كانت قد مرت أكثر من عشرة أيام منذ حادثة محاولة أقتحام القصر داخل عاصمة "كيريان"

كان القصر بحالة أرتباك منذ ذلك الحين فمنذ ذلك الحين أستمر الجنود بالبحث

عن من كان قد حاول أقتحام القصر ولكن لا أحد من الجنود قد عثر عليه

داخل العاصمة أو خارجها ..

الملك : هل هناك جديد بشأن البحث .. ؟!

الوزير : لا ياسيدي .. لا شئ جديد بشأن عملية البحث ..

منذ ذلك الحين و الي الان لم يعثر الجنود علي شئ ..

ذكر الجندي الذي كان يعمل بنوبة الحراسة ذلك اليوم ان من حاول أقتحام القصر

لم يكن سوي شخصين أثنين فقط ..

أحدهما كان رجلا ذو عينان أرجوانيتان بينما الاخر الذي كان برفقته كانت امرأة

كان الرجل هو من أسقط الجنود و كاد أن يقتحم القصر و لكنه لم يفعل ..

طرح عدة اسئلة علي الجندي و من بين الاسئلة التي طرحها عليه

كان أحدها ما أن كان هناك شخص بالقصر يسمي بـ "كاييريث"

ولكن الجندي بالبداية لم يتعرف علي ذلك الاسم

فلا أحد ممن كانوا يعملون بالقصر سواء كانوا خدما او جنودا

لا احد منهم لديه ذلك الاسم او ذلك اللقب

طرح الرجل السؤال مرة أخرى و لكن هذه المرة قد أختلف أسم من كان يبحث عنه

فلقد كان من يبحث عنه من البداية هو "شاريوس"

أخبره الجندي حينها أنه لم يعد الي العاصمة منذ أن غادر الي "أيزان"

منذ ذلك الحين غادر كلا من ذلك الرجل و المرأة التي أتت معه و لم يعثر عليهما الجنود بعد

الملك : ا تزال هناك فرصة ببقائهما داخل العاصمة بحال عودة شاريوس

الوزير : أعلم يا سيدي ..لذلك أعطيت الاوامر للجنود بالفعل يا سيدي ..

أعطيت الامر للجنود بمتابعة البحث داخل العاصمة و خارج العاصمة و أمرت الجنود بالبحث داخل القرى القريبة من العاصمة أيضا يا سيدي

لم يكن قد مضى وقت طويل علي بداية الاجتماع و أذا بأحد الجنود يطلب الاذن بالدخول

يشير الملك له بالتقدم و الحديث فيتقدم إليه قائلا

" سيدي .. قبل قليل فقط وصل "شاريوس" الي العاصمة و هو الان متوجه الي القصر

عاد و معه الجنود الذين كانوا قد ذهبوا برفقته الي عاصمة "أيزان" لكن ..

الملك : ماذا .. تكلم ..

" في الواقع لم يأتي وحده هو و الجنود هذه المرة ..

جاء و معه عدد من الجنود لم نستطع التعرف عليهم من هيئتهم نظن أن اولائك الجنود من "أيزان"

من بينهم امرأة تأكد لنا أنها "رييا" قائدة جيش "أيزان" و هي برفقته الان

هل نسمح لهم أيضا بدخول القصر عند وصوله .. ؟! "

بدا ان الجنود و الرجال الذين كانوا بالقاعة و يقفون أمام الملك بحالة أرتباك

فلا احد منهم و لا الوزير او قائد الجيش او حتي الملك كان علي علم بما حدث بـ"أيزان" حتي الان

ولا احد منهم يعلم بسبب مجيئ الجنود ايضا الي الان

ينظرون الي بعضهم بعضا بصمت لبعض الوقت الي ان يتحدث الملك إليه قائلا

الملك : دعهم يدخلون القصر ...

" أمرك سيدي "

ينظر الملك بصمت الي الوزير ثم يتحدث له قائلا

الملك : لنأجل الموضوع لوقت لاحق اذا ...

أيضا أريدك أن تتأكد من أن يتابع الجنود البحث داخل العاصمة

و كذلك القرى القريبة منها دون أن يعلم "هو" شيئا عن ما حدث

الوزير : أمرك يا سيدي ..

