63 - لقد عدت ، أيها الأمير

أستسلم بقية جيش مملكة الصخور السوداء و رموا أسلحتهم على الأرض ، تم أسر جميع المتبقين منهم ، بالنسبة للأثينين من تشكيل الحياة الذان حلقا في بداية الهجوم ، فرغم أنهما مصابان بأصاباتٍ خطيرة ، لكن ما زالوا أحياء لذلك تم أسرهم و أقتيادهم من قبل أربعة قادةٍ أعلى

في السماء ، كان الجنرال ينظر لكل هذا بعينيه الهادئة ، ثم نقل بصره لمكانٍ آخر ، كان هذا المكان هو ظل الرمح الذي رماه على الجنرال مو ، يمكنه أن يشعر أنه داخل الظل يتواجد كائنٌ ما

كان هذا الكائن ورقةً أعطاها شين نو له ليستعمله ، بصراحة ، لم يعرف الجنرال ما هذا الشيء ، لكن هذا الأمر جعله يشعر بشعورٍ غامضٍ أكثر إتجاه شين نو

عند تذكره لشين نو ، ألتفت الجنرال للقلعة الحدودية ، على أسوارها العالية ، وقف فتى يبدو بعمر ال16 تقريباً ، كان شعره الأسود متوسط الطول جميلاً مع ملابسه السوداء

و عيناه التي تبدوان كأن الظلام ينبع منهما أضافة لمسةً من الغموض له ، كان شين نو ، وقف بجانبه آزار و هولزين و دانا

كان يشاهد كل شيءٍ منذ البداية دون تدخل ، كما لو أنه يحرك الخيوط من خلف الظلال ، حتى الجنرال مو لم يعرف أن سبب موته اليوم هو شين نو ، على الأغلب جميع جيش العدو لا يعلمون

عندها لاحظ الجنرال أن شين نو يحاول التكلم معه من بعيد ، بالطبع سيستطيع سماعه من هذه المسافة

" سيدي الجنرال ، ما زال هناك ستة قادةٍ أعلى متوزعين على حدود مملكة الصخور السوداء ، أتمنى أن تذهب و تأسرهم حتى نستفيد من ولائهم ، و إذا لم يرضى أحدٌ بخدمة مملكتنا ، أقتله "

لم يتأخر الجنرال و أومأ بينما ترك بقية الأشراف على القادة الأعلى ، كان يعلم أهمية الحصول على قوات تشكيل الحياة الستة ، لذلك عليه أسرهم بسرعة

عندها سأل هولزين الذي كان بجانب شين نو

" ماذا الآن؟ "

ألتفت الثلاثة و حدقوا في شين نو ، لا شعورياً ، أصبح الثلاثة يعتمدون على شين نو في أتخاذ القرارات

إبتسم شين نو و أجاب

" لقد غزونا لتونا مملكةً كاملة ، المرسوم سيحيمنا لسنتين و عندها بقية الممالك المجاورة تستطيع وضع أعينهم علينا ، في السنتين القادمة ، يجب علينا تطوير قواتنا الشاملة بالكامل "

" أنت محق ، مازلنا نستعمل المهارات و طرق التدريب من طائفة حافة الجبل ، يجب أن نحصل على مهاراتٍ أفضل "

وافق آزار على كلام شين نو ، تستطيع الشعور بتقلبات الزو عند وقوفك بجانبه ، لقد أخترق لسيد الزو السابع بمساعدة فاكهة الزو ، و أخترق هولزين أيضاً إلى المستوى الثامن ، بالنسبة لشين نو ، فهو أيضاً أخترق لسيد الزو الخامس

عندها أكمل شين نو

" في هذه السنتين ، سأعيد هيكلة الجيش و القوات ، و سأغير الأنظمة لنكون مستعدين للممالك المجاورة ، يجب إبتلاع موارد و أراضي مملكة الصخور السوداء أيضاً "

زادت إبتسامته بينما أكمل

" أتطلع حقاً للتواصل مع الممالك المجاورة و التعبير عن حسن نيتنا "

لسببٍ ما ، شعر الثلاثة خلف شين نو بالقشعريرة بعد سماعهم لكلماته

هكذا ، ستصبح مملكة السيوف التسعة هادئةً في السنتين القادمة...أو على الأقل هذا ما يبدو من الخارج...

...

