الفصل الرابع : - من تكون ؟ ( 1 )
" ما الذي اتى بي الى هنا ؟ "
في قاعة مكلية ذو تصميم ملكي , يجلس الإمبراطور على عرشه , بذلك الكرسي الواسع و الفاخر.
" كيف وصلت إلى هنا ؟ "
بينما احدى يدي الإمبراطور , تتلامس مقدمة رأسه , كما لو كان مصاباً بالصداع .
بينما في وسط القاعة , يتحدث أحد النبلاء بغضب شديد !
" جلالتك , كيف لهذه المرأة ان تحاول تسميمك ! "
بعد سماع ذلك , بدأت الأصوات في القاعة في العلو بتأيده , بينما يشير على تلك المرأة الساقطة على الأرض .
يبدو على جسدها أنواع من الندوب والجروح , كما لو تعرضت للضرب الشديد , و تهالك شفتيها و تشققها , و تلك العينين الذابلة التي تنظر للإمبراطور .
أمعن الإمبراطور كلاوديا النظر في تلك المرأة , التي تمتلك شعر اشقر طويل على كتيفها , وبعض منه متناثر على الأرض .
شعر بأنها مألوفة في مكان ما !
في اثناء ذلك , استمر كلاوديا تذكر ما الذي حصل حتى وصل الى هنا .
بينما كان يستمر الإمبراطور في شرب حساءه , كانت نظرات رئيس الخدم كايدن تحدق في وجه كلاوديا كما لو يرى تحفة فنية .
كان يشعر كلاوديا بذلك , امتلئت الرعشة في ارجاء جسده .
" جلالتك , هل لا زلت تفكر في الإمبراطور الراحل ؟ "
في تلك اللحظة , توقفت يد كلاوديا عن ملامسة الحساء , كما لو اصبح متجمداً .
عند التفكير في ذلك , والد كلاوديا الراحل الإمبراطور فرانسوا دي كلاري , كان اعظم امبراطور في تاريخ قارة امبراطورية لاستا فرانسا .
على الرغم من انجازاته الوثيقة على مر التاريخ , كان رجلاً ذو كبرياء شديد .
ولكن بعد أن أنجب ابنه الأول في فترة الحرب في شمال حدود القارة , لم يرى ابنه بينما كان رضيعاً ابداً .
بينما كانت والدة كلاوديا , تحت ذلك السرير تبتسم لذلك الصغير الذي في حضنها .
" سأسميه كلاوديا صغيري كلاوديا . "
بينما قطرات من الدموع تنزلق على وجنتها , وتلك الإبتسامة لا زالت عالقة في شفتيها .
" جلالتك ! "
استيقظ كلاوديا من تفكره , على اثر صوت رئيس الخدم كادين .
" أنا اسف جلالتك ان تفوهت بشيء احم- ."
اجاب كلاوديا قاطعاً حديث كادين , بينما يقف من على تلك الطاولة .
" كايدن - سأذهب للنوم . "
ظهرت تعبيرات غير مفهومة في وجه كايدن .
" هاه ؟ "
اصبح يفكر ان كان سبب ما تحدث به كايدن ازعج كلاوديا .
كان يعلم ان كلاوديا يكره والده اكثر من شيء اخر .
ولكن لا يزال يستمر المشهد في ذهنه , كما لو يحدث الآن .
كان يستمر كلاويا بمناداة والده في ذلك الوقت .
كما لو يشتاق اليه بشدة .
بينما التفت الى تلك الطاولة الطويلة , رأى فوق غطائها الأبيض ذلك المنديل الأحمر , واضعاً بجانب صحن الحساء .
لا يزال كما هو بعدما أخذه كلاوديا , بينما يتنهد بإبتسامة حزينة .
وتلك النوافذ الكبيرة , خلف رئيس الخدم كايدن , كانت تسطع الشمس على زجاجها , تعكس اطلالة جميلة , التفت ينظر اليها كايدن .
