25 - ماضي يرويه "ثرون" الجزء الاول

لم يمضي وقت طويل علي بداية القتال بين كلا الجيشان

ولكن علي الرغم من أنه لم يمضي وقت طويل الا أن عدد القتلي لا يزال بأزدياد

فلقد كان عدد القتلي يتزايد بسرعة ولكن بالاخص بين صفوف جيش "ثرون" حيث عانى جيشه من خسائر فادحة

خلال وقت قصير فقط علي بداية القتال

حالة جيش "ثرون" و الخسائر التي تعرض لها الي الان خلال وقت قصير

جعلت كلا من "رييا" و "قائد الجيش" يدرك تماما حقيقة ما كان يحدث

فبالنسبة لهما بدا الامر ان معظم الجنود داخل صفوف جيش "ثرون" يخوضون أول حرب لهم

ولكن لم يكن ذلك سببا كافيا ليتلقي جيشه تلك الخسائر الفادحة خلال وقت قصير كان هناك سبب أخر جعل جيش "ثرون" بتلك الحالة

فلقد كانت حركة الجنود و أندفاعهم علي الرغم من تلك الخسائر التي كانت قد لحقت بهم جعلت كلاهما علي يقين تام بأنه لا يوجد من يقوم بقيادة ذلك الجيش

ولا يوجد من يقوم بأعطاء الاوامر لهم

تلك الاسباب وحدها جعلت جيش "ثرون" يتلقي ذلك الكم من الخسائر فقط خلال وقت قصير ولكن علي الرغم من ذلك

لا احد منهما علي يقين تام بما يجري و لا احد منهما يدرك تماما لم قد يفعل "هو" امرا كهذا او لم قد يترك جيشه فقط ليلقي حتفه ببساطة

" و بعيدا قليلا عنهما ووسط ساحة المعركة تلك التي بدات كالفوضى

كان كلاهما لا يزال يتقاتل الي الان "

يتقاتل كلا من "شاريوس" و "ثرون" الي الان و لكن علي عكس اول لقاء و اول قتال لهما

بدا قتالهما الان مختلاف عن ما كان عليه اول مرة ..

من الوهلة الاولى يبدوا القتال بينهما متكافئ الي الان

"شاريوس" يقوم بالهجوم بينما يكتفي "ثرون" بتجنب الهجوم و المراوغة ببساطة

ولكن رغم مراوغته تلك لم يستطع تجنب الاصابات الطفيفة التي كان يسببها شاريوس له الي الان

ولكن رغم تلك الحال التي كان فيها و رغم تلك الاصابات الطفيفة التي كانت قد لحقت به خلال القتال بينهم

ورغم حقيقة أنه كان ينزف قليلا من الدماء جراء تعرضه لتلك الاصابات الا ان الابتسامة ظلت مرسومة علي وجه "ثرون"

منذ بداية القتال و الي الان ظلت أبتسامته تلك مرسومة علي وجهه منذ أن بداء القتال

كان يبتسم كما لو أنه كان مستمتعا حقا بقتاله ذاك حتي الان وظل يبتسم حتي عندما بداء بالحديث إليه خلال القتال

ثرون : تبدوا مختلف .. تبدوا مختلف عن أول لقاء بيننا ..

ترى ما الذي قد حدث و جعلك تتغير هكذا خلال وقت قصير ..

لا يزال القتال بينهما مستمرا الي الان

ولا يزال "ثرون" يتراجع و يحاول تجنب تلك الهجمات

بينما "شاريوس" هادئ لم يتحدث بكلمة و لكن ملامح وجهه و أنزعاجه بدت واضحة

ثرون : لم يمضي وقت طويل منذ أخر مرة ألتقيتك بها و لكنك تبدوا مختلف

ليس أمرا سيئ و لكن ما سبب التغيير يا ترى .. ؟!

هل لديك شئ تحاول حمياته إلي هذه الدرجة .. ؟!

أم انه شخص تهتم لامره و لا تريد رؤيته و هو يتأذى .. ؟!

شاريوس : ليس لدي شئ كهذا ..

و لكنني .. أريد فقط أن أعلم .. أريد أن اعلم ..

شاريوس : ما الذي تريده بشدة لتضحي بكل ماهو حولك .. ؟!

ما الذي يدفعك الي هذه الدرجة لتقتل كل من هم حولك .. ؟!

أتريد السلطة .. هل تريد حقا حكم "سيريان" .. ؟!

أم أن حكم "سيريان" ليس كافيا بالنسبة لك .. ؟!

أتريد حكم كلا من "أيزان" و "كيريان" .. ؟!