بينما كان شينو نو يخطط للسنتين القادمة ، في مكانٍ بعيدٍ عن مملكة السيوف التسعة ، كانت هناك فتاةٌ تركض بين الأشجار

كانت الفتاة تملك وجهاً طفولياً و بريئاً يدل على نشاط الشباب ، كانت شيمون ، كانت حالياً تتدرب على نوعٍ من تقنيات الحركة التي أعطاها لها بردارك

عندها في الثانية التالية ، شعرت بنوعٍ من الضغط لبعضة ثواني ، ثم أختفى الضغط مباشرة ، ألتفتت شيمون نحو جهةٍ معينة ، بالتحديد الجبل الذي كان قريباً بينما لمعت أعينها

بدون تأخير ، ركضت بأقوى سرعةٍ تملكها بأتجاه الجبل ، بعد الركض لبضعة دقائق ، وصلت للجبل الذي بجانب البحيرة ، كان هناك كهفٌ يتوسط الجبل

فجأة ، خرج ظلٌ يطفو من داخل الكهف ، كان بردارك! ، كان يطفو! ، هذه علامةٌ على أنه قد أخترف لنواة الزو!

قفزت شيمون من السعادة بينما تنادي

" أخي بردارك!! ، لقد نجحت! ، أنت بعمر ال19 و بضعة أشهر ، لكنك أخترقت لنواة الزو بالفعل!! "

" في سنةٍ و أربعة أشهرٍ تقريباً ، وصلت من ذروة المستوى السادس لسيد الزو إلى نواة الزو!! ، أنت عبقري!! "

نقل بردارك الذي في الهواء بصره لشيمون ، أختفى وجهه البارد و تشكلت إبتسامةٌ بالكاد ترى على وجهه ، لكنها موجودة ، نزل من الهواء و وقف أمام شيمون بينما يضع يده على رأسها و يتكلم

" لم أخترق بسبب موهبتي ، كان السبب هو الكنز الموجود داخل الجبل ، كان هو سبب توقفي هنا للتدريب "

حصل بردارك على معلوماتٍ تدل على هذا الجبل ، قالت المعلومات أنه يوجد هنا فواكه زو عالية الجودة تزيد من سرعة الزراعة و تساعد على الإختراق لنواة الزو ، لذلك لم تتجرأ الوحوش على الاقتراب من هذا المكان ، كان ضغط هذه الفواكه عالية الجودة كشخصٍ في مستوى تشكيل الحياة على الأقل

لذلك ظنت الوحوش أنه يتواجد وحشٌ خطير هنا و هذه أرضه

عندها سألت شيمون

" إذاً ، الآن بعد أن أخترقت ، هل سنغادر؟ "

أختفت أبتسامة بردارك الخفيفة بالفعل و عاد وجهه الجاد ، تحدث بصوته الهادئ

" نعم ، حان وقت عودتي بما أنني أخترقت بالفعل لنواة الزو "

لم تتحمل شيمون و قفزت من الفرحة ، كانت تريد مغادرة المكان بعد أن بقيت هنا لأكثر من سنة ، كما انها تريد رؤية بقية العالم بسبب فضولها ، الآن و هي مع بردارك ، أصبح لديها الكثير من الأحلام التي لم تكن تملكها

تنهد بردارك عندما رؤيته لشيمون السعيدة ، ثم ألتفت نحو جهةٍ معينة و تحدث

" علينا الذهاب نحو مدينة آسلان ، هناك سنجد قناة نقلٍ للمسافات الطويلة ، سنصل عن طريقها مباشرةً لوجهتنا "

" و ما هي وجهتنا؟ "

سألت شيمون بفضولٍ واضحٍ في عينيها ، فأجابها بردارك

" العاصمة الأمبراطورية "

...

أستغرقت الرحلة لمدينة آسلان أسبوعين تقريباً ، و من هناك ، أستخدم الأثنان قناة نقلٍ للمسافات الطويلة ، بالطبع هذا شيءٌ ستمتلكه فقط الأمبراطوريات ، و بعض الممالك النخبة

في هذه اللحظة ، كان المنظر أمام شيمون مشوشاً بسبب أستخدامها لقناة النقل لأول مرة ، بعد بضعة ثواني أصبح نظرها واضحاً ، أتسعت عيناها مباشرةً بينما تم فتح فمها بقوة ، خرجت كلمةٌ واحدةٌ من فمها

" كبيرة!!! "

كانت حالياً في وسط ساحةٍ عامة تحيط بها البنايات من كل مكان ، كان كل بناءٍ مصنوعٍ من أفضل أنواع الخشب و الطوب و حتى أحجار الزو!!

