مر الوقت كالنهر الثابت ، و تعاقبت الفصول و قد مر على إحتلال مملكة السيوف التسعة لمملكة الصخور السوداء سنتان تقريباً
من حيث الوضع الخارجي ، كانت جميع الممالك القريبة تضع أعينها و ترفع حذرها من مملكة السيوف التسعة ، في النهاية هذه المملكة أستطاعت إسقاط مملكةٍ مثل مملكة الصخور السوداء ، و مع الموارد و الأرض المكتسبة ، ربما تضاعفت قوة مملكة السيوف التسعة عدة أضعاف
لكن إلى الآن ، لم تلاحظ بقية الممالك المجاورة إي تحركاتٍ غريبةٍ و كبيرة من مملكة السيوف التسعة ، هذا جعلهم يزدادون حيرةً عن الخطوة التالية التي ستقوم بها هذه المملكة
من حيث الوضع الداخلي ، فقد أغلقت مملكة السيوف التسعة على نفسها و تم تطوير و تغيير الكثير من الأشياء ، مثلاً ، تم تنضيف البلاط الملكي من الأشخاص الذي عارضوا سياسات شين نو الجديدة و القاسية
و إزداد عدد قوات تشكيل الحياة في المملكة إلى سبعة عشرة شخصاً!
كان هذا سبعة عشر قوة تشكيل حياة! ، كانت قوةً عليا في المنطقة المجاورة ، حصلوا على قوات تشكيل الحياة السبعة بعد محو مملكة الصخور السوداء
كانوا في الأصل ثمانية ، لكن أحدهم أنتحر و حاول سحب الجنرال معه في محاولةٍ يائسة قبل أن يتم أسره
و بالنسبة لولائهم؟ ، لقد شكل الجنرال مع السبعة عقداً يسمى عقد الدم ، هذا العقد يجعل منهم أشخاصاً يستمعون لأوامر صاحب العقد رغماً عنهم ، بالطبع يجب أن يكون صاحب العقد أقوى منهم حتى يتم تنفيذ العقد
و كان أول أمرٍ للجنرال هو أن يستمع السبعة لأوامر شين نو تحت أي ظرف ، و ستكون أوامر شين نو صاحبة الأولوية دائماً ، بالطبع فعل هذا لأنه لم يهتم بأمر ثمانية أشخاصٍ يتبعونه بأستمرار ، كما أنه لم يقلق من قوتهم لأنه أقوى منهم ببساطة
بالنسبة للجيش ، فقد زاد عدده ليصبح 200 ألف! ، كان هناك من الذين كانوا في جيش مملكة الصخور السوداء سابقاً ، و البقية كانوا من سكان مملكة الصخور السوداء المناسبين للجيش
بالطبع ، لم يكن هذا الجيش كما كان في السابق ، لقد أشرف شين نو على تدريب هؤلاء ال200 ألف شخصياً ، لقد أذاقهم الجحيم حرفياً ، من السباحة في النفط الأسود أثناء القتال ، إلى القتال بيدٍ واحدة ضد خمسة أشخاصٍ في نفس المستوى ، حتى أنه كان هناك بعض التدريبات الخاصة للقادة الأعلى لم يشهدها أحد
لكن ما عرفه الناس ، ان القادة الأعلى بعد أنتهاء التدريب ، قد تحولوا من حيث الشخصية و الهالة ، أصبحوا أبرد و أقسى و...أكثر مكراً ، على الأقل ، هذا ما كان واضحاً على السطح ، لم يرى أحدٌ القادة الأعلى يقاتلون بسبب السلام الذي دام سنتين تقريباً
بالنسبة للفرقة الرابعة؟ ، فقد جعلهم شين نو فرقةً خاصة تعمل تحت أوامره الشخصية فقط ، بالطبع أدخلهم في تدريباتٍ و إعادة تأهيلٍ خاصة ، بحيث أصبحوا الآن أكثر وحشيةً و قسوة و قوة ، أضعف شخصٍ فيهم الآن في ذروة تدفق الزو ، و هناك حتى بينهم نواة الزو!
