40 - مرور سنة و الأنطلاق للحدود

بدأ تدريب الفرقة الرابعة أخيراً ، نزل الجنود إلى الحفر و أنخرطوا في القتال مع وحوش الزو ، بالطبع تم تركهم مصابين في كل مكانٍ في أجسامهم بعد القتال ، لكن ما حير الجنود هو أن الوحوش دائماً كانت تقف قبل أن تسدد ضربةً قاتلة ، لا يستطيعون معرفة ماذا فعل شين نو ليتفق مع قائد هذه الوحوش ليفعلوا هذا من أجلهم

كان الجنود يقاتلون حتى يسقطون من الجروح ، ثم يفركون مراهم علاجية ألقاها لهم شين نو حتى يعودوا للقتال مباشرةً ، أستمروا بالقتال مع الوحوش ، و كلما أزداد الوقت الذي قاتل فيه الجنود ، بدأوا يستعملون أي جزءٍ في جسمهم لضرب الوحش ، حتى عندما يصيبهم الوحش يتجاهلون الأصابة و يستمرون في القتال

كانوا يتحولون شيءً فشيء نحو مجموعة وحوشٍ برية ، لم يعطهم شين نو راحة ، حتى بينما كانوا يقاتلون الوحش الذي أمامهم ، كان شين نو يلقي النفط الأسود الحار عليهم من حينٍ لآخر ، و حتى أنه بدأ بأرسال المزيد من الوحوش إلى الحفر! ، الآن كل جندي يواجه وحشي زو!

بعد عشرة أيامٍ من هذا التدريب ، أخيراً استطاع أحد الجنود قتل أحد الوحشين الذين معه في الحفرة ، و تبعه المزيد و المزيد من الجنود في هذا الإنجاز بمرور الأيام ، لكن شين نو أستمر في أرسال المزيد و المزيد من وحوش الزو إليهم ، عندما يقتلون واحد سيرسل واحداً آخر بكل بساطة

حتى أنه تركهم يأكلون لحوم الوحوش التي يقتلونها فقط ، ممنوعٌ أكل شيءٍ آخر

و بعد مرور شهرٍ على هذه الحالة ، فاجأهم شين نو بشيءٍ جديد ، لن يوقف الوحوش الآن! ، هذا يعني أن الوحوش ستقاتل حتى الموت و لن تقف عندما تصل للأماكن الحيوية! ، هذا يعني أنه من الممكن أن تموت خلال هذا التدريب حقاً

لكن الجنود تقبلوا الأمر ببساطة و أستقبلوا الوحوش القادمة إليهم بنية قتلٍ تصل للسماء! ، لقد كان يتم حرقهم و ضربهم و عضهم و تقشير جلدهم ، لكن كل هذا زاد من وحشيتهم و زيادت إرادتهم للحياة

بينما كان الجنود يمرون بهذا التدريب الجهنمي ، لم يكن حال القادة الثمانية أفضل بكثيرٍ منهم ، خصص شين نو لهم مهمةٍ واحدة ، قتل أربعة وحوش زو همجية! ، كان هذا جنوناً! ، صحيحٌ أن شين نو و آزار قتلا وحشي زو همجيان ، لكن كان ذلك بسبب عدة عوامل ساعدت منها تشتت الوحش بآزار و خبرة شين نو

لكن وحش الزو الهمجي يبقى قوةً لا يستهان بها ، و شين نو طلب من القادة قتل أربعةً منهم!! ، و المشكلة أنه أعطاهم شهرين ، إذا لم يستطيعوا إنهاء المهمة ، فسيخصص لهم تدريباً أقسى بكثير من تدريب الجنود على حسب كلامه ، و قد أنقضى شهرٌ بالفعل و قتلوا وحشً واحداً فقط في معركةٍ يائسة ، لذلك كان القادة يأسين لقتل وحش زو همجي

كانوا سيهجمون في أي فرصةٍ بعد أن يجدوا واحداً ، لن يهتموا ما هي الخطوة التالية ، لقد فكروا فقط في قتل الوحش الذي أمامهم لكي لا يعيشوا الجحيم!

