رواية ساقط - شاريوس إله الحرب

كي لا يتعرض ثرون للهجوم من جانبه الايسر حيث كان قد فقد ذراعه اليسرى بأخر قتال بينهما

كان ثرون يحاول تجنب كشف جانبه الايسر لـ"شاريوس" منذ بداية القتال و الي الان ..

ولكن الوضع قد تغير بعد أن بات "ثرون" محاصرا ولا يستطيع تجنب كل تلك الهجمات

هذه المرة بات الوضع مختلف فهذه المرة

يختار ثرون التقدم عوضا عن التراجع أختار"ثرون" اخيرا الاندفاع الي الامام عندما كان شاريوس علي مقروبة منه

سيفه بيده اليمني الي الامام بينما "شاريوس" أختار ان يقوم بمراوغة ذلك الهجوم

يتابع ثرون التقدم الي ان بات كلاهما قريبا جدا من الاخر يراوغ "شاريوس" الهجوم بتحركه الي اليمين

تحديدا الي الجهة اليسرى لجانب "ثرون" حيث كان قد فقد ذراعه يحرك "شاريوس" يده حيث كان ممسكا بسيفه

ليستعد لوضع نهاية لهذا القتال و لكن حدث اخر ما كان قد يتوقعه خلال ذلك القتال

ثرون يتابع التقدم الي الامام بينما يحاول تحريك يده اليسرى الي شاريوس ليمسك به بينما كان يتابع التقدم الي الامام

يحرك يده التي كان يبقيها أسفل ردائه منذ بداية القتال

يحرك يده اليسرى مباشرة إليه كما لو أنه كان يحاول ان يمسك به بيده حينها

شاريوس عاجز عن التفكير أو الحراك

لا يسعه فعل شئ سوى رؤية ذلك المشهد ببطئ شديد بينما باتت تلك الصورة تضح له شيئا فشيئا ..

شاريوس : " ما الذي يجري هنا .. أثق أنني أصبته بعدد من الاصابات منذ بداية القتال و الي الان

لم تكن الاصابات بالغة .. كانت أصابات طفيفة و لكن ما كانت لتختفي هكذا بتلك السرعة ..

أيضا ألم يكن من المفترض أن يكون قد فقد ذراعه بأخر قتال بيننا .. "

شاريوس : " حتي أفضل انواع العلاج بأستخدام السحر لن يسمح له بأعادة أستخدام ذراعه التي قطعت مرة ثانية ..! "

شاريوس : " لا .. مهلا .. مهلا ..

بأخر قتال بيننا لم يأخذ ذراعه معه حتي بعد أن أنتهي القتال .. "

شاريوس : " أهداء .. أهداء ..

و أنظر له جيدا .. لا بد من وجود تفسير ما .. "

شاريوس : " لا يوجد سحر يتيح له أعادة تجديد جسده من جديد ..

ولا يوجد سحر يستطيع علاج تلك الاصابات بتلك السرعة .. لكن أن كان ذلك صحيحا .. "

كان رد فعل شاريوس مثيرا للاعجاب ..

بسرعة شديدة أختار ان يتقدم الي الامام عوضا عن التراجع

و بسرعة كبيرة كان قد أستطاع تحريك سيفه ليقوم بقطع جزء من ذراع ثرون الايسر مرة أخرى

مباشرة بعد أن قام بقطعها

يتراجع "شاريوس" بضعة خطوات .. يتراجع الي مسافة أمنة الي الوراء

بينما ثرون ألتزم الصمت لبعض الوقت

لا يزال هادئ حتي علي الرغم من حقيقة فقدانه لذراعه اليسرى خلال القتال

لا يزال هادئ و تلك الابتسامة علي وجهه حتي رغم فقدانه جزء من ذراعه اليسرى من جديد خلال قتال

يبتسم بشدة و ملامح السعادة تلك لم تفارق وجهه الي الان ..

ثرون : دمائي تدفق بسرعة داخل جسدي و قلبي ينبض بشدة من الحماس ..

