86 - درع القارة و رمحها الأقسى!

تجمد الجميع ، سواء كانوا شياطين أم بشر ، من أقوى القادة إلى أضعفهم ، لم يتحرك أحدٌ أبداً من الجانبين

ثم في الثانية التالية ، أنفجر جيش الشمال في الهتاف و روح المعركة

" الحامي الأعظم للشمال!!!! "

" أنه هنا!!! أنه فعلاً هنا!!!!! "

" اللعنة!! ، لنقتل هؤلاء الشياطين و نريهم من هم جيش الشمال!!! "

...

في الهواء ، كان آينور يحدق في الشخص الذي أمامه بمفاجئةٍ كبيرة ، ثم أمتلئت عيناه بالاحترام و الخشوع بينما يتراجع للخلف كما تم أمره

في الجهة الأخرى ، كان الشيطان جوزول يحلق في الهواء أمام الحامي الأعظم بينما نظرةٌ كريهةٌ و غاضبةٌ على وجهه ، في نفس الوقت لم يستطع أخفاء الخوف الذي داخله

لكنه أجبر نفسه الهدوء و تحدث

" أيها العجوز القديم ، أنت بالفعل في نهاية حياتك ، كان من الأفضل أن تجد بيتاً هادئاً لتموت فيه بسلام! "

نظر الحامي الأعظم للشمال إلى جوزول بنظرةٍ هادئةٍ جداً ، عيناه الزرقاء كانتا ساكنتين جداً بلا تموجٍ واحد و يبدو كما لو أنهما يحويان بحراً من الحكمة ، لم يجب على كلمات جوزول و تجاهله

غضب جوزول بسبب تجاهل الحامي الأعظم له و رفع يديه بينما بدأ جسده بأكمله ينضح بالطاقة الخضراء الغريب و تحدث

" لا أصدق أنك مازلت قوياً و أنت في نهاية عمرك ، سأريك الآن أنه مهما كنت قوياً ، لن تستطيع الهرب من قيود الموت!! "

كانت الطاقة الخضراء الغريبة تهيج حول جوزول بينما كانت ترتفع للسماء ، أخترقت الغيوم و أنتشرت حتى غطت جميع الأراضي حوله في نطاق 5 أميال!

كانت الطاقة تضغط و تكون نوعاً من الصواعق و الأعاصير التي كانت حجمها بحجم سلسلة جبالٍ كاملة!

كان الأمر جنونياً!

كان الأمر مخيفاً!

كما لو أنها نهاية العالم!!!

لم يشعر الجنود بأي جزءٍ من جسدهم ، كان الأمر كما لو أنهم نملٌ سيتم دهسهم من قبل عملاقٍ مخيف ، كانوا عاجزين!!

في هذه اللحظة ، أخرج الحامي الأعظم للشمال تنهداً خفيفاً و حرك سيفه

كانت حركته خفيفةً و بطيئة ، لم تكن تبدو مميزةً أو مبهرجة

كل ما فعله هو رفع سيفه ، ثم أنزاله ، هذه الحركة البسيطة فقط

لكن ، في اللحظة التي لوح فيها بسيفه ، تم أختراق الطاقة الخضراء الهائجة!

ليس هذا فقط ، أستمر الأختراق إلى أن وصل لجيش الشياطين و أخترقهم بالكامل!!

هذا صحيح ، أخرتقهم بالكامل!!

كان الجيش الذي عدده 100 مليون شيطان بلا حولٍ و لا قوةٍ بينما يتم قطعهم بلا رحمة ، هكذا في غضون عشرين ثانية ، تم قتل الجيش بأكمله!!!

في هذه اللحظة ، كان جوزول مرعوباً جداً ، لابد أنك تمزح معي!!! هل هذا في نهاية عمره؟!! هل تقول لي أنه يحتضر؟!! ، أنه يبدو في كامل قوته!!!!

لكن الأمر لم ينتهي هنا ، بمجرد أن تم قتل جميع الشياطين ، أنحرف الهجوم و أتجه ناحية جوزول بشراسة!!!

