51 - أحتلال القلعة الحدودية

كان القتال مستمراً في الساحة الضخمة بين الطرفين ، لم يملك أحدٌ ميزةً على الآخر و كلا الطرفين قد عانا من قتلى و جرحى ، في مقدمة جيش مملكة السيوف التسعة في الجبهة التي في الوسط كانت هناك فتاةٌ تقف على جبلٍ من الجثث

كانت ترتدي درعاً يختلف عن بقية الجنود و القادة لكن ما أوضح رتبتها كان الشارة المعلقة على درعها ، كانت شارة قائد فرقة

كانت الفتاة تملك شعراً أزرق طويل و عينان زرقاء كالمحيط ، كان منظر نظرتها الباردة نحو الأعداء بينما تقف على جبل الجثث يكفي لأرسال الرعب إلى قلوب جنود العدو قبل التقرب منها حتى

فجأة هجم قائدُ فرقةٍ للعدو من الخلف على الفتاة بأستعمال صابر ، كان الهجوم مشبعاً بالزو و يغطي مساحةً واسعة لذلك لا يمكن تجنبه في هذه المسافة ، لكن بالنسبة للفتاة لم تتموج عيناها حتى و أستدارت و رفعت رمحها الفضي و تصدت للهجوم القادم نحوها من الخلف

" تسسسك!! "

نشأ صوت تصادم المعادن لبضعة لحظاتٍ قبل أن يتم أرسال قائد فرقة العدو طائراً ، لم تتوقف الفتاة هنا و أختفت من مكانها لتظهر خلف القائد الذي كان يحلق طائراً و تدخل الرمح في جمجمته

" شششك!! "

تناثرة الدماء في كل مكان ، لقد مات ، لكن الفتاة لم تفرح بقتل عدوها و رفعت رأسها لتنظر لساحة المعركة بالكامل ، كانت حواجبها محبوكةً عندما رأت الفوضى التي تحصل في قوات مملكة السيوف التسعة ، تمتمت بإنزعاج في نفسها

' إذا أستمر الوضع هكذا ، فأحتمال خسارتنا كبير... '

لكن في هذه اللحظة وقعت عيناها على الجهة الشرقية من جيش مملكة السيوف التسعة ، كان هناك مجموعةٌ مكونة من ثلاثة الآف جنديٍ تقريباً يشقون طريقهم عبر جيش العدو بسهولة ، بينما في المقدمة ثلاثة قادةٍ يقاتلون قادة فرق العدو ، يبدو أنهم سيمسحون الجناح الشرقي لجيش العدو

عندما رأت التشكيل الذي يتخذه هؤلاء الجنود الثلاثة الآف و طريقة أختراقهم لجيش العدو ، لمعت عيناها و ألتفتت إلى قادة الفرق القريبين منها ، كما توقعت يبدو أن بعضهم قد أنتبه لما يحصل هناك و كانت أعينهم تلمع أيضاً

لم تتأخر الفتاة و ألتفتت إلى الجنود خلفها ، لم تهتم إذا كانوا فرقتها أم لا أرادت أن يسمعها أكبر قدرٍ ممكن من الجنود

جذبت إنتباه الجنود و أمرتهم بأن يتخذوا نفس التشكيل الذي يتخذه الثلاثة الآف جنديٍ في الجناح الشرقي ، فعل بقية قادة الفرق نفس الأمر مع أي جنودٍ قريبين إليهم بينما يغطون الجبهة بأنفسهم ، في النهاية كانوا قادة فرقٍ في الجيش ، أستطاعوا رؤية الحل الذي يحتاجونه لهزيمة العدو بمجرد إظهاره لهم

هكذا نظمت قوات مملكة السيوف التسعة أنفسها و بدأت تتقدم و تقتل بجيش العدو ، كان جيش مملكة الصخور السوداء مرتعباً و مرتبكاً بسبب التغيير الذي حدث فجأة لقوات مملكة السيوف التسعة ، لقد كانوا عبارةً عن فوضى قبل قليل ، و الآن شكلوا تشكيل قتلٍ مرعباً جداً!

في نفس الوقت كانت هذه الأحداث في عيني شين نو ، إبتسم بخفة و واصل قتل الأعداء الذين أمامه ، بينما أمر بأعلى صوته

" حولوا مسار الأختراق إلى قلب قوات الأعداء!! "

" هاااا!! "

حول الثلاثة الآف جنديٍ طريقهم و أخترقوا نحو قلب جيش العدو ، لم يعودوا يفكرون في أنهم قد يموتون او تتم محاصرتهم ، لقد تم تشبيع رأسهم بنية القتل و الموت لحد الجنون!!