بالطبع ، أستخدم شين نو بعض الطرق الخاصة من عالمه السابق لزيادة قوتهم بسرعة...
حالياً ، كان آزار يرتدي ملابس سوداء مشبعةً باللون الأحمر الزاهي ، بينما علق نوعاً من قناع العينين الأحمر و الأبيض على جانبه، بينما يسير في ممر القصر الملكي ، كان شعره الأحمر واضحاً للعين ، يبدو أنه قد قصه لأنه أصبح أقصر الآن
أصبح آزار الان في عمر ال19 سنة و سيدخل قريباً للعشرين ، لكن الأمر الصادم هو أنه إذا نظرت إلى داخل جسده ، بالتحديد داخل الدانتيان ، ستجد كرةً سوداء صغيرة تدرو بأستمرار
كان هذا تجمعاً للزو في مكانٍ واحد و ضغطه و تكثيفه لتكوين نواةٍ دوارة ، هذا هو الدليل على أن آزار قد أخترق لنواة الزو! ، أن يخترق لنواة الزو قبل العشرين ، لم تكن موهبة آزار عاليةً فقط ، كان عبقرياً ببساطة ، لكن بالطبع أخترق بهذه السرعة مع مساعدة بعض الموارد النادرة التي حصلوا عليها بعد إحتلال مملكة الصخور السوداء
كان آزار يسير بخطى ثابتة إلى أن وصل أمام بوابةٍ متوسطة الحجم ، خلف البوابة تواجدت حديقةٌ مخضرةٌ و زاهية ، كانت أشجار الكرز الجميلة تتمايل مع الريح بينما تنثر أزهارها الجميلة في أنحاء المكان
كان الجو ليلاً ، لكن القمر الساطع في السماء كان ينير هذه الحديقة كما لو أنه يحدق بها متأملاً بسكونها و جمالها
في وسط الحديقة ، جلس شابٌ يبدو بعمر ال18 بجانب بحيرةٍ صغيرة بينما يشرب النبيذ و يتأمل المنظر
كان الشاب يملك شعراً طويلاً أسود و بشرةً شاحبة ، لم يكن وجهه جميلاً جداً ، يمكن أعتباره وسيماً قليلاً ، لكن إذا نظرت إلى عينيه لأول مرة ، فستقف في مكانك لبضغة ثواني مذهولاً منها
كانت عيناه سدواء و عميقة كالهاوية ، لم يكن هناك أي لمعانٍ فيها أو تموج ، كانت غامضةً ببساطة
دخل آزار للحديقة و تقدم للشاب بينما ينادي
" شين نو ، لقد أنتهيت من الترتيبات بالفعل ، لكن هل أنت متأكدٌ من خطتك؟ ، الأمر فيه مخاطرةٌ كبيرة كما تعلم "
ألتفت شين نو لآزار و أجابه بصوتٍ غير مبالي بينما يحمل كوب النبيذ بيديه
" لا تقلق ، حتى لو حصلت بعض الأمور الخاطئة و التغيرات المفاجئة ، فأنا مستعدٌ لها ، في النهاية ، لا يمكن تسمية الخطة بالخطة إذا لم تتوقع فشلها و تستعد للتعامل مع الفشل "
" آمل أن تسير الأمور جيداً ، أظن أن ذلك الأمير لن يتوقع ما سيحصل له "
تحدث آزار بينما كانت ملامح السخرية تعلوا وجهه ، و في الثانية التالية ، يبدو أنه تذكر شيئاً و سأل شين نو