أما بالنسبة للمسؤول عن كل هذا الصخب ، شين نو ، كان يتفقد أحوال الجنود أحياناً ، ثم يرى تقدم القادة في المهمة ، ليعود إلى بحيرةٍ صغيرة كانت قرب حفر الجنود و يتدرب هناك

رغم أن شين نو لم يركز على زراعة الزو في الشهر الذي أنقضى ، إلا أنه وصل بالفعل للمستوى التاسع من تدفق الزو ، على بعد خطوةٍ واحد من الوصل لسيد الزو ، لكن شين نو لم يستعجل الأختراق و ركز على تدريب تقنية سيفه

" لقد مر شهرٌ واحد من بداية التدريب ، و تبقى 11 شهراً حتى نتجه للحدود ، حسب الإشاعات التي سمعتها ، يبدو أن المملكة المجاورة تنوي غزونا و يجب علينا الذهاب لتعزيز الحدود "

" قبل أن نصل للحدود ، يجب أن أصل في تقنية السيف الخاصة بي إلى إتقان محترف ، في ذلك الوقت سأضمن سلامتي حتى ضد الأشخاص الأقوى مني "

تمتم شين نو مع نفسه أثناء التحديق في سيفه الأسود ، ثم لوح به بأتجاه البحيرة لتضطرب البحيرة و تنشأ التموجات في كل بقعةٍ فيها

" أنا اتسائل ، ماذا ستكون ردة فعل الجنود عندما يعرفون ان تدريبهم الحقيقي سيبدأ الآن "

إبتسم شين نو قليلاً بينما نقل نظرته نحو الحفر الموجودة على مسافةٍ منه

" تيييت! "

فجأة ، ظهر صوت عواءٍ خفيفٍ و صغير من خلف شين نو ، ألتفت شين نو نحو الصوت ليظهر في نظره وحشٍ صغير بنفسجي اللون ، كان شكل الوحش يبدو مزيجاً بين جسم الدب و رأس الحصان ، لكن جسمه أنحف من الدب الصغير العادي

كان الوحش الصغير حالياً مقيداً بحبالٍ خاصة و مرميٌ في حفرةٍ عميقةٍ جداً ، يكاد لا يُرى جسده داخل الحفرة ، إبتسم شين نو بتسليةٍ و تحدث

" ماذا؟ هل انت خائف؟ ، لا تقلق ، بعد أن ينتهي تدريب الجنود ، سأعيدك لأمك دون أن تتأذى بشعرةٍ واحدة "

كان هذا الوحش الصغير هو أبن وحش الزو الهمجي الذي كان يتحكم بوحوش الزو لكي تنفذ أوامر شين نو ، لقد قام شين نو بخف طفله و هدده بقتله إذا لم يأمر وحوش الزو بما يريد ، و أخبره أنه سيعيد طفله إليه بعد سنةٍ من التدريب ، و بما أن وحش الزو الهمجي يملك بعض الأدراك ،فهم كلام شين نو و لم يكن له خيارٌ آخر غير تلبية أوامر شين نو لكي لا يقتل طفله

بالطبع شين نو سيقوم بقتل الطفل و وحش الزو الهمجي بعد سنةٍ من الآن و لن يتركهما حقاً...

هكذا مرت الأيام و الفصول ، و أشرقت الشمس و غابت ، نمت الأشجار الجديدة و فقست البيوض الصغيرة

لقد مر عامٌ كامل منذ أن وصل شين نو إلى الجيش ، لم يعد منذ أن أخذ فرقته للتدريب و لم يره احدٌ بعدها

اليوم كان يوم تجمع الوحدة التاسعة بأكملها ، كانت جميع الفرق متجمعةٍ بأنتظام منتظرةً القائد الخاص بالوحدة التاسعة ليعلن عن أنطلاقهم للحدود

لكن كان هناك فراغٌ بين الفرق ، كانت إحدى الفرق مفقودة ، و يبدو أن الجميع ينتظرها

" اللعنة! ، أين تأخر ذلك المستجد؟! ، لا تقولوا لي أنه أضاع طريق العودة بعد أن قاد فرقته نحو الغابة! "

" لا أعرف ما الذي يفكر فيه القائد لكي يجعل طفلاً ، قائداً لفرقةٍ كاملة! "

كان هناك بعض القادة المنزعجين من فكرة أن مستجداً قد جعلهم ينتظرونه حقاً ، و بالطبع كان الجنود ايضاً منزعجين عندما عرفوا أن القائد الذين ينتظرون وصوله كان فتى أصبح في عمر ال15 قبل بضعة أشهر

كان الجميع ينتظر شين نو ، بالنسبة لآزار ، كان يقف أمام فرقته و نظرات الأحترام خلفه واضحة ، لقد أسس هيبةً لنفسه ليس فقط في الفرقة الخاصة به ، لكن حتى داخل الجيش كان معروفاً بحسمه و قوته و شجاعته

لم يبدو آزار قلقاً من تأخر شين نو و وقف هناك بظهرٍ مستقيم و عيونٍ مشرقة ، بجانبه كان هولزين يقف أمام فرقته هو الآخر ، و لم يكن وضعه يختلف عن آزار كثيراً ، حيث أسس هو الآخر هيبةً لنفسه

لكن حالياً كان هولزين منزعجاً من أن شين نو قد أخرهم حتى قبل الوصول للحدود ، زفر و تكلم ساخطاً

" لا أصدق أنه تأخر حتى الآن ، أنه لا يملك أحساساً بالمسؤولية حقاً! "

" سيصل قريباً "

تكلم آزار دون أن يدير وجهه ناحية هولزين

فجأة!

