« اعاني من فوبيا المرتفعات ، لا تنزعج كثيرًا ان بقيت نائمًا ~ »



الشاب ملون الشعر الذي عرف نفسه سابقًا كـ لوهان، أخبره.



« يي بيشنغ، اممم بالطبع . »

الطالب المبتعث رد التحية، يراقب بصمت رفيق رحلته يتناول المسكنات بحرص ويبدأ بالتثاؤب سريعًا.



بيشنغ لم يكن بشخص اجتماعي بطبعه، او لعبارة اوضح هو- « سيدي ، اربط الأحزمة رجاءًا.» المضيفة أخبرته، تخرجه من سرحانه ويتخبط بشكل لطيف محاولًا ايجاد الحزام.



المضيفة اعطته ابتسامة واسعة النطاق قبل أن تعود ادراجها، وهو عبس لِمَ لم تخبر جاره بشأن حزامه كذلك؛ وقد حصل على جوابه حين كان لوهان يتمسك بحزامه مغقلًا عينيه كما لو ان حياته تعتمد على ذلك وجبينه انتصب عرقًا بالفعل.



بيشنغ امسك الورقة التي اعطاه لوهان بين يديه بحرص ، يقرأ الرقم مرارًا وتكرارًا يتأكد أن لم ينسى اضافة الخانات كاملة الى هاتفه ويخزن الرقم كـ ' طائرة ملونة، لوهان'


« آآآه.. انا هنا لأجل التبادل الطلابي، لكن لأكون صريحًا؛ قريبي المفضل يعاني الأحلام السيئة مؤخرًا "

لوهان تمتم، يحصل على حقيبته الزرقاء ويشكر العامل المسؤول، لم افكر بأمر الدراسة حين قدمت هنا. اكمل بمرح.


الشابان تبادلا اطراف الحديث، ومجددًا لاي فكر كم ان شعر لوهان الملون جاذب للأنظار « والداي صبغاه أثناء نومي! » لو هان تذمر! يشعر بالحرج ويخدش شعره بأصابعه ولا يزال يبتسم.


يجعل من الآخر يتساءل متى ستتعب وجنتيه.


« أراك لاحقاً! »


أخيرًا لوهان ودعه، يصيح بينما يهرول اسفل المطر الخفيف ويعانق أشقر الشعر الذي ترجل من السيارة، قرييه المفضل! ، بيشنغ قرر.



الشاب الصيني حدق في الفراغ، منتظرًا اتصال المسؤول عن بعثته! هو لم يكن واثقًا كم انتظر وشعر بالكسل والارهاق لتفقد ساعته، او ليلحظ الفتاة في الزي الموحد والتي تتجه نحوه


" أتحتاج مساعدة ؟ "

لقد حاولت پأقصى ما تستطيع لتتحدث بوضوح وطريقة مفهومة، الشاب رمش مرتين للغة الجديدة يحتاج عقله لوقت أطول كي يحلل الأحرف القليلة.


" اوه !! .. ا انتظر(؟) "

" اعلم، انت هنا منذ ثلاث ساعات! ألديك مشكلة؟ "


هي بدت ودودة للغاية وانتظرت الشاب كي يجمع كلماته الكورية القليلة ويصنع جملة،


بيشنغ كان يجب ان يحصل على مكالمة من المسؤول عنه في الجامعة لحظة وصوله، وشعر بالحزن كونه لم يقبل دعوة لوهان في السابق.


الفتاة اقترحت تفقد الشبكة في هاتفه اولًا وانتابتها رغبة في البكاء والضحك حين الهاتف لا زال في وضع الطيران!


ابتسامة واسعة اظهرت غمازتيه حين انهالت الرسائل عليه بلا انقطاع.



لم ينتظر بلا فائدة في النهاية!



رائحة القهوة الداكنة غزت حساسات بيشنغ الشمية بالإضافة الى الكعك المحروق والعرق الخام، الصالة كانت في حالة يرثى لها وهو كان شاردًا اكثر من ان ينتبه إلى اي كلمة تفوه بها السيد تشوي، الموظف المسؤول عن الطلبة من الجنسيات الأخرى..


" لو .. هان (؟) "

بيشنغ دمدم بغير تأكيد ، يتفقد المكان للشعر الملون .



" ليس هنا! لديه أقرباء وسيمكث معهم. "

السيد تشوي اخبره، يشعر بالتعب من الشاب الصيني عديم التركيز، لو لم يصر لوهان انه تحدث الي بيشنغ! كان سيقع بمشكلة فظيعة. فقط تفقد هاتفك ارجوك,تذمر.



تنهد بعمق ومسح وجهه بارهاق.




