تجمد شين نو عندما سمع هذا الصوت

تجمد حرفياً

جسده بأكمله ، كل جزء ، كل خلية ، كل ذرة ، لا تستطيع التحرك مهما حاول

لقد ظهر شعورٌ من أعماق أعماقه ، شعورٌ لم يختبره منذ زمنٍ طويلٍ جداً و بعيدٍ جداً

الخوف!

في الحقيقة ، لم يكن شين نو نفسه خائفاً ، بعد كل المشقات التي مر بها في حياته السابقة ، طور عقليةً صلبةً و قاسية ، حتى لو كان سيموت في اللحظة التالية لن يشعر بذرة خوف

حتى لو كان سيتم تعذيبه لباقي حياته كلها ، حتى لو كان سيتم سجنه لباقي حياته بأكملها ، لن يخاف أو يرتعب أبداً و سيستقبل الأمر بهدوء لكي يفكر في حلولٍ بسرعة

لكن هذه المرة كانت مختلفة!

كان هذا الشعور يأتي من جسد شين نو مباشرةً!

كما لو أن كل ذرةٍ داخل جسد شين نو ترتعب من هذا الصوت كأنها غريزةٌ جسدية! ، كما لو أن هذا الخوف مغروسٌ في طبيعة تكوين كل ذرةٍ داخل جسده!!

" تشش!! "

عظ شين نو لسانه إلى أن نزف و أجبر نفسه على الهدوء قليلاً ، لكن ما زال هذا الشعور المرعوب موجوداً داخل جسده

عندها تحدث الصوت الغامض مرةً أخرى

" أنت...غريب... "

كان المكان مظلماً بالكامل دون ذرة ضوء ، لم يعرف شين نو من أين يأتي هذا الصوت لكنه ما زال يجيب بنبرةٍ محترمة

" سيدي ، هذا الشاب دخل إلى هذا المكان بالصدفة "

" آمل أنني لم أزعجك "

بعد أن أنتهى شين نو من حديثه صمت المكان مرةً أخرى ، لم يتحدث ذلك الصوت الغامض مرةً أخرى

بعد مرور نصف دقيقة ، سمع شين نو أخيراً الصوت مرةً أخرى

" تقول أنك دخلت بالصدفة...لكن يفترض أنه لا أحد في هذا العالم يستطيع الدخول إلى هنا...على الأقل ليس في الوقت الحالي... "

أستعد شين نو للإجابة ، لكن فجأة في الثانية التالية شعر بضغطٍ خارقٍ يغطيه ، ثم بدأ الظلام حوله يختفي ببطئ

بعد بضعة دقائق ، أختفى الظلام الذي يحيط بشين نو و وجد نفسه داخل غرفةٍ متوسطة الحجم

كانت الغرفة مصنوعةً على ما يبدو من الخشب الغامق مع أثاثٍ خشبيٍ بسيط ، كانت هناك بعض رؤوس الحيوانات الغريبة معلقة على الحيطان و فرو كائنٍ غريب على الأرضية ، كان لونه رمادياً

كان الضوء الوحيد داخل الغرفة يأتي من المدخنة في وسط الغرفة ، كانت النار التي تشتعل في المدخنة صافيةً و هادئة

أمام المدخنة كان هناك كرسيٌ خشبيٌ مريح ، كان ظهر الكرسي مواجهاً لشين نو لذلك لم يستطع شين نو معرفة هل كان هناك أحدٌ جالسٌ على الكرسي أم لا ، لكن أتته الأجابة بعد بضعة ثواني

" أجلس... "

أتى الصوت من الكرسي ، على ما يبدو كان صاحب الصوت يجلس على الكرسي حالياً ، للأسف شين نو لم يستطع رؤيته لأن ظهر الكرسي يمنع بصره ، و لم يجرأ على التقدم من هذا الغريب بأهمال

وجد كرسياً خشبياً صغيراً بالقرب منه و جلس عليه ببطئ بينما يفحص محيطه بأستمرار ، عندها تحدث الصوت مرةً أخرى

" أنت...لست من هذا العالم "

توقفت حركة شين نو ، جلس في مكانه و نظرة تفاجئٍ على وجهه ، كان هذا سره الأعظم و لم يعرفه أحدٌ أبداً ، كيف عرف هذا الغريب عن أمره؟

' هل سيحاول سجني و إجراء التجارب علي؟ '