إرتجفت أجساد جميع الجنود المتواجدين في المنطقة و بردة قلوبهم ، حتى أن بعضهم وقع على الأرض و لم تتحمل رجليه حمله ، لم يكن حال القادة أفضل حيث كان أغلبهم قد أمتلئ وجههم بالعرق بينما زادت دقات قلوبهم

نية القتل!!

ظهرت فجأة نية قتلٍ عملاقةٌ و وحشية! ، لقد ملئت الساحة بأكملها بنية القتل ، يمكن حتى رؤية الضباب الدموي الذي ينتشر في الساحة قليلاً ، حتى أن قائد الوحدة التاسعة حبك حواجبه و حدق بأتجاه مصدر نية القتل ، تبعه الجميع ليعرفوا ما مصدر نية القتل هذه

عندما أستدار الجميع و نظروا بأتجاه مصدر نية القتل ، رأوا مجموعةً من الجنود المدرعين يسيرون معاً بأنتظامٍ تام ، كانت أعين الجنود باردةً كالثلج الأبدي و نية القتل تنتشر من عيونهم بشكلٍ لا إرادي ، من الممكن رؤية الوحشية المخبئة داخل هذه الأعين فقط من النظر نحوها مطولاً

كان يسير أمام الجنود عشرة شخصياتٍ ترتدي درع القادة الخاص بقادة العشرة جنود ، لكن حالياً كان ينبعث منهم جوٌ من الوحشية الدموية ، كانت هالتهم تبعث رائحة الدماء و الموت ، بدوا كوحوشٍ قديمةٍ جاهزةٍ لتنقض على فرائسها

و أمام هؤلاء الجنود و القادة ، كان يسير فتى بزيٍ أخضر ، كان الفتى يملك شعراً اسود متوسط الطول ، مع عيونٍ سوداء عميقة ، لكن على عكس الجنود و القادة خلفه ، كانت هالته تنضح بالهدوء و السكينة ، و بعض...الغموض!

إبتسم الفتى قليلاً عندما رأى أن الجميع يحدق به و فرقته كما لو كانوا وحوشاً و تحدث

" أسفٌ على التأخر ، انا قائد الفرقة الرابعة في الوحدة التاسعة ، شين نو "

عندما رأى قائد الوحدة التاسعة الجنود خلف شين نو كان مصدوماً ، ثم عندما نقل بصره نحو شين نو ، زادت المفاجأة على وجهه ، لتتحول إلى نظرة إعجابٍ و مديح

' رائع ، أن تحول مئة جنديٍ و عشرة قادة إلى هذه الوحوش التي تنضح بنية القتل في سنةٍ واحدة من التدريب في الغابة ، أنه مذهلٌ ببساطة! '

بعد أن مدح قائد الوحدة شين نو في قلبه ، ألتفت نحو بقية الفرق و صاح

" إنتباه!!! "

أستيقظ الجميع من ذهولهم و وقفوا بشكلٍ مستقيم تلقائياً عندما سمعوا صياح القائد ، لكن الصدمة ما زالت مرسومةً على وجوههم ، لم يجرأ أحدٌ على سؤال شين نو عن طريقة التدريب التي أتبعها لتحويل الجنود لوحوشٍ كهذه ، لأنها تعتبر أسراراً عسكرية خاصة ، حتى قائد الوحدة لم يسأل عن طريقة تدريبه

في نفس الوقت لم تكن الصدمة على وجوه آزار و هولزين أقل من بقية الجنود ، لقد تسائلوا مالذي مر به هؤلاء الجنود في هذه السنة ليتحولوا هكذا

" الآن ، بعد أن تجمعت جميع الفرق ، سنبدأ التحرك نحو الحدود الشمالية بأقصى سرعة! ، و سنصل بعد مسيرة شهرٍ إلى الحدود! "

هكذا بدأت الوحدة التاسعة بالتحرك نحو الحدود و كان شين نو معها .

__________________________________

هذا الفصل هدية لأن بعض القراء أرادوا فصلاً آخر ، كتبت الفصل في المحاضرة 💔😂

2021/07/24 · 774 مشاهدة · 1617 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024