يحتشد الجنود قرب الحدود بعد أن أعطي كلا من حاكم "كيريان" و مجلس الشيوخ بـ"أيزان"

كلاهما قد أعطي الامر للجنود بالتحرك الي الحدود أستعدادا للحرب بعد أن تأكد لهم أن ثرون يقوم بحشد جنوده أستعدادا للحرب

يحتشد الجنود ببطئ قرب الحدود للممالك الثلاثة

حيث قامت "أيزان" بأرسال أكثر من ثلثي جيشها الي هذه الحرب

حيث بلغ عدد الجنود الذين قام "مجلس الشيوخ" بأرسالهم لهذه الحرب قرابة أربعمئة ألف جندي تقريبا

بينما قاموا بالابقاء علي قرابة مئتي ألف منهم داخل "أيزان" بحال تمت مهاجمة المملكة أثناء أنشغال الجيش بالقتال

بينما قام حاكم "كيريان" بأرسال أقل من نصف العدد الذي أرسلته "أيزان" تقريبا

حيث قام بأرسال قرابة المئة و ثمانين ألف من الجنود لهذه الحرب

لكلا الجيشين ما يقارب الخمسمئة و ثمانين ألف من الجنود تقريبا

كانت هذه الحرب تحديدا مختلفة كل الاختلاف عن الحروب التي كان قد خاضها "شاريوس" سابقا

فعلي خلاف المرات السابقة

فقد عمل "المجلس" و كذلك حاكم "كيريان" علي تقسيم الجيش لثلاثة أجزاء رئيسية

لكل جزء من تلك الاقسام الثلاثة تولى قائد قيادة كل قسم علي حدي

تولت "رييا" امر القسم الاول بينما تولى قائد جيش "كيريان" القسم الثاني

و أخيرا كان شاريوس حيث تولى قيادة القسم الثالث للجيش

معنويات الجنود مرتفعة الي أقصاها لكلا الجنود من كلا الطرفين

كانت المعنويات مرتفعة لكل الجنود بوجود القادة الثلاثة

فعلي عكس ما كان يبدوا عليه كان "قائد الجيش" بـ"كيريان" مشهورا جدا

فلقد كان موهوبا بوضع الخطط و تقديم الاقتراحات خلال القتال ولقد كان لديه موهبة طبيعية بوضع الخطط البديلة أثناء القتال

بالاضافة الي خبرته الكبيرة بشأن الحرب

تلك الخبرة التي كانت ناجمة عن عدد كبير من القتالات

و خبرات كان قد أكتسبها من حروب كان قد خاضها فيما مضى

بالاضافة الي قائد الجيش من "كيريان" كان وجود "رييا" عذراء الجليد من "أيزان"

سبب أخر بجعل الجنود بحال معنوية مرتفعة

فجميع الجنود يعلمون جيدا مدي براعتها بأستخدام السيف لكن قلة خبرتها بالقيادة كانت عائقا ببعض المواقف

و لكن هذه المرة قلة خبرتها يمكن تعويضها بوجود ثلاثة قادة للجيش

ولكن رغم وجود كلا من "رييا" و "قائد جيش كيريان" بساحة القتال

الا أن معنويات الجنود كانت مرتفعة بسبب وجود قائد ثالث ..

فلقد كانت معنويات الجنود مرتفعة بوجود "شاريوس"

فرغم ان الوقت الذي كان قد قضاه "شاريوس" داخل "كيريان" لم يكن طويلا

الا ان لقبه ذاك كان قد أنتشر بسرعة داخل و خارج "كيريان"

كان قد أنتشر لقبه بكونه "إله الحرب"

داخل كلا من "كيريان" و "أيزان" و حتي داخل "سيريان"

وصل أخيرا أخر الجنود الي موقعه أستعدادا للقتال و بات الامر فقط مسالة وقت

الي حين وصول "ثرون" و جيش "سيريان" وبداية القتال

لم يمضي وقت طويل علي وصولهم و بداية أتخاذ الجنود مواقعهم

و اذا بالارض تهتز بشدة تحت أقدامهم و كانت تلك أشارة لوصول "ثرون" و جيشه الي ساحة القتال أخيرا ..

