الفصل الثالث : - محاولة اغتيال .
بين جدران قصر الإمبراطور الباردة .
يقبع الإمبراطور في فراش الموت , هذه الشائعات المتداولة في العاصمة الإمبراطورية .
بدأ بعض الناس بالفوضى في العاصمة , بسبب ما حدث للإمبراطور .
من يجرؤ على تسميم الإمبراطور؟ لكن السؤال هنا من فعل ذلك للإمبراطور؟ .
رغم غضبهم الشديد , تمكن السعادة في داخل قلوبهم .
لقد كان الإمبراطور معروف بطبيعته السادية .
لدرجة أن هناك حزب مؤيد للأمير رونالد , ويرغب بصعوده للعرش .
لكن هناك شيئا يجري في داخل القصر الإمبراطوري , ولم يعلمه عامة الشعب .
هل الأمير رونالد المختبئ في الظلام , سيكون امبراطوراً رائعا ؟
كل من يصعد العرش , تعميه الرغبة الشديدة , لمصلحة نفسه .
' لقد كنت دائما الضحية لهذه المؤمرات التي يخضعها الإمبراطور كلاوديا , لقد كانت الخطئية التي ارتكبتها في حياتي السابقة هو حبي لإمبراطور مثله . '
' ما الذي جعلني أكرس نفسي وحياتي لأجله ؟ '
" سيدتي , أهناك شيئا ما يضايقك ؟ "
تحدثت خادمة , بينما على ملامح وجهها القلق .
لأول مرة ترى سيدتها , ليسيا فيكتور ابنة الأرشيدوق فيكتور, شاردة الذهن , بينما تنظر لنفسها في المرأة .
ابتسمت ليسيا برفق , بينما تنظر لجمال اطلالتها , بفستانها الأصفر والفضفاض, بينما شعرها الفضي منسدل على كتفيها .
" انتهيت من تسريح شعرك آنستي . "
" اشكرك ليديا , ماذا سأفعل بدونك . "
تحدثت ليسيا بلطف , بينما تنظر لليديا من انعكاس المرآة .
لاحظت ليسيا لدقائق الشحوب و التوتر في وجه ليديا .
تذكرت ليسيا كم كانت ليديا خادمة مخلصة في حياتها السابقة .
لقد قامت بالتضحية بنفسها لأجلها , بعدما ظهرت فضيحة قتل الإمبراطورة الأرملة .
في حياتي السابقة , كان الإمبراطور كلاوديا يحاول التخلص مني بطرقه الجشعة .
وفي النهاية , لقد مت ميتة قاسية في الزنزانة الباردة .
" سيدتي ..."
" ليديا - ما الذي ترغبين بقوله ؟ "
" لماذا عدتي شاردة هكذا من الحفل الإمبراطوري ؟ "
عند التفكير في هذا الأمر , الحفل الإمبراطوري الذي يقام في بداية كل عام , في حياتي السابقة كان هناك من يحاول قتل الإمبراطور من خلال سم قاتل , يستخلص كنوع من نبات سام في أحد الغابات .
' من الصعب ايجاده ,ربما هنالك يد عليا في هذا , لم استطع اكتشاف من حاول قتل الإمبراطور في حياتي السابقة . '
' لكن الشيء الذي جعلني مندهشة أكثر , الإمبراطور كلاوديا في هذه الحياة لقد تم تسميمه ! '
' ما الذي يحدث بحق الججيم ؟ '
" سيدتي ! "
استيقظت ليسيا من تفكيرها , بينما تنظر بدهشة لليديا .
" سيدتي - هل انتِ بخير حقا ؟ "
" انا بخير , لا تقلقي . "
بدأت تخطط ليسيا , لتخبر عائلتها بعدم رغبتها بالزواج من الإمبراطور .
لكنها تعلم كم يرغب والدها الأرشيدوق فيكتور بأن تكون بجانب الإمبراطور , لم تعد ترغب بإعادة حياتها المأساوية مرة اخرى .
--------------- - -- -- -- -- -- -- - - -
بين جدران القصر الإمبراطوري , دخل رئيس الخدم كايدن , الى غرفة الإمبراطور .
كان الإمبراطور مستلقي على السرير , واثر التعب واضح على وجهه , ولم يستيقظ الى الآن .
لم يأتي احد لزيارته بعد الحادثة في الحفل , بينما الأمبراطورة الأرملة ذهبت تاركه خلفها الإمبراطور .
كان يهتم كايدن بالإمبراطور لأيام , بينما تضعف نبضات القلب كلاوديا كل يوم عن يوم .
ازاح كايدن الستاير عن النوافذ , بينما يدخل ضوء الشمس ناحية الغرفة .
سمع كايدن للحظة صوت آنينا , التفت لينظر ناحية السرير , كان كلاوديا يتمتم بشيئا ما .
اقترب كايدن الى السرير , بينما عيناه تنظر لوجه الإمبراطور , كان ممتلئاً بالعرق و يتمتم بالترهات .
هذا ما اعتقده كايدن لوهلة , لكنه سمع في اللحظة التالية .
