50 - مهاجمة قلعة العدو الحدودية

في صباحٍ مشمسٍ و دافئ ، كانت هناك قلعةٌ ضخمة مصنوعةٌ من الصخور السوداء و محاطةٌ بجدرانٍ عالية ، كان هناك الكثير من الجنود يتمركزون على جدران القلعة ، تستطيع أن ترى القلق و الحذر في أعينهم بينما ينظرون نحو الأفق

كان الجو صامتاً على الجدران و لم يتكلم أحد الجنود أو يتحرك ، لقد بقوا ساكنين في أماكنهم و يتطلعون نحو الأفق ، في هذه الأثناء كان هناك جنديان يتحدثان معاً بصوتٍ خافتٍ جداً و يكاد يكون غير مسموع

" هل تعتقد أنهم سيأتون اليوم؟ "

" أتمنى أن لا يأتوا ، الأمر مخيفٌ بمجرد التفكير فيه "

" اللعنة! ، كيف فشلت الخطة التي على حدودهم ، حتى أن المملكة أرسلت القليل من القوات حتى لا يتم أكتشافها! "

" لا أعرف ، أتمنى فقط ان ينتهي الأمر بسلام و أعود لأبنتي ، أمها توفت بالفعل عندما كانت صغيرة ، لذلك موتي يعني دمار حياتها "

...

كان هذان الجنديان يتهامسان حول الوضع الحالي ، كانت هذه القلعة هي القلعة الحدودية الخاصة بمملكة الصخور السوداء ، و هي نفس القلعة التي يتجه نحوها جيش مملكة السيوف التسعة

كان جميع الجنود يتجهزون لقدوم جيش مملكة السيوف التسعة ، لقد تم أخبارهم بالفعل عن المعركة القادمة لذلك كان الجو القلق منتشراً بينهم

في هذه اللحظة لمح أحد الجنديان الذان كانا يتحدثان شيئاً في الأفق ، ضيق عينيه و ركز على هذا الشيء ، ثم بعد بضعة ثواني شحب وجهه ، لم يملك الوقت للصراخ لأن القادة خلفه صرخوا بالفعل

" ظهرت قوات العدو!! "

شدد جميع الجنود قبضاتهم على اقواسهم و وقفوا في أماكنهم ، لقد ظهر العدو و المعركة أمامهم!

كانت الجدران مليئةً بالجنود ، خلفهم في ساحة القلعة الضخمة يوجد جيشٌ لا يقل عددهم عن جيش مملكة السيوف التسعة ، و خلف هذا الجيش على أعلى نقطةٍ في أبراج المراقبة ، كان يقف أربعة أشخاصٍ بهدوء بينما ينظرون للجيش القادم نحوهم ، كانوا هم القادة الأعلى الخاصين بمملكة الصخور السوداء ، تم أرسالهم للدفاع عن هذا الهجوم

تقدم أحد الأشخاص الأربعة إلى الأمام قليلاً و جعل صوته ينتشر بين الجنود

" العدو أمامنا! ، يجب عليكم الدفاع عن هذه القلعة بحياتكم!! ، عائلاتكم و أحبابكم خلف هذه الأسوار ، إذا تم تجاوزنا سيتم إبادتهم جميعاً لذلك قاتلوا إلى آخر نفس!! ، أقتلوا هؤلاء الأوغاد و لنصنع من رؤوسهم كؤوساً للنبيذ!!! "

" هااا!!! "

صرخ الجنود على جدران القلعة و في الساحة الضخمة معاً و تم أستبدال الجو المتوتر و الكئيب قبل قليل بنيةِ معركةٍ وحشية!

في الجهة الأخرى كان جيش مملكة السيوف التسعة يقترب ببطئٍ دون توقف ، عندما وصلوا إلى مسافة 1000 مترٍ عن القلعة صرخ القائد الأعلى العضلي و المشعر

" هجوووم!!! "

" هاااا!!! "

صرخ الجنود و تم أستبدال سيرهم البطيء بالركض بسرعة ، لقد توجهوا بسرعةٍ نحو القلعة دون أي كلام أو شيءٍ آخر ، لماذا ستكون هناك حاجة للحديث مع شخصٍ ستقتله؟

ركض جيش مملكة السيوف التسعة بسرعة نحو القلعة بينما في الجهة الأخرى كان الجنود على جدران القلعة قد سحبوا أقواسهم و أستعدوا لضرب أعدائهم مع أول أشارة من قادتهم

