34 - اللقاء المزعج.

بعد أن أكل ما يأكله شخص مدعو إلى عشاء دسم، أي بعد أن اختار أكلة خفيفة جداً كي يسكت الجوع، كما يقال، وشرب كأساً من الفودكا، قبع في أحد المقاعد الوثيرة، واستغرق في قراءة إحدى الجرائد الوطنية الهزيلة(١).

قرأ سطرين أو ثلاثة، ثم وقف وأخذ ينظر إلى نفسه في المرأة، ويرتّب شعره ولباسه؛ ثم أقترب من النافذة ينظر إن كانت عربته لا تزال حيث تركها . . .

ثم عاد إلى الجلوس وقراءة الجريدة.

كان واضحاً تماماً أن بطلنا قلق مضطرب.

بعد أن نظر إلى الساعة فرأى أنها لم تتجاوز الثالثة وربع، وأن وقتاً طويلاً من الانتظار لا يزال أمامه، قال في نفسه إنه لمن الوقاحة أن يحتلَّ مقعدا في المطعم طوال هذا الوقت، وطلب فنجاناً من الشكولاتة رغم أنه لم يكن راغباً فيه في تلك اللحظة على الإطلاق.

****************

شرب الشوكلاتة ولاحظَ أن الساعة تقدّمت قليلاً، فنهض كي يذهب لدفع الحساب.

وفجأة وضع أحدهم يده على كتفه.

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^*

التفت فوجد نفسه أمام الزميلَين اللذين كان قد التقى بهما صباحاً في شارع ليتانيا، وهما شابان صغيران في السن وفي المرتبة الإدارية، لا تجمعهما ببطلنا لا صداقة ولا عداوة.

وإذا كان كلا الطرفين يحرصان على قواعد اللياقة المسلّم بها، فإن العلاقة بينهما تقف عند هذا الحد، ولا يمكن تتجاوزه.

———————

بدا واضحاً أن لقاء في مثل تلك اللحظة قد أزعج السيد غوليادكين أيّما إزعاج، فقطّب جبينه وبدا عليه شيء من الحرج.

- ماذا تفعل يا ياكوف بتروفيتش، ماذا تفعل هنا؟ يا لها من . . .

__________________

(١): يقصد، من دون شك، جريدة نَحلة الشمال التي كان يسخر منها الشباب المثقف أنذاك.

يتبع…

2025/07/09 · 5 مشاهدة · 252 كلمة
Hajar
نادي الروايات - 2025