بدا السيد غوليادكين سعيداً لأن كل شيء على ما يرام .
أعاد المرأة ألى مكانها ، وهرع نحو النافذة رغم أنه كان حافي القدمين ولا يرتدي ألا ملابس النوم المعتادة .
فأخذ يبحث بعينيه عن شيء ما في فناء العمارة الذي تطل عليه نافذة منزله بأهتمام كبير.
ويبدو أنه فرح بما رآه فأخذ يبتسم وجلاً .
ثم أخذ يقترب من الخوان على اطراف اصابعه ، بعد أن ألقى نظرة على ما وراء الستار حيث ينام خادمه بتروكشا فلم يجده.
ملاحظة (كانت الأمكانات المادية محدودة أنذاك لا تسمح للموظفين المتوسطين باكتراء شقق ذات غرفتين أو اكثر ، فيكتفي من لديه خادم بأن يسكن معه في نفس الشقة )
فتح احد جوارير الخوان ، وأخذ يبحث داخله إلى أن وقعت يده على محفظة خضراء باليه تحت كومة أوراق صفراء وسخة .
فتح المحفظة بحذر ، وألقى على ما فيها نظرة مشغوفة.
قد تكون كومة الأوراق النقدية الخضراء، والرمادية،والزرقاء،والحمراء، وغيرها مما أشتملت عليه المحفظة ، قد خصت السيد غوليادكين بنظرة مرحبة لطيفة ، نظرة جعلته يبدو مشرق الوجه حين وضعها أمامه فوق الخوان وهو يفرك يديه معبراً عن سعادته الكبرى.
يتبع…