بسمك اللهم نبدأ

صلي على رسول الله صلى الله عليه و سلم

الجمال ، كان هذا اول ما فكرت فيه جيون و هي تنضر الى مسار الدم الذي يتبع تلويحة السيف

كان ذلك الإنطباع محفورا عميقا جدا في قلبها ، كانت تلك اول مرة ترى فيها جيون ذات الأربع سنوات شخصا يسفك دمه

كان ذلك مشهد اعدام قرصان رأته مع والدها الذي مر من ساحة الإعدام مصادفة ، لقد الم ذلك المشهد قلبه حقا فقد كان شخصا مسالما جدا كره هذه الأشياء .

يبيتر صاحب مخبز صغير في مدينة جميلة تقع في البحر الشرقي ، رب لأسرة مكونة من زوجته لندي و طفلين

الطفل البكر جيدي ذو سبع سنوات

و الطفلة الصغيرة جيون ذات الأربع سنوات

عائلة بسيطة يعيشون حياة هادئة و جميلة ، مريحة بدون شقاء او اي مشاكل

لكن بدون علمهم فقد قامو بتربية شيطان دون درايتهم ابدا .

في تلك الليلة مستلقية على سريرها الصغير راقبت جيون السقف تفكر ' ممل جدا ...... حياة بلا معنى ابدا ، لا ادري متى و لكن ...... اكتشفت ان لا شيء له معنى .....' بدون تفكير تلك الطفلة نمى شيء داخلها

بدا كأن بذرة جافة تلقت اول قطرات لها

' مشهد ذلك الدم ...... كان حقا جميلا ~' ضهرت ابتسامة رائعة على وجهها و هي تتذكر المشهد

من منضورها كان العالم كله رماديا ، لا لون مميز فيه الى اليوم ، لقد اكتشفت اللون الأحمر ! كان اول انطباع يحفر في عقلها

بدأ النعاس يغلبها فور ان بدأت تتذكر ذلك المشهد مشهد السيف الذي يمكنه جذب الألوان الى حياتها و بدون سابق غاب وعيها و نامت اخيرا .

مرت الأيام بهدوء و جيون تحاول مراقبة العالم الرمادي علها تعثر على وميض لون اخر كاليوم السابق ، لكن دون جدوى

لكن عوضا عن ذلك اكتشفت شيئا اخر ، لقد كانت عائلتها ، بشكل غريب بدا انهم سعداء جدا بحياتهم و هذا جعلها تفكر ' هل يا ترى يرون العابم بشكل مختلف عني ؟ هل هو ملون بالنسبة لهم ؟'

جعلها هذا الفكر حسودة حقا ،رغم انهم احبوها لكن كل ذلك الحب كان رماديا بالنسبة لها

ارادت حقا طعما للحياة ، لكن يبدو انها لن تحصل عليه .

استمرت الأيام هكذا حتى مر تقريبا عام ، جيون فقط استمرت بالمراقبة و البحث عن لون جديد في الحياة لكن بدون جدوى

لكن بدل العثور على لون اكتشفت اشياء حول الأسرة التي كانت منها

والدها الذي كان دأوب العمل و دائم الضحك و لطيفا جدا كان له جانب اخر خفي اكتشفته مؤخرا و لكن لم تكن متأكدة من معرفة والدتها له

و والدتها المحبة حملت جانبا مضلما ايضا ، لكنه ليس بضلمة والدها

فقط اخوها الذي كان طبيعيا في عائلتها المجنونة

ضهرت فجأة فكرة في رأسها ' ماذا لو كشفت ما تخفيه امي لأبي ؟ هل سيحدث شيء ليخفف من مللي يا ترى ؟' كان هذا التساؤل هو القطرات الجديدة التي سقت تلك البذرة داخلها .

بعد يوم من التفكير قررت ان تكشف والدتها ، لكن بطريقة غير مباشرة

هي لم تهتم بالطريقة لكن احتاجت لضمان نضافتها من الموضوع ، لذلك قررت استغلال اخاها المغفل لذلك .

بينما توجه والدها لمخبزه و اخوها كان يستعد للتوجه الى مدرسته اقتربت منها لينى و اعطتها بعض النقود لشراء الحلوى المفضلة لديها

كانت هذه هي اشارة ان والدتها ستفعل ذلك اليوم ايضا .

توجهت للخارج و انتضرت اخاها الذي يتوجه للمدرسة فور خروجه سحبته " اخي جيدي ....... هناك شيء اريد اخبارك عنه ......."

