داخل الغرفة الهادئة و المظلمة قليلاً ، كانت نار الشمعة الصغيرة بجانب السرير هي مصدر الدفئ الوحيد بينما تتراقص الظلال حولها

على السرير بجانبها ، كان شابٌ يافعٌ جالساً متربعاً على السرير بينما يغلق عينيه دون أن يطلق صوتاً واحداً ، مقروناً ببشرته الشاحبة و جسده العضلي نسبياً ، كانت صورةً هادئةً و مريحة

لكن تقرر أن تتغير هذه الصورة عندما فتح الشاب عينيه فجأة بينما لمعت قليلاً

" المستوى الثاني من نواة الزو... "

كان هذا شين نو ، لقد اخترق لتوه بعد أن تناول الحبة التي أعطاها له جولدن شوي

" الآن ، يبدو أن لدي وقت فراغٍ قبل المهمة التالية... "

تمتم شين نو و نظر نحو باب غرفته ، بعد بعض التفكير ، أمسك بعبائةٍ كانت على السرير و خرج من غرفته متوجهاً إلى مكتب جولدن شوي

داخل المكتب ، كان جولدن شوي يناقش بعض المسائل مع رجلٍ أسمر قليلاً مع ندبةٍ مميزةٍ على وجهه ، كان ثاندر ، الشخص الذي جلب شين نو إلى هذا المكان

عندها ، سمع الأثنان صوت طرق الباب ، تحدث جولدن شوي

" تفضل "

فتح شين نو الباب بينما كان يرتدي عبائةً تغطي جسده بأكمله ، لكنه ترك وجهه يظهر حالياً

نظر إلى ثاندر و أومأ له قليلاً ثم ألتفت إلى جولدن شوي

أبتسم جولدن شوي عندما عرف انه شين نو و تحدث

" تهانينا على اختراقك ، لقد أستغرقت 6 ساعاتٍ فقط للأختراق بأستخدام الحبوب "

اومأ شين نو و تحدث

" أريد أن أخرج للتجول قليلاً في المدينة "

عندما سمع جولدن شوي طلب شين نو ، تقلصت أبتسامته و ضيق عينيه قليلاً و قال

" تتجول؟ هل يمكنك أن تكون أكثر تحديداً؟ ، مثلاً أين بالضبط و ماذا ستفعل؟ "

هز شين نو رأسه بلا مبالاة و قال

" ليس لدي فكرة ، أنا جديدٌ على المدينة و لم أرها جيداً ، أردت فقط رؤيتها و التعرف على نوع المكان الذي انا احاول العمل فيه "

حدق جولدن شوي لبعض الوقت في شين نو ثم أبتسم فجأة و ضرب الطاولة أمامه بيده

" أنت محق! ، لم نري المجند الجديد مدينتنا بعد ، كيف نسيت شيئاً مهماً كهذا؟ "

أدار رأسه لثاندر و أمر

" أجمع الأخوة ، أخبرهم أن نلتقي في المكان المعهود لكي نرحب بالمجند الجديد "

أومأ ثاندر برأسه و ذهب لتنفيذ الأمر مباشرةً

لم يكلف جولدن شوي نفسه عناء الأنتظار و وقف بينما أشار لشين نو

" أتبعني "

لم يتغير تعبير شين نو و تبع جولدن شوي بصمت

سار الأثنان إلى خارج المبنى بعد ان أرتدى جولدن شوي عباءةً تخفي جسده بالكامل

لم يتوقف الأثنان و واصلا السير عبر الأنفاق تحت الأرض ، و بعد السير لنصف ساعة ، وصل الأثنان إلى سلمٍ يقود إلى الأعلى

لم يفكر شين نو كثيراً بينما أتبع جولدن شوي و صعد للأعلى ، لكنه في نفسه قد حفظ هذا الطريق بالفعل في حال أحتاجه لاحقاً

صعد شين نو بعد جولدن شوي و أستقبله ظلام الغرفة الهادئة

" هذه واحدةٌ من غرف نزلٍ قديم ، طريقٌ خاصٌ بالثوار لا يعرفه الكثير منهم حتى "

