" ... "
كان الجو صامتاً في القاعة الكبيرة ، كانت وجوه المبعوثين قد أظلمت بالفعل بينما كان يمكن الشعور بالجو المتوتر بينهم
أستمرت إبتسامة شين نو رغم هذا الجو المتوتر ، عندها تحدثت الفتاة ذات الشعر البني بنبرةٍ باردةٍ قليلاً
" أستسلام؟ ، هل الملك شين نو ربما قد أخطأ في أختيار الكلمات؟ "
أصبحت أعين المبعوثين و مرافقيهم حادة ، لكن شين نو أستمر في نفس وضعيته جالساً في نهاية المائدة و يجيبهم بنفس الأبتسامة
" هم؟ ، لا تقلقي أختياري للكلمات جيدٌ جداً "
لم يتحمل الفتى صاحب الشعر الأشقر الطويل الأمر أكثر و حطم المائدة أمامه بيده بينما صرخ
" هاي أنت أيها اللعين الصغير! ، ألا تظن أنك متعجرفٌ أكثر من اللازم؟! ، أستسلام؟ ، هل تظن أنك بعد أن غزوت مملكة الصخور السوداء أصبحت لورداً للمنطقة؟! "
لم يجيب شين نو على كلمات الفتى الأشقر و نظر له فقط ، هذا زاد من غضب الفتى الأشقر أكثر لأنه ظن أن شين نو يتجاهله ، لذلك وقف من مكانه بينما يتحدث بغضب
" سأرحل من هنا! ، و أنت يا شين نو ، من الأفضل أن تجهز نفسك! ، كلمة أستسلام التي أستعملتها ستشعل حرباً بين المملكتين ، و تؤدي إلى دمارك!! "
خطى الفتى الأشقر خطواته نحو باب القاعة ، لكن عندما وصل بالقرب منه ، تم فتحه من الجهة الأخرى بينما تم سماع صوت ضحكٍ عالي
" هاهاها!! ، يبدو أننا وصلنا في الوقت المناسب لنرى الحفلة! "
بعد أن تم فتح باب القاعة ، دخل منه ثلاثة شخصيات ، كان يسير في المقدمة شابٌ بشعرٍ أصفر متوسط الطول بينما يرتدي درع معركةٍ ذهبي مشبعٍ بالدماء ، كان الضغط الذي يظهره يوضح أنه في بداية مستوى نواة الزو
كان هولزين
خلفه كان هناك شخصٌ مألوف ، جسده العضلي و الضخم الشبيه بالدب و شعره الأسود الطويل يوضحان من كان ، كان الجنرال الخاص بمملكة السيوف التسعة ، كان يقف بهدوءٍ خلف هولزين ، لكن الأمر الغريب أن هناك بعض آثار الكدمات و المعركة على جسده
بجانبه ، وقفت فتاةٌ بشعرٍ أخضر طويل ، كانت عيناها الخضراء تنبضان بالحياة و يبدو شكلها كما لو أنها في بداية الثلاثينات ، كان الضغط الذي تطلقه متساوي مع ضغط جنرال مملكة السيوف التسعة ، كانت في مستوى فهم الموت!
سد هؤلاء الثلاثة طريق الفتى الأشقر الطويل ، كان غاضباً جداً الآن ، لكنه في الثانية التالية صدم ، ليس هو فقط ، حتى الفتاة صاحبة الشعر البني و الرجل في الثلاثينات صدموا ، ألتفتوا جميعاً لجهةٍ واحدة في نفس الوقت
كانوا ينظرون للشخص الوحيد بين المبعوثين الذي بقي هادئاً رغم كل ما حدث ، كان الفتى الذي يبدو عادياً ، مبعوث مملكة الجبال العالية
صر الفتى صاحب الشعر الأشقر الطويل أسنانه و سأل ببرود
" أنت ، ما معنى هذا ، لماذا جنرال مملكة الجبال العالية هنا مع جنرال مملكة السيوف التسعة؟! "
عندما سمع الفتى سؤال الفتى الأشقر ، تكونت إبتسامةٌ كبيرةٌ على وجهه بينما ضحك قليلاً
" هيه؟ ، لماذا برأيك؟ "
" أنت أيها الجبان اللعين! ، أجبني على سؤالي بسرعة!! "
في وسط غضب الفتى الأشقر ، كان المبعوثان الآخران يراقبان ما يحدث و هما في قمة حذرهما ، من الواضح أن هناك شيئاً خاطئاً هنا ، عندها تحدث شين نو الذي بقي هادئاً طوال الوقت
" هولزين ، الجنرال ، هل يمكنكما أن تظهرا لمبعوث مملكة الأسد الذهبي هديتنا الصغيرة؟ "
زادت إبتسامة هولزين عندما سمع كلمات شين نو و أستدار للفتى صاحب الشعر الأشقر الطويل و تحدث بنبرةٍ ساخرة
" أرجو أن تكون الهدية ملائمةً لمستوى حضرتك "
