناى على لويس لقد حمل السكين الملقى على الارض..اسيحاول إصابته هذا خطير-!

.

- قلت بصراخ: لويس لا تفعل اركض !

.

-قبض لويس بقوه على مقبض السكين و ركض ناحيه والده ثم اصاب قدمه-

.

-اخترق السكين قدمه بالفعل لكنها ليست اصابه كافيه-

.

-امسك بلويس من عنقه بقوه عازماً على خنقه: لعين صغير اتظن انك يمكنك فعل اى شئ! اصابه كهذه ستقتلنى!

.

-لم تعلم فريا ماذا تفعل لتخلص طفلها منه-

.

-امسكت باحد اكواب الزجاج و ضربت على رأسه بقوه-

.

-اترك ابنى!

.

-تحسس رأسه الذى كان ينزف ثم نظر اليها بغضب: اتحاولان قتلى اذن! من تظنين نفسك عاهره!

.

-دفعها بقوه حتى سقطت ارضاً و ارتطم رأسها بالحائط-

.

-لم تقوى فريا على الحراك بينما تهافت هو بضربها اكثر من مره بقسوة-

.

-لعينه!.. لما لا تردين على ها !.. انتى..

.

-قال لويس بارتجاف: امى..انها لا تتحرك!

.

-..هل ماتت!.. انتى افيقى افتحى عيناك! يا اللهى على الهرب..

.

-امسكه لويس من معطفه قبل ان يغادر و قلت وانا ابكى متوسلاً إليه : ارجوك خذها إلى المشفى ! اتوسل اليك لا تتركها تموت!

.

-ابتعد عنى!

.

-لن اقول انك من فعل ذلك لكن ارجوك خذها الى المشفى..انا اترجاك!

.

-لا اهتم اذا ماتت او لا ابعد يدك انت محظوظ اننى لم اقتلك أيضاً!

.

-انتظر ابى!! لا تذهب!

.

-يجب على فعل شئ..على ان اجد أحداً ليساعدنى..

.

-خرج لويس من المنزل راكضا لايجاد من يساعده حتى ارتطم بسيده-

.

-قالت بصوت حنون: انت بخير يا صغير لا تركض مسرعاً هكذا..

.

-هنا.. كانت سيلا الصغير ممسكه بيد والدتها ليليا ؛ عندها قالت سيلا بتسأل: امى..ان ذلك الفتى مغطى بالدماء..

.

-تفجأت ليليا: هل اصبت يا صغير؟!

.

-صرخ لويس: ارجوك سيدتى ساعديني ان امى بالمنزل لا تفتح عيناه ولا اعرف ماذا افعل!!

.

-تبعت ذلك الصغير حتى وصلت الى منزله حينها كان المنزل غارقاً بالدماء لذا طلبت من سيلا ان تبقى فى الخارج -

.

-تحسست نبض السيده الملقاه على الارض..لقد ماتت ولا اعرف كيف اخبره بذلك..

.

-قال لويس بقلق: سيدتى ماذا عن امى اسنخذها للمشفى؟

.

-قلت بتلعثم: اسمع..ان ماما متعبه الان لذا..ما رأيك ان اخذك لمنزلى حتى نحضر طبيباً لها؟

.

-اسنترك امى وحدها بالمنزل لكنها تنزف!

.

-هى همست لى انها ترغب بالبقاء وحدها اليوم..تعال سأشترى لك انت و سيلا طعاماً شهيا..

.

****

-البيرت لقد عدنا..

.

-اهلا بعودتك..من هذا الطفل ؟

.

-انها قصه طويله اولا دعنا نسأل الطفل عن ما حدث معه..

.

-جلسنا جميعاً واستمعنا الى قصه لويس و كنا متأثرين بشكل كبير لما حدث له هو و والدته -

.

-قال البيرت: حسنا سيلا ابقى برفقه لويس انا و امك سنتحدث عن امر ما

.

-حسنا ابى..

....

-مدت سيلا يدها: مرحبا انا سيلا!

.

-..انا لويس..

.

-همم اتعرف تقول امى ان الارواح التى ترهق من العالم تذهب الى الجنه

.

-لا امى لن تتركنى وحدى!

.

-على رسلك لما تصرخ ان الجنه جميله الا تريد من والدتك ان تكون سعيده؟

.

-بالطبع اريدها ان تكون سعيده!

.

-اذن دعها تذهب الى الجنه!

.

-لكن..ان ذهبت انا لن اراها مره اخرى..

.

-صحيح..لكنك ستذهب الى الجنه يوما ما أيضا و ستراها.

.

-انتى ثرثاره جدا

.

-انت لئيم!

.

-جائت ليليا مره اخرى ؛ ركضت سيلا و احتضنت والدتها: امى ماذا فعلت مع والده لويس ؟

.

-قالت ليليا: لقد تركتنا وقالت انها متعبه لذا ستذهب الى الجنه

.

-قال لويس بصراخ: انتى تكذبين! لم تكن امى لتتخلى عنى!

.

-لم تستطيع ليليا قول شئ حتى تحدث البيرت بصرامه: اسمع يا فتى لقد فعلت والدتك الكثير من اجلك وها انت تبخل عليها ان ترتاح ان كنت تحبها لكنت فرحت انها سترتاح بعد كل هذا التعب.

.

-..لكننى لا يمكننى العيش من دونها..

.

-كل منا عليه ان ينال الم الفقدان ولو لمره فى حياته..و انت و براعتك ؛ هل ستبقى فى مكانك تبكى ام ستكمل الطريق بجزء مفقود.