أخترق الثلاثة الآف جنديٍ من خلال قلب جيش العدو بينما ضغط جيش مملكة السويف التسعة المتبقي من الأمام ، أصبحت جبهة مملكة الصخور السوداء محاصرةً من الجانبين ، صرخ قادة فرق العدو بأعلى صوتهم

" أقتلوا العدو الذي أخترق قلب قواتنا!! "

" أنهم محاصرون بالفعل ، أقتلوهم!! "

عندنا أراد جيش الأعداء محاصرة الثلاثة الآف جنديٍ في وسطهم ، أمر شين نو بسرعة بينما أنعطف

" أخترقوا لجهة حلفائنا!!! "

" أخترقوا!!! "

رد الثلاثة آلاف جنديٍ بجنون و انعطفوا للجهة التي كان فيها جيش مملكة السيوف التسعة يقاتل ما تبقى من جبهة جيش العدو ، قاد شين نو و آزار و هولزين الطريق و قتلوا كل ما وقع أمامهم ، بالطبع لم يكونوا محصنين ، لقد أصبحت أجسادهم مشبعةً بالجراح و الأصابات الخطيرة ، لكنهم صروا على أسنانهم و تقدموا

في الجهة الأخرى كانت الفتاة ذات الشعر الأزرق ترى هذا يحصل أمامها ، لم تتأخر ثانيةً أخرى و أمرت الجنود خلفها

" تقدموا و أخترقوا من الوسط!! ، لقد سقطت جبهة العدو هنا بالفعل!! "

" هاااا!!! "

تقدم الجيش بسرعةٍ و شقوا طريقهم ناحية الثلاثة الآف جندي ، لم يستغرق الوقت أقل من دقيقة ليصل الجيش و يغطي الثلاثة الآف جنديٍ في وسطهم بينما يخترقون ما تبقى من جيش الأعداء ، في الواقع لا يمكن أن نسميهم ثلاثة آلاف جندي بعد الآن ، لأنه قد توفي منهم ما يصل للألف أو أكثر ، كانوا حقاً في وضعٍ يأس

لكنهم الآن تراجعوا و تقدم الجيش المتبقي من مملكة السيوف التسع لجيش العدو ، بسبب أختراق قلب قوات العدو قبل قليل و محو الجبهة و الجناح الشرقي ، هبط عدد قوات العدو بشكلٍ حاد و يبدو أن نهاية المعركة قريبة لصالح مملكة السيوف التسعة

جلس هولزين على الأرض بينما يلهث لأستعادة أنفاسه ، لم يكن حال آزار و شين نو أفضل حيث كان صدرهم يصعد و يهبط بأستمرارٍ بسبب لهاثهم ، في الواقع حتى أن آزار تقيء بعض الدماء

كان هولزين يتكلم بالكاد بينما يلهث

" هذه...هاه..هاه...هذه آخر...هاه..مرةٍ نفعل شيئاً...هاه...هاه...مجنوناً كهذا...هاه... "

لم يكلف شين نو نفسه عناء إجابته و حدق في ساحة المعركة التي أبتعدت عنه ، يبدو أن المعركة أنتهت تقريباً هنا ، رفع رأسه في الهواء ليرى أن معارك قادة الوحدات ستنتهي هي الأخرى ، لكن لم تكن هناك ميزةٌ لأحد الطرفين مثل المعركة بين الجنود العاديين ، بالنسبة لمعركة القادة الأعلى فهي على إرتفاعٍ لا يستطيع شين نو أن يراه

فجأة!

نزل ثمانية أشعةٍ من السماء و توقفوا فوق القلعة ، كانوا القادة الأعلى للمملكتين ، يبدو أن الطرفين قد خاضا معركةً شرسة ، الأمر واضحٌ من ملابسهم الممزقة و الدماء على أجسادهم ، أنزل القادة الأعلى أعينهم لفحص ساحة المعركة ، لكن المنظر الذي أمامهم صدمهم جميعاً ، سواء كانوا من طرف مملكة السيوف التسعة أو مملكة الصخور السوداء

كانوا يرون تحتهم ما تبقى من جيش مملكة الصخور السوداء يتم قتله بلا رحمة ، بينما تبقى خمسة عشر أو ثمانية عشر ألفاً من قوات مملكة السيوف التسعة ، لقد تمت إبادة جيش مملكة الصخور السوداء!!

كيف حصل هذا؟ ، كان الجانبين محتارين لأن الطرفان كانا متساويين ، لكن الصدمة أستمرت ثانيةً واحدة قبل أن ينفجر الرجل العضلي و المشعر في السماء ضاحكاً و يتحدث

" هاهاهاها! ، لقد خسرتم! النصر لنا! من الأفضل أن تنقلعوا من هنا قبل أن نقشر ما تبقى من جلدكم!! "

غضب أحد القادة الأعلى من جهة العدو و أرسل في غضبه كفاً نحو ما تبقى من جيش مملكة السيوف التسعة ، توسع حجم الكف ليشمل عشرة الآف جنديٍ تقريباً ، نزل عليهم ضغطٌ أجبرهم حتى على عدم التنفس ، كان الأمر كما لو أنهم سيموتون بعد لحظة