أتريد السلطة حقا أم أنك من البداية كنت تسعى وراء جمع المال .. ؟!

توقف كلاهما عن الحراك بينما تابع "شاريوس" الحديث إليه

ثرون يستمع بصمت و أبتسامته تقل حدتها شيئ فشيئا

شاريوس : أنظر جيدا الي كل شئ حولك و أخبرني بما تراه الان ... أنظر جيدا حولك و أخبرني بما تريده أنت و بما تريد أن تراه

أخبرني ما الذي تسعي إليه

يدرك "ثرون" جيدا ما كان يقصده "شاريوس" بتلك الكلمات ..

تقل حدة أبتسامته التي كانت تعلو وجهه خلال القتال أخيرا ... تقل حدة أبتسامته ببطئ الي ان تختفي تماما من علي وجهه أخيرا

ثم يتحدث له بهدوء شديد بينما كان ينظر إليه بعينه اليمني إليه

ثرون : يبدوا "أنه" أخبرك بكل شئ .. أليس كذلك .. ؟!

ذلك "اللعين" لم يتغير حتي مع مرور كل تلك السنين .. !

فأن بداء بالتحدث لن يتوقف عن الحديث ..

ألا توافقني الرأي .. ؟!

" كان من الواضح أنه كان يقصد "الكاهن" بتلك الكلمات "

ينظر كلاهما نحوا الاخر بصمت شديد

مرة أخرى يعود ثرون ليتنفس بعمق ولكن هذه المرة صوته بدا واضحا

بدا أنه كان منزعج للغاية هذه المرة بينما بداء بالحديث

ثرون : لا شئ تحديدا مما قلته "أنت" أريده أنا ..

لا شئ مطلقا مما قلته أنت أريده أنا ..

بدا شاريوس منزعجا للغاية خاصة بعد سماعه فقط لتلك الكلمات

مرة أخرى و بصوت مرتفع يتحدث إليه

شاريوس : اذا .. لم ..؟! .. لم قتلت "الطاغية" .. ؟! "ملك سيريان"

و لم أديعت أنه ما يزال علي قيد الحياة الي الان .. ؟!

لم جعلت الامر يبدوا و كأنه ما يزال علي قيد الحياة الي الان .. ؟!

و لم تريد أن تستمر هذه الحرب الي الان .. ؟!

و بملامح وجه باردة وبصوت هادئ للغاية كان رده

ثرون : و ما العيب في أن يستمر القتال الي الان .. !

ما العيب في أن أرغب باستمرار هذه الحرب الي الان .. !

وبصمت شديد شديد ظل شاريوس يستمع بصمت لتلك الكلمات بينما تابع هو الحديث

ثرون : "قتلته" فقط لانه كاد أن ينهي الحرب دون أن أعطيه أذنا بذلك ..

فلقد كان ذلك "اللعين" يرتعد من الخوف بعد أن علم بشأن تحالف كلا من "كيريان" و "أيزان"

كان يرتعد من الخوف بعد أن علم أنه قد ينتهي به الحال بالحرب ضد مملكتين دفعة واحدة

وذلك كان أكثر ما كان يخشاه .. لم يترك لي خيار حينها .. لم يترك لي أي خيار لذك "قتلته" ..

مباشرة بعد موته أعطيت الامر للجنود بأبقاء خبر موته و هذا ما فعلوه بالفعل حينها ..

مباشرة بعد موته كان الامر حينها فقط مسألة وقت ليس ألا ...

كان الامر فقط مسألة وقت

كان كل ما كنت بحاجته حينها كان الانتظار ..

شاريوس : أنتظار ولادة وريث لحاكم "أيزان"

ثرون : أظن أنك تعرف باقي القصة و لكن ..

إلي أي مدى أنت تعرف .. و الي أي مدي تظن أنك تعرف .. ؟!

شاريوس : ..

كان "شاريوس" عاجزا عن أدراك ما كان يقصده "ثرون" بتلك الكلمات

و سرعان ما يعود ثرون للحديث إليه قائلا

ثرون : لا تهتم لما قلته الان .. ولكن ..

دعني أوضح لك شئ أخير عجزت عن أدراكه أنت سابقا ..

سأجيبك عن "أسئلتك" سابقا

ثرون : من البداية .. من بداية البداية

لم يكن هدفي من البداية الحصول علي السلطة .. او حكم "مملكة" او أثنتين او حتي ثلاث

لو كنت حقا أسعى وراء السلطة لكانت هذه الارض بمن عليها تحت حكمي الان .. !

ولو كان هدفي حقا كما قلت "أنت" و هو جمع المال لفعلت ذلك قبل زمن طويل من الان ..