لم يمضي كثير من الوقت علي وصول "شاريوس" الي العاصمة و دخوله القصر

و لم يمكث كثيرا مع جنوده لحظة عودته و اذا به يتركهم و يتوجه الي الملك و "رييا" برفقته

توجه الي الملك و دخل القاعة و كان فيها عدد من الجنود بالاضافة الي الوزير و قائد الجيش

نظر لهم بصمت للحظات ثم أخذ يتقدم بصمت بينما تابعت "رييا" السير ورائه بهدوء

أخذ كلاهما يتقدم ببطئ نحو الملك الي أن توقف كلاهما عن التقدم أخيرا

بقي شاريوس بمكانه دون أن يتحرك بينما أنحنت "رييا" عندما وقفت أمامه

شاريوس : عدت و معي الجنود الذين كانوا برفقتي من "أيزان"

الملك : سعيد "بعودتك" سالم و سعيد بعودة باقي الجنود أيضا

سمعت بما حدث في ساحة المعركة من الجنود الذين كانوا قد جائوا قبل بضعة أيام

أعجبني حقا لقبك الجديد "إله الحرب" ..

كان يتحدث إليه و الابتسامة مرسومة علي وجهه

و كانت لا تزال تلك الابتسامة علي وجهه عندما أشاح بنظره عنه و بداء بالحديث إليها

الملك : مضى وقت طويل منذ أن أنقطعت العلاقات بيننا و بين "أيزان"

هل لي بمعرفة سبب الزيارة المفاجئة من "عذراء الجليد" .. ؟!

أبتسمت بهدوء و أنحنت أمامه من جديد و عادت لترفع رأسها قائلة

رييا : خلال الايام العشرة الماضية تلك

خلال تلك المدة القصيرة تغيرت كثير من الامور داخل "أيزان"

لم يفهم الملك ما كانت تقصد بالبداية

ولكن سرعان ما تلتفت هي الي الخلف و تمسك بيد الصغير الذي كان يختبئ خلفها

لم ينتبه الكثير ممن كانوا بالقعة له فلقد كان نظرهم منصبا عليها و علي شاريوس

ألتفتت إليه محاولة جعله يتقدم قليلا ليكون الملك قادرا علي رؤيته

يتحرك ببطئ و هدوء شديد من مكانه

ليترك أخيرا مكانه حيث كان يحاول أن يختبئ خلفها و يبداء بالحراك من خلفها

بالبداية لم يتعرف عليه و لكنه سرعان ما بداء يتعرف عليه بسرعة

فملامح وجه ذلك الفتي الصغير بدت مألوفة للملك العجوز

كيف لا فلقد كان لون عينيه قريبا للون عين أبنة الملك الصغرة ..

ففي النهاية ورث ذلك الصغير نفس لون عيني والدته وكذلك ملامح وجهها

بينما ورث لون شعره الابيض عن والده

يقف الملك ببطئ من علي عرشه بعد أن تأكد له ان ذلك الصغير الذي لم يتعرف عليه سابقا

كان حفيده هو .. يقف ببطئ و يبداء بالتقدم إليه بعد أن تأكد له أخيرا أنه هو

يتقدم إليه و ملامح وجهه أخذت تتغير

كان يتقدم ببطئ إليه بينما بدأت بالحديث هي ولكن بدا أنه لم يكن منتبها لما كانت تقول

أو أنه لم يكن مهتما بما كانت تريد أن تقول

يقترب منه شيئا فشيئا و يبدوا أن الصغير متردد و خائف بينما كان يقف أمامه ذلك الملك العجوز

ينحني الملك ببطئ شديد إليه و يبداء بمعانقته بقوة ..

بينما ألتزمت رييا الصمت بعد أن رآته و هو يقترب من الصغير

أستمر الوضع كما هو و بقي الملك يقوم بضم الصغير لبعض الوقت و هو بين ذراعيه

بينما كان قد أشار "الوزير" لمن كانوا موجودين حينها من خدم و جنود بالخروج

بقي "الملك" بقرب الصغير دون حراك حتي بعد مغادرة الجنود الذين كانوا بالقاعة

و كذلك بعد مغادرة الوزير الي ان عاد ليقف من جديد و يمد يده للصغير

ليمسك يده و يعود ليجلس ببطئ معه علي عرشه و يتحدث لكليهما قائلا ..

الملك : ما الذي حدث داخل "أيزان" ..؟!

و ما الذي جعل ذلك "الوغد" يغير رأيه الان تحديدا .. ؟!

رييا : أخبرتك يا سيدي و لكنك لم تنتبه ..