لكن الرجل العضلي لم يقف في مكانه و تصدى بسرعةٍ للكف بنفسه عن طريق إرسال كفٍ بنفس القوة

" جوووو!!! "

حدث إنفجارٌ ضخمٌ لطاقة الزو في السماء أدى إلى أرسال بضعة الآف من الجنود تحت في القلعة محلقين بينما يسعلون الدماء ، كانت هذه القوة مخيفةً حقاً ، رفع الرجل العضلي و المشعر رأسه بغضبٍ و صرخ

" أنت تعرف انكم قد خسرتم بالفعل!! ، لا يمكنكم قتلنا و لا نستطيع قتلكم لذلك مهما فعلتم لن تغيروا النتيجة! لا تجبرني على رمي كل شيءٍ و الموت معكم!!! "

تحولت عيون الرجل العضلي إلى الأحمر بسبب الغضب و أنتشرت منه نية قتلٍ باردةٌ و قاتلة ، أرتجفت أجساد القادة الأعلى للعدو لبضعة ثواني بسبب الغضب ، لكنهم ما زالوا يأمرون ما تبقى من قادة الوحدات في مستوى نواة الزو بالأنسحاب و إتباعهم

لم يتحرك القادة الأعلى لمملكة السيوف التسعة لوقفهم ، كانت مهمتهم هي غزو هذه القلعة ، الآن بعد أن انجزوا مهمتهم لا داعي لأجبار العدو على الموت معهم

في ساحة القلعة الضخمة تحت ، بعد أن سمع من تبقى حياً من الجنود أن المعركة أنتهت بفوزهم لم يتحملوا الأمر و رفعوا أيديهم و صرخوا

" لقد فزنا!!! "

" لقد نجوت! لقد نجوت! لا أصدق أنني نجوت!! "

" هاهاها!! لقد قتلت الكثير من هؤلاء الأوغاد!! "

كانت هناك الكثير من التعابير الفرحة و المرتاحة ، يبدو الأمر كما لو أنهم عادوا من الجحيم لتوهم ، بالنسبة للثلاثة شين نو و آزار و هولزين فكانت ردت فعلهم أقل صخباً ، لقد تنهدوا فقط و أستلقوا على الأرض ، لم يعودوا يستطيعون الوقوف بعد الآن ، عندها سأل آزار بصوتٍ خافت

" كل الذي حدث الآن ، لقد خططت له منذ البداية عندما أمرت القوات بأختراق الجناح الشرقي ، أليس كذلك؟ "

رفع هولزين حواجبه عند سماع سؤال آزار و أدار رأسه بصعوبة ناحية شين نو

إبتسم شين نو بلا مبالاة و أجاب

" المعركة ليست أن تقتل العدو الذي أمامك و تتقدم فقط ، يجب أن تنظم قواتك و تحقق الأستفادة القصوى منها و تفكر في كيفية أستخدام جنودك للفوز على العدو بأسرع طريقةٍ ممكنة و أكثرها ربحاً لك "

" كل ما فعلته أنني قد أريت هذا الأمر لقادة فرق جيشنا و هم الذي جمعوا الجيش معاً و مسحوا جيش العدو "

" أنت تقول ذلك ، لكنك توقعت أنهم سيفعلون هذا لأنك أمرت الثلاثة الآف جندي بأختراق قلب جيش العدو ، لو أن جيشنا لم يتشكل بهذا التشكيل و يخترق ناحيتنا لكنا ميتين الآن "

فضل شين نو أن يبقى صامتاً و لم يجب ، لكن إبتسامته غير المبالية أوضحت لآزار أنه محقٌ في توقعه ، في الجهة الأخرى تمتم هولزين بنبرةٍ خائفة

" أنت مخيفٌ جداً و مجنون هل تعلم...؟ "

في هذه اللحظة أقترب منهم ظلٌ ببطئ ، ألتفت ثلاثتهم ليروا الشخص القادم نحوهم ليجدوا فتاةً بشعرٍ أزرق طويل و عيونٍ زرقاء تحدق بأرتباكٍ بهم ، كانت بشرة الشابة بيضاء و نقية ، و آثار الشباب واضحةٌ عليها حيث يبدو عمرها في ال17 أو 18 ، لم يستطع آزار إمساك لسانه و صرخ

" جميلةٌ جداً!! "

" هاه؟ "

تفاجئت الفتاة بصراخ هولزين ، و أدرك هولزين نفسه و أحمر خجلاً بينما وضع رأسه على الأرض ، في الجهة المقابلة أنفجر آزار من الضحك و شين نو تنهد بينما يهز رأسه

" هاهاهاهاها!!! "

أرتبكت الفتاة عند رؤية هذا المنظر و فكرت

' هل هؤلاء هم وحوش القتل التي رأيتها في ساحة المعركة قبل قليل...؟ '

2021/07/30 · 722 مشاهدة · 1652 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024