ألقى نهار الخريفي العكر حائل اللون على السيد غوليادكين نظرة عدوانية مصحوبة بتكشيرة عابسة من خلال نافذة غرفته الكئيبة ،فتأكد أنه ليس في عالم الرؤى والأحلام ،وأنما في العاصمة سان بطرسبورغ ،في شارع الدكاكين الستة،في شقته المؤجرة بالطابق الثالث من عمارة كبيرة.
حين أدرك السيد غوليادكين هذه الحقيقة عاد إلى أغماض عينيه بوهن ،وكأنه يأسف على تبدد حلمه الليلي ، ويرغب في ان يسترجعة ولو للحظة قصيرة.
لكنه سرعان ما قفز مغادرًا سريره بعد أن اهتدى إلى تلك الفكرة التي حامت حولها أفكاره ،والتي بقيت ألى تلك اللحظة مشوشة مبعثرة.
فهرع نحو مرأة صغيرة مستديرة فوق المنضدة.
رغم أن الوجه المربد ذي العينين المثقلتين بالنعاس ،والصلعة الزاحفة ،لا يتميز بأي شيء خاص ،ولا يثير أنتباه أحد ،فأن صاحبه بدا راضياً عنه كل الرضا.
(يا للفظاعة)همس السيد غوليادكين ،ماذا لو كان ماحدث ما يكدر صفو هذا الصباح ،لو كان حدث ما يزعجني ،كأن اجد على وجهي دملاً ما مثلًا ،او ان يقع أي شيء اخر مزعج . . . من يدري؟ فكل شيء ممكن ،حسناً، الى الأن لم يحدث أي شيء ، ما زال كل شيء على ما يرام حتى الأن .
يتبع…