الضياع. بيشنغ بكل الحواسه التي لم تعد تعمل، شعر بذلك. احتاج القليل من الترفيه والرائحة النقية، الفوضى العارمة جلبت له الصداع وهدمت عزائم اطرافه فدخل في سبات عقيم.



« يا رجل استرخِ! »

وي فان طالب صيني مع جينات كندية كان قد احب حقيقة وجود شخصٍ يتحدث لغته! ، بدون ان يشعر كان قد ازعج زائر الأمس في وقت قصير.


وباستثناء رائحة الطعام العفن والملابس الملقاة في كل صوب وناحية او الصوت القارع للأذن .. بيشنغ اعتقد ان بامكانه الاسترخاء لو توقف الشاب صاحب القلادة الفضية والشعر الأشقر عن الحديث لبرهة.


هو اغمض عينيه وشيئًا فشيئًا كان يغوص في اعماق الاريكة الطرية، وحين كاد يستريح أخيرًا!


" يا لك من مهمل! "


" هذه وقاحة، أتعلم؟ "


بيشنغ وجد نفسه يستمع إلى صوتٍ جديد و الرائحة اصبحت اشد حين اينغ-جين احرق بعض البيض في المطبخ المشترك.


" انت تفكرين بـ يا للفوضى! أليس كذلك؟! انتِ فقط ألطف من قولـ-"

" يا للفوضى! "

" يا للملل.. "



الشاب ذو الشعر المجعد قلّب عينيه وارتمى بجانب الصيني الشارد ، يخرج اصواتًا مستمتعه ' ووهوو! ' ويتصرف كما لو كان منزله « مساء الخير! » اعطاه تحية صبيانية !


« انا £¶∆£¶¥ ! ماذا قلت اسمك؟ »

« بيشنغ، يي بيـ-»

« سؤناديك لاي! انه سلس ويليق بك! انت راقص صحيح؟ »


" لا تجبه! انه مجرد محتال.. "

الفتاة قاطعت افكار الشاب، وبيشنغ نظر اليها باهتمام. هي بدت كطالبة ثانوية وهو فكر الى اي حد هي ذكية لتدخل الجامعه بهذا العمر؟!


« إذًا لاي.. عما تدور احلامك في العادة؟ »

بيشنغ اجبر نفسه ليفكر، لا يحب هذا الرجل بشكلٍ خاص! الفتاة كانت قصة أخرى؛ فبينما يجلس الغريب مرتديًا -كاجوال- انيق قاتم، مقطعًا ساقيه وراميًا كلتا يديه خلف الأريكة براحة تامة


وفي الجهة الأخرى .. هي كانت ترتدي ملابس نومٍ قططية بيضاء وفيروزية اللون، شعرها الأسود الطويل بدا ثخينًا حين رفعته كذيل الفرس ... والشيء الوحيد الذي ميزها كان وقفتها الانيقة والرائحة الزكية !


هو لم يكن متأكد ان كان قد رآها من قبل ولكن .. بدت كشيء مألوف أكثر مما يجب ، كفلم قد شاهده سابقًا ولا يتذكر اسمه.


وحين الغريب سألها بدراماتكية فائضة لِمَ لا تجلس؟، جوابها ترك المسكين في حيرة ..


" ألا توجد شرطة للأحلام؟ ، اعتقد انك ترتكب جريمة هنا! "

" ارجوكِ تي! بالطبع توجد! ولا انصحك بالعبث معها. "








« مخبز حلوى، مقهى ، لافتة عليها بيشنغ، اشارة ضوئية، محل ملابس، لافتة زرقاء ... »


بيشنغ شعر بالملل أخيرًا، هو بصدق حاول كي لا يتوه مجددًا مع حسه المعدوم للاتجاهات، هو صرخ تقريباً بكل ما رآه ؛ باحثًا عن 'العلامة الواضحة' التي قال مدرب الرقص سيحملها لأجله!


وحين استسلم أخيرًا، وضاع تقريبًا، وي فان أقله للمقهى الصغير قرب الجامعه، هو ما يزال يحتاج الى بطاقته الجامعية للدخول.


« اتصل بي ان احتجت شيئًا، حسنًا؟ »

هو تأكد من تخزين رقمه تحت اسم ' كريس ' وكرر الاسم على مسامع الشاب المسالم !



الشاب الصيني حدق في هاتفه مطولًا، يأخذ ثلاث خطوات داخل المقهى ويفكر ماذا قد يطبع لمدرب الرقص


لم اجد المكان(١)

اظن انني تائه (٢)

انا في المقهى القريب من الجامعة (٣)


" ما هو طلبك؟ "

بيشنغ ترك هاتفه على عجل والتفلت بحيرة ناحية العامل خلف المنضدة، ولم يعرف ماذا يفعل بالضبط.