" ما الذي اصاب جلالته ؟ "
------ ----- - -- -- - ----- -- - ----- - - ----------
بينما كانت عيني ليسيا تحوم حول طاولة الطعام , تظهر تعابير القلق .
بينما بعض الأفكار تروادها .
' ماذا علي ان افعل ؟ '
' ماذا لو تم رفض ما قلته تواً ؟ '
بدأ جسدها بالإرتعاش , و تلك الشفاة التي تعضها بقوة , تتذكر شيئا لا ترغب بأن تتذكره على الإطلاق !
" أخبريني ايتها اللعينة ! من فعل هذا ! "
كانت اصوات صراخه تصل لأذنيها , بينما يمسك بذراعيها بشدة , وشرارة الغضب تخرج من عينيه .
"أنا - أنا - أخبرتك أنني حامل ! "
تحدثت ليسيا , بينما تخرج نبرات صوتها بإرتجاف شديد .
" هذا ليس ابني ! "
دفعها على الأرض بقوة , بينما دموعها تنزلق على خديها بحرقة شديدة .
" تقابلين الرجال من وراء ظهري , الا تخجلين من نفسك ! "
عند سماع ذلك , رفعت رأسها تنظر اليه بدهشة كبيرة .
" على الأقل احترمي منصبك كإمبراطورة ! "
" ولكن - انه - . "
نظر اليها بنظرات متلئها الاشمئزاز و كراهية , تتدفق من خلال عينيه .
هذا لم يجعلها قادرة على التحدث .
بينما الخوف يسيطر على جسدها , تشعر بأنه سيقتلها في اي لحظة !
" لا يهمني ما تحكينه من ورائي , لكنني لا اريد ان يؤثر على سمعتي أفهمتي ؟ "
بينما ينتظر اجابتها بفارغ صبر , فتحت فمها بالكاد , بينما شفتيها ترتجفان .
" أ - أجل . "
ذلك كان اسوأ يوم في حياتها !
كيف لذلك الإمبراطور ان لا يكون سعيدا بأن يصبح أبا ؟
فقط ذلك , لأنه يكره فكرة ان تنجب ليسيا له طفلاً .
" ليسيا أتسمعين ؟ "
رفعت ليسيا عينيها , من على الطاولة , بينما تنظر للأرشيدوقة ليزا .
بينما بدا وجه ليسيا شاحباً , كما لو رأت شبحاً .
" وجهك شاحباً يا أختي , هل انتِ بخير ؟ "
تحدث اخيها ادوارد , بينما بنظر بغرابة .
" ألم تسمعي ما قلته يا ليسيا ؟ "
التفت ليسيا نحو الأرشيدوق , الذي أمسك بيدها بتوتر .
" أ-أنا متعبة , سأذهب لغرفتي لأرتاح . "
وقفت ليسيا بسرعة من على الكرسي , بينما تدحرج كأس زجاج من النبيذ ذهبي اللون , اثر ارتطامها بالطاولة.
يمكن سماع صوت تكسير الزجاج على الأرض .
بينما أسرعت خادمة تنظف ملابس ليسيا , وتلتقط زجاج الذي على الأرض .
" احذري يا سيدتي . "
بينما تنظرليسيا الى النبيذ المتناثر على الأرض , و علامات الحزن واضحة في عينيها كوضوح الشمس .
شعر الإرشيدوق فكتور بشيء غريب يجول في خاطر ابنته , بينما القلق انتابه .
هل حدث لها شيء يجعلها فجأة لا ترغب بالزواج من الإمبراطور كلاوديا ؟
تعجب الأرشيدوق كانت تصر الى الأمس بأنها تريد أن تتزوج به !
-- -- -- --- - -- - - -- -- -- - - - - - - -- - -- -
تحت الغرفة ذو التصميم الملكي ...
يقف الإمبراطور كلاوديا , أمام مرأة على الحائط , بينما تظهر رأسه الى أخمص القدمين .