" ماذا عن بلود ، لم يره احدٌ منذ سنتين ، أنت تقول أنك أرسلته لنوعٍ من التدريب الخاص ، لماذا أشعر انك قتلت الفتى ببساطة؟ "
هز شين نو رأسه و تحدث ساخراً
" لم أقتله ، كل ما فعلته هو أنني وضعته في تدريبٍ نسبة الموت فيه 90% ، ثم تركته ليتدرب ، انا نفسي لا أعلم هل هو حي أم لا ، أخبرته أن يعود بعد سنتين من التدريب ، لذلك سنعرف قريباً إذا عاش أم مات "
تنهد آزار عند سماعه لكلام شين نو و صلى من أجل بلود المسكين في قلبه ، أن يقول شين نو أن نسبة الموت 90% ، ألا يعني هذا أنه في الحقيقة الموت مؤكد؟
لكنه أبعد الأمر عن رأسه في الثانية التالية لأنه لم يهتم به حقاً ، و أكمل حديثه مع شين نو
" حسناً ، سأذهب لأبلاغ هولزين لكي يكون مستعداً ، و سأرسل رسائل لجواسيسنا في بقية الممالك ليعلموا أن الخطة سيتم تنفيذها ، و سأرسل الدعوات للممالك الأربعة المحيطة بنا "
كان هناك في الأصل مملكتان تحيط بمملكة السيوف التسعة إذا لم نحسب مملكة الصخور السوداء ، لكن بعد إحتلال هذه المملكة ، أصبح الشمال و الجنوب في مملكة الصخور السوداء أيضاً ممالك مجاورة ، و الغرب كانت مملكة السيوف التسعة بالطبع ، و بالنسبة للشرق ، فكانت عبارةً عن سلسلة جبالٍ عملاقة ممتدةٍ على طول بضعة ممالك
غادر آزار بعد أن تحدث مع شين نو لبعض الوقت ، و تُرك شين نو وحيداً مرةً أخرى في هذا المكان الساكن
إذا أستشعرت التقلبات التي تظهر منه ، سترى أنه وصل لذروة سيد الزو بالفعل ، كان على بعد خطوةٍ للوصول لنواة الزو ، كان هذا بالطبع مع مساعدة موراد المملكة
لكن شين نو نفسه يعرف مقدار صعوبة هذه الخطوة ، هذا الجسد يملك موهبةً ضعيفةً جداً ، لقد وصل بالفعل لحدوده و عبرها ، لا يستطيع شين نو أن يخترق لنواة الزو قبل أن يزيد موهبة هذا الجسد
كان يملك بالطبع طرقاً لزيادة موهبة هذا الجسد ، لكن كل هذه الطرق إحتاجة لمواردٍ كثيرةٍ و نادرة لا يملكها حالياً
تنهد شين نو و قرر ترك زراعته تستقر في ذروة سيد الزو لبعض الوقت حتى تزيد أساساته بينما يبحث عن طريقةٍ لزيادة موهبته
و رغم أن زراعته في ذروة سيد الزو ، إلا أنه ركز على إتقان سيفه و مهاراته الخاصة ، في هذه السنتين ، أختار أفضل أنواع المهارات الممكنة التي يستطيع أختيارها من ذاكرته و دمجها مع بعض التي هنا لتصبح مهاراتٍ أقوى
بالنسبة لأتقانه للسيف ، فقد وصل لمستوى عميقٍ جداً ، في النهاية كان في السابق خبيراً أعلى في السيف ، حالياً ، لقد حصل بالفعل على نية السيف و مجال السيف!
