كان الوقت ظهراً و كانت الشمس تسطع في السماء ، كان آزار واقفاً على جبلٍ عشبيٍ و مزهر
بالقرب منه ، كانت هناك شجرةٌ مخضرةٌ و نابضةٌ بالحياة ، كانت الأزهار تنتشر على طول الجبل و أنحائه ، كان منظراً جميلاً حقاً
تواجد شاهد قبرٍ رماديٍ أمام آزار ، كان مجرد شاهد قبريٍ بسيط مصنوعٍ من الحجر ، كتب عليه كلمتان فقط
– الشيخ الثالث
لم يعرف آزار أسم الشيخ الثالث ، عندما يسأله عنه ، سيرفض الأجابة ببساطة ذاكراً أن أسمه قد ذهب مع الماضي ، لذلك كتب على القبر الشيخ الثالث فقط ، تقدم آزار للقبر و أنحنى على ركبةٍ واحدة بينما يضع يده على شاهد القبر كما لو أنه يضع يده على كتف أحدٍ و تحدث مبتسماً
" الشيخ الثالث ، مضى بعض الوقت منذ زرتك آخر مرة ، أنني مشغولٌ بعض الشيء بالتحضير لخطة شين نو "
" أنه يتجهز لفعل شيءٍ كبير ، يبدو أنه يريد السيطرة على الممالك الأربعة معاً في نفس الوقت ، عندما سمعت هذا لأول مرة ، أردت أن أصفعه لأنني شككت أنه قد أصبح مجنوناً "
" لكن الآن ، بدأت أرى حواف الخطة و نقاطها و هي تترابط ، أنه مثيرٌ للأعجاب حقاً عندما تفكر أنه يخترع خططاً معقدةً كهذه "
" عندما أعتلى شين نو العرش ، قتلت جميع العائلة الملكية بيدي ، ثم جمعت دمائهم و ذهبت مع الجيش لمحو طائفة اللهب الأخضر من العالم ، بعد أن جمعت دماء قادة طائفتهم ، صببت دمائهم كلهم على قبرك ، آمل أن هذا قد قلل من ألمك بعد الموت قليلاً... "
تحدث آزار مع شاهد القبر لساعتين كاملة ، في النهاية ، تنهد و قام ليغادر الجبل ، كانت هناك ثلاثة شواهد قبرٍ قريبةٍ من الشجرة في الجهة الأخرى ، كانت تلك عائلة هولزين ، والده و والدته و أخته الصغيرة
بعد مغادرة آزار ، عاد الجبل الجميل إلى السكون و الهدوء
...
في أماكن أخرى خارج مملكة السيوف التسعة ، كانت الممالك الأربعة متفاجئةً بحركة مملكة السيوف التسعة في دعوتهم لحفلٍ دبلوماسي ، لكن الممالك الأربعة أختارت جميعها أن تذهب ، في النهاية ، أرادوا أن يعرفوا ما قوة هذه المملكة التي محت مملكة الصخور السوداء قبل عامين
في قصرٍ فخمٍ و كبير ، كان يجلس ملكٌ في منتصف العمر على عرشٍ ضخم ، أمام الملك ، كان هناك شابٌ يبدو في بداية العشرينات و على وجهه نظرةٌ ساخرة بينما يتكلم
" الأب الملكي ، هذه المملكة متغطرسةٌ لتقول أنها تريد مناقشة بعض الأمور و أنه يجب علينا نحن أن نذهب إليها ، لماذا لا نطبق الخطة غداً و نمحو غطرستهم "
" لا تتسرع ، لنرى أولاً ماذا يريدون ، ربما هو شيءٌ نستطيع الأستفادة منه ، سأرسلك أنت و أحد القادة الأعلى كمبعوثين دبلوماسيين ، أريدك أن تتحق من الوضع هناك قبل تنفيذ الخطة "
أجابه الملك و نظرة مكرٍ تعلو وجهه ، فهم الشاب الذي يبدو أنه الأمير قصد الملك و لم يصر على فكرته أكثر ، لم يلاحظ الأثنان أن هناك أحداً كان يسترق السمع لحديثهما...
