" ... "
" ... "
كانت أصوات حركة وحوش الزو التي تجر العربة تصدي في المكان بينما تلقي أشعة الشمس بنورها داخل العربة من خلال النافذة الصغيرة
لم يكن داخل العربة مزيناً جداً ، مقاعد من القماش الأرجواني تقابل بعضها و تفصل بينها طاولةٌ خشبية ، أغلق الرجل في منتصف العمر الكتاب الذي كان يقرأه و وضعه على المائدة بينما ثبت عيناه على شين نو
كان شين نو يرتدي نفس تعبيره الهادئ بينما فتح فمه و و قال بنبرةٍ متسائلة
" عفواً؟ ، عن ماذا تتحدث يا سيدي؟ "
تنهد الرجل في منتصف العمر قليلاً ثم أجاب شين نو
" تنكرك رائعٌ جداً ، الأصابة حقيقة و عالجت نفسك بسرعة لكي لا تظهر كأنها أصابةٌ جديدة ، مزقت ملابسك و ثقبت كتفك بينما تحكمت بدورتك الدموية لكي يصبح وجهك شاحباً "
" كما أنك جلست في بقعةٍ فارغة على الأعشاب لكي يدعم هذا قصتك عن أن أحداً رماك في تلك البقعة لأنه لم تكن هناك آثار اقدامٍ قرب تلك البقعة ، لكن في الحقيقة أنت حلقت و جلست هناك دون أن تلمس قدمك الأرض لكي لا تترك آثار أقدام "
" و الذي يعني أنك في عالم نواة الزو على الأغلب "
صمت الرجل في منتصف العمر قليلاً عندما وصل إلى هنا و حدق في شين نو لقياس تعبيراته ، لكن إلى الآن لم تتغير ملامح شين نو و بقي وجهه هادئاً ، هز رأسه قليلاً و أكمل
" تمثيلك و تعبيراتك كلها متقنةٌ جداً ، حتى أنني كنت سأخدع بها تقريباً ، حتى قصتك متقنة الصنع و طريقة أخفاء زراعتك ممتازة ، لم يكتشف أي أحدٍ من رجالي أنك في عالم نواة الزو "
" لكن في النهاية كشفك شيءٌ بسيطٌ واحد... "
لمعت أعين الرجل في منتصف العمر قليلاً ببريقٍ أزرق و زاد ضغطه قليلاً بينما أكمل
" أنت لا تستطيع أخفاء زراعتك عن شخصٍ أقوى منك من حيث الزراعة "
هذه المرة تفاعل شين نو مع آخر جملةٍ قالها الرجل في منتصف العمر و ضيق عينيه قليلاً ، سأل الأمر الذي كان يدور في رأسه الآن
" أنت في عالم تشكيل الحياة؟ "
اومأ الرجل في منتصف العمر قليلاً بينما كان بصره يفحص شين نو بأستمرار ، لم تكن ردة فعل شين نو الهادئة متوقعة بالنسبة للرجل في منتصف العمر ، لكنه ما زال يسأل
" الآن ، أخبرني لماذا حاولت خداع رجالي و الدخول إلى قافلتي؟ "
هذه المرة رافق سؤال الرجل في منتصف العمر ضغطٌ خانقٌ وقع على شين نو ، كان ضغط شخصٍ في عالم تشكيل الحياة!