لكنت جمعت المال ليصبح حجمه بحجم تلك الجبال التي تراها "أنت" من حولك الان ..

ولكن جمع المال أيضا لم يكن هدفي .. لم يكن أي مما قلته أنت أريده أنا

ما كنت أسعى لرؤيته منذ زمن .. و ما أسعى الي رؤيته حقا و بشدة الان

هو رؤية تلك الدماء التي تراها أنت وهي تتساقط بكل مكان حولك الان ..

يغرس "ثرون" سيفه علي الارض بينما يرفع يداه اليمني ببطئ و يحركها

كما لو أنه كان يقصد ساحة القتال التي كانت حولهم ..

"شاريوس" ينظر بصمت شديد إليه بينما يعود

"ثرون" لينظر له و يتحدث مرة أخرى إليه

ثرون : من البداية .. من بداية البداية ..

أردت فقط من البداية أراقة المزيد و المزيد من تلك الدماء التي تراها أنت الان

يدرك "شاريوس" جيدا أنه جاد فيما كان يقول .. فذلك الرجل من البداية لم يكن مهتما بدماء من كانت تراق الي الان ..

لم يكن مهتما ما ان كانت دماء رجاله و جنوده من تراق الي الان .. و لم يكن مهتما ما ان كانت دماء اعدائه من كانت تراق ..

كل ما كان يهتم فقط لامره حقا كان أطالة تلك الحرب

أنتهي الحديث بينهما بالفعل و عوضا عن التراجع و ترك مسافة أمنة بينهما يندفع شاريوس بسرعة إليه

بينما يعود ثرون ليحمل سيفه الذي كان قد غرسه أرضا سابقا و يحرك يده اليمني بسرعة

و مع أندفاع شاريوس و عودة ثرون لحمل سيفه يعود القتال ليحتدم بينهما مرة أخرى

و لكن هذه المرة قتالهما بدا مختلفا ..

فلقد كان "شاريوس" منهمكا بمحاولة توجيه هجوم قاتل "إليه"

كان منهمكا بقتاله بينما عجز عن ملاحظة ما كان قد حدث "له" خلال وقت سابق

سرعان ما يدرك أخيرا ذلك ..

يدرك أخيرا ما الخطب و لكن كان ذلك متأخرا ..

فمنذ بداية قتاله معه مرة أخرى لم يستطع "شاريوس" ملاحظة الجراح التي كان قد تسبب بها "له" سابقا

أختفت تماما معظم الجراح التي كان قد تسبب بها "شاريوس" لـ"ثرون" خلال الدقائق التي كان كلاهما يتحدث فيها الي الاخر

"شاريوس" لم ينتبه لما حدث بينما لا يزال الي الان يقوم بتسديد الهجمات بينما "ثرون" يقوم بتجنب تلك الهجمات

بينما يعود "ثرون" ليبتسم أبتسامة عريضة علي وجهه من جديد بينما يتابع كل منهما القتال

يعود ليبتسم بينما بدا أنه عاد ليستمتع بالقتال

تغير مجرى القتال بينهما الان فعوضا عن ترك مسافة أمنة يندفع شاريوس الي الامام

محاولا وضع نهياة بسرعة للقتال بينما ثرون لم يعد قادرا علي الرد علي تلك الهجمات و لم يعد بمقدوره تجنب معظم تلك الاصابات

بات "ثرون" مدركا تماما أنه بات محاصرا و لم يكن لديه اي خيارات

و عوضا عن التراجع و تجنب الهجمات يعود ليتقدم بدوره ..

خطوة تلو الاخرى يقوم "ثرون" فيها بالتقدم الي الامام يحرك سيفه مرة تلو الاخرى لتجنب تلك الهجمات

الي ان يندفع اخيرا الي الامام موجها سيفه الي عنق "شاريوس" اخيرا

و في محاولة منه لرد الهجوم بهجوم مباغت يقوم شاريوس بتجنب الهجوم و التحرك ناحة اليمين ليستعد لتوجيه هجوم أخير لجانب ثرون الايسر

حيث كان من المفترض أنه قد فقد ذراعه بأخر قتال بينهما و لكن عكس ذلك قد حدث

ثرون علي خلاف أولى لحظات القتال يستمر بالاندفاع الي الامام بينما يحرك يده اليسرى أخيرا أسفل ردائه الذي كان يغطيها

يحرك يده بأتجاه شاريوس في محاولة منه لأمساكه بينما شاريوس عاجز عن التحرك

أدرك أخيرا و لاحظ ما كان يجري و لكن كان ذلك متأخرا ...

.

.

.

يتبع

2019/11/27 · 312 مشاهدة · 1655 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024