فوجئ الطفلل بهذا و سأل " ما الأمر جيو ؟ هل هناك مشكلة ؟ "

" ...... حسنا ...... هناك شيء سأخبرك عنه ، انه .... في هذا الوقت بعد ان يغادر الجميع المنزل و تبقا ماما فقط .... " اضهرت بعض ملامح الخوف و التردد المسطنعة ، اثبتت جيون ذات السنوات الخمسة جودة تمثيل مرعبة حقا

بالنسبة للطفل جيدي ذو الثمان سنوات فقد كان مقتنعا بأنها كانت جادة و لا تمثل

بعد بعض التلعثم واصلت " ... الأمر هو ان شخصا يأتي للمنزل ..... و بعدها ماما تبدأ بالصراخ لذلك خفت و اردت ان اطلب منك ...... " فوجئ الطفل تماما من كلام شقيقته

' اذا صح كلامها فهناك من يضرب امي حين تكون وحيدة !! ، يجب ان احميها !! ' ضهر هذا الفكر السذج مباشرة في عقل الطفل الغير ناضج

و كان سهلا قراءته بواسطة جيون ' تنهد! ياللهول على سذاجته ........ حتى انا ذات الخمس سنوات فهمت الموضوع و هو لا يزال ...... لا يهم علي جعله يحضر ابي فقط '

لم يمر وقت طويل و وصل الرجل و دخل المنزل

جيون و جيدي المختبئين رأو ذلك ، و اجبرت جيون اخاها على جلب بيتر و هو ما فعله

لم يطل الأمر حتى وصل بيتر و هو يحمل عصى كبيرة ، قبل وصوله تسللت جيون الى المنزل للحصول على مشهد افضل لما يحدث

اختبأت في مكان غير واضح و راقبت الأحداث

دخل والدها و قبض على ليني بالجرم المشهود و بعدها تقاتل مع ذلك الرجل

طوال المناوشة شعرت جيون بشعور مختلف ، لأول مرة في حياتها اكتشفت لونا جديدا

لونا عكس الغضب و الحزن و الكراهية معا

كان ذلك اللون الذي يغطي والدها ، بالنسبة لوالدتها غطاها لون مختلف من الحزن و الخوف و العار

بعد ان طرد بيتر ذلك الرجل و بدأ الجدال مع ليني اندمجت الألوان و بدأت تتشكل لوحة امامها .

لمعت عيون جيون البنية بشدة كأنها اقمار في ليلة حالكة السواد

' هذا هو !! هذا ما بحثت عنه طول حياتي !!, القصة المتعة الكثير من الألوان الخلابة!! 'لقد كان مشهد الشجار بين والديها حقا كالفن في عيونها

كان ذلك حين خرج البرعم الأول من البذرة في قلبها.

بسبب تلك الحادثة تطلق والداها و ذهبت هي مع والدتها بينما بقي اخوها مع بيتر .

استمرت الأيام و مرت سنتان في رمشة ، في هذا اليوم كانت جيون تزور والدها بيتر .

لقد كان مشغولا في مخبزه لذا اعطاها بعض المال لتشغل نفسها به .

لكن سبب الزيارة هو شيء اخر ، لقد ارادت الإستفادة من سر بيتر .

كان هناك مستودع في حدود المدينة يعود لوالدها اكتشفته مصادفة منذ عامين ، لا يعرف عنه احد

كانت سرقت المفتاح من والدها سابقا ، بعد الدخول فحصت المحيط ، كل شيء بدا طبيعيا هناك للوهلة الأولى ، لكنها عرفت الحقيقة

توجهت الى بعض الصناديق الفارغة و ابعدتها ، هناك كان قبو مخفي .

ضهرت ابتسامة متحمسة على وجهها " ترى هل سيكون هناك لون جديد !! انا حقا متحمسة !!"

فور توجهها للقبو رأت مشهدا تقشعر له الأبدان اولا جثتان ممزقتان بالكامل ، ليس ذلك فقط بل كانا لطفلين !!

في الجانب الأخر كان هناظك طفل مقيد بالسلاسل بدا لها انه حي ، لم تضيع الكثير من الوقت و توجهت اليه .

صفعة !!

ضربته لمحاولت ايقاضه ، لحسن حضه انه استيقض من اول صفعة

تنهدت جيون قليلا و أبتسمت .

الطفل المصدوم متفاجئ و يفحص محيطه و يطلب " .... من .. من انت ؟! ، لا يهم ! ارجوك ساعديني !! " جيون بهدوء " لا تقلق ~ سينتهي هذا قريبا ~"

بدون لحضة تردد سحبت سكينا كانت تخفيها في جيبها و طعنته مباشرة في بطنه عدة مرات

دوى صرخ الطفل في المكان لكنه بدون جدوى بينما استمرت جيون بالطعن مع ابتسامة مجنونة على وجهها

بعد دقيقة توقفت و فحصت يديها المغطات بالدماء

" احمر ~ انا ارا هذا اللون الجميل مجددا ~ " في حماسها نضرت الى الطفل المحتضر و لاحضت لونا جديدا عليه

كان لونا رأته من قبل ، لكن بشكل باهت من والدتها لقد كان اصفر الخوف !

اعطتها تلك النضرة الخائفة و الوجه المرعوب الكثير من النشوة لدرجة انه كاد يعمى عليها

كان هذا هو البرعم الثاني من بذرة قلبها يبدأ نموه

انتهى الفصل

ملاحضة بسيطة : عمر رين في ارك جزيرة البرمائين اي حاليا هو خمستعشر عاما تقريبا ، اي بعد التايم سكيب سيكون ثمانية عشر

بالنسبة للتوقيت الحالي للقصة فهو قبل عشر سنوات من القصة الأصلية تقريبا

2022/10/25 · 649 مشاهدة · 1258 كلمة
Aziz
نادي الروايات - 2024