لكن شين نو ما زال يبتسم و يقول
" إذا أخبرتك أنها كانت مجرد مصادفة هل ستصدقني؟ "
" مصادفة؟ "
رفع الرجل في منتصف العمر حاجبه على حديث شين نو
" هذا صحيح ، خرجت في رحلةٍ لتدريب نفسي و لكن الآن أنا لا أعرف حتى أين أنا ، عندما لاحظت قافلتك فكرت أنها ستتوجه بالتأكيد ناحية مدينةٍ أو قرية ، لذلك قررت الركوب معكم للتوجه لأقرب مدينة "
" لكن عندما فكرت في الأمر وجدت أنه سيكون من المريب أن يأتي شخصٌ من العدم و يطلب الأنضمام إلى القافلة ، لذلك قررت أختلاق تلك القصة للركوب معكم و التوجه لأقرب مدينة "
زادت أبتسامة شين نو بينما أكمل
" من كان يعلم أن القافلة التي ألتقيت بها ستملك شخصاً في عالم تشكيل الحياة داخلها ، أن حظي حقاً سيء "
هذا صحيح ، كان حظ شين نو فضيعاً ، لو أن هذا الرجل الذي في منتصف العمر لم يكن موجوداً لأستطاع التسلل للقافلة بهدوء بواسطة مسرحيته ، كان أقوى الأشخاص الذين يرافقون القافلة في الخارج مجرد نواة زو
كانت أعين الرجل في منتصف العمر ثابتةً على شين نو طوال الوقت ، لا يعلم شين نو ما يفكر به ، لكن عقل شين نو كان يدور و يدور بينما كانت الأفكار تتطاير داخله ، لقد كان جاهزاً للتحرك في أي لحظة بينما فكر داخله
' كما توقعت هذه ليست مجرد قافلة ، ما هي القافلة التي سيكون شخصٌ في عالم تشكيل الحياة داخلها؟ '
في هذه اللحظة كسر صوت الرجل في منتصف العمر الهدوء و قال
" أسمك الحقيقي ، هل هو شين نو؟ "
أومأ شين نو برأسه و لم ينكر ، تنهد الرجل في منتصف العمر و قال
" حسناً ، سأسمح لك بالركوب معنا ، لكن ممنوعٌ عليك الخروج من هذه العربة ، و عندما نصل للمدينة لاحقاً لا يجب أن تكشف عن أي شيءٍ رأيته هنا في القافلة "
" هل كلامي واضح؟ "
أستشعر شين نو نية القتل و التهديد في نبرة الرجل في منتصف العمر ، سخر قليلاً و تحدث
" كيف من الممكن ان أخرج من هذه العربة و أنت شخصياً تراقبني؟ ، لا بأس سأفعل ما تريد و لن أتحدث عن أي شيءٍ عندما أصل إلى المدينة "
لكن أفكار شين نو كانت مختلفةً عن حديثه
' هذا الرجل لا يريد تركي بسهولة ، أنه يخطط لشيءٍ ما '
بعد أتفاق الطرفين أعاد الرجل في منتصف العمر تركيزه نحو الكتاب الذي يقرأه ، بينما تظاهر شين نو بأنه يراقب المنظر الخارجي من خلال النافذة و أستمر في تفكيره
' أنه يريد شيئاً مني ، هذا أكيد و ألا لن يسمح لي بالبقاء '
' و هذا الشيء ليس مادياً لأنه أقوى مني و يستطيع قتلي و الحصول على أي شيءٍ على جسدي '
' من ما يترك خياراً أخيراً ، هو يريد مني أن أفعل شيئاً من أجله '
' لكن ما هو هذا الشيء؟ ، جاسوس....قائدٌ في مستوى تشكيل الحياة....أتباعٌ في مستوى نواة الزو.... '
مهما حاول شين نو ربط الأمور ببعضها ، لن يستطيع التوصل إلى أستنتاجٍ مضمون
' معلوماتي قليلة ، سأرافقهم بطاعةٍ حالياً و أرى ما سيحدث '
داخل العربة الخشبية الهادئة ، كان شخصان يجلسان بمواجهة بعض ، كل واحدٍ منهما كانت أفكاره تتسابق و تتقلب ، لكن هذا لم يؤثر على سلام العربة الصامت...
...
