ورغم أنه لم يتعرّف إلى كريستيان إيفانوفيتش إلا منذ مدة قصيرة جداً، فهو لم يزره إلا مرة واحدة خلال الأسبوع الماضي من أجل أمور مختلفة بسيطة، فإنه يرى الطبيب، كما يقولون، يشبه الكاهن من حيث أنه من الغباء أن يخفي عنه المرء شيئًا، ثم إن من واجب الطبيب أن يعرف مرضاه جيداً . . .
"هل أحسنت التصرف؟"، تساءل بطلنا وهو ينزل من عربته أمام منزل من أربعة طوابق في شارع ليتانيا.
——————
"هل أحسنت التصرف، هل يليق بي أن أتصرف مثل هذا التصرف؟ هل هو تصرف مناسب؟ وما المانع؟" كان يقول لنفسه وهو يصعد السلَّم ملتقطاً أنفاسه من حين إلى أخر، محاولاً أن لا يجهد قلبه الذي عادة مايخفق بقوة وسرعة كلما صعد سلَّماً غير سلَّم منزله.
"ما المانع؟ لقد جئت من أجل مصالحي . . . ليس هذا جرماً . . . وإنه لمن الغباء أن أخفي عنه الأمر.
سأتصرّف بالطريقة التالية: سأتظاهر بأنني لم أجئ لسبب محدّد، وأني أزوره لأني كنت مارّاً بالقرب منه صدفة . . . وعليه هو أن يخمّن ما ينبغي أن يخمّنه".
يتبع….