21 - أنا مستقيم يا هذا.

ولا أسعى إلى الحط من الذين قد يكونون أسمى مكانه منك ومني . . . عفواً، يا كريستيان إيفانوفيتش، فأنا أتحدّث عنهم وعني، لا عنك أنت.

أنا لا أحب الكلام المبطن الذي يحتمل معنيَين اثنين، وأكره الوشاية والنميمة.

————————

لست ألبس القناع في حياتي اليومية مع الناس، لا ألبسه إلا في حفلات التقنُّع. أريد أن أسألك في الأخير، يا كريستيان إيفانوفيتش، كيف تنتقم من عدوك، من عدوك اللدود، من عدوك الذي تعتبرة أشد أعدائك؟ ختم السيد غوليادكين وهو ينظر إلى كريستيان إيفانوفيتش نظرة متحدية.

كان السيد غوليادكين قد نطق بكل ما قالة بوضوح وقناعة، وهو يزن كلماته وينتقيها كي يكون لها الوقع الذي الذي أراده.

ورغم ذلك، أخذ يرمق كريستيان إيفانوفيتش بقلق، بقلق كبير.

وينتظر جوابه خائفاً نافد الصبر تماماً.

فيا لشدّة دهشته وحيرته وهو يرى كريستيان إيفانوفيتش وقد اكتفى بغمغمة غير مفهومة، ويقترب بكرسيه الوثير من المائدة، ويقول له بلهجة جافة لا تخلو من أدب رغم ذلك إن وقته ثمين، وأنه لم يفهم كلامه جيداً، وأنه مع ذلك مستعد لمساعدته قدر المستطاع.

ولكنه يرفض أن يتدخل في ما لا يعنيه.

ثم أمسك بريشة وورقة ثناها لتأخذ شكل الأوراق التي تكتب عليها الوصفات الطبية، وأعلن أنه سيصف له الدواء المناسب.

يتبع…

2025/06/22 · 8 مشاهدة · 191 كلمة
Hajar
نادي الروايات - 2025