" تك "
" تك "
كسر صوت الطرق السلام الذي كان يسود داخل العربة الخشبية ، أنزل الرجل في منتصف العمر الكتاب الذي كان يحمله و وضعه على المائدة بينما قال
" تفضل "
بعد سماع الرجل في منتصف العمر ، فتح الشخص الذي يقف في الخارج الباب ليتسلل ضوء الشمس داخل العربة و يغمرها ، وقف الشخص بأحترامٍ بينما قال
" سيدي ، أن العاصمة الأمبراطورية ، مدينة الشعب أمامنا "
' الشعب؟ '
أستغرب شين نو من أسم هذه العاصمة ، لماذا تم تسميتها بالشعب؟
لكن نظرة الرجل في منتصف العمر لم تتغير بينما قال
" حسناً ، أطلب من جميع الرجال أن يكونوا مستعدين "
اومأ الرجل الذي كان خارجاً بطاعة و أغلق الباب بينما أتجه لتنفيذ الأمر
لم يسأل شين نو عن أي شيء و لماذا يجب على الأشخاص الأستعداد ، كان يعلم أن الرجل لن يخبره
لقد كانوا يسافرون ليومٍ كاملٍ بالفعل ، لكن شين نو قضى هذا اليوم داخل العربة الخشبية تحت أعين الرجل في منتصف العمر
قابلوا في الطريق بعض قطاع الطرق ، لكن كان يتم التعامل معهم دائماً من قبل الأشخاص خارج القافلة ، لم يرفع الرجل في منتصف العمر حتى رأسه ليشاهدهم و ركز على كتابه فقط
أدار شين نو رأسه و أخرجه من النافذة قليلاً ، أراد رؤية المدينة التي كانوا سيصلون لها
أول ما وقع داخل عينيه هي جدرانٌ سوداء حالكة و ضخمة ، كانت هناك رسومٌ قديمة تملئ تلك الجدران في كل مكان ، بالكاد أستطاع شين نو تمييز رسمٍ لبعض الأسود و البشر بسبب قدم هذه الرسوم
بعد أن لاحظ شين نو هذه الرسومات و الجدران ، ضيق عينيه قليلاً ، حتى من هذه المسافة أستطاع الشعور بنية القتل و رائحة الدماء الملتصقة على الجدران البعيدة
تمتم قليلاً
" هذه الجدران قد شهدت عصوراً و عصوراً من الحروب... "
سمع الرجل في منتصف العمر كلمات شين نو و أبتسم قليلاً ، لكن يمكنك الشعور ببعض المرارة و الشوق داخل هذه الأبتسامة
لم تغب هذه التغيرات عن ملاحظة شين نو بالطبع ، لكنه كان فضولياً عن سبب ظهور هذا التعبير على وجه الرجل في منتصف العمر عندما ذكر الجدران
' هل هو بسبب الجدران؟ ، أم بسبب الماضي...؟ '
لم يستغرق الأمر طويلاً لكي تصل القافلة إلى بوابة هذه المدينة ، كان هناك صفٌ من العربات التي تنتظر الدخول و وقفت القافلة معهم بهدوء
بعد بضعة دقائق ، وصل الدور على هذه القافلة ليتم تفتيشها قبل الدخول
عندما كان شين نو ينظر من النافذة ، أستطاع الشعور بالأجواء الخانقة بين الرجال الذين يرافقون القافلة ، رغم أنهم حاولوا عدم أظهاره ، إلا أن شين نو لاحظ أنهم مستعدون للتحرك و الهجوم في أي لحظة
' سيحدث أمرٌ ما في أي لحظة... '
أعطى شين نو نفسه ملاحظةً و زاد من حذره و تركيزه على ما يحدث في الخارج
لكن حتى بعد مرور خمسة دقائق لم يحدث شيء ، بعد أن أنتهى الحراس من تفتيش القافلة أشاروا لهم بأن يتحركوا و يدخلوا المدينة
لكن عندما تحركت القافلة ، أستطاع شين نو لمح آخر تعبيرٍ ظهر على وجه أحد الحراس ، كان قلقاً و متوتراً
حبك شين نو حواجبه و نقل بصره إلى الأشخاص في الخارج الذين يسيرون مع القافلة ، كانت جميع وجوههم رسميةً و باردة ، لكن أستطاع شين نو تحديد بضعة أشخاصٍ لم يتحكموا في تعبيراتهم جيداً ، كانوا يظهرون القلق مثل الحارس الذي كان في البوابة
' لماذا كلا الطرفان قلقان؟ '
أزدادت حيرة شين نو بينما نقل بصره إلى آخر شخصٍ لم يرى تعبيره ، الرجل في منتصف العمر
كان قد أغلق الكتاب بالفعل و جلس بهدوءٍ بينما نظر أحياناً بلا مبالاةٍ من النافذة ، كان هادئاً جداً ، عندما لاحظ أن شين نو ينظر نحوه أبتسم قليلاً و قال
" أنا متأكدٌ من أنك لاحظت هذا بالفعل... "
" لذلك حاول أن لا تموت "
لم يملك شين نو الوقت لكي يسأل عن ماذا كان يقصد الرجل في منتصف العمر قبل أن يسمع أنفجاراً هز القافلة بأكملها
" جووووووووم!!!!!! "
في اللحظة التالية سمع شين نو صراخاً صاخباً يأتي من الخارج أنتشر في كل مكان
" حاصروا قوات الثوار!!!!!!! "