كان الهجوم يعطي ضغطاً خانقاً ، كما لو أنه لم يخسر أي طاقةٍ أو قوة أثناء محو جيش الشياطين

كان عقل جوزول في آخر شعرةٍ قبل أن ينهار ، وضع جميع طاقته و قوته و كل شيءٍ يملكه للدفاع ، لكن مهما فعل ، و مهما حاول ، مازال الهجوم يصل و يقطعه ببساطة

أنتشر صراخ ألمه في كل مكان

" آآآآآآآآآآه!!!!! "

كان صراخه مليئاً بالألم و الرعب ، كان يبعث القشعريرة إلى نفوس كل سامعيه

بعد ثانيتين ، أختفى جسد جوزول و لم يبقى سوى دخانٌ أخضر بطول شخصٍ عادي يحلق أمام الحامي الأعظم للشمال ، كان هذا الدخان هو كل ما تبقى من جسد جوزول

عندها ، خرج صوتٌ باردٌ و شريرٌ جداً من داخل الدخان ، كان الصوت سيثلج قلوب أقسى المحاربين كما لو أنه الشر الأعظم

" الحامي الأعظم للشمال... "

" لقد أصبحت أضعف! "

" هاهاهاهاهاها... "

أنفجر الصوت في الضحك و السخرية ، لم يخفي فرح و نية قتله التي غطت كل شيءٍ في نطاق بضعة أميال ، لم ينتظر الحامي الأعظم لكي يرد عليه و أكمل

" أنت بالفعل في نهاية حياتك ، أنا أشعر بهذا!! ، حتى أن قوتك ليست كما كانت في ذروتك! "

" سيأتي اليوم قريباً! ، اليوم الذي تغزوا فيه شياطين قارتك بالكامل!! "

" هاهاهاهاهاهاهاها!!!! "

عندها فقط ، تحدث الحامي الأعظم للشمال لأول مرة بعد أن قتل جيش الشياطين

" أنت حالمٌ جداً... "

نظر بعينيه الساكنة نحو الدخان الأخضر و تحدث بهدوء

" أنا لست سوى مقاتلٍ واحدٍ للبشرية ، السلف الشيطاني ، دعني أذكرك ببعض الأمور "

" البشر...لهم صفاتٌ بشعةٌ كثيرة ، كثيرةٌ جداً "

" أغلبهم يمتلكون الخبث ، المكر ، الغدر ، الجنون ، الفساد "

" من الممكن أن يفعلوا أي شيء ، القتل ، السرقة ، الاغتصاب ، التعذيب ، محو الأمم و كل شيءٍ يخطر على بالك "

" أنهم لا يثقون بغيرهم و يخططون ضد كل شخصٍ حولهم طوال الوقت ، لكن... "

" إذا تم تهديد حياتهم من قبل قوةٍ غريبة... "

أبتسم الحامي الأعظم للشمال و أكمل بنية قتل مقابلةٍ لنية قتل الصوت الذي في الدخان

" سيجتمعون جميعاً ضد هذه القوة "

" تخيل معي كل هذه الصفات تتحد معاً لتقف ضدك ، هل تجرأ على الثقة في أنك ستربح ضدهم؟ "

الصوت الذي داخل الدخان لم يتحدث ، بقي صامتاً ، لكن الحامي الأعظم للشمال أكمل

" دعني أخبرك بأمرٍ آخر أيها السلف الشيطاني... "

رفع سيفه و غرسه أمامه في الهواء و تحدث بفخر

" طالما أن أمبراطورية الشمال المتجمد باقية ، لن تطئ قدم الشياطين أرض القارة! "

" سواء كان ذلك في الماضي ، أو الحاضر و حتى المستقبل!! "

" ستبقى درع القارة و رمحها الأقسى!!! "

أنطلق ضغطه الذي أبتلع نية القتل التي كانت تنتشر في المكان بينما يرفع رأسه بفخر

أنكمش الدخان الأخضر ببطئٍ بينما كان الصوت داخله يصبح أضعف و أضعف

" قلت الكثير أيها الحامي الأعظم... "

" حتى لو كنت محقاً... "

" ...لن يغير هذا حقيقة أنك ستموت قريباً... "

" ...و عندها...لن يكون للشمال حامي... "

أختفى الصوت مع آخر كلماتٍ له ، لكن لم يسمعه أحدٌ من الجنود بفضل ضغط الحامي الأعظم للشمال ، كل ما شاهدوه هو أنخفاض الدخان إلى أن اختفى

عندها أنفجر جميع جنود الشمال في القاعدة!!