ظهر شيءٌ دائري في يد هولزين من خاتم الزو خاصته و رماه بسرعةٍ نحو الفتى الأشقر ، فعل الجنرال نفس الشيء بالضبط ، وقع الشكلان الدائريان في يدي الفتى الأشقر مباشرة ، عندما كان على وشك رميهما و ألقاء الشتائم على الأثنين أمامه ، أرتجف جسده بأكمله من الملمس بين يديه
أنزل عينيه على الشكلين الغريبين في يده ، عندما رأى ما هما ، سقط أرضاً بينما رمى الشكلين بعيداً ، كانت عيناه مصدومةً لأعلى درجة بينما الخوف يتعمق فيهما ، رفع يده المرتجفة بينما يشير إلى الشكلين و يتحدث بصوتٍ يرتجف
" ما-ما هذا بحق الجحيم!! "
كانت وجوه المبعوثين الآخرين مصدومةً أيضاً ، حتى مرافقيهم كانوا متجمدين في أماكنهم ، الأشخاص الوحيدون الذين بقوا هادئين و هم ليسوا من مملكة السيوف التسعة هم المبعوث من مملكة الجبال العالية و مرافقه و الجنرالة صاحبة الشعر الأخضر
كان سبب الصدمة هو شيئان دمويان بحجم رأس الشخص ، في الوقع كانت رؤوس ، كان الرأس الأول لملك مملكة الأسد الذهبي ، و الرأس الثاني لجنرال مملكة الأسد الذهبي
هذا كان سبب صدمة الفتى الأشقر ، لم يفهم كيف وصل رأس والده و جنرال مملكته هنا ، عندها تحدث شين نو بنفس الصوت الهادئ
" هل تريد أن تعرف كيف حصل هذا؟ "
رفع الفتى الأشقر رأسه ببطئٍ بينما الصدمة و الحيرة في عينيه تزداد دون أن تنقص ، عندما كان على وشك طلب الحقيقة من شين نو ، أكمل شين نو كلامه بنفس الهدوء
" للأسف ، أنا لا أريد ان أضيع أنفاسي لكي أشرح لشخصٍ ميت كيفية موته "
في الثانية التالية تم سماع صوت قطعٍ في الهواء ، ثم تلاه صوت وقوعٍ شيءٍ على الأرض ، كان رأس الفتى الأشقر ، لقد قطع الجنرال رأسه مباشرةً
إذا رأيت رأس الفتى الأشقر تستطيع أن ترى جزءً من الصدمة و الخوف الذي راوده ، لم يمت بسلام ، لم يعرف كيف مات والده أو هو ، لم يعرف حتى ماذا يحدث هنا
بالنسبة لمرافقه ، فكان متجمداً في مكانه طوال الوقت ، لابد أنك تمزح! ، هل تريديني أن أقف أمام شخصٍ وصل لمستوى فهم الموت؟! ، لقد مات الملك و الأمير و الجنرال بالفعل ، لا حاجة لكي أكون موالياً لهم أكثر
على الأغلب هذا كان تفكيره
طوال هذه الأحداث ، كانت الفتاة ذات الشعر البني و الرجل الذي في الثلاثينات من عمره يشاهدان ما يحدث أمامهما بقلقٍ و خوف ، لم يعرفا كيف حصل هذا أو متى ، لكنهما أصبحا خائفين على مملكتيهما و نفسهما ، عندها تحدث شين نو مرةً أخرى
" حسناً ، الآن لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه ، أرجو منكما أن تتبعاني إلى شرفة القصر الخلفية أيها المبعوثان و أنا متأكدٌ من أنكما ستتخذان القرار المنطقي "
وقف شين نو و ترك مقعده متوجهاً إلى خارج القاعة ، لم يملك المبعوثان الأثنان خياراً غير أتباع أوامره و اللحاق به ، بالطبع كان الجميع داخل قاعة الطعام قد خرج معهم
ساروا لبعض الوقت داخل الممرات الطويلة ، كان طريقهم يؤدي للجزء الخلفي من القصر ، عندها وصلوا لشرفةٍ متوسطة الحجم تطل على ساحةٍ خلف القصر ، سار شين نو إلى الشرفة بينما يتحدث و وهو يشير للساحة
" أرجوا منكما أن تشاهدا هذا المنظر أيها المبعوثان "
سار المبعوثان خلف شين نو مع بقية الأشخاص الذين كانوا داخل القاعة الطعام و حدقت أعينهم في الساحة التي أمامهم
أمامهم ، كان هناك ثلاثين شخصيةً واقفة بأنتظام بينما يشع منهم ضغطٌ ثقيلٌ و خطر
عندما رأى المبعوثان هؤلاء الثلاثين شخصية ، أرتسمت الصدمة على وجوههم ، بعد الصدمة كان الخوف و الحيرة ، كان هؤلاء الأشخاص هم ثلاثين شخصاً في مستوى تشكيل الحياة!!
ثلاثين!!
