96 - مصادفة و لقاء || بداية المجلد الرابع ||

" آهه... "

غمغم شين نو قليلاً بينما كانت عيناه مغلقة ، كان يشعر بالدوار كما لو أنه تمت أصابة رأسه بقوة

بالكاد كان يشعر بجسده بينما لم يعرف شيئاً عن محيطه ، لقد شعر فقط أنه كان مستلقياً على نوعٍ من الأعشاب

شعر أن الدوار بدأ يخف و وضع كامل تركيزه و طاقته في محاولة النهوض و فتح عينيه ، بعد بضعة ثواني حرك جسده ببطئٍ ليجلس و فتح عينيه ببطئ

لكنه ضيق عينيه بعد فتحها بسبب مقابلته لأشعة الشمس القوية ، بعد تعود عينيه على الضوء فتحهما جيداً و نظر حوله

كان حالياً في سهلٍ فسيحٍ و هادئ ، كانت أشعة الشمس تنتشر على طول الأعشاب الخضراء الزاهية بينما تتمايل الأعشاب قليلاً برياحٍ خفيفة

خلف السهل الهادئ كانت تمتد غابةٌ مخضرةٌ لأميالٍ عديدة ، كان يمكن سماع أصوات العصافير و بعض أنواع الوحوش الطائرة الصغيرة في أطراف الغابة

" أين أنا...؟ "

تمتم شين نو بينما كان يحاول معرفة موقعه ، حسب حديث آبس أن النقل سيكون عشوائياً داخل العالم ، كان شين نو يأمل بأن يتم نقله إلى مكانٍ قريبٍ من أمبراطورية دان أو أن لا ينقل خارجها

نهض شين نو ببطئ بينما كان يتفحص جسده ، لم يكن مصاباً و كان جسده كاملاً ، لم تحدث أخطاءٌ في عملية النقل

ثم تابع و تفحص قوته ، سابقاً عندما أخترق جسده تلقائياً لم يتفحص مستوى زراعته جيداً

داخل الدانتيان ، كانت توجد كرةٌ سوداء صغيرة تدور بأستمرار ، لاحظ شين نو الكرة لبعض الوقت و تأكد من أنه لا توجد آثارٌ جانبية لأختراقه ، كان رسمياً في المستوى الأول من نواة الزو

ثم حاول التحقق من السلالة داخل جسده ، تحديداً جزء سلالة الهاوية ، بعد تفحصه لجسده جيداً ، لاحظ أن الدماء التي تجري داخله أصبحت تميل قليلاً للسواد

و شعر بأن أمكانياته الزراعية أصبحت أفضل ، لكنها ليست خارقة أيضاً ، غير هذا لم يشعر بأي شيءٍ غريبٍ آخر داخل جسده سببته السلالة ، على الأقل حالياً

لم ينسى شين نو أيضاً جزء طريقة الزراعة التي حصل عليها من أمتصاص جزء السلالة ، لكنه قرر ترك طريقة الزراعة حالياً إلى أن يجد مكاناً آمناً و معزولاً ليجربها

" أولاً ، أحتاج لمعرفة موقعي الحالي "

نظر شين نو حوله و سقط بصره على طريقٍ حجري يخرج من الغابة و يمتد على طول السهول إلى الأفق

" إذا أتبعت الطريق ، يفترض أن أجد مدينةً أو قرية "

لكن شين نو لم يتجه للطريق و يسر مباشرةً ، كان هذا مثل القول لجميع قطاع الطرق بأن يهاجموه ، صحيحٌ ان شين نو في عالم نواة الزو حالياً لكنه لم يترك حذره ، خاصةً و أنه لا يعرف مكان تواجده و قد يظهر الأعداء الأقوياء من أي مكان

بينما كان شين نو يفكر في ما إذا كان عليه السير بجانب الطريق من بعيد أم يأخذ الأتجاه الآخر داخل الغابة ، سمع أصوات عرباتٍ يتم جرها من داخل الغابة ، كان الصوت بعيداً و بالكاد يسمع

لمعت عيناه و تصرف بسرعة ، حرك يده اليمنى بينما أشبعها بالزو و أستهدف يده اليسرى و حركها في زاويةٍ غريبة

" تك! "

خرج صوت كسر العظام من يده اليسرى ، لقد كسرها ، لكنه لم يتوقف هنا و أخرج حبة شفاءٍ من خاتم الزو خاصته و أبتلعها بسرعة

