بدأت الوحدة التاسعة المسيرة نحو الحدود ، كانت الرحلة ستستغرق شهراً بسبب حجم القوات و المؤن المحملة

كانت فرقة شين نو على الحافة الشرقية للوحدة ، كان شين نو يركب وحشاً شبيهاً بالحصان و يسير أمام فرقته ، و كانت فرقة آزار تسير بجانبهم

أقترب آزار الذي كان يركب وحشاً شبيهاً بالحصان هو الآخر من شين نو و تحدث

" أرى أنك دربت جنودك جيداً "

أبتسم شين نو و ألتفت إليه

" و أرى أنك وصلت للمستوى الخامس من سيد الزو "

لم يتفاجأ آزار كثيراً عندما رأى شين نو من خلال تدريبه ، لكن كان فضولياً ليعرف مستوى شين نو الآن بعد سنة ، لكن مهما حاول أن يسأل شين نو ، سيتجنب شين نو الجواب و يبقي الأمر غامضاً ، لذلك أستسلم آزار عن محاول معرفة تدريب شين نو لأنه كان يخفيه بأستمرار

" بالمناسبة شين نو ، الليلة عندما نخيم ، سيكون عشائك على حسابي "

إبتسم آزار لشين نو بأبتسامةً ذات معنى ، ثم حرك وحشه و عاد لقيادة مجموعته

...

في الليل ، خيمت الوحدة بأكملها و كان الجنود يأكلون عشائهم بعد يوم متعبٍ من السير ، على حافة الوحدة ، تحرك ظلان و خرجا من حدود نظر دوريات المراقبة و إتجها بعيداً عن الوحدة

وصل الظلان لغابةٍ بعيدةٍ قليلاً من موقع تخييم الوحدة و جلسا على شجرةٍ قريبة ، الآن يمكن ملاحظة شكل الظلان ، كانا شين نو و آزار ريد!!

تحت ضوء القمر الناصع ، جلس الأثنان بهدوءٍ بينما يشربان النبيذ بهدوء ، عندها تكلم آزار بصوتٍ خافت بعد تنهده قليلاً

" في الحقيقة ، شين نو ، لن ألومك إذا قررت عدم مساعدتي في إنتقامي بعد أن تسمع ما هو ، فهو ليس شيئاً سهلاً ابداً "

لم يجبه شين نو و أستمر في التحديق بأتجاه القمر ، لذلك تكلم آزار بينما بدأت تظهر في عينيه نظرةٌ كئيبة

" لابد أنك سمعت في الطائفة أن الشيخ الثالث قد وجدني في أحد الأيام على الشارع و قرر تربيتي ، لكن...الحقيقة هي أنه كان لدي والدان و عائلة ذات مرة "

" و لم تكن أي عائلة عادية كانت عائلتي عائلةً ملكية... "

" والدي كان ملك مملكة السيوف التسعة... "

" ... "

صمت آزار لبعض الوقت حتى يستوعب شين نو المعلومة التي قالها له ، ثم أكمل

" قبل 17 سنة تقريباً ، تمردت إحدى العائلات القوية في المملكة و خانت والدي ، دخلوا للقصر و قتلوا كل من وقع أمامهم ، في ذلك الوقت كان عمري بالكاد بضعة أشهر "

" والدي الملك عرف أن هذه ستكون نهاية الأسرة ، لكنه لم يرد أن تنتهي هكذا ، بالصدفة كان الشيخ الثالث صديق والدي القديم متواجداً "

" سلمني والدي للشيخ الثالث و طلب منه أن يراعني و أخبره بوصيةٍ واحدة لأجلي... "

" قال ، أنه مهما حدث و مهما كلف الأمر... "

" يجب علي أن أنتقم من أجل العائلة! "

كانت عيون آزار قد أحمرت بالفعل و شد قبضيته لدرجة أنها بدأت تقطر الدماء

لقد كان غاضباً!

كانت هناك نارٌ في قبله! ، لقد تم قتل عائلته و أبادتها بالكامل حتى دون أن يراها! ، لم يتبقى إلا هو!

في النهاية وقع عبأ الإنتقام على ظهره هو ، أخبره الشيخ الثالث عن أصله عندما وصل لعمر الخامسة ، حتى يحدد طريقه من البداية

12 سنة!

طوال 12 سنة كانت نار الإنتقام تحترق في قلبه ، و ما زالت النار تحترق و لم تخمد بمرور الوقت ، بالزادت قوةً و شدة

كان شين نو صامتاً طوال الوقت و لم يتكلم أو يوضح رأيه ، كان نظره ثابتاً على القمر دون أي تذبذبٍ أو تغير

" أخذني الشيخ الثالث عبر ممرٍ سري للعائلة بينما كان والدي و بقية العائلة يشترون الوقت من أجلي ، هكذا عدنا أن و الشيخ الثالث للطائفة التي كان عضواً فيها ، هذا ما أخبرني به الشيخ الثالث "

هنا أصبحت نظرة آزار ألطف و أرق ، كما لو كان يتذكر بعض الذكريات الجميلة

" في الطائفة ، رباني الشيخ الثالث و دربني ، أطعمني و أشربني ، و أخبرني عن أصلي عندما وصلت للخامسة من العمر ، و رغم موت والدي ، إلا أن الشيخ الثالث أستمر برعايتي و تدريبي "