هل تعرف معنى هذا الرقم إذا جمعته مع الجنرالين بجانب شين نو؟! ، أستطاع المبعوثان أن يلاحظا أنه بين الثلاثين قوة تشكيل الحياة ، كان هناك خمسةُ أشخاصٍ كانوا في الأصل أتباعاً لمملكة الأسد الذهبي
أما البقية ، فكانوا من مملكة السيوف التسعة و مملكة الجبال العالية ، عند ملاحظة هذه النقطة ، ربط المبعوثان الخيوط ببعض و فهما الأمر
لقد تعاونت مملكة السيوف التسعة مع مملكة الجبال العالية لتطيح بمملكة الأسد الذهبي ، و على الأغلب هؤلاء الخمسة من مملكة الأسد الذهبي هم من تبقوا من قوات المملكة و أصبحوا أتباعٍ لمملكة السيوف التسعة بعد أسرهم
عندها أقترب شين نو من الرجل الذي يبدو في الثلاثينات من عمره و تحدث بهدوءٍ بينما يبتسم
" هل تعتقد أنني لم أكن أعرف بشأن تعاون مملكتك الصغير مع مملكة الأسد الذهبي؟ "
عندما سمع الرجل في الثلاثينات هذه الكلمات ، تسارع نبضه و ظهر الخوف في عينيه ، لكن شين نو لم يهتم و أكمل
" تريد مملكة الأسد الذهبي أن تتعاون مع مملكة السهول الخضراء لغزو مملكتي ، قوةً مقدارها 23 تشكيل حياة و جنرالين ، من يستطيع إيقاف هذه القوة؟ ، هذا ما كانت مملكتك تفكر به عندما وضعت الخطة مع مملكة الأسد الذهبي "
" لم أستغرق سوى سنةً واحدة لأزرع الجواسيس في مملكة الأسد الذهبي و أشتري بعض وزرائها لجانبي ، أستطعت أن أحصل على جزءٍ من هذه المعلومة بعد فعل هذا "
إزدادت إبتسامة شين نو بينما أكمل
" لكنني لم أقرر صد هجومكم بمفردي ، لماذا علي فعل هذا؟ ، كل ما فعلته هو إرسال رسالةٍ إلى مملكة الجبال العالية أشرح فيها عن خطتكم الصغيرة ، و ستقوم هي بالبحث الدقيق عن المعلومات و التأكد من المعلومة من أجلي ، و كنت متأكداً انها ستقف معي ، هل تعرف لماذا؟ "
" ببساطة لأنها المملكة الأضعف في الجوار ، بعد تدمير مملكتي ، بالطبع لن تقفوا ساكنين ، من المؤكد أن طموحكم سيزيد و تنقلون نظركم إلى فريسةٍ سهلة ، أسهل فريسةٍ ستكون مملكة الجبال العالية ، هذا يعني أنه بعد تدميري ستدمر هي أيضاً "
" كل ما فعلته هو أنني أشرت لهذا الأمر في رسالتي لمملكة الجبال العالية و هي قد وضعت كامل قوتها لتساعدني "
عندها تلعثم الرجل في الثلاثينات بينما حبات العرق تغطي وجهه
" إذاً ، هذه المأدبة كانت مجرد إلهاءٍ حتى تهاجم مملكة الأسد الذهبي فجأة؟ ، هل-هل كان هذا سبب تأخرك في القدوم عند بداية المأدبة؟ "
هذه المرة ، أجاب هولزين على سؤال الرجل في الثلاثينات بنبرةٍ ساخرة
" هاه؟ هل كنت تتوقع حقاً أننا أرسلنا دعواتٍ لكم حتى نقوي علاقتنا؟ ، لقد ذهبت مع الجنرالين و قوى تشكيل الحياة و شاركت في تدمير تلك المملكة ، لذلك تأخر شين نو ، كان ينتظر أشارتي "
لم يجد الرجل في الثلاثينات شيئاً ليقوله فأنزل رأسه بخوف ، بينما كانت الفتاة على الجانب تستمع إلى ما يجري و الصدمة مرسومةٌ على وجهها ، عندها سمع الجميع صوت شين نو البارد و الهادئ
" الآن بعد أن انتهينا من مملكة الأسد الذهبي ، سأرسلكم مع بعض الأشخاص لتوضحوا الأمر لملوك ممالككم ، أخبروهم أنني سأنتظر يومين ، أريدهم أن يأتوا هنا و نناقش مصير هذه المنطقة من الآن و صاعداً "
كانت قلوب المبعوثان باردةً جداً بينما الخوف يغزوا عقلهما ، لكنهما أومئا لا إرادياً
بالنسبة لمبعوث مملكة الجبال العالية ، فكان يعلم أن قوة مملكة السيوف التسعة قد فاقت قوة مملكته الآن بكثيرٍ جداً ، لم يعد هناك تعاونٌ كبيرٌ بينهما ، لكن على الأقل كانوا الحلفاء الأقدم لهم و سيحصلون على فوائد أكثر...