يتراجع الي الوراء بينما بداء بحمل سيفه رأسا علي عقب مشيرا بنصل السيف الي الارض

يحرك يده اليسرى التي كانت مغطاة بدمائه قبل لحظات ليضعها علي سيفه و يمسك بنصل سيفه بيده بقوة

و ببطئ تغطي الدماء المتساقطة من يده

تتساقط الدماء ببطئ علي سيفه الي ان تغطي دمائه نصل سيفه أخيرا

يغرز سيفه أرضا بعد أن أنتهي

بينما جسده يرتجف من الالم و من تلك الاصابة التي كان قد تعرض لها سابقا

و لكنه لم يعد يملك وقتا أطول ليضيعه علي أية حال

شاريوس : " لم يعد هناك وقت .. ! "

كان ينظر إليها و هي تقاتل و كان ينظر إليها و هي تتراجع ..

كان ينظر إليها و كان ينظر إلي ذلك الرجل و ملامح وجهه لم تتغير عندما كانت تتراجع

شاريوس : "لمرة واحدة علي الاقل .. أريد أنقاذ تلك المرأة علي الاقل

اريد حمايتها ولو لمرة واحدة و اخيرة .. لا اريد فقدانها .. و لا يمكنني تحمل فقدانها ..

ادرك جيدا ان ما بقي لي من حياة غير كاف لاتمام تلك القدرة ..

ادرك ذلك جيدا .. و لكن لمرة واحدة اخيرة .. اريد انقاذها .. "

شاريوس : ...

كان القتال محتدما للغاية بين ثلاثتهم الي الان

لم يلحظ أي منهم من كان يقترب من الخلف .. لم يستطع أي منهم أدراك من كان يقترب

و لم ينتبه أي منهم أنه كان يقترب إليهم الا عندما كان قد فات الاوان بالفعل علي الانتباه إليه و هو يقترب

لم ينتبه "شاريوس" أن "ذلك الرجل" كان يقف خلفه تماما

لم ينتبه أنه كان هناك من يقف خلفه ألا عندما تعرض للطعن من الخلف

طعن شاريوس بمنتصف صدره تمام ..

يدرك جيدا ان تلك كانت فرصته الاخيرة و لقد ضاعت لتوها ..

يلتفت ببطئ الي الوراء لينظر الي من كان قد قام بمهاجمته ليجد ذلك الرجل واقفا خلفه

لا يكاد يصدق ما كانت تراه عينه و لكن كان ذلك الوقع فلقد كان من قام بمهاجمته قائد جيش "كيريان"

شاريوس الي الان لا يزال غير قادر علي تصديق ما كانت تراه عينه و لكن لم يعد لديه اية خيريات سوي تصديق ما كان يراه

ففي النهاية ما كان احد ليستطيع قتل "الاميرة الوسطي" و أتهام ذلك "الطبيب" بقتلها سواه

و ما كان لاحد ان يستطيع ان يتمكن من اخراج "الاميرة الصغرى" من القصر دون ان يلاحظ الحرس ذلك سواه

و لا احد غيره يستطيع اعطاء اوامر لجنوده بقتلها سواه ..

باتت الحقيقة واضحة امام عينه و لكن كانت متأخرة ..

شاريوس : منذ ... متي ....

منذ متي ..؟!

قائد الجيش : " منذ متي ؟! "

شاريوس : لا تدعي الغباء .. منذ متي كنت تعمل "معه" .. !

لم قمت بخيانة ذلك الـ"عجوز" .. لم ؟!

قائد الجيش : "ذلك العجوز" ..؟!

أه .. تقصد ملك "كيريان" ...

لم أخن احدا .. منذ البداية ... لم أخن احدا فلقد كنت أخدم سيدا واحدا ليس ألا ..

كل ما في الامر "أنه" أخبرني بالمغادرة لخدمة "سيد" أخر الي أن يحين الوقت المناسب لاعود لخدمته مجددا ..

قلت منذ متي .. كان ذلك منذ البداية .. منذ بداية البداية ..

جرى كل شئ تماما كما خطط "هو" له .. بل و افضل بكثير مما أخبرني به

ينزع سيفه ببطئ من جسد "شاريوس" بينما سرعان ما بداء شاريوس ينهار ارضا

لم يعد لديه القدرة علي البقاء علي قدميه بعد الان

بسبب أنشغالها عنه بسبب القتال لم تلحظ "رييا" سقوط شاريوس الا متأخرة ..

تلتفت الي الخلف ببطئ لتنظر إليه و تراه مغطي بالدماء .. ظلت تنظر بصمت لبعض الوقت لتدرك حقيقة ما حدث اخيرا

ظلت تنظر بصمت الي "قائد الجيش" الذي كان سيفه مغطي بالدماء و شاريوس علي الارض

و دمائه تغطي الارض من حوله بصمت ..

