4 - ومرارة الدنيا لمن عقلاَ

بدا السيد غوليادكين سعيداً لأن كل شيء على ما يرام .

أعاد المرأة ألى مكانها ، وهرع نحو النافذة رغم أنه كان حافي القدمين ولا يرتدي ألا ملابس النوم المعتادة .

فأخذ يبحث بعينيه عن شيء ما في فناء العمارة الذي تطل عليه نافذة منزله بأهتمام كبير.

ويبدو أنه فرح بما رآه فأخذ يبتسم وجلاً .

ثم أخذ يقترب من الخوان على اطراف اصابعه ، بعد أن ألقى نظرة على ما وراء الستار حيث ينام خادمه بتروكشا فلم يجده.

ملاحظة (كانت الأمكانات المادية محدودة أنذاك لا تسمح للموظفين المتوسطين باكتراء شقق ذات غرفتين أو اكثر ، فيكتفي من لديه خادم بأن يسكن معه في نفس الشقة )

فتح احد جوارير الخوان ، وأخذ يبحث داخله إلى أن وقعت يده على محفظة خضراء باليه تحت كومة أوراق صفراء وسخة .

فتح المحفظة بحذر ، وألقى على ما فيها نظرة مشغوفة.

قد تكون كومة الأوراق النقدية الخضراء، والرمادية،والزرقاء،والحمراء، وغيرها مما أشتملت عليه المحفظة ، قد خصت السيد غوليادكين بنظرة مرحبة لطيفة ، نظرة جعلته يبدو مشرق الوجه حين وضعها أمامه فوق الخوان وهو يفرك يديه معبراً عن سعادته الكبرى.

يتبع…

2025/06/08 · 2 مشاهدة · 178 كلمة
Hajar
نادي الروايات - 2025