عمد السيد غوليادكين إلى إنزال زجاج نافذتَي العربة، رغم أن الجو كان رطباً محمّلاً بالغيوم، وأخذ يتأمل الرائحين والمغادرين يميناً وشمالاً بإمعان، ويصطنع الوقار ما أن تقع عيناه على شخص ما ينظر صوبه.

عندما وصل إلى ملتقى شارع ليتانيا وشارع نفسكي تملكه إحساس مزعج فأخذ يرتعد، ويتحرك نحو القعد الأشد ظلمه في العربة مسرعاً خائفاً, مقطباً وجهه، كأن أحداً داس على دمل في قدمه بعنف.

وذلك لأنه كان قد رأى شابَّين موظفَين من زملائه في الأدارة التي يعمل فيها.

بدا للسيد غوليادكين أن الشابَّين قد اندهشا دهشة شديدة من التقائهما بزميلهما في مثل تلك العربة؛ بل ذهب أحدهما حد أن أشار نحو السيد غوليادكين ببنانه.

وظنَّ السيد غوليادكين أنه سمع أحدهما وهو يناديه باسمه بأعلى صوته، وهو سلوك غير لائق في الشارع طبعاً.

التزم بطلنا مكانه في اقصى العربة ولم يجب.

"يالهما من صبيَّين"، قال في نفسه، "ما العجيب في أن أركب عربه؟ ألا يحق لأي شخص أن يركب عربة حين يحتاج إلى ركوب عربة؟ يا لهما من وغدين! إنني اعرفهما جيداً، أعرف أنهما مجرد متسكعين لا يستحقان ألا الجَلد.

إنهما لا يقومان بشيء حين يقبضان راتبهما غير التسكع حيث لا يدري أحد، إنهما لا يصلحان لأي شيء غير ذلك.

أستطيع أن ألومهما على ما يفعلان، لكن ما الفائدة؟ ثم إن . . . "، لم ينهِ السيد غوليادكين كلامه وتجمَّد في مكانه مندهشاً دهشة شديدة.

2025/06/11 · 6 مشاهدة · 216 كلمة
Hajar
نادي الروايات - 2025