وتوقف، مرة أخرى عند متجر لبيع أقمشة للسيدات.
وبعد أن ساوم، الحياة هناك أيضاً، على أشياء كثيرة، وعد بأن يعود، وسجّل عنوان المتجر.
وحين طلب منه البائع عربوناً، وعده بالعربون في الوقت المناسب.
ثم طاف على متاجرأخرى مختلف، وكان حيثما حلّ يسأل عن أثمان بعض الأشياء، ويطيل المساومة أحياناً، ثم يغادر المتجر ولا يلبث أن يعود إليه مرة أخرى، بل قد يعود إليه مرة ثالثة – باختصار، كان في نشاط غير معتاد.
•_________________•
ترك سوق غوستيني دفور وتوجّهصوب متجر كبير لبيع الأثاث، وهناك اشترى أثاثاً لست حجرات، وأبدى إعجابه بدولاب نسوي آخر موضه، وأكّد للبائع أنه سيبعث بمن يحمل إليه المقتنيات، وخرج مرة أخرى بعد أن وعد بدفع العربون.
وكرّر الشيء نفسه في متاجر اخرى.
باختصار، إنه لم يتوقف عن إزعاج نفسه.
لكن يبدو أن السيد غوليادكين، مع ذلك، ملّ في النهاية ما كان يقوم به، بل إنه أحس فجأة خلال إحدى زياراته التي لا يعلم عنها شيئاً إلا الرب وحده، بالندم وبتأنيب الضمير.
———————
وصار غير مستعد تماماً لأن يوافق على ملاقاة أندريه فيليبوفيتش أو كريستيان إيفانوفيتش مثلاً.
دقّت الساعة الرسمية تشير إلى الساعة الثالثة بعد الزوال.
حين عاد السيد غوليادكين إلى مكانه في العربة، لم يكن يحمل معه من مقتنيات الصباح إلا قفازين وزجاجة عطر اشتراها بروبل ونصف.
وبما أن متسعاً من الوقت كان لا يزال أمامه، فإن السيد غوليادكين توقّف عند مطعم مشهور في شارع نيفسكي لا يعرفه إلا من خلال ما يحكى عنه، ونزل من العربة وأسرع بالدخول كي يأكل أكلة خفيفة، يستريح بعدها ويقتل قليلًا من الوقت.
يتبع…