تحدث جولدن شوي بينما فتح باب الغرفة ليستقبله منظر صالة نزلٍ قديمةٍ و مهجورة

لم يتحدث جولدن شوي أكثر و خرج من النزل بينما أتبع شين نو

فور وصول شين نو إلى الشارع ، نظر حوله و لاحظ أن الكثير من الأشخاص لازالوا يتمشون حتى هذه الساعة المتأخرة

في الواقع أغلب المتاجر مفتوحةٌ و الأنوار تزين المدينة بأكملها بينما صوت الناس يطغو على هدوء الليل

حتى أن هناك الكثير من الأطفال كانوا لايزالون يركضون هنا و هناك بينما يلعبون و يتردد صدى ضحكاتهم في كل مكان

كان منظراً رغم بساطته إلا أنه دافئٌ و جميلٌ حقاً

أبتسم جولدن شوي عندما رأى شين نو يحدق حوله بينما يسير الأثنان

بعد السير لبضعة الدقائق و الألتفاف في بضعة أزقة ، وصل الأثنان إلى حانةٍ قديمةٍ و عادية

" هذا هو المكان "

سار جولدن شوي نحو الحانة و تبعه شين نو بهدوء ، و فور ما فتح جولدن شوي باب الحانة ، أستقبلهم الصراخ و الضحك من الداخل بجنون

" لقد مضى زمنٌ أيها الرئيس! "

" أخيراً تذكرت ان لديك بعض الأخوة هنا!! "

" هاهاهاها ، اليوم ستكون جميع المشروبات على حسابك! "

" لابد أن ذلك الفتى خلفك هو الجديد! ، تعال يا فتى ، دعني أرى من ماذا انت مصنوع! "

" هاي أنت! ، ألا تخجل من أن تتنمر على الفتى الجديد هكذا! "

" لا لحظة! ، هذا ليس قصدي- "

" هاهاهاهاهاهاهاها.... "

حقاً ، كان المكان مفعماً بالحيوية و النشاط ، كان الجميع يضحك و يبتسم بينما يستقبلون جولدن شوي

وضع شين نو أبتسامةً ترحيبيةً على وجهه و أستقبل أي شخصٍ تحدث معه بكل لباقة

بعد بضعة دقائق ، هدأ الجميع و نظروا لجولدن شوي الجالس بجانب شين نو

" أحم-أحم "

" دعونا اليوم نرحب بأجدد أخٍ لدينا ، لقد أثبت نفسه و أنجح مهمةً بطريقةٍ أفضل حتى من المطلوب! ، أرجو من الجميع الأعتناء به كما سيعتني هو بالجميع! "

" و الآن نحن نقترب خطوةً واحدةً أقرب إلى هدفنا! "

" فالنشرب نخب المجند الجديد!! "

" نخب المجند الجديد!! "

انفجر الجميع و شربوا و بدأوا بالحديث و الدردشة مع بعض

لاحظ شين نو كل هذا بصمتٍ بينما كان يفكر في أمورٍ مختلفة

" لا تقلق ، لن تصل آذان الأمبراطورية إلى هنا ، لذلك نحن نصرخ و نستمتع بأسترخاء "

تحدث صوتٌ صلبٌ قليلاً بجانب شين نو ، كان ثاندر ، جلس لتوه عندما وقف جولدن شوي للتحدث مع بعض الأشخاص

نظر شين نو إليه ثم نظر إلى جولدن شوي ، تحدث بعد بضعة ثواني بصوتٍ محايد

" يبدو أن الجميع يحترم جولدن شوي كثيراً و يحبونه "

نظر ثاندر إلى جولدن شوي بعيونٍ تأملية قليلاً ثم هز رأسه و تحدث ببطئ

" كان جولدن شوي عضواً في جيش الأمبراطورية ، في الواقع كان حتى ذو مكانةٍ عاليةٍ جداً... "

" لكنه رفض جميع السياسات الخارجية ، و في نفس الوقت رفض الأضرار بالشعب ، كان يملك قلباً وطنياً حقاً "

