تجمد الجميع ، سواء كانوا شياطين أم بشر ، من أقوى القادة إلى أضعفهم ، لم يتحرك أحدٌ أبداً من الجانبين
ثم في الثانية التالية ، أنفجر جيش الشمال في الهتاف و روح المعركة
" الحامي الأعظم للشمال!!!! "
" أنه هنا!!! أنه فعلاً هنا!!!!! "
" اللعنة!! ، لنقتل هؤلاء الشياطين و نريهم من هم جيش الشمال!!! "
...
في الهواء ، كان آينور يحدق في الشخص الذي أمامه بمفاجئةٍ كبيرة ، ثم أمتلئت عيناه بالاحترام و الخشوع بينما يتراجع للخلف كما تم أمره
في الجهة الأخرى ، كان الشيطان جوزول يحلق في الهواء أمام الحامي الأعظم بينما نظرةٌ كريهةٌ و غاضبةٌ على وجهه ، في نفس الوقت لم يستطع أخفاء الخوف الذي داخله
لكنه أجبر نفسه الهدوء و تحدث
" أيها العجوز القديم ، أنت بالفعل في نهاية حياتك ، كان من الأفضل أن تجد بيتاً هادئاً لتموت فيه بسلام! "
نظر الحامي الأعظم للشمال إلى جوزول بنظرةٍ هادئةٍ جداً ، عيناه الزرقاء كانتا ساكنتين جداً بلا تموجٍ واحد و يبدو كما لو أنهما يحويان بحراً من الحكمة ، لم يجب على كلمات جوزول و تجاهله
غضب جوزول بسبب تجاهل الحامي الأعظم له و رفع يديه بينما بدأ جسده بأكمله ينضح بالطاقة الخضراء الغريب و تحدث
" لا أصدق أنك مازلت قوياً و أنت في نهاية عمرك ، سأريك الآن أنه مهما كنت قوياً ، لن تستطيع الهرب من قيود الموت!! "
كانت الطاقة الخضراء الغريبة تهيج حول جوزول بينما كانت ترتفع للسماء ، أخترقت الغيوم و أنتشرت حتى غطت جميع الأراضي حوله في نطاق 5 أميال!
كانت الطاقة تضغط و تكون نوعاً من الصواعق و الأعاصير التي كانت حجمها بحجم سلسلة جبالٍ كاملة!
كان الأمر جنونياً!
كان الأمر مخيفاً!
كما لو أنها نهاية العالم!!!
لم يشعر الجنود بأي جزءٍ من جسدهم ، كان الأمر كما لو أنهم نملٌ سيتم دهسهم من قبل عملاقٍ مخيف ، كانوا عاجزين!!
في هذه اللحظة ، أخرج الحامي الأعظم للشمال تنهداً خفيفاً و حرك سيفه
كانت حركته خفيفةً و بطيئة ، لم تكن تبدو مميزةً أو مبهرجة
كل ما فعله هو رفع سيفه ، ثم أنزاله ، هذه الحركة البسيطة فقط
لكن ، في اللحظة التي لوح فيها بسيفه ، تم أختراق الطاقة الخضراء الهائجة!
ليس هذا فقط ، أستمر الأختراق إلى أن وصل لجيش الشياطين و أخترقهم بالكامل!!
هذا صحيح ، أخرتقهم بالكامل!!
كان الجيش الذي عدده 100 مليون شيطان بلا حولٍ و لا قوةٍ بينما يتم قطعهم بلا رحمة ، هكذا في غضون عشرين ثانية ، تم قتل الجيش بأكمله!!!
في هذه اللحظة ، كان جوزول مرعوباً جداً ، لابد أنك تمزح معي!!! هل هذا في نهاية عمره؟!! هل تقول لي أنه يحتضر؟!! ، أنه يبدو في كامل قوته!!!!
لكن الأمر لم ينتهي هنا ، بمجرد أن تم قتل جميع الشياطين ، أنحرف الهجوم و أتجه ناحية جوزول بشراسة!!!
