كما يقال في أوساط الناس الطيبين، لماذا لا يحق لي أن أتصرّف من دون كلفة(١) (Sans facon)؟ أبن يقل دبّنا أن كل شيء سيكون من دون كلفة (٢)، فكيف لا يحق لي ذلك أنا أيضاً».
هكذا كان السيد غوليادكين يحدّث نفسه؛ والحال أن أضطرابه لم يكن يزداد إلا تأجّجاً.
كان واضحاً أنه يستعد لشيء ما يقلقة أشد القلق إذ كان يحدّث نفسه، ويلوّح بيده اليمنى، ولا يتوقف عن النظر من خلال نوافذ عربته، إلى درجة أن من يراه على تلك الحال لا يمكن أن يعتقد أنه ذاهب إلى حفل عشاء مع جماعة من العائلة.
————————
من دون كلفة (٣) كما يقال في أوساط الناس الطيبين.
حين وصل السيد غوليادكين إلى جسر إسماعيلوفسكي، أشار نحو عمارة.
فدخلت العربة مقرقعة، ثم توقفت أمام سلَّم الجناح الأيمن من المبنى.
لمح السيد غوليادكين وجه امرأة خلف نافذة الطابق الثاني، فبعث لها بقبلة على راحة يده.
والواقع أنه لم يكن يعي، هو نفسه، ماذا يفعل، لأنه، في تلك اللحظة، لم يكن حيّاً ولا ميتاً.
نزل من العربة شاحباً متردداً، وأخذ يصعد أدراج المدخل وقد نزع قبعته وانشغل بتعديل ثيابه بحركة آلية، ثم بدأ يصعد السلَّم وقد أخذت ركبتاه تصكان.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^*
- هل أولسوفي إيفانوفيتش موجود في البيت؟ سأل الخادم الذي فتح الباب.
- إنه في البيت، ياسيدي، أقصد ليس في البيت، ليس في البيت.
—————————————————
(١): بالفرنسية في النص الأصلي.
(٢): بالفرنسية في النص الأصلي.
(٣): بالفرنسية في النص الأصلي.
يتبع…