" لكنه بالطبع لم يكن غبياً ليظهر هذا في العلن ، كان يساعد في السر من يستطيع مساعدته ، بعض الأوامر المضرة كان يوقفها بنفسه و يغطي عليها ، لذلك أستطاع أن يبقى في منصبه العالي و في نفس الوقت يساعد شعبه قدر أستطاعته "

" إلى أن حدث ذلك الحادث... "

رفع شين نو حاجبه

" حادث؟ "

أومأ ثاندر برأسه و لاحظ أن جولدن شوي قد خرج بالفعل من الحانة لمقابلة بعض الأشخاص الآخرين ، لذلك تحدث بهدوءٍ قدر الإمكان

" كان جولدن شوي يملك زوجةً و أبنةً واحدة ، كانت زوجته جميلةً و طبيةً حقاً ، كانت دائماً تسير في الطرقات و توزع الطعام لمن يحتاج ، تساعد بعض الجدات الوحيدات في أعمال المنزل ، تشتري الملابس للأطفال اليتامى "

كانت أعين ثاندر تضيء عندما يذكر زوجة جولدن شوي ، كمل لو أنها واحدةٌ من الذكريات الجميلة القليلة لديه ، لكن هذا الضوء قد أختفى بعدها ببضعة ثواني

" لقد ورثت ابنة جولدن شوي جمال أمها و طيبتها ، و في أحد الأيام عندما كان عمر الأبنة قد وصل إلى 18 سنة ، لاحظها أحد أبناء المسؤولين الكبار في الأمبراطورية... "

صمت ثاندر لبعضة ثواني ، ثم أخذ نفساً عميقاً لتهدئة اعصابه و أكمل

" بحث ذلك الأبن عن معلومات أبنة جولدن شوي ، و بعد أن عرف خلفيتها ، جعل والده يسحب بعض الخيوط لكي يرسل جولدن شوي في مهمةٍ إلى الحدود "

" رغم أن جولدن شوي أستغرب من المهمة إلا أنه لم يفكر كثيراً و ذهب لتنفيذها....و عندها.... "

أستطاع شين نو رؤية الأوردة تظهر على يدي ثاندر و الغضب المكبوت داخل عينيه ، في الواقع أستطاع شين نو بالفعل تخيل بقية القصة

" قام ذلك الأبن الليعن....بأستغلال الفرصة و قبض على أبنة جولدن شوي و زوجته....و.....أغتصبهما... "

بقي شين نو صامتاً بينما هدئ ثاندر أعصابه ببطئ ، تنهد قليلاً و تابع

" عندما أنتهى من فعلته ، قتل الزوجة و الأبنة و جعل الأمر كما لو أنه تم عن طريق بعض القتلة من الأمبراطوريتن المجاورتين "

" بعد أن عاد جولدن شوي و رأى ماذا حدث....أنفجر عالمه بأكمله "

" لم يصدق أنهم كانوا قاتلةً أستهدفوا عائلته خصيصاً ، لم تفعل عائلته شيئاً سيئاً و لم يكن منصبه عالياً بما فيه الكفاية لجذب القتلة نحوه "

" لذلك بحث و بحث بالسر إلى أن أستطاع إيجاد الشخص الذي قدم المعلومات عنه إلى ابن المسؤول... "

" بعد تعذيبه ، أستطاع معرفة القصة بأكملها و فهم الأمر...لكن هذا جعل الغضب الذي داخل قلبه يصل إلى حد الجنون... "

" لكنه لم يهاجم ابن المسؤول ، لم يهاجم الأمبراطورية ، لم يهاجم أي أحد ، و لم يفعل أي شيء ، لقد زيف وفاته و أختفى لينشئ منظمة الثوار التي تراها اليوم ، أتعرف لماذا؟ "

نظر شين نو إلى ثاندر بهدوء

" لأن زوجته تركت وصيةً قبل موتها ، يبدو أنها كتبتها منذ زمنٍ طويل و أخفتها في منزلهم جيداً ، ربما كانت تتوقع شيئاً كهذا ، أو ربما كتبتها تحسباً بسبب عمل زوجها الخطير "

