وعند مدخل العمارة، استنشق الهواء النقي، وأحس كأنما أطلق سراحه، وأن يكاد يعتقد أنه أسعد إنسان على وجه الأرض.
وهمَّ أن يتوجّه صوب مكتبه، لكنه سرعان ما سمع قرقعة عربته، فرفع عينَيه نحو مصدر الصوت، وتذكر كل شيء.
كان بتروكشا قد سارع إلى فتح باب العربة.
وغمر شعور غريب السيد غوليادكين في تلك اللحظة.
————————
وأحس كأنه يحمرّ فجأه، وأن قلبه ينبض.
في اللحظة التي كان أقدم على أن يضع رجله على درج العربة استدار فجأة ورفع بصره صوب نافذة كريستيان إيفانوفيتش.
لقد صدق حدسه: كان كريستيان إيفانوفيتش واقفاً خلف نافذته يداعب لحيته بيده، ويتطلّع إلى بطلنا بفضول.
______________
«إنه طبيب غبي»، قال السيد غوليادكين في نفسه وهو يصعد إلى العربة، «غبي إلى أقصى حدّ. قد يحسن علاج مرضاه، ولكنه رغم ذلك غبي كحطبة».
جلس السيد غوليادكين في العربة، فصاح بتروكشا: «هيا».
وانطلقت العربة نحو شارع نيفسكي.
يتبع….