كان صوت العربات يقترب ببطئٍ و أصبح أقرب و أقرب ، تحكم شين نو بالزو خاصته ليشفي الأصابة قليلاً ، في أثناء هذا رفع حجراً قريباً منه و أشبعه بالزو و وجهه نحو كتفه الأيسر

" تشوو!! "

أخترق الحجر كتف شين نو الأيسر و ترك جرحاً دموياً عليه ، لكن تعبير شين نو البارد لم يتغير و حطم الحجر إلى مسحوقٍ بسرعة

كانت أصوات العربات قد أصبحت قرب شين نو بالفعل ، أستطاع شين نو تمييز بعض العربات التي تجرها بعض وحوش الزو تأتي من داخل الغابة

مزق ملابسه بأستعمال خنجرٍ كان يملكه داخل خاتم الزو خاصته ثم أعاد الخنجر داخل الخاتم بسرعة ، تحكم في دورة دمه ليصبح وجهه شاحباً قليلاً و وضع وجهاً مذعوراً و غاضباً بينما يسير بجانب الطريق الحجري

بعد بضعة ثواني خرجت عشرات العربات التي تجرها وحوش زو مختلفة بينما كان الكثير من الأشخاص يحيطون بهذه العربات الخشبية

عندها لاحظ أحد الأشخاص في المقدمة شين نو الذي كان يسير أمامهم ، ألتفت خلفه و أبلغ الأشخاص الآخرين

تصرف شين نو كما لو أنه سمع صوتاً خلفه و أستدار ليتفاجئ بالعربات و الأشخاص خلفه ، ثم أظهر وجهاً سعيداً و مليئاً بالأمل ، في النهاية كما لو أنه أستراح من خطرٍ كبير سقط على الأرض بينما ينتظر العربات لتصل إليه

كان كل هذا تحت نظرة جميع الأشخاص الذين كانوا يحيطون بالعربات ، كان الجميع ينظر إلى شين نو بريبةٍ ثم نظر كل واحدٍ للآخر بحيرة ، في النهاية عندما وصلت العربات بالقرب من شين نو توقفت

تقدم بضعة أشخاصٍ و أقتربوا من شين نو ، تقدم أحدهم أمام الجميع ، على الأغلب هو القائد بينهم أو يمتلك بعض السلطة

كان شين نو يحلل كل ما يشاهده بينما ينظر لهم بنظرةٍ فرحة و بعض الغضب داخلها

تقدم رجلٌ ملثمٌ يرتدي من رأسه حتى قدميه عبائةً سوداء ، لم تظهر سوى عيناه و نظر إلى شين نو بريبة بينما سأل

" من أنت؟ ، و كيف أصبت بهذه الأصابات؟ "

' من صوته الخشن سيكون على الأغلب رجلاً ، من الواضح أنه لا يزيف صوته و لا يحاول ذلك حتى ، من خلال نبرته أستطيع القول أنه رجلٌ في منتصف العمر '

بينما كان شين نو يحلل الرجل أمامه ، أشعت عيناه بينما أصبحت حمراء كما لو أنه تذكر أمراً مروعاً و تحدث بصوتٍ غاضبٍ و واضح

" أسمي شين نو ، لقد كنت أتدرب خارجاً مع سيدي عندما هاجمنا العشرات من المزارعين الأوغاد! ، كانوا أكثر من سيدي و على الرغم من أنه أقوى منهم إلا أن أعدادهم كانت كثيرة ببساطة "

" بالكاد أشترى لي بعض الوقت للهروب أثناء تعطيل المزارعين ، لكنني رفضت الهروب و ترك سيدي لذلك هجمت بتهورٍ على أحد المزارعين "

عندها أصبحت نظرة شين نو متألمةً و مريرة بينما أصبح صوته يهتز أكثر و أكثر

" لكن...في النهاية....كانت قوتي أضعف من ذلك المزارع و كسر يدي بينما ثقب كتفي بحجرٍ صغير ، لولا تدخل سيدي لكنت قد لقيت حتفي هناك "

" عندها صرخ سيدي علي لكي أهرب بسرعة ، لم أكن أملك خياراً آخر....حاولت البقاء و المساعدة....أنا حقاً أردت البقاء و أنقاذ معلمي...أنا- "

كان وجه شين نو متألماً و نادماً كما لو أنه كره نفسه بشدة ، أصبح صوته أكثر أهتزازاً بينما أصبحت عيناه أكثر أحمراراً

راقب الرجل الملثم تعابير شين نو طوال الوقت بهدوء ، لم يقترب من شين نو حتى الآن و سأل