" كان مضمون الوصية بسيطاً و موجزاً ، إذا متُ بسبب العمر قبلك ، فلا تحزن علي كثيراً أرجوك ، و إذا متُ مقتولةً بالقتلة ، فلا تجعل الأنتقام يعميك و يدمر حياتك أرجوك ، و إذا....متُ بسبب الأمبراطورية... "

" فأرجوك أجعل هذه الأمبراطورية مكاناً مناسباً لتعيش فيه أبنتنا... "

" على الأغلب لم تتوقع أن تموت أبنتها معها عندما كتبت هذه الوصية ، لكن جولدن شوي يريد تنفيذها ، يريد أن يجعل هذه الأمبراطورية مكاناً مناسباً للعيش "

" لا يريد رؤية أحداً يعاني كما عانى هو و عائلته ، لا يريد رؤية اليتامى في الشوارع ، و الجوع في المنازل ، يريد أن يقود هذا الشعب ، يقوده للأمل... "

" لذلك وضع على نفسه مسؤوليةً ضخمة ، لقد قرر قيادة هذا الشعب و أن يجلب لهم الأمل ، لقد بنى منظمة الثوار خطوةً بخطوة حتى الآن ، و انقذ الكثير من الحيوات "

" أنه فقط ، لم يعد يكترث لنفسه ، لقد وضع بالفعل هذا الشعب بأكمله أمامه ، و قرر أن يكون مصباحهم للخروج من الظلام إلى النور "

ثم ألتفت ثاندر إلى شين نو و نظر في عينيه

" هذا هو السبب الذي يجعلنا جميعاً نحترم جولدن شوي ، شخصٌ كهذا ، أنه يستحق أن نموت من أجله و نحن موقنون أنه لن يجعل موتنا يذهب هبائاً "

نظر شين نو إلى عيني ثاندر دون أي تقلباتٍ في عينيه ، ثم أبتسم قليلاً و قال

" حقاً ، يبدو أن جولدن شوي حقاً شخصٌ رائع "

حدق ثاندر قليلاً في شين نو قبل أن يسمع أحداً يناديه في طاولةٍ أخرى ، غادر الطاولة ليبقى شين نو وحيداً

تأمل شين نو قليلاً بشأن المعلومات التي حصل عليها الآن و وقف ليغادر الحانة

في الخارج ، وجد جولدن شوي يقف وحيداً في الزقاق بعبائته التي تغطيه بينما ينظر إلى الناس و الأطفال في الشارع

سار شين نو و وقف بجانبه بصمت

لم يتحدث أيٌ من الأثنين و حدقا في الشارع المضيء و المبهج لبعضة دقائق

ثم أخيراً كسر جولدن شوي الصمت و تحدث

" شين نو ، أتريد أن تسمع حكاية؟ "

رفع شين نو حاجبه و قال

" حكاية؟ "

أومأ جولدن شوي قليلاً بينما كان لايزال ينظر إلى الشارع و قال

" أنها حكايةٌ شعبية هنا في مدينة الشعب ، في الواقع أنها منتشرةٌ في أمبراطورية روتاتورا بأكملها تقريباً لكن مصدرها كان مدينة الشعب "

اومأ شين نو قليلاً و قال

" ما أسمها؟ "

أبتسم جولدن شوي و قال

" قصة الملك و العالم مع المجنون "

__________________________________

أحم ، أسف على السحبة لكن مثل ما تعلمون مشغول

ممكن ارجع بعد شهرين تقريباً ، أسف لكن حقاً مشغول

لكن بالطبع ما ناسي الرواية و أأكد أنني مهما طولت راح ارجع اكيد

و شكراً على الدعم 🖤

تحققوا من أجدد رواية نزلتها ، مجرد فصلين أعلان للرواية راح ابدي تنزيلها ايضاً بعد شهرين تقريباً ، أسمها ( الأرث الملعون )

2022/08/18 · 225 مشاهدة · 1909 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024