كان هذا نوعاً مختلفاً من الأتقان ، كانت نية السيف شيئاً سيزيد من قوة هجماته و حدتها و سرعته عند أستخدام السيف ، أو حتى بدونه ، بالطبع الزيادة لن تكون قليلة
و بالنسبة لمجال السيف ، فهو نوعٌ غامضٌ من القوة بالنسبة لشين نو ، لم يكن موجوداً في عالمه السابق ، كان يستكشفه في الوقت الحالي و لا يعرف كيفية أستخدامه بالضبط ، لأنه قد وصل إليه مؤخراً فقط
في الواقع ، لم يجد شين نو وصوله لنية السيف بهذه السرعة أمراً غريباً ، في النهاية الوصول لها لا يعتمد على تدريب المرء أو قوته ، له علاقةٌ بفهم الشخص للسيف ، لذلك وصل شين نو لنية السيف بسرعة ، لكن بالنسبة لمجال السيف ، فقد توقف فيه لأنه لم يفهمه تماماً ، في النهاية هذا المجال جديدٌ عليه
شرب شين نو النبيذ الذي في يديه إلى أن فرغ كوب النبيذ تماماً ، عندها تمتم شين نو بينما يحبك حواجبه قليلاً
" ...الأمر غريبٌ حقاً... "
عندما كان شين نو يملك وقت فراغ ، كان يقرأ في المكتبة الملكية الخاصة بمملكة الصخور السوداء و مملكة السيوف التسعة
كان يقرأ لزيادة معرفته عن هذا العالم و القوى التي فيه ، في النهاية ، لم يكن يعرف شيئاً غير المعلومات العامة في مملكة السيوف التسعة
لقد قرأ الكثير من الكتب في المملكتين و تعرف على الكثير من القوى و المعلومات ، لكن كان هناك شيءٌ أزعجه كلما قرأ أكثر
بينما يقرأ الكتب بأستمرار ، لاحظ أن أقدم كتبٍ موجودة تحكي عن الخمسين ألف سنةٍ السابقة ، لو كانت فقط في مكتبة مملكة السويف التسعة فلن يهتم كثيراً
لكن الكتب في المملكتين الأثنين كانت تصل عمرها لخمسين ألف سنةٍ بالضبط ، لا أقل ، كما لو أن تاريخ العالم قد بدأ قبل خمسين ألف سنةٍ فقط
كان هذا شيئاً أزعج شين نو إلى أن وجد كتاباً قديماً في غرفة ملك مملكة السيوف التسعة السابق ، كان هذا الكتاب بعنوان ، ( العصور الضائعة )
كان مضمون الكتاب قليلاً جداً ، في الواقع كان صفحةً واحدةً فقط ، كتب فيها الآتي
– العصور الضائعة ، و هي العصور التي تعود لما قبل خمسين ألف سنةٍ من الآن ، حيث لا أحد يعرف ماذا حصل فيها و لا توجد أي كتبٍ أو معلوماتٍ عن تلك العصور ، الشيء الوحيد المعلوم هو أنه بعد أنتهاء تلك العصور ، بالضبط قبل خمسين ألف سنة ، حدث تغيرٌ عملاق هز العالم أدى إلى دثر تلك العصور مع كل كان له علاقةٌ بها تقريباً .
كان هذا كل شيءٍ كتب في الكتاب ، كان شين نو يفكر في هذا الأمر حائراً حول هذا الحدث الغريب ، لكنه قرر أن لا يفكر بهذا الأمر حالياً
ظهرت إبتسامةٌ خفيفةٌ على وجهه بينما تحدث
" الآن ، علي أن أتجهز لأستقبال ضيوفي الأعزاء "
...
في هذا اليوم ، تلقت الممالك الأربعة المجاورة لحدود مملكة السيوف التسعة الجديدة ( مع حساب حدود مملكة الصخور السوداء ) دعواتٍ في نفس الوقت تقريباً
كانت هذه الدعوات مقدمةً من مملكة السيوف التسعة و كتب فيها أن مملكة السيوف التسعة تدعو الممالك المجاورة بحسن نية لزيادة العلاقات الدبلوماسية و أقتراح نوعٍ من الخطط الذي سيفيد جميع الممالك
__________________________________
أنتهت الراحة و حان الوقت للعودة إلى الرواية ، آمل أنكم أشتقتم للرواية 👀🖤
هذه صورة آزار بعد السنتين