" أ..أبي ..أبي ! "
توسعت عينا كايدن , لم يصدق ما يسمعه !
فجأة نهض كلاوديا من السرير بقوة , بينما يصرخ .
" أبي !! "
تراجع كايدن للخلف قليلا بدهشة .
تنفس كلاوديا الصعداء , بينما رؤيته بدأت تشد وضوحا , يشعر بملمس السرير الناعم , وتلك الغرفة الفاخرة التي لم يعتاد عليها قبلاً .
'ما هذا ؟ ما الذي يحدث لي ؟'
اعتقد كلاوديا أو كيم وو سوك , انه يعيش حلماً وسيزول بسرعة .
ولكن ذلك الحلم اصبح طويلاً غير العادة .
" جلالتك! أأنت بخير؟ "
التفت كلاوديا , نحو صاحب الصوت .
منذ ان دخلت صورة ذلك الشخص الواقف أمامه , داخل عينيه اصيب بدهشة .
' ك - كايدن ! '
لقد تعرف كلاوديا على شخصية كايدن رئيس الخدم , كان احدى الشخصيات التي قرأها في احدى الروايات سابقاً .
' هذا - هذا غير معقول ! '
كان كايدن الشخص المخلص الوحيد للإمبراطور , في تلك الرواية التي قام بقرأتها .
كان كيم وو سوك , يقضي معظم وقته في حياته السابقة , بقراءة رواياته المفضلة , عندما يصبح غير منشغلاً , اثر الملل الذي ينتابه .
تلك الرواية كانت اسمها " الوردة السوداء . "
رغم انه قرأ تلك الرواية أكثر من مرة , ولكنه يشعر بأنه نسيها تماماً , غير أن الألم الذي في جسده الآن , يشعره بأن روحه سدزهق .
لاحظ كايدن بعدم اجابة كلاوديا له , كما لو انه يبدو لا يرغب بالحديث .
" جلالتك - سأجهز لك حماماً . "
بعد اختفاء كايدن عن الغرفة , بدأ يفكر كلاوديا ان كان يعيش حقاً داخل الرواية .
ان كان هذا صحيحا , هناك شيء بحد ذاته يتذكره كلاوديا .
سيقوم الأخ الأصغر للإمبراطوركلادويا بقتله !
شعر كيم وو سوك بالغرابة , اراد انهاء حياته بسلام , ولم يرغب بالعيش , ولكنه يريد العيش الآن !
ضغط كلاوديا على السرير الناعم , وتمكن من النهوض . ثم نظرعلى المرآة في الحائط ورأى ...
ايدي ناعمة , اذرع ممتلئة بالقوة , وجه وسيم ذو شعر اسود , وجسد يمتلك طول رفيع .
لم يعد يعلم كيم وو سوك , ان كان هذا هو حقا !
" جلالتك ! "
التفت كلاوديا نحو كايدن , الذي خرج من حيث لا مكان .
بينما علامات البرود , واضحه على وجه كلاوديا .
" هل أنت بخير ؟ هل أساعدك على المشي ؟ "
كان كلاوديا يتأرجح في المشي بصعوبة , وربما لاحظ كايدن ذلك .
ظهرت بعض من علامات الحزن , على عيني رئيس الخدم كايدن .
تنهد كلاوديا بعد رؤيته لذلك , اصبح منهمكاً لدرجة انه لا يرغب سوى النوم .
التفت كلاوديا بعيدا عن كايدن , متجهاً ناحية السرير .
" آهه جلالتك ! لقد جهزت لك الحمام سيساعدك على تخفيف الإرهاق الذي لديك . "
بدأ يتعجب كايدن , لماذا لم يتحدث كلاوديا عن شيئاً منذ أن استيقظ .
في تصوره في عقله , بعد ان يستيقظ كلاوديا , سيأمر كالمجنون بإمساك من قام بتسميمه .
لكنه يبدو هادئاً جداً ورزيناً , ويمتلك هالة من برود شديد .
"إذاً - جلالتك ان لم ترغب هل اجهز لك طاولة الطعام ؟ "
اثناء ذلك عند ذكر الطعام اصدرت معدة كلاوديا صوتاً .
شعر كلاوديا بالإنزعاج قليلا , بينما يخفي وجهه قليلا عن كايدن .
' اه ... كم هذا مزعج! '
ابتسم كايدن بينما يصدر ضحكة خفيفة .
" اذا سأذهب . "
بعد خروج كايدن من الغرفة , جلس كلاوديا على السرير , بينما عقله مشتتاً .
بدأ يفكر كلاوديا بأن تكون العلاقة الأخوية اقوى بينه وبين الأمير رونالد , ربما هذا سيساعده على تغيير تفكير اخيه نحوه , ولكن ان كان رونالد يكن له الحقد فكيف له ان يقترب منه ؟
على اي حال , ان اراد رونالد قتله حقا , فلن يتردد كيم وو سوك بقتله , لن يجعل احد يعترض الطريق الذي سيصنعه .