كان الهجوم يعطي ضغطاً خانقاً ، كما لو أنه لم يخسر أي طاقةٍ أو قوة أثناء محو جيش الشياطين
كان عقل جوزول في آخر شعرةٍ قبل أن ينهار ، وضع جميع طاقته و قوته و كل شيءٍ يملكه للدفاع ، لكن مهما فعل ، و مهما حاول ، مازال الهجوم يصل و يقطعه ببساطة
أنتشر صراخ ألمه في كل مكان
" آآآآآآآآآآه!!!!! "
كان صراخه مليئاً بالألم و الرعب ، كان يبعث القشعريرة إلى نفوس كل سامعيه
بعد ثانيتين ، أختفى جسد جوزول و لم يبقى سوى دخانٌ أخضر بطول شخصٍ عادي يحلق أمام الحامي الأعظم للشمال ، كان هذا الدخان هو كل ما تبقى من جسد جوزول
عندها ، خرج صوتٌ باردٌ و شريرٌ جداً من داخل الدخان ، كان الصوت سيثلج قلوب أقسى المحاربين كما لو أنه الشر الأعظم
" الحامي الأعظم للشمال... "
" لقد أصبحت أضعف! "
" هاهاهاهاهاها... "
أنفجر الصوت في الضحك و السخرية ، لم يخفي فرح و نية قتله التي غطت كل شيءٍ في نطاق بضعة أميال ، لم ينتظر الحامي الأعظم لكي يرد عليه و أكمل
" أنت بالفعل في نهاية حياتك ، أنا أشعر بهذا!! ، حتى أن قوتك ليست كما كانت في ذروتك! "
" سيأتي اليوم قريباً! ، اليوم الذي تغزوا فيه شياطين قارتك بالكامل!! "
" هاهاهاهاهاهاهاها!!!! "
عندها فقط ، تحدث الحامي الأعظم للشمال لأول مرة بعد أن قتل جيش الشياطين
" أنت حالمٌ جداً... "
نظر بعينيه الساكنة نحو الدخان الأخضر و تحدث بهدوء
" أنا لست سوى مقاتلٍ واحدٍ للبشرية ، السلف الشيطاني ، دعني أذكرك ببعض الأمور "
" البشر...لهم صفاتٌ بشعةٌ كثيرة ، كثيرةٌ جداً "
" أغلبهم يمتلكون الخبث ، المكر ، الغدر ، الجنون ، الفساد "
" من الممكن أن يفعلوا أي شيء ، القتل ، السرقة ، الاغتصاب ، التعذيب ، محو الأمم و كل شيءٍ يخطر على بالك "
" أنهم لا يثقون بغيرهم و يخططون ضد كل شخصٍ حولهم طوال الوقت ، لكن... "
" إذا تم تهديد حياتهم من قبل قوةٍ غريبة... "
أبتسم الحامي الأعظم للشمال و أكمل بنية قتل مقابلةٍ لنية قتل الصوت الذي في الدخان
" سيجتمعون جميعاً ضد هذه القوة "
" تخيل معي كل هذه الصفات تتحد معاً لتقف ضدك ، هل تجرأ على الثقة في أنك ستربح ضدهم؟ "
الصوت الذي داخل الدخان لم يتحدث ، بقي صامتاً ، لكن الحامي الأعظم للشمال أكمل
" دعني أخبرك بأمرٍ آخر أيها السلف الشيطاني... "
رفع سيفه و غرسه أمامه في الهواء و تحدث بفخر
" طالما أن أمبراطورية الشمال المتجمد باقية ، لن تطئ قدم الشياطين أرض القارة! "
" سواء كان ذلك في الماضي ، أو الحاضر و حتى المستقبل!! "
" ستبقى درع القارة و رمحها الأقسى!!! "
أنطلق ضغطه الذي أبتلع نية القتل التي كانت تنتشر في المكان بينما يرفع رأسه بفخر
أنكمش الدخان الأخضر ببطئٍ بينما كان الصوت داخله يصبح أضعف و أضعف
" قلت الكثير أيها الحامي الأعظم... "
" حتى لو كنت محقاً... "
" ...لن يغير هذا حقيقة أنك ستموت قريباً... "
" ...و عندها...لن يكون للشمال حامي... "
أختفى الصوت مع آخر كلماتٍ له ، لكن لم يسمعه أحدٌ من الجنود بفضل ضغط الحامي الأعظم للشمال ، كل ما شاهدوه هو أنخفاض الدخان إلى أن اختفى
عندها أنفجر جميع جنود الشمال في القاعدة!!