" هاااااااا!!!!! "

" هاااااااا!!!! "

...

كان جميع الجنود يصيحون و يحتفلون ، أستطاعوا هزيمة الجيش القوي للشياطين هذه المرة دون خسائر و ظهر الحامي الأعظم للشمال حتى

كانت دمائهم تغلي!!

كانوا فخورين!!

هذا صحيح!! كانوا هم جيش الشمال!! ، درع القارة و رمحها الأقسى!!

بث خطاب الحامي الأعظم للشمال الروح القتالية و الحماس في جميع نفوس الجنود

بينما كان جميع الجنود يحتفلون و يصرخون ، كان نورث ، الأمير الأمبراطوري لأمبراطورية الشمال المتجمد يقف على جدران القاعدة العالية ، بجانبه كان بردارك يقف بصمت

في وسط كل هذا الصخب و الفرح ، كان نورث يرفع رأسه ناحية الحامي الأعظم للشمال بهدوء ، رغم أنه أعمى ، إلا أنك تستطيع أن تشعر أنه كان يحدق في الحامي الأعظم ، بالتحديد كان يحدق في شعر الحامي الأعظم للشمال

هناك ، في مكانٍ صغيرٍ جداً بين الشعر الأزرق المصفف ، كانت خصلة شعرٍ بيضاء صغيرة تظهر ببطئ...

...

بالعودة إلى أمبراطورية دان ، كانت المأدبة قد أنتهت بالفعل و خرج جميع الضيوف من القصر الأمبراطوري

عادت مجموعة شين نو إلى الفندق الذي كانوا يسكنون فيه ، سيبقون في هذا الفندق للأسبوع القادم ثم سيتوجهون لقبر الخالد الغامض مع العائلة الأمبراطورية

في الليل ، كان شين نو حالياً جالساً على مكتبٍ خشبيٍ بينما يكتب رسالةً ما ، كان وحيداً في الغرفة و لم يكن هناك سوى ضوء الشمعة التي بجانبه ليضيء الغرفة

حتى القمر كان محجوباً بالغيوم الكثيفة ، وضع شين نو عينيه على الرسالة التي كتبها و بدأ في قراءتها مرةً أخرى

' أيها الجنرال ، بعد أسبوعٍ من الآن سنتوجه لقبر الخالد الغامض ، لا أعلم كم سنبقى هناك ، لذلك أريدك أن تقلل من تحركات مملكة السيوف التسعة في الأيام التالية و تجعلها أكثر سرية و حرصاً '

' أيضاً ، بالنسبة لمشروعنا الخاص ، أرجو أن تحافظ عليه قدر الإمكان في غيابي حتى نرى مقدار تطوره و إلى ماذا سيتحول '

بعد كتابة هذه الرسالة ، أعطاها إلى أحد قوى تشكيل الحياة الذين تحت سيطرته و أمره بتوصيلها إلى جنرال مملكة السيوف التسعة مباشرةً

جلس شين نو على سريره بينما تأمل قليلاً في كتابٍ بين يديه ، كان الكتاب هو يسمى { العصور الضائعة }

قرأ شين نو هذا الكتاب بالفعل أكثر من مرة ، لكن مهما قرأه ، كان يشعر أن هذه العصور الضائعة غريبةٌ جداً ، جذبت أهتمامه حقاً

كان يجلس على ضوء الشمعة في منتصف الليل بينما يقرأ كتابه بهدوء ، كان شعره الأسود يسقط على جانبه بينما بشرته الشاحبة تحبس الأنفاس ، كان منظره ساكناً و هادئاً جداً...

__________________________________

هذا الفصل هدية لأنني كنت أملك وقت ، لا تنسوا التعليق و كتابة رأيكم عن الرواية 🖤👀

2021/09/20 · 602 مشاهدة · 1402 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024