' أم ينوي أستغلالي لمعرفة المعلومات عن العالم الآخر؟ '

' هل يوجد أي طريقةٍ للعودة أو الخروج من هنا؟ '

تسابقت الأفكار و الخطط في عقل شين نو بسرعة بينما بدأ جسده في التجهيز للقيام بحركةٍ في حالة حدوث أي شيء

" لا تقلق...أنا لست مهتماً...بقتلك أو غير هذا "

" لكنني لاحظت...رغم أنك أنتقلت بنجاح...لكنك دفعت ثمناً باهظاً لذلك...و هناك بعض الآثار الجانبية الباقية عليك "

هذه المرة لم يعد شين نو يتفحص محيطه أو يفكر كثيراً ، صفى ذهنه و عادت عيناه إلى صفائهما الطبيعي ، لم يكن الذعر مفيداً في وضعٍ كهذا ، أبتسم قليلاً و أجاب

" لقد رأيت من خلالي و عرفت كل شيءٍ عن جسدي ، أنا حقاً أريد أن أعرف كيف فعلت هذا؟ "

كان كلام الصوت الغامض صحيح ، كانت هناك آثار جانبية للأنتقال إلى هذا العالم ، لكن شين نو أكتشفها بعد مدةٍ طويلة من أنتقاله

" نظرت إلى روحك...أن روحك قويةٌ...أقوى من أن تكون داخل مجرد هذا الجسد الصغير...لذلك قلت في البداية...أنك غريب "

" ثم لاحظت...رغم أن روحك كانت قوية...إلا أنها مصابةٌ بأصابةٍ خطيرة...أنها ممزقة... "

" بأختصار...أنت تحتضر... "

لم يتغير تعبير شين نو المبتسم بعد أن سمع كلمات هذا الصوت الغامض ، كل ما فعله هو هز رأسه للأعلى قليلاً و الموافقة

" كلامك صحيح ، أنا بالفعل أحتضر "

هذا صحيح! ، شين نو كان يحتضر!

في البداية ، عندما أنتقل شين نو إلى هذا العالم فحص جسده كثيراً ، لكنه لم يجد أي آثارٍ جانبية من الأنتقال ، رغم أنه أستغرب من عدم وجود أي آثارٍ جانبية للانتقال من عالمه إلى هنا إلا أنه لم يفكر في الأمر كثيراً في ذلك الوقت

لكن بعد مرور سنتين على وصوله إلى هذا العالم ، بدأ الأمر

كان يعاني من صداعٍ مستمر يأتي في أوقاتٍ عشوائية ، كان رأسه يؤلمه بجنون في كل مرةٍ يأتي فيها هذا الصداع

لاحظ شين نو في وقتها أن هذا الصداع ليس عادياً ، لم يختفي مهما مرت الأيام و أستمر ، لذلك بدأ في فحص جسده مرةً أخرى ، و هذه المرة فحصه بدقةٍ أكثر

بعد أن فحص كل شبرٍ في جسده ، وجد أخيراً المسبب لهذا الصداع المؤلم...

كانت روحه ممزقة

هذا صحيح ، روحه ممزقة ، و كانت تستمر في الضعف يوماً بعد يوم

في الحقيقة ، هذه النتيجة منطقية و متوقعة ، من البداية كانت عملية الأنتقال من عالمه إلى هذا العالم شيئاً مجنوناً و مستحيلاً ، لكن شين نو أجبر هذا الأمر على حدوث ، لذلك من الطبيعي أن تصاب روحه خلال الأنتقال من عالمه إلى هذا العالم

و لأنه كان ضعيفاً جداً عندما وصل إلى هذا العالم لأول مرة ، لم يستطع الشعور بهذه الأصابة

الآن ، كان هذا الصداع يأتي إلى شين نو كل فترة ، أصبح أقوى و أطول مع مرور الأيام ، شين نو كان يفهم وضعه جيداً ، إذا أستمرت روحه هكذا دون أن يعالجها ، فستستمر بالضعف إلى أن تختفي ، عندها سيموت شين نو أيضاً و لن يبقى سوى جسدٌ فارغ

قدر شين نو أنه يملك عشرة سنين أخرى أو عدداً قريباً من هذا قبل أن تضعف روحه بالكامل ، كان عليه أن يجد شيئاً يقويها قبل أن تنتهي هذه الفترة ، كان هذا السبب الأقوى الذي جعله يدخل إلى هذا القبر