كان رئيس الخدم كايدن , يساعد الإمبراطور في اثناء اكتساءه , لملابسه الملكية .
بينما يظهر في تعابير كلاوديا البرود و الانزعاج الشديد .
' سحقا , ماذا افعل الآن ! كنت في نوم مريح على ذلك السرير . '
شعر كلاوديا انه منذ زمن لم ينم هكذا طيلة حياته .
" أخبرتك انني لا زلت متعب , ما رأيك ان تؤجل ذلك ! "
تحدث كلاوديا بإبتسامة مزعجة على شفتيه , بينما احدى حاجبيه ترتفع .
" جلالتك ! أأنت جاد ؟ لم أرك تؤجل أمراً مهما هكذا من قبل . "
تنهد كلاوديا لقد اعتقد منذ البداية انه لا مفر من ذلك !
" ما أسم تلك المرآة المتهمة بتسميمي ؟ "
" آآه , حسنا اعتقد انها فيكونتيسة كورنيليا , زوجة الفيكونت ريتشارد . "
' فيكونتسية كورنيليا ؟ الفيكونت ريتشارد ؟ '
أين سمعت تلك الأسماء من قبل ؟
" وأيضا , فيكونت ريتشارد من ابلغ عنها ! "
" هاه ؟ و هل هناك دليل قاطع على ذلك ؟ "
بعد سماع اجابة كلاوديا , نظر رئيس الخدم كايدن الى الإمبراطور من انعكاس المرأة .
" حسنا , يقال بأنه وجد سم نفس النوع السم الذي اصبت به في غرفتها جلالتك !"
شعر كلاوديا بالدهشة قليلا .
علاوة على ذلك , لماذا ابلغ عنها زوجها ؟ أليس أمراً غريباً كونه زوجها لن يدفعها لتواجه خطراً هكذا ؟ كما لو في الأمر خدعة ؟ لماذا بحق الجحيم سيوجد السم في مكان يسهل ايجاده ؟
' على اية حال , ليس الأمر المهم هنا , هناك سؤال راودني منذ دقائق.'
" كيف شفيت من السم القاتل ؟ هل تم حقني بترياق ؟ "
ابتسم كايدن ابتسامة خفيفة , بينما يستمر في حديثه .
" لقد كنت أنتظر هذا السؤال جلالتك . "
' ماذا ؟ ما الذي تعنيه؟ '
لاحظ كايدن تعبيرات الإمبراطور المتسائلة .
" حسنا , تقبل جسدك السم جلالتك ولم تحتاج إلى ترياق ! "
توسعت عينا كلاوديا او كيم وو سوك بدهشة تعلو وجهه .
" كيف ؟ ألم تقل أنه سم قاتل ؟ "
" أجل جلالتك , ولكن أعتقد الطبيب الملكي , انك قاومت هذا السم بسبب ارادتك للعيش . "
" أوه حقا ؟ "
' ارادة للعيش ؟ هراء ! '
التفت كلاوديا بعدما انهى رئيس الخدم كايدن ما كان يفعله .
" جلالتك , أنا سعيد لأنك بخير . "
ارتسمت ابتسامة على شفتي كلاوديا بعد سماعه ذلك , اتجه ناحية الباب بينما خلفه كايدن .
بينما فكرة تجول في عقل كايدن بعد خروجه من الغرفة .
' لقد ابتسم مرة أخرى . '
بينما شيئا يلمع ذو ضوء أحمر على المنضدة , جعلت غرفة الإمبراطور مشعة للحظة !
رفع الإمبراطور رأسه من على يده , بينما يستمر بتذمر .
" ماذا أفعل الآن ؟ "
بينما أحد النبلاء الذي لا يزال يستمر بصراخه في القاعة , و جميع من في القاعة يؤيده .
تبين انه الفيكونت ريتشارد .
يشير إليها بيده , وتلك عينين التي ينظر بها نحوها تملؤها الحقد والكراهية .