" باقي القصة أنت تعرفها بالفعل عن تدربي في الطائفة "

" ... "

الصمت ملئ المنطقة ، كان آزار جالساً بينما ينتظر إجابة شين نو الذي كان يحدق في القمر ، و بعد أستمرار الصمت لبضعة دقائق تكلم شين نو أخيراً

" إذاً انت تقول...ان عدوك الذي تريد الإنتقام منه ، هو العائلة الملكية الحالية لمملكة السيوف التسعة؟ "

" هذا صحيح ، و ليس هم فقط ، بالكل من أشترك معهم في خيانة والدي في ذلك الوقت! "

" حسناً "

" ...؟ ماذا؟! "

" قلت حسناً ، سأساعدك ، الأمر بسيط أنها مجرد عائلةٍ ملكية "

كان آزار صامتاً ، لم يتوقع أن شين نو سيقبل بهذه السرعة و البساطة ، لقد ظن أنه عليه أقناعه و وعده ببعض الأمور حتى يقبل مساعدته ، حتى أنه جهز نفسه لكي يرفض شين نو طلبه

لكن هذه الطريقة البسيطة التي وافق فيها شين نو على طلبه ، جعلته مشتتاً لبعض الوقت دون معرفة كيفية الاستجابة

" ماذا؟ هل الأمر صادمٌ لهذه الدرجة؟ "

سأل شين نو بأبتسامةٍ خفيفةٍ على وجهه و هو يرى آزار المرتبك

" لا ، كل ما في الأمر أنني لم أتوقع أن أستجابتك ستكون بهذه ال...

المباشرة "

أعاد شين نو نظرته نحو القمر مع بقاء إبتسامته الخفيفة على وجهه الشاحب ، هبت الرياح و حركت شعره الأسود قليلاً ، عندها تحدث شين نو

" آزار ، أنت تستخف بي ، هل تذكر مالذي قلته لك في القرية أثناء مهمة الطائفة؟ "

" لقد سألتك ، هل تريد أن تتبعني إلى قمة العالم؟ ، و الآن ، أنت تتردد في أخباري عن أنتقامك بسبب عائلةٍ ملكيةٍ صغيرة؟ "

بدأت نبرة شين نو ترتفع قليلاً و تصبح أكثر حدة

" ما هي قمة العالم في رأيك؟ ، هل هي أن تكون ملك مملكةٍ عظيمة؟ ، هل هي أن تكون أمبراطوراً لأمبراطوريةٍ مجيدة؟ ، هل هي بأن تكون حاكماً للعالم؟ خطأ!! ، ليش شيئاً تافهاً كهذا! "

" القمة التي أريدها ليست شيءٍ وقتياً كهذه الأمور! ، هي شيءٌ أسمى و أكثر خلوداً من هذه الأوهام! "

" و رغم ذلك ما زلت تتردد في أخباري عن أنتقامك بسبب خوفك أنني لن أساعدك عندما أعلم أن عدوك هي عائلةٌ ملكية؟ "

" لا تستخف بطموحي!! "

كان آزار متفاجأً من ردت فعل شين نو ، و بدأ دمه يغلي كلما تكلم شين نو أكثر ، في النهاية ضحك بصوتٍ عالي و تحدث

" هاهاهاها... "

" نعم انت محق! ، أنا أسف لقد كنت قلقاً أكثر من اللازم ، لنستمر بشرب النبيذ! "

هكذا أستمر الشابان بشرب النبيذ و التحدث إلى أن بدأ الفجر بالبزوغ ، و كل واحدٍ منهما تفرق في جهة ليعودا لخيمهم

أثناء عودة آزار تمتم و هو يسير

" لا تستخف بطموح الأنسان ، هاه؟... "

زادت إبتسامته ليدخل إلى خيمته بدون أن يلاحظ أحدٌ تحركه

في نفس الوقت ، كان شين نو قد وصل لخيمته بالفعل ، كان جالساً على مقعدٍ خشبي بينما يحدق في ظلال الغرفة

إرتفعت شفتاه قليلاً لتشكل إبتسامةٍ ماكرةً على وجهه ، بينما فكر في نفسه

' لم يكن هذا متوقعاً حقاً ، لكنه مفيدٌ بالنسبة لي... '

...

هكذا عندما أشرقت الشمس على المخيم ، أستيقظ جميع الجنود و أستعدوا للمسيرة

و مر ثمانيةٌ و عشرون يوماً من المسير بهدوءٍ تام و أصبحت الوحدة التاسعة على بعد يومٍ من الحدود...

__________________________________

سينزل هذا الفصل الآن و لن أنزل في منتصف الليل بسبب بعض الظروف ، لكن لا تقلقوا لن يؤثر هذا على التنزيل اليومي لأنني جهزت نفسي و كتبت ثلاثة فصولٍ أخرى مع هذا الفصل + هل تريدونني أن أنزل الآن ثلاثة فصولٍ دفعةً واحدة و لا أنزل لليومين القادمين أم نستمر على فصلٍ واحدٍ في اليوم؟ 🖤👀

2021/07/24 · 806 مشاهدة · 1258 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024