ظلت تنظر بصمت كما لو أنها لم تستطع تقبل تلك الحقيقة التي كانت تنظر لها الي الان ..

يكاد جسدها ان يستجيب اخيرا و تكاد ان تتحرك إليه ..

ولكنها أرتكبت خطاء واحدا ..

فلقد تركت ظهرها مكشوفا تمام لـ"ثرون" الي الان ..

بهجوم أخير من ثرون إليها ناحية كتفها و بشكل مائل الي منتصف جسدها تسقط "رييا" ارضا بدورها

لا تزال الي الان علي قيد الحياة و لكن لم يعد ليدها المزيد من الوقت

تنظر إليه بصمت و يحاول جسدها الحراك و لكن أصبتها منعتها عن الحراك ..

ينظر لها بصمت بينما جسده مغطي بالجراح و دمائه كانت قد ملئت الارض من حوله بالفعل

يحاول الحارك بدوره و لكن لم يختلف حاله بشئ عنها ..

يد كل منهما بعيدة تمام عن الاخر ..

ولا يسع كل منهما سور النظر الي الاخر بصمت الي ان يموت احدهما ..

يتقدم "قائد الجيش" ببطئ الي "ثرون" ليحاول الحديث إليه

قائد الجيش : جرى كل شئ تماما كما توقعت يا سيدي ..

بل و افضل بكثير مما أخبرتني به ..

بأندفاع ذلك "الشقي" الي الامام و بتركه مركز القيادة شاغرا

يكون قد فقد جيش المملكتين احد قادته الثلاث و مع احتدام القتال بينكما و بتعرضه لاصابة بالغة

لن تستطيع تلك المرأة تركه ليلقي حتفه وحيدا ..

و بمغادرتها يكون فقد الجيش اثنين من قادته دفعة واحدة

و مع عدم وجود كليهما و مع ارهاق معظم جنودنا يبداء جنودك بالتراجع بينما يتقدم عدد اخر منهم لتغطية من تراجع بالفعل

و مع انسحاب اخر "قائد للجيش" تصبح تشكيلة جنود كلا المملكتين بلا جدوى و يصبح الامر مسألة وقت فقط لينتهي القتال

يتابع قائد الجيش التقدم بينما لا يزال "ثرون" يحمل سيفه بهدوء و يبدوا انه يشكوا من خطب ما

تقل حدة أبتسامته شيئا فشيئا ومع كل شهيق و زفير يصبح التنفس اصعب بالنسبة له مع كل لحظة

يقترب منه قائد الجيش ببطئ شديد و ملامح وجهه واضحة أبتسامة هادئة علي وجهه و نية القتل كانت واضحة

يقترب قائد الجيش ببطئ نحو ثرون و سيفه الي الان لا يزال مغطي بدماء شاريوس

يقترب منه و ابتسامة رضى شديد علي وجهه

قائد الجيش : كانت سنوات طويلة حقا ..

خدمتك بها بصدق و خدمت ذلك العجوز كذلك بها .. ولكنها ستنتهي اليوم ..

و ستنتهي معها حياتك .. و ستكون تلك "الجوهرة" ملك لي بعد موتك حينها .. !

يحرك يده التي كانت تحمل السيف ببطئ نحو عنق "ثرون"

كانت تفقد "رييا" الوعي شيئا فشيئا و لم تعد قادرة علي ادراك ما كان يحدث بجوارها

بينما "شاريوس" ينظر بصمت تام الي ما كان يحدث حينها ..

ينظر بصمت تام الي رأس ذلك الرجل و هي ترتفع شيئا فشيئا بعد أن قطعت ..!

ينظر بصمت تام الي ما كان يحدث و لا تكاد عينه تصدق ما كانت تراه

بدا الامر و كأن الوقت يمر ببطئ شديد حينها ..

ينظر شاريوس بصمت الي ثرون الذي اخذ يتغير شيئا فشيئا و اخذ يفتح كلاتا عينيه ببطئ اخيرا

ينظر بصمت شديد و بهدوء اليه و هو يحرك سيفه بأخر لحظة نحو عنق "قائد الجيش" ..

ينظر بصمت الي رأسه و هي تتطاير الي الاعلي و تسقط ارضا ببطئ شديد

ينظر بصمت الي ما أصبح عليه ثرون حينها ..

عيناه تلك خاويتان تماما بلا لون و بلا حياة .. داكنتين تماما كما لو أن جسده لم يعد حيا ..

