الفصل الخامس :- من تكون ؟ ( 2 ) .
هذا حقا غير متوقع !
' كان من المفترض أن أكون أكثر حذراً . '
بينما جميع من في القاعة الملكية , يحدقون بما تفعله الفيكونتيسة للإمبراطور , معتقدين بأنها ترغب بإيذائه مما جعلهم يندفعون قليلا نحوهم .
رفع الإمبراطور كلاوديا يده يشير لإيقافهم , كما لو يخبرهم بأن كل شيء على ما يرام , يعلم كلاوديا جيداً مدى ادعاء من حوله وتلك الأكاذيب التي تصدر من أقوالهم وأفعالهم .
متى اصبح الإمبراطور مهتماً من قبل الناس ؟ مع ذلك , لا تزال قلوبهم تخشى منه لذا يستمرون بتملقهم أمامه .
ألم يتساءل أحد ما هي حقيقة الإمبراطور كلاوديا ؟ هذا صحيح كلاوديا لم يعد موجود في هذا العالم !
علاوة على ذلك , الفيكونت ريتشارد الذي يقف هناك متجمداً , رغم تلك الإبتسامة التي يحاول كبحها لا زالت واضحة , يشعر بأنه وصل لمراده والحقيقة التي يريدها .
لم يعلم الفيكونت ريتشارد بأنه سيسقط هو ومن معه الى بقاع الأرض قريباً , لن يدع كلاوديا أحدا يهرب أبدا .
فالعدالة الحقيقية في هذا العالم ستبدأ !
التفت الإمبراطور كلاوديا نحو الفيكونتيسة كورنيليا , بينما أرتسمت إبتسامة مثيرة للسخرية على شفتيه .
بدأت تعابير كورنيليا تملؤها التوتر والقلق .
' هل أخطأت بالحكم عليه ؟ '
هناك بعض الأسئلة الغامضة تدور في عقل كورنيليا .
" الفيكونتيسة كورنيليا , ألم تعاني في حياتك بالتمرد و الضرب الذي تتلقينه من زوجك ريتشارد ؟ "
بدأت بعض الدهشة واضحة في عيني كورنيليا .
يبدو أنها تتساءل , كيف له أن يعرف كلاوديا بذلك فهي لم تخبر أحدا خوفاً لفقدانها كرامتها في المجتمع النبيل .
لقد ذكرت الرواية , كم كانت الفيكونتسية كورنيليا تطوق للحرية .
ولكنها لاقت نهاية بائسة تحت تهمة لم تفعلها على الإطلاق , و قادتها نحو طاولة الإعدام .
و حدث ذلك في الساحة الإمبراطورية , لأخذ العظة والعبرة بين الناس .
أقترب الإمبراطور نحو اذن الكونتيسة , و أخذ يردد بعض الكلمات التي لطالما أرادت سماعها .
" سأعطيك الحرية التي تمنحك فعل ما ترغبين به , لكن قبل ذلك عليك فعل ما أقوله لك ! "
تركت الفيكونتيسة ياقة قميص الإمبراطور , بينما ترتجف يديها , وعينيها التي بدأتا بالتلألأ بالدموع .
أبتعد كلاوديا عنها محاطا بمسافة بينهما لسيت بالبعيدة , بينما تحدث ببرود .
" ضعوها في السجن ولن تشرب أو تأكل لمدة شهر حتى تعترف بجرائمها ! "
أصبح وجه فيكونت ريتشاد غائماً لدقائق بينما يفكر .
" أنا لم - لم اسمع جيداً ! "
كان يعتقد بأن كلاوديا سيأمر بإعدامها فوراً .
بعد انتهاء كلاوديا مما أرد قوله , غادر المكان الذي يقف فيه , كانت الفيكونتيسة لا زالت تشاهده بينما يمشي نحو باب القاعة .
بينما بعضاً من الحراس اتوا لأخذها أمرا من الإمبراطور .