" هاااااااا!!!!! "
" هاااااااا!!!! "
...
كان جميع الجنود يصيحون و يحتفلون ، أستطاعوا هزيمة الجيش القوي للشياطين هذه المرة دون خسائر و ظهر الحامي الأعظم للشمال حتى
كانت دمائهم تغلي!!
كانوا فخورين!!
هذا صحيح!! كانوا هم جيش الشمال!! ، درع القارة و رمحها الأقسى!!
بث خطاب الحامي الأعظم للشمال الروح القتالية و الحماس في جميع نفوس الجنود
بينما كان جميع الجنود يحتفلون و يصرخون ، كان نورث ، الأمير الأمبراطوري لأمبراطورية الشمال المتجمد يقف على جدران القاعدة العالية ، بجانبه كان بردارك يقف بصمت
في وسط كل هذا الصخب و الفرح ، كان نورث يرفع رأسه ناحية الحامي الأعظم للشمال بهدوء ، رغم أنه أعمى ، إلا أنك تستطيع أن تشعر أنه كان يحدق في الحامي الأعظم ، بالتحديد كان يحدق في شعر الحامي الأعظم للشمال
هناك ، في مكانٍ صغيرٍ جداً بين الشعر الأزرق المصفف ، كانت خصلة شعرٍ بيضاء صغيرة تظهر ببطئ...
...
بالعودة إلى أمبراطورية دان ، كانت المأدبة قد أنتهت بالفعل و خرج جميع الضيوف من القصر الأمبراطوري
عادت مجموعة شين نو إلى الفندق الذي كانوا يسكنون فيه ، سيبقون في هذا الفندق للأسبوع القادم ثم سيتوجهون لقبر الخالد الغامض مع العائلة الأمبراطورية
في الليل ، كان شين نو حالياً جالساً على مكتبٍ خشبيٍ بينما يكتب رسالةً ما ، كان وحيداً في الغرفة و لم يكن هناك سوى ضوء الشمعة التي بجانبه ليضيء الغرفة
حتى القمر كان محجوباً بالغيوم الكثيفة ، وضع شين نو عينيه على الرسالة التي كتبها و بدأ في قراءتها مرةً أخرى
' أيها الجنرال ، بعد أسبوعٍ من الآن سنتوجه لقبر الخالد الغامض ، لا أعلم كم سنبقى هناك ، لذلك أريدك أن تقلل من تحركات مملكة السيوف التسعة في الأيام التالية و تجعلها أكثر سرية و حرصاً '
' أيضاً ، بالنسبة لمشروعنا الخاص ، أرجو أن تحافظ عليه قدر الإمكان في غيابي حتى نرى مقدار تطوره و إلى ماذا سيتحول '
بعد كتابة هذه الرسالة ، أعطاها إلى أحد قوى تشكيل الحياة الذين تحت سيطرته و أمره بتوصيلها إلى جنرال مملكة السيوف التسعة مباشرةً
جلس شين نو على سريره بينما تأمل قليلاً في كتابٍ بين يديه ، كان الكتاب هو يسمى { العصور الضائعة }
قرأ شين نو هذا الكتاب بالفعل أكثر من مرة ، لكن مهما قرأه ، كان يشعر أن هذه العصور الضائعة غريبةٌ جداً ، جذبت أهتمامه حقاً
كان يجلس على ضوء الشمعة في منتصف الليل بينما يقرأ كتابه بهدوء ، كان شعره الأسود يسقط على جانبه بينما بشرته الشاحبة تحبس الأنفاس ، كان منظره ساكناً و هادئاً جداً...
__________________________________
هذا الفصل هدية لأنني كنت أملك وقت ، لا تنسوا التعليق و كتابة رأيكم عن الرواية 🖤👀