حل المساء سريعاً و كان جميع مبعوثي الممالك الأربعة قد وصلوا تقريباً من ممالكهم إلى مملكة السيوف التسعة ، لم تستغرق رحلاتهم طويلاً لأنهم يملكون جميعاً وحوشاً في مستوى نواة الزو كمطية طائرة
وصل جميع المبعوثين من الممالك الأربعة بالقرب من عاصمة مملكة السيوف التسعة في نفس الوقت تقريباً ، لاحظوا بعضهم بالطبع ، لكن تفاعلهم كان بسيطاً جداً ، أومأ كل واحدٍ للآخر و تابعوا التحليق فوق العاصمة
كان المبعوثون يلاحظون العاصمة باهتمامٍ تام ، في النهاية تم أمرهم بأن يجمعوا أكبر قدرٍ من المعلومات التي يستطيعون الحصول عليها من هذه المملكة
لاحظوا البنايات العالية و المواطنين الكثيرين ، في الواقع ، أكثر ما لاحظوه هو أن أغلبية المواطنين إذا لم يكن جميعهم يبتسمون أو يضحكون طوال الوقت ، لقد تسألوا إذا كان هناك مهرجانٌ الآن
لم يتأخروا و وصلوا بالقرب من القصر الملكي ، أصدر جميع المبعوثين الأربعة أوامرهم و هبطت الوحوش الطائرة في الساحة أمام القصر الملكي
نزل المبعوثون الأربعة و حيوا بعضهم البعض ، بالطبع كل واحدٍ منهم لديه مرافقٌ في مستوى تشكيل الحياة ، كان أحد المبعوثين أمرأةً في منتصف العشرينات بشعرٍ بنيٍ فاتح و قصير ، كانت عيناها تلمع بالذكاء من حينٍ لآخر بينما تراقب محيطها
الشخص الذي كان يتحدث مع هذه الفتاة ، هو رجلٌ يبدو في الثلاثين من عمره بشعرٍ خفيفٍ على رأسه و شاربٍ رمادي ، كانت عيناه السوداء هادئةً و مركزة ، كان المبعوث الثاني
لاحظ الأثنان أن هناك أحداً يقترب منهما ، كان فتى شاب ربما في بداية العشرينات ، كان يبدو مظهره عادياً و غير مميز بشعره الأسود القصير ، كان المبعوث الثالث ، خلفه الفتى الذي كان يتحدث مع الملك سابقاً عن خطةٍ غامضة ، كان صاحب شعرٍ أشقرٍ طويل ، كان المبعوث الرابع
إذا حسبنا المرافقين معهم ، فسيكون مجموع الأشخاص الذي أتوا اليوم لمملكة السيوف التسعة لتلبية الدعوة ثمانية
لاحظ الثمانية فتاةً بشعرٍ أزرق طويل و عيونٍ زرقاء لامعة تقترب منهم ، كانت الفتاة تنضح بجوٍ من الهدوء و الثقة ، مع الجسمها المتناسق جعل منظرها المرء يفكر بالمحيط الهادئ
وصلت الفتاة أليهم و تحدثت بينما تضع إبتسامةً ترحيبيةً على وجهها و تتحدث
" مرحباً أيها المبعوثون ، أنا دانا ، سأكون مسؤولةً عن قيادتكم إلى قاعة الولائم "
زادت إبتسامة دانا و لمع بريقٌ في عينيها بينما أكملت بصوتٍ عذب
" مرحباً بكم في مملكة السيوف التسعة "
أستدارت و قادت الطريق بينما تبعها المبعوثون و هم ينظرون حولهم بفضول ، كانوا يتفحصون القصر الذي دخلوه و يقيمونه في رأسهم ، لم يكن القصر باهضاً و لامعاً جداً لكنه لم يكن بسيطاً جداً أيضاً ، تستطيع القول أنه يليق تماماً بملك
بعد السير لبضعة دقائق ، وصل المبعوثون بقيادة دانا إلى قاعةٍ كبيرة كانت مزينةً بالتماثيل و اللوحات الرائعة ، كانت الستائر الحمراء المطوية تعطي شعوراً راقياً مع الجدران البيضاء المنقوشة
كان في وسط القاعة مائدةٌ خشبيةٌ طويلة ، كانت المقاعد مصنوعةً من خشب الزو الأسود النادر ، و مع كل مقعد كانت هناك وسادةٌ مريحةٌ مزخرفة
بصراحة ، رفع المعوثون إبهاماً لملك مملكة السيوف التسعة الجديد عندما رأوا هذه الترتيبات ، كان حقاً مراعياً للأصول و الآداب و حتى ذوقه كان راقياً ، كما لو أنه ولد ليكون ملك
جلس كل مبعوثٍ بجانب مرافقه على المائدة بينما وقفت دانا في نهاية المائدة و تحدثت بنفس إبتسامتها
" الملك يجهز نفسه لكي يأتي و يرحب بكم ، بينما يأتي ، أرجوا أن تتمتعوا بعزف الموسيقيين لدينا "
أشارت دانا إلى مسرحٍ متوسط الحجم في نهاية القاعة و تم رفع الستار ليظهر ثلاثة عازفين و أربعة راقصات ، كان العازفون يعزفون على القيثارة بينما تتمايل أجساد الراقصات يميناً و يساراً
لم ينزعج المبعوثون من تأخر الملك لأن هذا كان طبيعياً بالنسبة لهم ، على الملك أن يصل متأخراً بعد يستمتع المبعوثون قليلاً ، كان هذا نوعاً من الأصول القديمة لكن المستمرة
لكن شيئاً فشيئاً ، بمرور الوقت ، أصبحت وجوه المبعوثين منزعجةً أكثر ، لقد تأخر الملك لساعتين بالفعل!! ، في الواقع ، أراد المبعوثون المغادرة منذ الساعة الأولى التي لم يظهر فيها الملك ، لكن دانا أخبرتهم أن الملك قد تلقى نوعاً من الأخبار العاجلة التي تخص مصير المملكة لذلك تأخر قليلاً
لكن ان يتأخر لساعتين! ، كان هذا كثيراً! ، لم يعد هذا نوعاً من الأصول ، هذا تجاهلٌ ببساطة!!