لم أستمتع هكذا بقتال منذ زمن طويل .. لكن الي متي يمكنك الاستمرار علي هذه الحال .. ؟!

لا يزال ثرون مستمتعا الي الان بالقتال يحرك سيفه بسرعة و يعود ليندفع الي الامام

ولكن علي عكس "ثرون" الذي كان يشعر بالحماس "شاريوس" بداء يؤثر عليه الارهاق ..

ناهيك عن أنه الي الان لا يزال عاجزا علي أدراك أي نوع من القدرات كان يستخدمها "ثرون" الي الان ..

شاريوس بعيد عنه و لكن رغم ذلك يستمر ثرون بالاندفاع بسرعة ليقلص المسافة بينهما

يده اليسرى يغطيها الرداء مرة أخرى بينما يده اليمني كان يمسك بها السيف

يتابع ثرون الاقتراب الي ان بات قريبا جدا من شاريوس

يلتف بسرعة بأتجاه اليمين ليقوم بتوجيه هجوم الي شاريوس

بينما ظل ينظر شاريوس إليه بصمت ليحاول معرفة من أي أتجاه سيكون هجومه الاخير

يحرك سيفه بسرعة بأتجاه الجانب العلوي لجسده من اليسار و لكن كان هجوم ثرون مباغتا

فلقد كانت يده اليمني خالية عندما بات شاريوس قادرا علي رؤيتها

يدرك شاريوس أين كان الخطئ ولكنه أدرك ذلك متأخرا ..

يتابع النظر ببطئ إليه بينما يستمر ثرون بالتحرك و بات شاريوس علي يقين بأن السيف بيده اليسرى

فات الاوان بالفعل علي صد الهجوم بالنسبة له بينما قام ثرون اخيرا بتوجيه هجوم منخفض إليه من جانبه الايسر

شاريوس سقط أرضا جراء ذلك الهجوم .. أصابته لم تبدوا خطرة و لكنه ظل ينزف بشدة جراء تلك الاصابة ..

يحرك يده اليسرى ليضعها علي الجرح حيث كان قد أصيب بينما يرفع رأسه ببطئ لينظر إليه وعلامات الاستياء كانت عليه

شاريوس : بحق الجحيم من تكون .. !

كان ثرون ينظر إليه بينما كانت تلك الابتسامة لا تزال علي وجهه عندما تحدث

ثرون : أخبرك "ذلك" الوغد بالحقيقة و لكن سأوضحها لك مرة أخرى ففي النهاية هو لم يوضحها لك كاملة ..

يتابع ثرون الحديث و أبتسامته تلك لا تزال علي وجهه

يتابع التحدث و أبتسامته تلك لا تال علي وجهه بينما كان ينظر إليه و هو تغطيه الدماء

ثرون : هل تعلم كيف كانت تبدوا هذه الارض قبل نصف قرن من الان ..

علي الاغلب أجابتك لي ستكون بـ"لا"

قبل أكثر من خمسون عاما كانت هذه الارض يحكمها مملكتين فقط

بينما الثالثة كانت صحراء يسكنها عدد من القبائل يتقاتل كل منهم فيما بينهم

في ذلك الوقت ذهبت فقط لوضع تلك الفكرة الصغيرة داخل رأس "زعيم شاب" .. !

ذهبت ولم أقل له سوي بضعة كلمات

" عوضا عن القتال فيما بينكم يمكنك توحيد القبائل بعضها بعضا و بناء مملكة واحدة لتحكما أنت فقط .."

ثرون : لم يستغرق الامر وقتا طويلا من ذلك "الشاب" ليتخذ القرار .. لم يستغرق الامر منه وقتا ليقوم بذلك ..

قبيلة تلوا الاخرى ظل ينتقل ذلك الفتي إليها الي أن انتهي به المطاف أخيرا بتوحيد القبائل التي عاشت بتلك الصحراء معا

و بناء مملكة عرفت فيما بعد بـ"سيريان" بالنسبة لي كانت تلك الخطوة هي البداية فقط حينها

أنتظرت ما يزيد عن الاربعين عاما بعيدا عن تلك المملكة .. أنتظرت تلك اللحظة بفارغ الصبر الي أن جائت أخيرا ..