أقترب الجيش بسرعة و عندما كان على بعد 600 أو 500 مترٍ من القلعة سمع الجنود المتواجدين على جدران القلعة أمر قادتهم

" أطلقوا!! "

" ووششش!! "

تم سماع صوت إطلاق الأسهم بينما تمت تغطية السماء بالأسهم ، كان بحراً من الأسهم حرفياً! ، في نفس الوقت أنطلق القادة الأعلى من القلعة الحدودية إلى السماء ليتبعهم القادة الأعلى من جهة مملكة السيوف التسعة ، قتالهم سيؤثر على جنودهم إذا حصل على الأرض لذلك حلق الطرفان فوق الغيوم

بالنسبة للجيش ، كان بحر السهام قد وصل أليهم بالفعل ، صرخ قادة الوحدات المنتشرين في الجيش بينما حلقوا في الهواء و صدوا أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأسهم

" أحذروا الأسهم!! "

نزل بحر السهام على الجيش و أنتشرت الدماء في كل مكان ، رغم أن قادة الوحدات قد حاولوا صد أكبر قدرٍ من السهام إلا أن السهام قد تسببت في بضعة الآف من الوفايات ، بالطبع الذين ماتوا كانوا جميعاً من الجنود العاديين

بمجرد صد الأسهم ، حلق قادة الوحدات ليواجهوا قادة وحدات العدو بينما صرخوا للجيش

" تقدموا للأمام و أحتلوا القلعة!!! "

لم يتباطئ الجيش و كانوا يتقدمون حتى قبل أمرهم ، وصلوا للجدران قبل أن تصل موجة السهام التالية و رفعوا السلالم و تسلقوا الجدران بجنون ، تجهز الجنود في أعلى الجدران بالفعل و تركوا أقواسهم و أخرجوا أسلحتهم قريبة المدى ، لم يطل الأمر ليتواجه الطرفان على أعلى الجدران

لقد كانت فوضى! ، لقد أنتشرت قوات مملكة السيوف التسعة على الجدران بينما تقتل كل شيءٍ في طريقها ، بينما في الجهة الأخرى لم تكن قوات مملكة الصخور السوداء أقل وحشية ، لقد كانت الهجمات و المهارات القتالية في كل مكان!!

في هذه اللحظة صعدت فرقة شين نو لتوها إلى الجدران بينما كان شين نو يقودهم من الأمام ، نظر للفوضى التي تحدث أمامه و أمر جنوده ببرود

" نظفوا هذه الجهة من الجدار من كل الأعداء ، ثم أنطلقوا إلى الجبهة في الساحة تحت و أحصدوا حياتهم ، أي شخصٍ في الفرقة لا يقتل على الأقل 20 عدو فاليستعد لأن يخسر ذراعاً أو قدماً "

" حاضر أيها القائد!!! "

صرخ جنوده خلفه و شقوا طريقهم عن طريق قتل أعدائهم نحو الجهة التي أمرهم شين نو بتنضيفها ، في هذه اللحظة نقل شين نو نظره نحو المعركة الفوضوية التي تحدث أمامه و رفع سيفه بينما تنفس بعمق

" دششش!! "

في اللحظة التي أنزل شين نو فيها سفه تم إرسال قطعٍ حاد قتل ما يقارب 20 جندياً من الأعداء في الجبهة ، و لم يتوقف هنا و أرسل المزيد من الهجمات ، كانت هذه الهجمات نتيجةً لوصول إتقانه في أسلوب السيف إلى المحترف ، و إلا لم يكن سيستطيع ترك ندبةٍ على الرجل الأصلع سابقاً عند قتاله قبل شهر

لم يتوقف شين نو في الخلف و يرسل هجماتٍ فقط ، بعد بضعة هجماتٍ أخرى تقدم للأمام بسرعة و دخل في وسط جنود الأعداء ، كانت كل تلويحةٍ منه تعني موت بضعة عشراتٍ على الأقل!!