من بعيد بأتجاه الجنوب بداء الجنود من ذلك الاتجاه يزحفون بأتجاه الشمال الشرقي الي الحدود

أخذ الجنود بالتقدم بأتجاه الحدود .. بينما ينظر جنود كلا من "كيريان" و "أيزان" بصمت

ينظرون بصمت الي الجنود و هم يتابعون التقدم ..

ينظرون بصمت الي الجنود الذين كانوا يتابعون التقدم من أتجاه الجنوب

يتابعون النظر إليهم و بات الفارق بين العدد واضحا لهم

لم يتخطي عدد جيش كلا من مملكتي "كيريان" و "أيزان" الستمئة ألف

بينما بالجهة المقابلة كان من الواضح أن جيش "ثرون" قد تخطي ضعف ذلك العدد من الجنود ..

حيث قام "ثرون" بتجهيز و أرسال أكثر من مليون و ثلاثمئة ألف من جنوده لهذه الحرب

كان من الواضح للجميع أنه ينوي حقا وضع نهاية أخيرا لهذه الحرب

بينما يتقدم جنوده الي الامام ينقسمون ببطئ الي قسين فقط

ينقسم جيش "سيريان" الي قسمين فقط

ولكن وسط ذلك العدد الكبير من الجنود الذين كانوا يتقدمون الي مواقعهم

كان قد بداء "ثرون" بالتقدم من بين الجنود

يتابع التقدم الي الامام بينما كان يرتدي رداء داكن اللون يغطي به نصف جسده الايسر

حيث كان قد فقد ذراعه اليسرى في أخر قتال له مع "شاريوس"

يتابع التقدم بينما يترك الجيش ورائه و يبداء بالتحرك وحيدا الي الامام

يتحرك "ثرون" الي الامام بينما يتابع جنوده الانقسام كل منهم الي موقعه

يتحرك الي الامام و كانت أنظار الجنود بالجهة المقابلة "إليه" فلقد كان يتقدم وحيدا دون وجود مرافقين له

كان يتقدم وحيدا دون وجود جنود يقومون بحمايته او لمرافقته

ينظر "شاريوس" بصمت له لبعض الوقت وهو يتقدم وحيدا و كلاهما ينظر الي الاخر بصمت ..

ينظر كلاهما الي الاخر بصمت كما كان الحال عند أول لقاء لهما ببعضهما بعضا

كان يبدوا "شاريوس" غاضبا و منزعجا للغاية عندما بداء يتقدم

في محاولة منه لأيقاف "شاريوس" عن التقدم وحيدا

يحاول "قائد جيش كيريان" الحديث إليه

قائد الجيش : الي أين أنت ذاهب .. أنتظر .. ذلك تهور ليس عليك أن تذهب وحدك ..

أن غادرت من سيتولي قيادة الجزء الخاص بك من الجيش .. ؟!

بدون وجود قائد ستعم الفوضى بين صفوف جنودك ..

و بصوت هادئ يتحدث إليه

شاريوس : أذا تولى أنت قيادته ..

بدا "قائد الجيش" مستاء بشدة بعد سماعه لتلك الكلمات

و بدا أنه كان غاضبا أكثر بعد رؤيته و "هو" يغادر و يتابع التقدم بذلك الاتجاه

تاحول رييا الحديث إليه قائلة

رييا : سيكون علي ما يرام ..