لكن , أين كان الخطأ في البداية لجعله يرغب بقتل الإمبراطور ؟ أهو بسبب العرش ؟
لا يعتقد كلاوديا ان السبب هو الحصول على العرش , و الا لما حاول تسميمه حتى موت ؟
' هذا ... لا يهم على اي حال .'
يبدو كما لو كان يرغب بتعذيب الامبراطور , حتى في موته .
يتذكر كيم وو سوك , كيف وصفت الرواية شخصية الإمبراطور السادية و الدموية .
الإمبراطور كلاوديا لن يتردد في قتل احد حتى أخيه في سبيل مصلحة نفسه .
' يبدو ... ان هذا ليس سيئا .'
----- - -- --------------------------------
بين زوايا القصر الإمبراطوري , توجد غرفة الإمبراطورة الأرملة , يمكن سماع بعض اصوات الضجيج , و تكسير بعض الزجاج خارجاً من تلك الغرفة .
" اللعنة , سحقا لماذا لم يمت بعد ! "
صرخت الإمبراطورة الأرملة , بينما تحمل قطعة فخار , وتقوم برميه على الأرض , و قطع صغيرة تتبعثر على الأرض .
بينما خدمات الإمبراطورة الأرملة , امتلئت قلوبهم بالرعب , بسبب حالة هياج الإمبراطورة الأرملة .
رغم كون الخادمات خارج الغرفة .
" اسمع - اخبره ان الخطة فشلت فاليجد خطة اخرى . "
تحت نبرات الإمبراطورة الحادة , بينما تشير بيدها نحو شخص راكعاً على الأرض .
" أمرك جلالتك . "
وقف و سرعان ما أراد الخروج من الغرفة .
" بيرديك - اخبر الأمير إن لم يجد حلاً اخر قبل حلول مأدبة الخطوبة , في نهاية الأسبوع المقبل , سأتحرك بدوري ! "
" أمرك ! "
بعدما اجاب بيرديك , اخفى كرياح من غرفة الإمبراطورة الأرملة .
" إن تزوج بتلك المرأة سينتهي أمري ! و أمر ابني ! "
على اية حال , اعتقدت الإمبراطورة بأنه سيحضر الإمبراطور في مأدبة الخطوبة , ليخبر الناس كم هو بخير , بعد حادثة الحفل الإمبراطوري ! قبل ذلك يجب تدميره و استغلال تلك الفرصة .
------- - --- - - - - -- -- ------- --- -- - - -- -
في قصر الأرشيدوق فكتور ...
أمام طاولة طعام كبيرة , عليها انواع المأكولات الفاخرة , يجلس الأرشيدوق فكتور في مقدمة الطاولة , بجانبه على يساره ابنته ليسيا , و أمامها زوجة ابيها الأرشيدوقة ليزا , وبجانبها اخيها ادوارد فكتور , بينما يحدقون اليها بتساءل .
" أخبريني ما الأمر الذي ترغبين بقوله ؟ "
تحدث الأرشيدوق بابتسامة لطيفة على وجهه .
لدقائق عم الصمت , بينما كانت تحدق ليسيا في وجه والدها .
تحاول ليسيا ان تتذكر , متى كانت أخر مرة رأت فيه هذا الوجه , صاحب عينين مجعدة قليلا وابتسامة رائعة .
أمسك الأرشيدوق كف يد ابنته الصغيرة , بينما يتحدث .
" لا تخافي تحدثي ! "
تنفست ليسيا الصعداء .
" لا أرغب الزواج من الإمبراطور ! "
في تلك اللحظة , تغير الجو تماماً , اصبح كالجو الغائم .
" ماذا ؟ "
صرخوا مندهشين مما تفوهت به .
بعد كل شيء , تعلم ليسيا لماذا يتصرفون هكذا , فقد كانت نفسها القديمة مهووسة بالإمبراطور كلاوديا .
-- -- - - - -- - - - - - - - ----- -- - -- -- -
بينما يحاول كلاوديا امساك تلك الملعقة بيده , ترتجف وتسقط على الطاولة .
وأخيرا أمسك بالملقعة , بينما يغمس بها الحساء , وحينما ابتلع بعض الحساء , كان مراً قليلا عما كان يتخيله .
" أنا اسف جلالتك , أن لم يعجبك الحساء هذا من اجل صحتك ! "
تحدث كايدن الواقف بجانبه بتوتر , عطس كلاوديا فجأة .
مد كايدن يده حاملة بالمنديل المعطر , بينما يعطي كلاوديا استمر بالحديث , و ابتسامة على شفتيه .
" يبدو أن هناك من يتحدث عنك من وراء ظهرك . "
ابتسم كلاوديا على اثر حديث كايدن ، بينما يأخذ المنديل .
' كايدن , هذا مبتذل قيلاً . '
جعلت الإبتسامة لدى كلاوديا , تشعر كايدن بالدهشة , سرعان ما شعر بالحرج من نفسه .
لقد كان هذه أول مرة , يرى ابتسامة كلاوديا منذ ايام الطفولة !
_ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _ _ _ __ _ _ __ _ _
نهاية الفصل الثالث .