كانت المباني الكبيرة المؤلفة من أربعة طوابق و خمسة طوابق و أكثر في كل مكان ، و كان عدد الأشخاص كالنمل!!!

و لم يكونوا أشخاصاً عاديين ، كان يمكنك أن ترى تدفق الزو و سيد الزو هنا في كل مكان ، و حتى أنك ستجد بعض نواة الزو يتجولون أحياناً!

لم يتفاجئ بردارك لأنها ليست المرة الأولى له هنا ، تقدم للأمام بينما تتبعه شيمون من الخلف و تنظر يميناً و يساراً بعيونٍ لامعة

سار الأثنان لبعضة دقائق ، كلما سار الأثنان في إتجاهٍ معين ، كان عدد المشاة يقل ، لكن نوعيتهم تزداد ، كان تدفق الزو غير موجودٍ الآن ، لكن نواة الزو كثروا في الشوارع

عندها وصل الأثنان أمام بوابةٍ سوداء و ذهبية ، كان هناك صفٌ من الحراس المهيبين أمامها ، يبدو أن المشاة لم يجرأوا على الاقتراب من هذه البوابة ، لكن في نفس الوقت كانوا ينظرون نحوها بأحترام

بعد وصول بردارك أمام البوابة ، خلع العبائة عن وجهه ليظهره للحراس

نظر له الحراس ببعض المفاجئة ، لكن في الثانية التالية وقفوا بأحترامٍ بينما يفتحون البوابة له

سار بردارك دون الأهتمام بتصرف الحراس ، و كانت شيمون تتبعه طوال الوقت ، كان خلف البوابة قصرٌ أبيضٌ و رمادي ، كان تصميم القصر بسيطاً و جميلاً

تواجدت حديقةٌ كبيرةٌ أمام القصر ، كانت مليئةً بأجمل أنواع الزهور و الأشجار و البحيرات

كانت أعين شيمون تلمع طوال الوقت و هي تنظر لهذا المنظر الخلاب ، لكن بردارك كان يضع وجهاً بارداً و سار عبر الحديقة و وصل أمام القصر ، دخل داخل القصر و سار في ممراته الواسعة ، رغم أتساع الممرات ، كان التصميم بسيطاً دون لوحاتٍ او تماثيل

بعد السير قليلاً ، وصل الأثنان أمام بابٍ خشبيٍ متوسط الحجم ، ألتفت بردارك لشيمون و تحدث بصوتٍ خفيف

" لا تحدثي أي ضجة "

أومأت شيمون بطاعةٍ بعد أن رأت منظر بردارك الجاد ، تنفس بردارك بعمقٍ و دفع الباب بهدوء

أستقبلهم منظر غرفةٍ متوسطة الحجم و مظلمة ، كانت الغرفة مظلمةً بسبب الستائر المغلقة ، لكن يمكن تمييز بعض أثاثها قليلاً ، على ما يبدو كانت غرفة نوم

من بين الستائر ، خرج جزءٌ من شعاع الشمس ليسقط على جسمٍ جالسٍ في وسط الغرفة ، كان شابً يبدو بعمر ال20 ، شعره الأسود الطويل كان يلمع كالحرير تحت شعاع الضوء الخفيف الساقط عليه

كان جالساً على مقعدٍ خشبي و أمامه طاولةٌ موضوعٌ عاليها لوح شطرنج ، كانت قطعه الغريبة تدل على قدم هذا اللوح

كانت يد الشاب الشاحبة على ذقنه بينما كانت عيناه موجهةً نحو لوح الشطرنج ، يبدو أنه كان يفكر ، لكن عند النظر جيداً ، سترى أن عيناه كانتا شاحبتان بلا حياة أو ضوءٍ فيهما ، كان أعمى

كان منظر سقوط جُزءٍ خفيفٍ من شعاع الشمس على هذا الفتى في وسط هذه الغرفة المظلمة بينما لوح الشطرنج القديم أمامه منظراً ينشر الهدوء في نفس المرء

كان الأمر كما لو أن هذه الغرفة و هذا الشخص قد تم فصلهما عن جميع المشاكل في هذا العالم ، و لم يبقى سوى الهدوء و السكينة يشاهدان هذا الفتى ليلعب دوره في الشطرنج

تقدم بردارك بخطى هادئة و ثابتة قدر الإمكان بينما تبعته شيمون ، وصل إلى جانب الفتى الأعمى و إنحنى قليلاً

" لقد عدت ، أيها الأمير "

2021/08/06 · 747 مشاهدة · 1549 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024