ولكنه لم يكن يستمع إليها بينما ظلت تنظر "لقائد الجيش" و تعابير وجهه "الغاضبة"

وملامح "وجهه" بدت واضحة جدا بالنسبة لها

يتقدم كلاهما الي الامام نحو الاخر بصمت وتعابير وجهيهما كانت هادئة

يتقدم "شاريوس" نحو "ثرون" و عينه اليمني ذات اللون الفضي لا تنظر لاحد سواه

بينما يتقدم "ثرون" الي "شاريوس" و عينه اليسرى ذات اللون البني لا تنظر الي احد سواه

كلاهما لا ينوي ترك الاخر حيا هذه المرة كما كانت سابقتها

يتقدم كلاهما ببطئ و يسحب كلاهما سيفه ببطئ بينما يتقدمان

يتقدمان ببطئ و ما أن سحب كلاهما السيف تتسارع و تيرة تقدمهما شيئا فشيئا

يتقدم كلاهما بسرعة الي الاخر و مع تصادم سيف كلاهما كان قد بداء القتال أخيرا القتال ..

لم يمضي وقت طويل علي بداية القتال بينهما

و لم يمضي وقت طويل أيضا علي بداية القتال بين كلا الجيشان الي الان

ولكن سرعان ما يحتدم القتال و يبداء عدد الضحاية بين الممالك الثلاثة بأزدياد

يتقاتل الجنود فيما بينهم حتي الموت

و يتساقطون واحدا تلوا الاخر اما جرحى او قتلى و سرعان ما يبداء العدد بالتزايد

مع مرور كل دقيقة علي ذلك القتال

لم يكن قد مر وقت طويل علي بداية القتال بين كلا الجيشين

ولكن من بعيد .. بعيدا جدا عن ساحة الحرب تلك التي سرعان ما تحولت لفوضى

كان هناك من كان شاهدا علي بداية القتال و الي الان ظل كلاهما ينظران

كلاهما يرتدي رداء داكنا يغطي جزء كبير من جسده وملامح وجهيهما لم تكن واضحة

من هيئته أحدهما كان رجل وله لون عينان أرجوانيتان بينما الاخرى كان من الواضح أنها امرأة

ملامح وجهها و كذلك لون عينيها لم يكن واضحا

كانت تنظر تلك المرأة بصمت الي ساحة الحرب و تنظر بتمعن شديد الي جنود الذين كانوا يتساقطون بها

كانت تنظر بصمت الي ساحة الحرب تلك و كان من الواضح أنها كانت تتألم لما كانت تنظر له حينها

بينما علي عكسها تماما كان ينظر ذلك "الرجل" ذو العينان الارجوانيتين بصمت شديد و بهدوء شديد

دون أن يغمض عينيه كان ينظر كما لو أن حياة الجنود لا تعني له شئ

يبعد ناظريه عن ساحة الحرب تلك للحظات ثم يلتفت لينظر إليها و ليتحدث قائلا

الرجل : أعلم ما قد تريدين قوله جيدا .. أن أردتِ فعل ذلك فأفعلي لن أمنعكِ عن فعلها ..

ولكن حتي و أن قمتي بذلك ..

حتي وان ذهبتِ لانقاذ حياتهم سيكون ما تفعلينه لهم بلا فائدة

فحتي و أن فعلتِ ذلك سيعودون للقتال مرة أخرى فيما بينهم ببساطة

و لن يغير ما تفعلينه لأجل أنقاذهم شيئ

ينظر لها بعد أن قال تلك الكلمات لها ثم يعود لينظر لساحة الحرب مرة أخرى

ويبعد ناظريه عنها لبعض الوقت

بينما كانت تنظر هي و تتألم و كانت تعلم أنه كان علي حق فيما كان يقول ..

كانت تنظر و تتألم و لا يسعها فعل شئ الا النظر بصمت للجنود وهم يموتون ..

كانت تنظر و تتألم لرؤية الجنود يتساقطون و يموتون كانت تبكي بينما تابعت النظر لهم بصمت

لم يستطع النظر مباشرة إليها مرة أخرى بعد أن تحدث لها بتلك الطريقة ..

ولم يستطع أن يخبرها بما كان يريده أن يخبرها به حقا حينها

الرجل : " قد تمتلكين القدرة علي رؤية لون أرواحهم ...

قد تستطيعين رؤية ما يفكرون فيه .. قد تستطيعين رؤية صفاتهم و رؤية كافة جوانبهم ..