.

-وخزت ليليا البيرت من ذراعه: ماذا تقول لطفل صغير!

.

-قال لويس بتعبير حزين: انت محق.. لكن هناك اجزاء لن تستطيع اكمال طريقك من دونها..

.

-جثت ليليا على اقدامها و احضنته بقوه: لا بأس..ستتحسن الأمور قريباً حسنا ؟

.

....

-ما العمل الان البيرت..انا اشفق عليه كثيراً حتى ان ذهب الى منزله كيف سيعيش طفل وحده..

.

-ليليا انت تعلمين انا المال لدينا لا يأهلنا لتربيه طفل اخر..لما لا نأخذه للدار هذا افضل له

.

-علينا سؤاله اولاً اذا كان يريد..

.

-التفت ليليا ناحيه لويس: اذا كنت تريد ما رأيك بالذهاب الى الدار لتكون فى مكان أمن وبه العديد من الأصدقاء

.

-قال بحده: دار؟.. لا انا سأعيش بمنزل امى..

.

-قالت سيلا بحماس: انا أرى! ذلك الفتى عليه البقاء معنا!

.

-عزيزتى سيلا لا يمكن..

.

-قالت سيلا بضحك: لا يمكن ان نتركه انه صغير ولطيف ويشبه ضوء القمر!

.

-تعجبت ليليا: ماذا تقصدين صغيرتى؟

.

-ان وجه مثل القمر ! سيكون هذا لقباً له سأناديه به!

.

-يبدو انكم اصبحتم اصدقاء هذا جيد.

.

-قال لويس بحزم: سأعود لمنزلى..

.

-نظرت بحزن: حسنا كما تريد لكن ايمكن ان تنتظر معنا قليلا حتى نقوم بتنظيف منزلك ؟

.

-لا امانع..

****

-مرت اربع اعوام اصبحت فى العاشره من عمرى..فى الحقيقة كانت اجمل اربع اعوام قضيتها فى حياتى..سيلا كانت شخصاً غالياً لدى و رفيقتى الوحيده و كنت ارى السيده ليليا مثل والدتى تماماً احببتها كثيراً..

.

كان كل شئ بخير حتى جاء اليوم الذى ماتت فيه جائت سيلا الى وهى تبكى بشده يومها وقالت انها ستسافر الى مدينه اخرى مع والدها..

.

لقد رحلت بنفس اليوم لم استطع حتى توديعها و بقيت على امل ان تعود لكنها لم تعد قط ؛ مرت الشهور حتى اليوم الذى وجدنى به اخى ادوارد و اخبرنى انه سيتبنانى..كانت تلك فرصه بالنسبه الى حتى لا اموت جوعاً فى الشارع.

.

عندما كبرت كنت ابحث عن سيلا دائما لم انساها ابداً..و فى احد الايام و جدتها و تحدثت اليها لكنها..لم تتذكرنى و لم تهتم لى حتى لذا قررت الانسحاب و الابتعاد لكن بقيت اراقبها من بعيد..

.

عندما مات السيد البيرت وميشيل لقد تدهورت احوال سيلا كثيرا..كنت ارسل المال اليها كل شهر دون ان تعرف من يرسله..حتى قررتى ان تقتلى نفسك.. حينها لقد رأيت لوسيفر..

.

....

-فلاش باك-

.

-فجأه ظهر شخص غريب أمامى لكنه مألوف لى..ظل يبكى بشده و ينادى أسمى..انا لا اعرف حتى من هو لكنه.. يذكرنى بضوء القمر..

.

-اغلقت عيناى ولفظت انفاسى الاخيره-

.

سيلا..من فضلك لا تتركينى..كيف اعيش من دونك؟

.

-ليساعدنى احد ! تنفسى سيلا ارجوك!

.

-يالك من فتى مسكين..-

.

-ظهر امامى شخص كان يبدو بشرياً لكنه كان اشبه بشبح بمظهر غريب-

.

-ايها المسكين دعنى اساعدك!

.

-ماذا.. تكون ؟

.

-دعنى امنحك امنيه من شأنها تغيير حياتك انت تريدها ان تعيش صحيح

.

-اجل ارجوك!

.

-فكر جيداً اذن انها امنيه واحده فقط ما الذى تريده!

.

-اريدها ان تكون سعيده... اريدها ان تبتسم كما فى السابق..

.

-الامر صعب عليك..ما رأيك ان نعيد الزمن للخلف و نجعلها تصلح كل ما دمرته!

.

-..احقا يمكن فعل ذلك؟

.

-بالطبع هذا اختصاصى.. ساعيد الزمن و انت اصلح ما تريد و هى كذلك!

.

-..و..ما المقابل ؟

.

-لا يمكننى اخبارك الان ستعرفه عندما تعود

.

-محال ماذا اذا كان شيئا اسوء..

.

-عزيزي لويس..انت يأس وليس أمامك سوا القبول

.

-مده يده إليه: هيا اذن سأجعلك تصلح كل شئ!

.

-نظرت الى سيلا التى كانت هامده بين ذراعى.. اريدها ان تكون بخير وحسب..ليس لدى ما اضع امالى عليه

.

-امسكت بيده انا الاخر: انت لن تؤذيها صحيح ؟

.

-بالطبع لا.. سيكون كل شئ افضل من السابق !

2023/01/16 · 37 مشاهدة · 2031 كلمة
Nero
نادي الروايات - 2025