تغيرت كثير من الامور داخل "أيزان" في الايام العشرة الماضية

فقبل عشرة أيام تقريبا من الان قتل "الكاهن" و كان "شاريوس" من قتله

بدا أن الملك قد تقبل فكرة "موته" بسهولة شديدة ..

فلقد بقي هادئا بعدما سمع تلك الكلمات تصدر عنها بينما تابعت هي الحديث إليه قائلة

رييا : مباشرة بعد موته و بعد عودة "المجلس" الي العمل تقرر الامر

لا احد من المجلس داخل "أيزان" لديه النية لوضع يده مع "الطاغية" او "قائد جيشه" بعد الان

عوضا عن أطالة الحرب لوقت أطول بجعلها ثلاثة ممالك ضد بعضها يريد المجلس وضع معاهدة مع "كيريان"

الملك : لذلك جئتم إلي "به" الان .. ؟!

تريدون أستغلاله للحصول علي موافقتي ..؟!

رييا : لا .. لا يريد "المجلس" ذلك يريد "المجلس" فقط أن تبقيه بجانبك الي أن يحين الوقت

نريدك أن "تبقيه" بجانبك الي أن يحين الوقت المناسب ليرث الحكم بـ"أيزان"

أرسلناه إليك لتجعله حاكما صالحا كما كان و"الده" و كذلك و"الدته" الرحالة

ألتزم الملك الصمت لبعض الوقت كما لو أنه أخذ يفكر بعرضها

ولكنه سرعان ما أتخذ قراره بالفعل و بداء حديثها إليها

الملك : لا بأس بالنسبة لي ..

أن كان ذلك يعني أنه سيكون بجانبي لا بأس بالنسبة لي

رييا تنحني ببطئ و تتحدث إليه مرة أخرى قائلة

رييا : أعتذر منك و لكن سأعود الي الجنود الان و سأخبرأحدهم بالعودة الي "أيزان"

و أيصال رسالة موافقتك الي المجلس اذا ..

الملك : يمكنكِ المغادرة ..

بدا الملك راضيا و بدا أنه كان هادئا بينما حفيده بجانبه

تلتفت "رييا" و تبداء بالتقدم للخروج بينما يلتفت "شاريوس" ليلحق بها

و يغادر كلاهما القاعة أخيرا للتوجه الي الجنود الذين كانوا قد تركوهم بساحة القصر عند وصولهم

توجه كلاهما بعد مغارتهما الي الجنود الذين كانوا ينتظرون بساحة القصر و لكن عند أقترابهم من الجنود

كان هناك من كان بأنتظارهم ... فلقد كان الوزير يتحدث الي عدد من الجنود الذين كانوا برفقة "شاريوس" عندما ذهب الي "أيزان"

سرعان ما يغادر "الوزير" بعد رؤيته لـ"شاريوس" وهو يقترب و لكن حتي علي الرغم من أنه أنتهي من الحديث

الا أنه بدا واضحا ان ثمة شئ ما كان يزعجه بعد أنتهائه من حديثه الي الجنود

فلقد بدت تعابير وجهه وضاحة لشاريوس الذي كان ينظر إليه

تمر الايام بسرعة ... تمر الايام بسرعة يوم تلو الاخر

فبعد عدة أيام من عودتهما تغادر رييا و جنودها لتعود الي أيزان

أستمر الهدوء داخل كلا من مملكة "كيريان" و "أيزان" لوقت ليس بطويل تقريبا

خلال تلك المدة عادت حركة التجارة بين كلا المملكتين وكذلك حركة السفر بينهما

أستقرت الاوضاع بكلا المملكتين منذ أن وافق الملك و كذلك المجلس علي الهدنة بين كلا المملكتين

تغيرت كثير من الامور خلال تلك الفترة القصيرة

و لكن لم يدم ذلك الهدوء لوقت طويل

فلم يمضي سوي شهر واحد علي بداية الهدنة بين كلا من "كيريان" و "أيزان"

و اذا بذلك الخبر يصل الي كلا المملكتان

فلقد كان "ثرون" يجمع الجنود و يحشد الجيش أستعدادا لبداء الحرب

و نتيجة لانتشار ذلك الخبر سرعان ما يعطي كلا من

حاكم "كيريان" و مجلس الشيوخ بـ"أيزان" امرا بأستعداد الجيش لبداية القتال

.

.

.

يتبع

2019/11/14 · 371 مشاهدة · 1547 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024