بالعودة إلى الصوت الغامض ، فقد أستمر بالحديث بعد أن سمع إجابة شين نو

" هذا الأمر متوقع...أنت لا تعتقد أنك تستطيع أن تعيش حياةً ثانيةً حقاً؟...لا أحد يستطيع الهرب من الموت...كل ما فعلته هو أنك أجلت موتك...في النهاية سيأتي الموت و يأخذك... "

" لكنني لم أتوقع حقاً...أن يستطيع أحدٌ الدخول إلى هذا العالم...يبدو أنه توجد ثغرةٌ في الدرع و أستغللتها لتنتقل إلى هذا العالم... "

" درع؟ ، ماذا تقصد بالدرع يا سيدي؟ "

لكن الصوت خلف الكرسي لم يجب على سؤال شين نو و صمت ببساطة ، أخذ شين نو نفساً صغيراً و سأل

" هل يمكنني أن اسأل ، من أنت؟ ، هل أنت الخالد الغامض؟ "

توقع شين نو أن يكون الشخص الذي أمامه هو صاحب هذا القبر ، الخالد الغامض ، لكن ألم يكن من المفترض أن يكون ميتاً الآن؟ حسب القصة فقد بنى القبر في آخر أنفاس حياته...

عندما أنتهى شين نو من سؤاله ، لأول مرة سمع الصوت الغامض و البارد يسخر قليلاً

" هيهه ، حتى أنا...لا أجرأ على تسمية نفسي بالخالد ، اتسائل من...لقبني بهذا اللقب المبالغ "

" لكن إذا كنت تقصد صاحب هذا القبر...فهذا صحيح...أنا هو صاحب هذا القبر...على الأقل ما تبقى مني... "

" بالنسبة لمن أكون.......نادني بحاكم الهاوية...أو آبس "

أومأ شين نو قليلاً عندما سمع أسم الصوت الغامض الذي أمامه ، رغم أنه كانت هناك أمورٌ لم يفهمها ، إلا أنه لم يسأل عنها و تابع

" إذاً سيدي آبس ، هل في هذا القبر شيءٌ يساعدني على تقوية روحي؟ "

كان هذا السبب الرئيسي لدخول شين نو إلى القبر ، أراد أن يقوي روحه لكي يحصل على المزيد الوقت للعيش ، ثم يتابع البحث عن سلالةٍ لهذا الجسد ليكمل تدريبه

كان أمامه صاحب هذا القبر ، إذا كان يتواجد شيءٌ كهذا في القبر فسيعرف عنه بالتأكيد ، لكن إجابة الصوت الغامض حطمت أفكار شين نو

" لا...لا توجد... "

" المواد التي تبحث عنها...ليست بسيطة مثل تقوية الروح فقط...أنها نادرةٌ جداً...و يجب أن تكون قوتها كبيرة لكي لا تتأثر بتمزق روحك... "

" داخل هذا القبر...لا توجد مواد كهذه... "

رغم أن هذه الأخبار لم تسرَّ شين نو ، إلا أنه ما زال يبقي نفس أبتسامته الصغيرة دون إظهار أنزعاجه للصوت الغامض ، عندها تابع الصوت

" لكن...هناك شيءٌ آخر سيكون مفيداً لك...نوعٌ من السلالة...هذه السلالة لها الكثير من المميزات...أحدها هو تقوية روحك... "

لمعت أعين شين نو عند سماعه لهذا الأمر ، هذا بالضبط ما يريده ، لكن في الثانية أخفى لمعان عينيه و جلس بهدوء ، كان يفهم أنه لا يوجد شيءٌ مجاني في هذا العالم ، لذلك سأل ببطئ

" إذاً سيدي ، كيف يمكنني الحصول على هذه السلالة؟ "

لكن الصوت أجاب شين نو مباشرةً

" لا تستطيع الحصول عليها... "

حبك شين نو حواجبه ، ما معنى أن تخبره أنه توجد سلالة تستطيع أن تساعده ثم تخبره أنه لا يستطيع الحصول عليها ، لكن الصوت مازال يكمل حديثه

" لكن يمكنني أن أعطيك جزءً من هذه السلالة...عندها ستستطيع العيش لبضعة عشراتٍ من السنين الأخرى... ربما حتى تصل لل80 من عمرك... "

لم يتحمس شين نو عندما سمع هذا ، لكنه سأل ببطئ

" و لماذا تساعدني؟ "