رفع الإمبراطور يده , ليصمت كل من في القاعة الملكية .
بدأ الإمبراطور كلاوديا بالحديث اخيرا .
" حسنا , هل لي أن أسأل لماذا فعلتي ذلك أيتها الفيكونتسية كورنيليا ؟ "
بينما تحاول الفيكونتسية رفع رأسها عن الأرض بصعوبة , تجلس على ركبتيها المتهالكة .
اصبحت تحدق الى عيني الإمبراطور كلاوديا , ببرود شديد يملئ عينيها الذابلة .
" كيف تجرؤين التحديق هكذا في وجه الإمبراطور ؟ "
تحدث الفيكونت ريتشارد , بينما يصفع مؤخرة رأس الفيكونتسية كورنيليا .
' فيكونتسية كورنيليا ! '
كيف غاب هذا عن تفكير كلاوديا !
لقد كانت سابقاً الكاهنة العظمى للكنيسة المقدسة , التي تكون تحت حكم العائلة المالكة , في قارة الإمبراطورية .
كانت ممن يتعاملون مع السحر .
علاوة على ذلك , تم ذكرها في الرواية بأنها تمتاز الذكاء رغم شخصيتها الضعيفة .
لقد تم الإيقاع بها في هذه المؤامرة .
وقف الإمبراطور من على ذلك الكرسي , سرعان ما ينزل من تلك الأدراج الصغيرة التي تجعله مرتفعاً , وصولاً نحو الفيكونتسية كورنيليا .
كان يعلم بوجود أعين تراقبه , تمثل أعين الأعداء الذين يريدون قتل الإمبراطور .
كان عليه أن يحاول تمثيل كونه ذلك الإمبراطور كلاوديا , المعروف بطغيانه و استبداده .
" اعترفي الانكار لن يفيد , بينما الإعتراف قد ينجي حياتك . "
بينما ابتسامة تشق وجهه كالمجنون , و تلك العينين الواسعة و المليئة بنية بالقتل .
كان ذلك لأجل سببان ...
الأول , الأ يدخل الشك في قلب الأعداء بوجود شيء مختلف عما يخططون له .
فهؤلاء يعلمون حق المعرفة طبيعة كلاوديا السادية .
و السبب الثاني هو ..
بينما جعل شفتيه قريبة من احدى اذني الفيكونتسية كورنيليا .
" ما رأيك أن تكذبين بأمر ما لأجلي ؟ "
تحت همسات كلاوديا التي تجعل رقبة الفيكونتسية تقشعر , كان الجو المحيط لا يزال صامتاً , بينما توسعت عيني كورنيليا على أواخرها , كما لو شعرت ان ما كانت تفكر به صحيح .
رفع كلاوديا رأسه عنها ببطء , بينما يحافظ على ثبات البرودة في وجهه , وتلك العينين التي ينظر بها اليها للأسفل , دون أن يرمش للحظة .
سحبت كوريلينا فجأة , ياقة قميص الإمبراطور , بينما اصبح وجه قريبا جداً منها .
شعر بالتوتر قليلا , و الذي بدأ يجول في داخله , بينما يتساءل .
' ما بها أقلت شيئا خاطئ ؟ ستفسد خطتي ! '
يعلم كلاوديا او كيم وو سوك , انه ليس ماهراً كثيراً في التمثيل .
" من تكون ؟ "
خرج صوت حاد من فم الفيكونتيسة .
في لحظة ظهرت تعابير حقيقية في وجه كلاوديا , تعابير ممزوجة و الدهشة الشديدة .
عينيه المفتوحتين تنظران داخلهما صورة الفيكونتيسة كورنيليا .
تعبيرات غاضبة وحادة تملئ وجهها .
" من أنت ؟ "
بينما كان السبب الثاني هو ألا يتم كشفه !
_ __ _ _ __ __ _ _ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ ___ _ __
نهاية الفصل الرابع .