" قهوة / شوكولاه ساخنة / كبتشينو / مشروب بارد "


العامل اخبره باسماء المشروبات الاكثر مبيعا ، يرفع اصبعًا مع كل خيار والآخر فقط أشار نحو الخنصر .. في كل مرة


" تتناوله هنا ام في الخارج ؟ "


" كوب ورقي ام فخار ؟ "


" عادي ام مزين ؟ "


ابتسامة عريضة مجبره كانت تكبر على وجنتيه وحركة عصبية رفّت بحاجبه الأيمن كلما اشار بيشنغ نحو آخر إصبع مجددًا ومجددًا ..


" أنت أصم؟ ، نعم ام لا ؟ "


" مخبول ؟ "


« ... »


" توقعت هذا ! الحساب... "


بيشنغ لم يكن متأكدًا حين سأله عن لون الكوب الذي يريده وما الاسم الذي يكتبه عليه، بدون وعي التقط اول واحدٍ في طريقه ، شارد أكثر من ان ينتبه، وحين قال « بيشنغ » صرخ به العامل بكيف يفترض به كتابة اسم صيني ؟! بينما لا يعرف الاحرف حتى!


" لاي.. "

" جيد! "


حين هو حصل على كوبه ، كان اصفر اللون مزينًا باسمه المكتوب بالوردي اللامع وبشكل بارز ..


بغض النظر عن كونه يشعر بالصداع لكل الكلام الجديد على مسامعه، هو استمتع حقًا برؤية الفتاة تخلط المشروبات باحتافية! المنظر كان كجزء من فيلم رآه من قبل ! ولم تسعفه الذاكرة لاسترجاع اسمه بعد. انيقة للغاية وسلس كالحرير!


بطريقة او بأخرى بيشنغ وجد نفسه ينتظر لثلاث ساعات قبل ان يتذكر تقفد هاتفه من جديد وسعق بقوة حين لم يكن قد ارسل رسالته حتى.


مع ثلاث مكالمات فائته ورسالتان هو قرر ان من الأفضل الإتصال سريعًا والاعتذار !


" تحتاج مساعدة ؟ "


الفتاة التي اعدت عصيره سألت، تحصل لنفسها على المقد الفارغ امامه ؛ كما لو تعلم اجابته مسبقًا.


لم تكن ترتدي المئزر الأرجواني او القبعة البرتقالية ، وكانت ترتدب نظارات سميكة ككعب كوبه لم تكن تضعها من قبل!


« لاي شيشي ؟ »


صوتها اخرجه من شروده القصير وابعد عينيه عن وجهها المشرق، بطريقة ما تذكره بشخص ما ... آه! من فلم ما! ، فكر بيشنغ.


« بيشنغ!! »


" اوه! .. اعتقد بأني اخطأت.. لا يبدو كأنك تحتاج شيئًا. "


نهضت وهو ارتبك


« نادي الرقص! اين اجد نادي الرقص؟! لا اعرفاحدًا هنا بعد وكل شيء بالكورية و.... »


استرسل بتذمرات كثيرة، يشعر بالاحباط لفهمه المحدود للغة ونسيانه المستمر للامور المهمة ومن زملاء سكنه ومن سنه التي بدأت تؤلمه!


" على مهل! انا ... اممم لا اجيد الصينية حسنًا! "


تحدثت بهمل وهو عبس أكثر، ماذا سيستفيد الآن؟


" بالمناسبة، أتعرف لوهان؟ "

وجهه اشرق لوهلة ولمحة من الأمل والمواساة اكتسحت أطرافه


" نائم الطائرة الملون! "


"يا لك من مضحك، لا اعلم بشأن الطائرة ولكن افهم جزء الملون!، جاء صباحًا وقال انه لربما شخص أحمق ، طويل القامة بشعر اشعث ولديه غمازات عميقة قد يمر هنا .. خذ "


بيشنغ لم يفهم كل ما قالته وميز 'احمق' ، تناول الورقة المطوية من يدها بحذر شديد



الفتاة عرضت المساعده وبيشنغ لم يستطع سوا ان يكون محرجا حين رآى مدرب الرقص المغتاظ مع اللافته الكبيرة وقد خُطّ عليها بيشتغ بخط عريض!


قد يكون رآها هذا الصباح!




« في صف الرقص،


تيمين هو الافضل في عمرك حاليًا!


حاول التقرب منه. »


مدرب الرقص اخبره


«؟»

2018/04/20 · 343 مشاهدة · 1502 كلمة
Kimalaajj
نادي الروايات - 2024