" و أين ذهب المزارعون الذين هجموا على سيدك الآن؟ "

رفع شين نو رأسه بألم بينما قال

" لا أعلم! ، لم يحصل الهجوم في هذه المنطقة ، عندما كنت أهرب بعد أن صد سيدي الأعداء ، شعرت بشخصٍ يحلق فوقي ، عندما رفعت رأسي للأعلى لأرى من هو غبت عن الوعي! "

ثم آشار إلى بقعةٍ قريبة حيث تم نقله من القبر سابقاً و تابع

" أستيقظت لتوي و وجدت نفسي في ذلك المكان "

أدار الرجل الملثم رأسه و نظر للبقعة التي يشير نحوها شين نو ، ضيق عينيه و أشار لبعض الأشخاص خلفه ليتحققوا من تلك البقعة بينما تابع حديثه مع شين نو

" أنت تقول أنك أستيقظت و وجدت نفسك هنا ، إذاً أين كنت أنت و سيدك عندما هاجم الأعداء عليكما؟ "

أصبح وجه شين نو مشوشاً و بدا كما لو أنه يحاول التذكر بقوة ، خرجت بعض الكلمات الضعيفة من فمه

" ...كنا نسير داخل غابةٍ كبيرة و كثيفة....أذكر أن سيدي قال أن هذه الغابة جزءٌ من سلسلة جبالٍ عملاقة....كان أسم سلسلة الجبال..... "

حبك شين نو حواجبه بقوة كما لو أنه يحاول التذكر بأقصى قوته ، تحدث الرجل الملثم عندما رأى شين نو صامتاً لبعض الوقت

" سلسلة جبال كانجر؟ "

هز شين نو رأسه بضعف بينما قال

" كلا....لم يكن هذا الأسم "

بينما فكر في داخله

' هاه ، متوقعٌ جداً '

يبدو أن الرجل الملثم قد تحقق من شيءٍ ما ، ثم عاد الأشخاص الذين تحققوا من البقعة التي أشار إليها شين نو قبل قليل و همسوا بضعة كلماتٍ للرجل الملثم

لاحظ شين نو أن نظرة الرجل الملثم قد أصبحت أقل حذراً ، لكن ما زالت تحتفظ بنفس البرود ، رمى بعض الحبوب و الطعام و الملابس على شين نو و قال

" هذه بعض الحبوب التي ستشفي أصاباتك و بعض الطعام و الملابس ، إذا تابعت السير على طول هذا الطريق إلى الأمام ستواجه مدينةً تستطيع البقاء فيها "

أمسك شين نو بكل شيءٍ رماه الرجل الملثم بينما قال

" ألا يمكنني أن أركب معكم؟ أنا لا أعرف حتى أين أنا و كما ترى أصاباتي ستحتاج لبعض الوقت حتى تشفى حتى مع حبوب الشفاء "

لم يفكر الرجل الملثم كثيراً و رد بصوتٍ باردٍ مع بعض التهديد

" لا ، لا تستطيع الركوب معنا "

لم يستسلم شين نو و حاول الضغط أكثر

" لكن- "

قبل أن يكمل شين نو جملته ، أتى صوتٌ رزينٌ و هادئ من خلف الرجال الذين يحيطون بشين نو

" دعه يركب معنا "

بمجرد سماع هذا الصوت أصبحت أعين جميع الأشخاص من هذه القافلة تلمع بالأحترام و الأعجاب ، حتى الرجل الملثم لم يستطع سوى الصمت و لم يجرأ على معارضة صاحب الصوت بينما تشع عيناه بالاحترام و الأعجاب

لكنه ما زال يسأل على ما يبدو قلقاً حول أمرٍ ما

" سيدي ، هل أنت متأكد؟ "

بينما كان الرجل الملثم يسأل ، أفسح الأشخاص حول شين نو مساراً في وسطهم و خرج رجلٌ يبدو في منتصف العمر يسير بينهم

كان يملك شعراً أسود خشناً و لحيةً سواد مصففة ، كانت عيناه الزرقاء تلمع كما لو أنها جواهرٌ نادرة تريد أن تري العالم بريقها ، مقرونةً ببشرته السمراء قليلاً جعلت منه شكلاً يبعث على الهدوء

كان يرتدي عباءةً سواد تغطي جسده بالكامل ما عدا رأسه ، تحدث بينما تعلوا وجهه أبتسامةٌ هادئة

" كيف من الممكن ان تتجاهل قافلتنا شخصاً محتاجاً للمساعدة؟ ، ليركب معي داخل المقصورة هناك مكانٌ شاغر "