" لأنك...متغير... "

" متغير؟ "

أستغرب شين نو من جواب الصوت ، لكن الصوت أكمل

" متغير...أنت لم يفترض بك الوجود في هذا العالم...لم يتم حسابك في المخطط الكبير لهذا العالم...من الممكن أن تفعل أي شيء أو أن تصبح أي شيء... "

" لذلك سأعطيك جزءً من هذه السلالة و أرى أين ستصل بها...لكنها لن تكون مميزةً أو تعطيك أي مهاراتٍ مميزة...كل ما ستفعله هو أنها ستقوي روحك...و تسمح لك بالأرتقاء في الزراعة إذا بذلت جهدك...هذا يعني أنك لن تملك ميزةً على غيرك من هذه السلالة... "

عندها سأل شين نو بتشكك

" و متى سأستطيع الحصول على السلالة الكاملة؟ "

أجاب الصوت الغامض ، لكن هذه المرة كانت نبرته موقرةً و ناضحةً بالقوة

" عندما تكتشف الحقيقة...و عندما ترى من خلال الماضي و تمزق أوهام الحاضر... "

عندما لاحظ الصوت الغامض نظرة شين نو الحائرة ، أوضح له

" ستحصل على السلالة الكاملة عندما يحين الوقت...الأمر يعتمد فقط على...هل ستكون مؤهلاً للحصول عليها عندما يأتي الوقت...أم لا "

صمت شين نو بينما يستمع للصوت الغامض ، لسببٍ ما شعر أن هناك الكثير من الأسرار تحيط بهذا الصوت من كل مكان ، كما لو أن هناك غشائاً غريباً يمنع عينيه من رؤية الذي أمامه

عندها سطع ضوءٌ فجأةً من الهواء أمام شين نو ، كان ضوءً أسود قاتم جداً ، شعر شين نو الذي كان أمام هذا الضوء بنية قتلٍ خانقة تنضح من هذا الضوء

ليس فقط نية قتل ، لقد شعر ببؤسٍ خطير و غضبٍ عارم و ضغطٍ ثقيل و رعبٍ كبير ، كل هذه المشاعر كانت تأتي من هذا الضوء الأسود

عندما ركز شين نو في هذا الضوء لاحظ أخيراً مصدره ، كان الضوء يأتي من قطرة دماءٍ سوداء قاتمة ، كانت تحلق هناك بهدوء أمام شين نو ، لكن لسببٍ ما شعر شين نو أن قطرة الدماء هذه لم تكن أمامه في نفس الوقت ، كان شعوراً أثيرياً جداً

عندها سمع شين نو الصوت الغامض خلف الكرسي مرةً أخرى

" هذا جزءٌ من سلالة الهاوية...فقط ابتلعه و سينتشر هذا الجزء داخل جسدك... "

سلالة الهاوية

رغم معرفة شين نو الكبيرة ، إلا أنها أول مرةٍ يسمع فيها بهذا الأسم ، لكنه صر أسنانه و أبتلع الدماء مباشرةً ، إذا أراد هذا الصوت أذيته كان سيكون ميتاً الآن بالفعل ، لا داعي للخوف من هذه الدماء

عندما أبتلع شين نو قطرة الدماء السوداء ، شعر بحرقةٍ خفيفة في معدته ، ثم بعد بضعة ثواني شعر جسده بأكمله كأنه يحترق ، بعد عشرة ثواني هاجم ألمٌ كبيرٌ جسد شين نو بالكامل

كان الألم كما لو أن أحدهم يمزق عظام و عضلات شين نو بأستمرار و كان الألم يصبح أقوى و أقوى مع كل ثانية!

عندها تحدث الصوت بضعف كما لو أنه يبتعد

" ستحتاج بعض الوقت ليندمج جزء السلالة داخلك...تستطيع البقاء هنا إلى أن تنتهي من دمج السلالة...لديك بالفعل ذلك التابع من جنس الظلال ليحرسك... "

بعد قوله لهذه الكلمات ، أختفى الصوت تدريجياً و عاد الظلام القاتم ليبتلع الغرفة بأكملها مرةً أخرى ، كان شين نو الذي يتألم جالساً في وسط الظلام بينما حبات العرق تنزل من جبينه بأستمرار بسبب الألم...

2021/09/24 · 589 مشاهدة · 2042 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024