عندما كان الفتى صاحب الشعر الأشقر الطويل على وشك الأنفجار بالشتائم ، تم دفع باب القاعة و دخل شابٌ في المقدمة بينما يتبعه من الخلف شابٌ آخر
الشاب الذي في الخلف كان يرتدي زياً عسكرياً في الوقت الحالي بينما شعره الأحمر القصير يبرزه عن غيره ، كان آزار
في المقدمة ، كان شاباً يرتدي زياً أسود و ذهبي ، كانت ملابسه تبدو تقليدية لكنها كانت متناسقةً مع شعره الأسود الطويل و عيناه الغامضة ، إقتراناً مع بشرته الشاحبة ، شكلت مزيجاً مريحاً للعين ، كان شين نو
رفع شين نو يديه في الهواء بينما يبتسم و يتحدث
" أهلاً أيها البعوثون! ، أرحب بكم في مملكة السيوف التسعة، أسفٌ على تأخري فقد حصل أمرٌ طارئ "
تفاجئ المبعوثون عندما رأوا شين نو ، حقاً ، لقد جلسوا في مكانهم مصدومين لبضعة ثواني قبل أن يرفع الرجل الذي في الثلاثينات من عمره يده ليشير لشين نو يسأل بتردد
" أنت ملك مملكة السيوف التسعة؟ "
أدار شين نو رأسه و إبتسامته لم تتغير بينما يجيب
" هذا صحيح "
صدمة ، كانت حقاً صدمةً لهم ، كان الفتى أمامهم يبدو بعمر ال18 عاماً ، لكن ، ألم يكن ملك مملكة السيوف التسعة عجوزاً قديماً؟
الأكثر من ذلك ، من سيجعل فتى في عمر ال18 عاماً ملكاً عليه؟! ، بماذا تفكر المملكة بأكملها؟ ، هل أصيب الجنرال بالخرف؟
لكن المبعوثين قد تدبروا أنفسهم بسرعةٍ و وضعوا وجوهاً مبتسمة بينما يعرف كل واحدٍ عن نفسه لشين نو ، تكلمت الفتاة صاحبت الشعر البني أولاً
" جلالة ملك مملكة السيوف التسعة ، أنا هي مبعوثة مملكة السحابة المتحركة ، تشرفت بلقائك "
" لي الشرف يا آنسة "
أعاد شين نو الأبتسامة للفتاة بينما تتحرك المعلومات في رأسه عن مملكة السحابة المتحركة ، كانت مملكةً تمتلك تسعة قواتٍ في مستوى تشكيل الحياة و جنرالاً واحداً
تقدم الرجل الذي في الثلاثينات من عمره و رحب بشين نو هو الآخر ، لقد قال أنه مبعوث مملكة السهول الخضراء ، مملكةً تحتوي على 12 قوةٍ في تشكيل الحياة و جنرالاً واحد
كان دور الفتى الأشقر لتعرف نفسه ، كانت نبرته و نظرته مختلفةً عن البقية ، لم يحاول حتى الأدعاء بالاحترام لشين نو ، لقد كان مبعوث مملكة الأسد الذهبي ، تحتوي على 11 قادةٍ أعلى و جنرالٍ واحد
كان آخر شخصٍ عرف عن نفسه هو الفتى صاحب الشكل العادي ، كان الأكثر هدوئاً عندما رأى شين نو و تحدث معه ، لقد كان مبعوث مملكة الجبال العالية ، كانت تحتوي على ثمانية قادةٍ أعلى و جنرالٍ واحد
رحب شين نو بالجميع و آشار لهم بالجلوس على المائدة ، جلس في نهايتها بينما كانت دانا على يمينه و آزار على يساره و دخل الخدم لتوزيع أنواع الطعام على المائدة
آشار شين نو للجميع ليتناولوا ما يشائون و كان الخدم يحضرون أنواع الطعام و الأطباق بأستمرار ، حتى أنه كان يمزح مع المبعوثين من وقتٍ لآخر و يمكن الآن سماع الضحك داخل القاعة من وقتٍ لآخر
بعد ساعةٍ من تناول الطعام و الحديث المضحك و غير الرسمي قليلاً ، أزال الخدم جميع الأطباق من المائدة و أصبحت خاليةً بالكامل الآن ، جلس شين نو في نهاية المائدة و وضع يديه على المائدة بينما يسند رأسه و يتحدث
" هل أستمتع الجميع بالضيافة؟ "
" بالطبع! "
" ان الملك شين نو حقاً شهم! "
...
مدح المبعوثون شين نو على ضيافته لأنهم حقاً شعروا بالاهتمام منه ، حتى أنهم نسوا أنه تركهم ينتظرونه لساعتين
عندما سمع شين نو جواب المبعوثين ، زادت الأبتسامة على وجهه بينما أنتشر صوته الهادئ في القاعة بأكملها
" الآن بعد أن أنتهينا من الطعام... "
" حان الوقت لمناقشة أستسلام الممالك الأربعة لمملكة السيوف التسعة كقائدةٍ لها "