توقف فجأة الإمبراطور في الوسط , بينما يشعر بصاعقة كالكهرباء تمر خلال رأسه , تأرجح بقدميه على الأرض قليلا .
بعض الأصوات الغريبة تخرج من اذنيه .
" ألا زلتي لم ترغبي بالتحدث ؟ "
كان هناك حديثاً موجهاً لإمرأة تمتلك شعراً فضيا و المنقع بالدماء في زنزانة , عينيها الذابلة و التي تملؤها حزن شديد لا يوصف .
" أنا لم أفعل شيئاً ... "
" سحقا لكِ ! "
أدار ظهره بعيداً عنها بينما بدأت بالصراخ والدموع التي تنهر بغزارة من وجنتيها و تستمر بالسقوط أرضاً .
" الخطيئة الوحيدة التي أرتكبتها هو حبي لك ! "
بينما استمر الإمبراطور في طريقه متجاهلاً مما تتفوه به , تستمر بالصراخ في ذلك الرواق الفارغ .
" لا تتركني ! جلاااالتك ! "
رفع الإمبراطور كلاوديا رأسه و بعض من الدموع في عينيه ! بينما كان من حوله يصرخون .
" جلالتك ! "
" ماذا ! هل هو ..؟ "
" هل أنت بخير جلالتك ؟ "
رئيس الخدم كايدن الذي اتى مسرعاً يمسك بذراع كلاوديا بعدما تعثر , رغم كونه كان واقفا بجانب باب القاعة ينتظر مجيئ كلاوديا ويأمر بفتح الباب .
كانت عيني كايدن لا تصدق ما تراه ! ذلك الإمبراطور الذي لم يذرف دمعة واحدة منذ صغره !
تحدث كلاوديا بغضب بينما يغطي عينيه بيده .
" لا داعي لكل هذه الجلبة ! "
بينما يبتعد عنهم ويستمر بالمشي بصحبة رئيس الخدم كايدن .
استمرت تحدق الفيكونتيسة كورنيليا بعينيها المنخفضة قليلاً اثناء خروج كلاوديا .
' تلك الهالة الحمراء التي تخرج من أنحاء جسده أزدادت اكثر عندما تعثر في ذلك الوقت . '
الغريب في الأمر , أن لون تلك الهالة حمراء مما جعل الفيكونتيسة تندهش برؤيتها , لم ترى من هذه الهالة في تاريخ الإمبراطورية .
" هل هذا حقا الإمبراطور كلاوديا الذي يقال عن مدى طغيانه و فساده ؟ "
لو كان هذا صحيحاً لكانت الهالة التي ستنبعث منه مختلفة .
--------- - -- - ------------- -- -- - -- -- - -----
في الرواق , استمر كلاوديا في المشي لدرجة أنه وجد نفسه فجأة في الحديقة الإمبراطورية .
لم يكن يسمع ما كان يقوله كايدن الذي كاد أن يكون ميتاً من القلق .
' ما الذي يجري ؟ من تلك المرأة بحق الجحيم ؟ '
الكثير من الأسئلة تدور في عقله .
' لم أشعر بنفسي عندما ذرفت تلك الدموع , شعرت للحظة بمشاعر مؤلمة تتدفق . '
" هاه ؟ "
التفت ينظر أمامه , كانت الإمبراطورة الأرملة تجلس على كرسي واسع طويل ذو لون أبيض موضوعاً في الحديقة , و تلك المظلة التي تغطي بظلها ذلك الكرسي .
التفتت تحدق الإمبراطورة الأرملة بعينيها في كلاوديا .
مرت دقائق من الصمت .
وقفت الإمبراطورة الأرملة و السعادة تشرق في وجهها والإبتسامة الدافئة .
" اوه كلاوديا ! اقصد جلالتك ! "
ارتجف جسد كلاوديا , بينما ينظر للخلف اتجاه كايدن , وبعض من الشرارات تخرج من عينيه .