عندما ذكر الرجل أن يجلس شين نو معه ، أصبح جميع الأشخاص في القافلة مضطربين بينما تقدم الرجل الملثم الذي كان يتحدث مع شين نو إلى الأمام و تحدث بقلق

" سيدي! ، لا نستطيع تركك مع شخصٍ مجهولٍ مثله! ، قد يكون جاسوس- "

" ثاندر "

نطق الرجل في منتصف العمر بأسم الرجل الملثم و منعه من اكمال حديثه ، ثم أشار إلى شين نو و قال

" صديقي الصغير ، أعتذر لك من ردت فعل رفيقي هنا ، كما تعلم يحتاج التجار هذه الأيام لتوخي الحذر من قطاع الطرق و المزيفين الذين يخدعون التجار لسرقتهم "

هز شين نو رأسه بينما أبتسامةُ سعيدة أرتسمت على وجهه و قال

" لا داعي للأعتذار يا سيدي ، أنا أفهم أن الرجل الملثم هنا كانت نيته طيبةً و أراد حماية القافلة فقط ، أشكرك على كرمك و سأجلس معك بكل سرور "

ضحك الرجل في منتصف العمر قليلاً بينما قال

" إذاً لنركب العربة و نكمل المسيرة "

تحرك الرجل في منتصف العمر نحو العربة بينما سار شين نو خلفه ببطئ ، في أثناء ذلك كانت الأفكار تتسابق داخل عقل شين نو

' ذكرت أسمي عن قصدٍ لكن لم يتعرفوا علي ، من المستحيل أن أكون داخل أراضي أمبراطورية دان لأن نتائج المسابقة التي أقامها الأمبراطور قد تم الأعلان عنها داخل أراضي أمبراطورية دان بالكامل ، يفترض أن يكون أسمي معروف '

' هذا يعني أنه تم نقلي خارج أراضي أمبراطورية دان ، و على الأغلب إلى مكانٍ بعيدٍ عنها '

' كان تزييفي للقصة و الموقع و الأصابات جيداً ، يفترض أنهم أنخدعوا حالياً ، ذلك الرجل الملثم قد ذكر سلسلة جبالٍ غير موجودة لكي يختبرني ، هذا يعني أنهم يشكون بي لسببٍ ما '

' سمعته يذكر جاسوس ، هل من الممكن أنه يقصد جواسيس من قافلةٍ منافسةٍ لهم؟ '

نفى شين نو هذه الفكرة مباشرةً بينما خطى خلف الرجل في منتصف العمر و كاد يصل إلى العربة ، كانت عيناه تتحرك من حينٍ إلى آخر حول القافلة بينما فكر

' هذه ليست قافلةً من التجار كما يدعون ، هناك شيءٌ غريبٌ حولهم '

عندها وصل شين نو إلى العربة و ركب بعد ركوب الرجل في منتصف العمر ، تم إغلاق باب العربة الصغيرة و جلس شين نو مواجهاً للرجل

بدأت العربة بالأهتزاز مشيرةً إلى بداية تحرك القافلة ، أنتشر الصمت داخل العربة بينما كان الرجل في منتصف العمر يقرأ كتاباً و شين نو يجلس بهدوءٍ أمامه

" ... "

" ... "

لم يكن هناك سوى أصوات تقليب الصفحات التي تأتي كل بضعة دقائق ، بعد 15 دقيقة من الصمت ، تحدث الرجل في منتصف العمر أخيراً بنفس صوته الهادئ

" إذاً؟ ، ألن تخبرني بهويتك الحقيقية و ما هو هدفك؟ "

__________________________________

عدنا مع المجلد الرابع! هل أشتقتم إلى الرواية؟ آمل ذلك!

ستلاحظون في هذا المجلد نقلةً نوعية من حيث الأحداث آمل أنه سيعجبكم و أريد أن أنوه على أمر ، ستبدأ دراستي المكثفة بعد أسبوع ، هذا يعني أنني سأخرج من المنزل الساعة ال8 صباحاً و أعود الساعة ال10 ليلاً ، لذلك أظن أنني لن أجد وقتاً للكتابة ، لكن سأحاول الكتابة في كل وقت فراغٍ أملكه ، لذلك أريد فقط أن أقول أن جدول التنزيل ربما يصبح عشوائي حسب وقت فراغي

و هذا كل شيء آمل أن تستمتعوا بالرواية '~'

2021/10/23 · 455 مشاهدة · 2131 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024