أنتبه له قائدان من قادة فرق العدو و توجها نحوه بينما يرسلان هجماتهما بأتجاهه

لكن قبل أن تصل الهجمات نحو شين نو أنفصل جسده لعدة صورٍ مشابهةٍ له ، هكذا أخطئت هجمات القائدان جسد شين نو الحقيقي ، ثم في اللحظة نفسها لاحظا جسداً سريعاً جداً يقترب منهما بينما ينتشر البرق حوله

لم يجد أحد القائدان وقتاً ليدافع لأن شين نو قد قطع رأسه بالفعل ، صرخ القائد الثاني بغضبٍ و و هجم على شين نو بأستعمال سيفه واضعاً قوته بأكملها فيه ، في نفس اللحظة حول شين نو إتجاه سيفه و تصدى لهجوم القائد مباشرةً ، عندها أراد القائد الأنسحاب و طلب المساعدة ، لكن ، و في اللحظة التي أراد الانسحاب فيها لم يتحرك جسده! لقد تجمد لثانيةٍ واحدة لكن هذه الثانية كانت كافيةً لشين نو

" تشششك!!! "

أخترق سيف شين نو قلب القائد المتبقي و أنتشرت دمائه على وجهه بالكامل ، لم يهتم شين نو بهذا و رفع عينيه للتحقق من الوضع ، لقد نزلت قوات مملكة السيوف التسعة إلى ساحة القلعة الضخمة و تقاتل مع جيش الأعداء حالياً وجهاً لوجه

أستطاع رؤية آزار في المقدمة قليلاً و هو داخلٌ في ثورة قتلٍ بينما يقاتل ثلاثة قادة فرقٍ من العدو ، و يبدو أنه سيقتلهم قريباً

على بعد بعض المسافة منه كان هولزين أيضاً في وسط جنود العدو بينما قتل كل جنديٍ وقعت يده عليه ، حتى أن جثث الجنود قد تشوهت تماماً بسبب قبضتيه الصلبة

لكن ما جذب نظر شين نو أن أغلب قوى مملكة السيوف التسعة مبعثرةٌ و لا تقاتل كلها معاً ، أنهم يقاتلون بشكلٍ أعمى و لا يضغطون على جهةٍ معينة ، حبك شين نو حواجبه و نزل لساحة القلعة الضخمة و تقدم للجبهة الفوضوية القريبة من آزار و هولزين بينما يقتل كل عدوٍ في طريقه

عندما وصل للمكان الفوضوي الذي أمامه لاحظ أن فرقته قد وصلت بالفعل هنا و كانت تقتل كل شيءٍ أمامها ، وصل شين نو أمامهم و ألتفت نحو آزار و هولزين القريبين منه بينما صرخ بقوة

" آزار!! هولزين!! أهتما بالجبهة لدقيقةٍ واحدة!!! "

بينما كان آزار و هولزين يستحمان بدماء جنود العدو ، سمعا صراخ شين نو المشبع بالزو و حبكا حواجبها بنفس الوقت ، لكنهما ما زالا يتقدمان إلى الأمام و يرسلان هجماتهما واسعة النطاق ، بالطبع كان هولزين يلعن شين نو أثناء فعل ذلك

" تفتح أزهار اللهب!! "

" لكمة تفجير الجبال!! "

لم ينظر شين نو نحوهم مرةً أخرى و ألتفت لجنود مملكة السويف التسعة الذين ذهلوا لبضعة ثواني بسبب الهجمات التي حصلت أمامهم ، لكن في الثانية التالية كانوا يستعدون للتوجه للأمام و القتال مع آزار و هولزين ضد الأعداء عندما صرخ شين نو ، و هذه المرة كان صوته أعلى و الذي يشير إلى أنه أستخدم الكثير من الزو في صوته

" توقفوا!!! "

صدم الجنود بسبب الصوت العالي جداً و تسبب هذا في توقفهم و رؤية مصدر الصوت ، كان هناك أمامهم جسمٌ دمويٌ بالكامل ، كان يبدو أنه قد خرج للتو من حمامٍ من الدماء بينما تنتشر نية قتله للسماء ، بجانبه لم تكن قواته التي تصدر هالةً وحشية و دماء جنود العدو تغطي أجسامهم أقل رعباً منه ، لم يضيع شين نو الوقت و تحدث

" أيها الحمقى!! ، هل تريدون الموت أم ماذا؟!! ، أنتم تقاتلون بفوضى كاملة!!! قواتنا منتشرةٌ و لا تخترق من جهةٍ معينة!! "

" ليس لدي وقتٌ لكم أيها الأوغاد لذلك أستمعوا جيداً!! ، ليأخذ ألف جنديٍ يستعملون السيوف المقدمة و يقف خلفهم ألفٌ آخر لدعمهم و الأفضل أن يستعملوا الرماح!! ، و في النهاية فاليقف ألف جنديٍ مع أقواسهم في الخلف و يغطوا على الجبهة!! ، و لتوجه جميع القوات تركيزها على أختراق الجهة الشرقية!!! "