ولكنكِ تستمرين فقط بالنظر لجانب واحد منهم و ترفضين رؤية أسواء ما بداخلهم ..

رغم أنني ألتقيت بكِ قبل وقت ليس ببعيد ألا أنني أدرك جيدا ما قد تفكرين فيه

و أدرك جيدا ما أنتِ قادرة علي فعله جيدا .. "رينيه"

ستخاطرين بحياتك لأجلهم ..

و قد تضحين بحياتكِ أن لزم الامر لأنقاذهم ..

ولكن لا أحد منهم علي أستعداد أن يفعل المثل لكِ

فلا أحد منهم علي أستعداد للمخاطرة بحياته لانقاذكِ

لا أحد منهم علي أستعداد للتضحية بحياته لاجل أنقاذكِ

ما تحاولين القيام به بلا فائدة فالبشر لا يمكن أنقاذهم .. "

الرجل : تابعي النظر بصمت إليهم دون أن تتدخلي ..

تستمر الحرب مع حديث ذاك الرجل و تستمر تلك المرأة بالنظر الي ساحة الحرب تلك بصمت

و بعينان تبكيان بشدة تابعت النظر بصمت الي الجنود وهم يتساقطون واحدا تلو الاخر أمام عينيها

الرجل : " أريدكِ أن تتمعني النظر جيدا الي من تحبينهم .. تمعني النظر جيدا الي من تريدين حمايتهم و أنقاذهم ..

تمعني النظر جيدا الي من تريدين التضحية بحياتكِ لأجل أنقاذهم

تمعني بالنظر جيدا و تأكدي من رؤية أسواء جانب لهم .. تمعني بالنظر و لا تبعدي ناظريكِ عن أسواء ما بهم ..

تمعني بالنظر و لا تبعدي عينيكِ بعيدا عنهم ..

فسواء أعجبكِ ذلك أم لا تلك هي طبيعتهم .. تلك هي حقيقتهم ولا يسعكِ فعل شئ لانقاذهم ..

لا يمكنكِ أنقاذهم مما هم عليه و لا يمكنكِ تغييرهم "

كانت تبكي و تتألم

كانت تعلم جيدا ما كان يقصده حتي أن لم يستطع أن يتحدث لها مباشرة بتلك الكلمات

فلقد كانت تعلم جيدا أنه كان علي حلق فيما كان يقوله

بينما يمر الوقت و لا يزال القتال مستمرا الي الان

يحرك يده ببطئ لينزع الرداء من علي رأسه و ملامح وجهه بدت واضحة

نيفيريا : ماذا علينا أن نفعل .. ؟!

كانت قد هدأت تلك المرأة بعد مرور وقت قصير علي بكائها ..

تلتفت لتنظر له بصمتو ظلت تنظر له بينما كان ينظر هو لهما

الي بداء بالتحدث مرة أخرى بينما كان ينظرلقتالهما

نيفيريا : "أخبرنا" أن نحضر "كاييريث"

ولكنه لم يخبرنا بوجود شخصين يحملان "القدرة" نفسها ..

رينيه : ماذا تنوي أن تفعل "نيفيريا" .. ؟!

كان ينظر بصمت عندما كانت تتحدث هي إليه ..

و كان ينظر بصمت عندما أنهت طرح سؤلها عليه

يبتسم ببطئ و بهدوء بينما كان ينظر لهما و ألتزم الصمت لوقت قصير

ثم عاد ليتحدث و تلك الابتسامة ما تزال علي وجهه عندما تحدث

نيفيريا : سننتظر الي أن ينتهي القتال و نرى من منهما سيبقى ..

ففي النهاية أخبرنا "الساقط" بأن نحضر "واحدا" منهما إليه و لم يخبرنا بأن نحضر كلاهما إليه

.

.

.

يتبع

لمن لم يقراء اول قصة جانبية و التي تتحدث عن "نيفيريا" الرجل ذو العينان الارجوانيتان

برجاء قراءة اول قصة جانبية و قراءة قصة ساقط

2019/11/14 · 371 مشاهدة · 1780 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024