بالنسبة له لم يعد جسد "ثرون" تلك اللحظة التي فتح بها عينيه ملكا له بعد الان

كما لو أن شئ أستحوذ عليه بالفعل .. و كل ما بقي بجسده هي رغبته بالقتل ليس ألا ..

ينظر له بصمت بينما نية القتل تلك تزداد كل لحظة تليها الاخرى .. ينظر بصمت الي ما اصبح ثرون عليه بعد ذلك القتال ..

بدا كأنه يتحرك بناء علي غريزته فقط ليس إلا ..

لم يكتفي ثرون بقطع رأس قائد الجيش الذي حاول خيانته توا ..

يلتفت للخلف ببطئ "اليها" .. يلتفت ببطئ الي "رييا" التي كانت لا تزال مغطاة بدمائها الي الان ..

يحرك سيفه ببطئ الي الاسفل مشيرا بنصل سيفه الي عنقها و ببطئ شديد يحرك يده نحوها

شاريوس ينظر بصمت تام ولا يسعه الحراك مهما كانت عدد المرات التي يحاول فيها

شاريوس : " تحرك .. تحرك .. تحرك "

لم يعد يسعه فعل شئ و تكاد تلك المرأة تفقد رأسها و حياتها امام عينه الان

يحاول الحراك مرارا و تكرارا و لكنه بات يدرك لحقيقة كونه غير قادر علي أنقاذها

فقد كثيرا من دمائه بالفعل و اصاباته التي كانت قد لحقت به منعته عن الحراك

كل ما كان بأستطاعته رؤيتها و هي تفقد حياتها امام عينه

شاريوس : " .. لا .. "

يحرك يده التي كانت مغطاة بدمائه ببطئ مشيرا بها إليها

ولا يسعه حتي الوصول إليها

"وسط ساحة المعركة ..

ووسط انشغال كلا الجيشان بالقتال ..

كان جسد ذلك الشاب ملقى علي الارض لم يعد قادرا علي الحراك ..

دمه كان يسيل و كان دمه يملاء الارض ..

جراحه كانت بالغة .. و بشرته بيضاء شاحبة ..

تكاد بشرته ان تكون بيضاء تماما بسبب فقدانه لكل تلك الدماء .

ممددا علي الارض و كانت تلك ربما اخر انفاسه و لحظات حياته حينها ..

كانت تلك اخر انفاسه عندما حاول الحديث ..

شاريوس : كانت حياة قصيرة ..

قصيرة جدا .. كانت حياة قصيرة و غير عادلة ..

كانت حياتي بالفعل غير عادلة ..

قطعت وعودا كثيرة لها و لم استطع ان افي بأي منها لها ..

فعلت اشياء كثيرة ظننت انني لن اندم عليها لاحقا لكنني كنت مخطئا ..

أن كان هناك شئ وحيد أردت فعله حقا حينها ..

تمنيت حقا قول تلك الكلمات إليها أردت فقط لو أن استطيع أخبرها بأنني "أحببتها" .. "

شاريوس : أردت ذلك حقا و لكن لم أستطع قولها ..

أكتفيت بما بين يداي حينها و ظننت أنه قد يأتي وقت أسطيع فيه قول تلك الكلمات لها ..

في النهاية ستموت أمام عيناي و يداي لا تكاد تصل إليها ..

يكاد ثرون يصل سيفه نحو عنقها و يكاد شاريوس يلفظ اخر أنفاسه ..

شاريوس : "إله حرب"

يبتسم بهدوء و بصمت بينما ظلت عينه تنظر نحوها ..

شاريوس : لم اؤمن قط بأي من تلك الالهة لم أؤمن بأي منها ..

و لكن .. أن كان ذلك ممكنا .. لمرة واحدة فقط

ان كان هناك إله لهذا العالم المجنون .. سأدعوه لمرة واحدة بعد ..

"لا أريد رؤيتها و هي تموت"

تتساقط الدماء شيئا فشيئا من سيف ثرون بينما ظل واقفا بمكانه دون حراك ..

تتساقط الدماء شيئا فشيئا بينما ذلك الرجل يقف بجانبه و يده تمسك بنصل سيف ثرون قبل ان تقطع رقبتها ..

ينظر "شاريوس" بصمت تام إليه ينظر بصمت تام و ذلك الشعور بداخله .. كما لو أنه كان شعور حنين ..

ينظر بصمت إليه كما لو أنه كان يعرفه منذ زمن طويل ..

يغمض عينيه ببطئ و أبتسامة رضى علي وجهه اخيرا كانت تلك اخر لحظات شاريوس الاخيرة

أنتهي القتال بالنسبة إليه الان و لكنه بداء للتو بالنسبة لذلك الرجل الذي وصل توا لساحة القتال ..

.

.

.

يتبع

2020/05/28 · 230 مشاهدة · 1698 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024