رغم أن شين نو قد صرخ بأعلى صوته إلا أن هذا جذب إنتباه ثلاثة آلاف جنديٍ بالكاد ، كانوا حالياً في الجهة الشرقية من ساحة المعركة

غضب الجنود عندما سمعوا كلام شين نو المهين ، لكن عندما رأوا ساحة المعركة حولهم صدموا بأن كلامه صحيح ، لم تكن المعركة ستتقدم إذا بقوا على هذه الحالة ، عندما أعادوا نظرهم لشين نو وجدوه قد غاص في الجبهة بينما يقاتل قادة فرق العدو ، تبعته فرقته و شقت طريقها بين الجنود لتبدأ الذبح

صر كثيرٌ من الجنود أسنانهم عند رؤية هذا و صرخوا

" لنجرب الذي قاله!! "

" بسرعة!! لا نستطيع ترك الجبهة عليهم فقط!! "

" اللعنة!! ، أن الأمر فضيعٌ بالفعل لن يزداد فضاعةً عن هذا!! "

نظم الثلاثة الآف جندي أنفسهم حسب كلام شين نو و تقدموا نحو الجهة الشرقية بكامل قوتهم ، كان آزار و هولزين بالفعل محاصرين بين الجنود حالياً بينما الجراح منتشرةٌ على كل مكانٍ في أجسامهم ، كان هذا عندما أخترق شين نو بين القوات و ساعدهم في التصدي للقادة ، أراد هولزين الصراخ على شين نو عندما شاهده يأتي ، لكن قبل أن يصرخ تقدم جنود مملكة السيوف التسعة الثلاثة الآف من خلفه و أخترقوا قوات العدو مباشرةً!!

لقد كان الجنود في الجبهة يتصدون لهجمات الأعداء في الأمام و يردون الهجوم بينما يستغل الجنود خلفهم الفرصة لقتل الأعداء ، و في الخلف كان الجنود الذي يحملون الأقواس يمطرون الأسهم على الأعداء الذين في الخلف ليصلوا مصابين إلى الجبهة أو حتى يموتوا في الطريق

صدم هولزين من هذا المنظر الوحشي و أسترجع الكلمات التي أراد بها لعن شين نو لتركهم يقاتلون الجبهة بمفردهم ، كان آزار يملك نفس الصدمة على وجهه ، كان هذا التشكيل مشابهاً لآلة قتل!! كان بسيطاً و مباشراً و يقتل بسرعة! ، ببساطة هدفه القتل!!

و بالنسبة لشين نو لم يضيع الوقت و صرخ خلفه بينما يتقدم من خلال جثث الجنود بسرعة

" الفرقة الرابعة! أندمجوا مع التشكيل و تولوا قيادته!! ، آزار! هولزين! أتبعاني و لنتقدم مع التشكيل و نقتل أي قادة فرق تستهدفه!! "

نفذت الفرقة الرابعة أمر شين نو بسرعة و قادت التشكيل ، و بالنسبة لآزار و هولزين فقد تقدما مع شين نو للأمام ، لكن ما زال هولزين يصرخ بغضب

" شين نو!! ، هل أنت مجنون! هل تريد أختراق قوات العدو بثلاثة آلاف جنديٍ فقط!! ستتم محاصرتنا من قبل جيشهم بأكمله بعد أن نخترقهم!! "

" هولزين محق! ، شين نو فكر بالأمر مجدداً! صحيحٌ أن أغلب قوات العدو مشتتة بالقتال مع قواتنا لكن ستتم محاصرتنا بما لا يقل عن خمسة الآف جندي! "

صرخ آزار أيضاً و أراد تذكير شين نو بخطورة الأمر ، لكن شين نو لم يلتفت نحوهما حتى بينما كان يقتل الأعداء و أجابهم بلا مبالاة

" إذا تمت محاصرتنا سنخترق الحصار ببساطة! ثم سنستهدف حواف جيش العدو لتقليل أعدادهم لنخترقهم مجدداً من الوسط! "

أرتعبت قلوب آزار و هولزين عند سماع خطة شين نو المجنونة ، ثم تنهد آزار بخفة بينما ضحك هولزين بنية قتل و تحدثا

" آه ، حسناً لنفعلها ، لكن لنبقى بقرب بعض "

" هاهاها! ، اللعنة! اللعنة على هذا الجنون! لما لا؟! فالنري هؤلاء الأوغاد الطريق نحو الجحيم!! "

2021/07/30 · 771 مشاهدة · 2048 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024