ابتعدت عينا كايدن بعيدا ينظر في الإتجاه الأخر .
' لماذا هو غاضب ؟ كنت أحاول اخباره ولكن لم يستمع لي . '
أمسكت الإمبراطورة الأرملة ذراع كلاوديا واجلسته بجانبها .
" لقد كنت قلقة حقاً عندما سمعت أن احداً ما قام بتسميمك . "
الإمبراطور الأرملة لا أتذكرها جيداً في الرواية , ولكن شعوري يخبرني أن ابتعد عنها .
" أوه , أيضا أسفه انني قمت بصفعك أخر مرة , يبدو انه كان هناك سوء فهم . "
" إنتِ دائماً و لا زلتي لا فهميني على الإطلاق ! "
' ماذا ؟ اين ظهر ذلك الصوت . '
التفت كلاوديا ينظر يميناً ويساراً بينما كان وجه الإمبراطورة فارغاً , تتساءل ما به كهذا ؟
" أرى أنك هادئاً منذ أن جلست , هل كل شيء بخير ؟ "
لقد كان هذا صوتي بالتأكيد ألم يسمعه أحدا ؟
" أجل أنا بخير , أترغبين بقول شيء ما قبل أن أغادر ؟ "
" اوه , لا بإمكانك الذهاب . "
تحدثت الإمبراطورة الأرملة بقليل من الدهشة.
' أهناك خطب ما به ؟ '
وقف كلاوديا من على ذلك الكرسي يعود أدراجه بينما تبعه كايدن .
--- -- - - - - - - - --- - -- - - - -- - - - -- - - -
دخل كلاوديا في تلك الغرفة الفاخرة , التي عادتاً ما يعمل فيها الإمبراطور قبل أن يختفي من هذا العالم , جلس على ذلك الكرسي المرتفع و المريح .
وتلك الرياح الخفيفة التي تخرج من النافذة خلفه , جعلت شعركلاوديا الأسود يرفرف , بينما كان منشغلاً بالكتابة على الورق , و قلم الفرشاة التي لم يعتاد عليها .
"جلالتك . "
تحدث كايدن الذي يقف أمام المكتب الواسع المليئ بالأوراق , والكتب المصطفة جانباً .
" ماذا ؟ ألا تراني مشغولاً ؟ "
رفع كلاوديا رأسه , تفاجئ قليلا بقرب كايدن من وجهه .
" ما الذي تفعله جلالتك ؟ "
أرتفعت احدا حاجبي الإمبراطور كلاوديا .
" يبدو أنني كنت متساهلاَ معك في الأونة الأخيرة ! "
تراجع كايدن بتوتر للخلف قليلاً بينما ينحني واضعاً يده على صدره .
" اعتذر جلالتك كنت - كنت فقط أرغب بأن تأخذ استراحة قليلاً . "
استمر كايدن بالتلعثم في حديثه , بينما يتذكر ما حدث في القاعة الملكية .
أعتقدَ أن كلاوديا ربما يبدو متعب بسبب قلة نومه , بينما تنهد كلاوديا .
" لا عليك كايدن , خذ فقط هذه الرسالة الى الفيكونتيسة كورنيليا وأخبرها بأن تستعجل في اتخاذ قرارها . "
أخذ كايدن تلك الرسالة , بينما ينظر إليها , لم يكن عليها شعار الإمبراطورية , أدرك بأن محتواها شيء لا يجب على أحد معرفته , بينما ابتسم ابتسامة براقة .
" حسناً , جلالتك ."
كان وجه كايدن مشرقاً و ساطعاً , بينما يخرج من الغرفة , جعل ملامح كلاوديا فارغة .
' ما به مؤخراً بحق الجحيم ؟ '
_ _ _ _ _ _ __ _ _ __ ______ _____ ____ ______ ___
نهاية الفصل الخامس .