ولكنها كانت قد أستحقت عناء الانتظار ..

فلقد توفي أخيرا ذلك "الشاب" و قد ترك خلفه ثلاثة أبناء و أبنة واحدة

وكانت وصيته قبل موته هي أن يتولي الاوسط حكم المملكة من بعده

ظنا منه أنه سيكون الاجدر بحكمها دونا عن أخوته الباقين

ثرون : ذهبت "إليه" مباشرة بعد أن علم أن أخيه الاوسط هو من كان سيتولى الحكم

و كانت تلك الكلمات وحدها التي كنت قد قلتها له آن ذاك

" من بين بقية أخوتك آرى أنك كنت و لا تزال الاجدر بالحكم و لكن لم قد يفعل "والدك" أمرا كهذا ..

لم قد يختار والدك شقيقك الاوسط ليتولى الحكم .. ؟! "

" أذا كان الامر صحيحا كما تقول ..

كان من الممكن أن يختار الاكبر كما تجرى العادة ولكنه لم يفعل ..

لم .. لم يفعل ؟! "

" الاجابة بسيطة .. لم يختر والدك شقيقك الاوسط لانه كان الاجدر من بينكم

ولكنه كان أحبه أكثر مما أحب بقيتكم .. ! "

يتابع ثرون الحديث و نبرة صوته تعلوا ببطئ بينما تعابير وجهه و نظراته تصبح حادة أكثر فأكثر ..

ثرون : كانت رؤية ذلك "الفتي" و هو ينقلب علي أخوته أمرا يستحق المشاهدة ..

كان الامر ممتعا للغاية رؤية ذلك الفتي و هو يقتل أخوته

لكن بالنسبة لي ما كان ممتعا أكثر رؤية جشع و طمع ذلك "الصغير" ينموا شيئا فشيئا

كان الامر مؤسفا عندما قتلت ذلك "الصغير" ولكنه لم يترك لي خيارا حينها ..

لكن للأكون صادقا معك لا زلت أشعر بالاسف لما حدث له

لا زلت أشعر بالندم علي قتله ذلك اليوم الي الان ..

لا زلت أشعر بالندم علي قتله ذلك اليوم ... فلقد كان من الممكن أن أستغله جيدا لو كان لا يزال حيا الان ..

ثرون : أصبحت تعلم الان جزء فقط من القصة و لكن سأكون كريما و سأوضح لك ما بقي منها

مع موت "الاميرة الكبرى" لحاكم كيريان و مع موت "الوسطى" ماذا كان سيحدث لـ"كيريان" بعد موت أخر "أميرة" ..

ماذا كان ليحدث بعد موت حاكم "كيريان" .. ؟!

لم يعد بأمكان شاريوس تصديق ما كان يسمعه و لم يسعه فعل شئ سوي النظر بصمت إليه

شاريوس : ...

ثرون : مع موت الحاكم و عدم وجود وريث او وريثة للحكم يتحول الامر

بشكل درامي لصراع علي العرش كان من الممكن أستغلال ذلك لجعل الحرب تدوم لوقت أطول و لكن ..

لحسن الحظ ظهرت أنت جعلت اللعبة أفضل بكيثر مما كنت قد تصورت

بل جعلتها أفضل بكثير مما كنت أخطط له

يرفع ثرون سيفه ببطئ الي الاعلى بينما شاريوس ينظر بصمت و بأستياء و بغضب شديد ينظر إليه

بينما تعابير وجه ثرون لم تتغير قط أبتسمته تلك ظلت مرسومة علي وجهه حتي عندما تحدث أخر مرة له

ثرون : من المؤسف أن النهاية ستكون هنا بالنسبة لك

يحرك "ثرون يده بسرعة ناحية "شاريوس" ليضع نهاية أخيرة للقتال

بينما شاريوس عاجز تماما عن الحارك الي الان

.

.

.

يتبع

ياريت يكون حد قرا الفصل :")